الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

بيان علة حديث عبد الله بن يزيد الأنصاري الخطمي مرفوعًا: «لا ينقع بول في طست في البيت، فإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه بول ينقع، ولا تبولن في مغتسلك».

بيان علة حديث عبد الله بن يزيد الأنصاري الخطمي مرفوعًا: «لا ينقع بول في طست في البيت، فإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه بول ينقع، ولا تبولن في مغتسلك».


قال الطبراني في «المعجم الأوسط» :
2077 - حدثنا أحمد قال: نا إسحاق بن إبراهيم البغوي قال: نا يحيى بن عباد أبو عباد قال: نا يونس بن أبي إسحاق، عن بكر بن ماعز قال: سمعت عبد الله بن يزيد يحدث، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا ينقع بول في طست في البيت، فإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه بول ينقع، ولا تبولن في مغتسلك».
لا يروى عن ابن يزيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به: يحيى بن عباد.

أحمد شيخ الطبراني هو ابن يحيى بن زهير وهو ثقة حافظ ترجمه الذهبي في «التاريخ» (7/152/454).
وأما شيخه فهو الملقب بلؤلؤ وهو ثقة مترجم في التهذيب (328).
وأما أبو عباد فهو مترجم في التهذيب (6854) قال أبو حاتم: لا بأس به, ووثقه غيره وضعفه الساجي وغيره.
يونس بن أبي إسحاق وثقه بعض الحفاظ لكن تُكلّم في حفظه :
 قال يحيى بن سعيد كانت فيه غفلة.
وقال أحمد بن حنبل: حديثه مضطرب.
وقال في موضع آخر: كذا وكذا.
وقال أبو حاتم: كان صدوقا إلا أنه لا يحتج بحديثه.
«التهذيب» (7170).

وقد روي هذا الحديث عن بكر بن ماعز بسند أصح من هذا:

قال ابن أبي شيبة:
1844 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن بكر بن ماعز، عن ابن بريدة يحسبه، عن أبيه قال: «لا تبول في طست في بيت تصلي فيه، ولا تبول في مغتسلك».

وهذا أصح بلا ريب فيحيى بن سعيد هو القطان وسفيان هو الثوري وهذا السند يعل المرفوع والله أعلم.

وفي الباب عن ابن عمر رضي الله عنهما:
قال ابن أبي شيبة:
1845 - حدثنا ابن فضيل، عن أبي سنان، عن محارب، عن ابن عمر قال: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه بول».
وسنده صحيح.

وقد روي نحوه عن علي رضي الله عنه مرفوعًا:
قال ابن عدي في «الكامل» (5/388) في ترجمة عبد الله بن نجي:
حدثنا أحمد بن الحسن، حدثنا حميد، حدثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة عن الحارث العكلي عن عبد الله بن نجي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل؟ قال: لا ندخل بيتًا فيه بول.

عبد الله بن نجي قال فيه البخاري: فيه نظر وقال ابن عدي: وأخباره فيها نظر ووثقه النسائي.
قال ابن معين: لم يسمع من علي، بينه وبينه أبوه.
وقال البزار : سمع هو و أبوه من علي.
وقال الشافعى فى مناظرته مع محمد بن الحسن فى الشاهد واليمين: عبد الله بن نجي مجهول.
انظر «تهذيب الكمال» (3614) و«تهذيب التهذيب» (6/55).
وانظر ترجمة أبيه (نجي) من «التهذيب» (6388).

وحميد لعله حميد بن أحمد بن عبد الله بن أبي مخلد البزاز الواسطي؛ فإن كان هو فلم أجد فيه توثيقًا.
انظر «معجم الإسماعيلي» (265).

والحديث تكلم عليه الدارقطني في «العلل» وذكر الخلاف فيه ولم يرد في ما ساقه من ألفاظ لفظ (البول) كما سيأتي.

ففي «العلل» (393) :
وسئل عن حديث عبد الله بن نجي، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تمثال.
فقال: هو حديث يرويه الحارث العكلي، واختلف عنه؛
فرواه مغيرة بن مقسم، وعمارة بن القعقاع، واختلف عنهما، عن الحارث العكلي.
فأما حديث المغيرة، فرواه جرير بن عبد الحميد عنه، عن الحارث العكلي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن عبد الله بن نجي.
وخالفه أبو بكر بن عياش، فرواه عن المغيرة، عن الحارث، عن عبد الله بن نجي.
لم يذكر بينهما أبا زرعة.
واختلف عن عمارة بن القعقاع، فرواه عبد الواحد بن زياد، عن عمارة، عن الحارث العكلي، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، حدث به عنه: أبو سعيد مولى بني هاشم، وإسحاق بن عمر بن سليط.
وقال مسدد، عن عبد الواحد، عن عمارة، عن أبي زرعة، لم يذكر بينهما الحارث.
ورواه زيد بن أبي أنيسة، عن الحارث العكلي، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، عن علي.
وروي عن أبي إسحاق السبيعي، وجابر الجعفي، عن ابن نجي، وهو غريب عنهما.
ويقال: إن عبد الله بن نجي لم يسمع هذا من علي، وإنما رواه عن أبيه، عن علي، وليس بقوي في الحديث.
ورواه شرحبيل بن مدرك، عن ابن نجي، عن أبيه، عن علي.
حدثنا أحمد بن عمر القزويني، حدثنا علي بن الحسين بن سلم، حدثنا عبد الله بن داود الأصبهاني، حدثنا إبراهيم بن أيوب، حدثنا أبو هاني، عن سفيان، عن جابر، عن عبد الله بن نجي، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يأتيه جبريل كل ليلة وكل يوم فيتنحنح، فيخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه ليلة، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل: إني لأسمع حسا، فنظروا فإذا هو بكلب صغير للحسن، فقال جبريل: إن الملائكة تجتنب البيت يكون فيه الجنب والكلب والصورة.
حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين، حدثنا إسحاق بن زريق، حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا سفيان، عن جابر، عن عبد الله بن نجي، عن علي، قال: كنت آتي النبي صلى الله عليه وسلم كل غداة، فإذا تنحنح دخلت، وإذا سكت لم أدخل، قال: فخرج إلي، فقال: حدث البارحة أمر سمعت حشحشة في الدار، فإذا أنا بجبريل، فقلت: ما منعك؟ فإذا بجرو للحسن تحت كرسي لنا، قال: فقال: إن الملائكة لا يدخلون البيت إذا كان فيه ثلاث خلال: كلب، وصورة، وجنب.

وانظر «تحفة الأشراف» (7/416) و (7/451) و«المسند الجامع» (13/168).

وفي الباب عن أبي الدرداء رضي الله عنه موقوفًا ولا أظنه يصح:
قال ابن عدي في «الكامل» (7/169) في ترجمة قيس بن الربيع :
حدثنا ابن صاعد، حدثنا أحمد بن مقدام، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا قيس، عن أبي حصين عن الأعجف بن رزين عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء؟ قال: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه بول منقع.
قال لنا ابن صاعد رفعه شيخ مجهول عن قيس.

والأعجف هذا لم أجد من وثقه.
وترجمه ابن حبان في «الثقات» (6847) وذكر حديثه هذا.
وترجمه في «اللسان» (2/213/1307). وانظر «المؤتلف والمختلف» للدارقطني (2/1093).