قال
الطبري (22/33) في تفسير قوله تعالى: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ
وَالأرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} [الدخان:29] :
حدثني
عليّ بن سهل، قال: ثنا حجاج، عن ابن جُرَيج، عن عطاء في قوله: {فَمَا بَكَتْ
عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ} قال: بكاؤها حمرة أطرافها.
حدثنا
أبو كُرَيب، قال: ثنا طلق بن غنام، عن زائدة، عن منصور، عن المنهال، عن سعيد بن
جُبير، قال: أتى ابن عباس رجل، فقال: يا أبا عباس أرأيت قول الله تبارك وتعالى: {فَمَا
بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} فهل تبكي
السماء والأرض على أحد؟
قال:
نعم إنه ليس أحد من الخلائق إلا له باب في السماء منه ينزل رزقه، وفيه يصعد عمله،
فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد فيه عمله، وينزل منه رزقه،
بكى عليه; وإذا فقده مُصَلاه من الأرض التي كان يصلي فيها، ويذكر الله فيها بكت
عليه، وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض آثار صالحة، ولم يكن يصعد إلى السماء
منهم خير، قال: فلم تبك عليهم السماء والأرض.
حدثنا
ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن ويحيى قالا ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال:
كان يقال: تبكي الأرض على المؤمن أربعين صباحًا.
حدثني
يحيى بن طلحة، قال: ثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن مجاهد، قال: حُدثت أن المؤمن
إذا مات بكت عليه الأرض أربعين صباحًا.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ} قال: بقاع المؤمن التي كان يصلي عليها من الأرض تبكي عليه إذا مات، وبقاعه من السماء التي كان يرفع فيها عمله.