[ ما قالوا ؛ في الرجل يقول خلف الميت : استغفروا له يغفر الله لكم ]
قال ابن أبي شيبة:
11303- حدثنا أبو الأحوص ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قال : كان يكره أن يتبع الرجل الجنازة يقول: (استغفروا له غفر الله لكم).
11304- حدثنا محمد بن فضيل ، عن بكير بن عتيق ، قال : كنت في جنازة فيها سعيد بن جبير ، فقال رجل : استغفروا له غفر الله لكم ، قال سعيد بن جبير: لا غفر الله لك.
11305- حدثنا وكيع ، عن شعبة ، عن العلاء ، عن سعيد بن جبير ، قال : كنت معه في جنازة فسمع رجلاً يقول: استغفروا له غفر الله لكم فنهاه.
11306- حدثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، أنه كره أن يقول استغفروا له غفر الله لكم. [وعند عبدالرزاق (6239) قال: محدثة.]
11307- حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن ابن عون ، عن ابن سيرين ، قال أول ما سمعت في جنازة: (استغفروا له) في جنازة سعد بن أوس.
11308- حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، أنه كره أن يقوله.
11309- حدثنا وكيع ، عن ربيع ، عن الحسن ، أنه كره أن يقول: (استغفروا غفر الله لكم).
11310- حدثنا أبو مطيع ، عن عبد الرحمن بن حرملة ، أنه كان في جنازة فسمع رجلا يقوله ، فقال سعيد بن المسيب : ما يقول راجزكم هذا ؟!
11311- حدثنا قبيصة ، عن سفيان ، عن الربيع بن أبي راشد ، أن سعيد بن جبير سمع رجلاً يقول في جنازة : استغفروا له غفر الله لكم , فغضب.
وقال ابن زبر الربعي في «وصايا العلماء عند حضور الموت» :
حدثنا أبي، نا محمد بن علي بن زيد، نا سعيد بن منصور، نا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري قال: حدثني أبي، عن سعيد بن المسيب أنه قال في مرضه: إياي وحاديهم هذا الذي يحدوا لهم , هذا الذي يقول: (استغفروا له , غفر الله لكم). أرادوا أن يحولوه إلى القبلة , فقال: ما لكم؟ قالوا: نحولك إلى القبلة. قال: ألم أكن على القبلة إلى يومي هذا؟ ما أرى هذا إلا عمل فلان.
وفي «المغني» لابن قدامة: وقال سعيد بن المسيب في مرضه : إياي وحاديهم ، هذا الذي يحدو لهم ، يقول : استغفروا له ، غفر الله لكم . وقال فضيل بن عمرو : بينا ابن عمر في جنازة ، إذ سمع قائلاً يقول : استغفروا له ، غفر الله لكم . فقال ابن عمر : لا غفر الله لك . رواهما سعيد . انتهى
وقال عبد الرزاق:
6244 - عن ابن جريج قال: أخبرني الحكم بن أبان، أنه سمع عكرمة، مولى ابن عباس يقول: توفي ابن لأبي بكر كان يشرب الشراب، فقال أبو هريرة: «استغفروا له فإنما يستغفر لمسيء مثله».
قال ابن المنذر في «الأوسط» :
3057 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الحسن، قال: «أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يستحبون خفض الصوت عند الجنائز، وعند قراءة القرآن، وعند القتال».
وكره سعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير والحسن البصري والنخعي وأحمد وإسحاق قول القائل خلف الجنازة: (استغفروا له) قال عطاء: محدثة، وقال الأوزاعي: بدعة، وقال النخعي: كانوا إذا شهدوا جنازة عرف ذلك فيهم ثلاثاً.
قال أبو بكر: ونحن نكره من ذلك ما كرهوا إلا أن ذلك الشيء أحدث.
وقد روينا أن رجلا توفي كان يشرب الشراب، فقال أبو هريرة: «استغفروا له فإنما يستغفر لمسيء مثله».
قال أبو بكر: وقد يجوز أن يكون معنى قول أبي هريرة: صياحهم، استغفروا له فيما بينكم وبين أنفسكم خلاف البدعة التي أحدثها الناس من رفع الصوت بالاستغفار.