[ ما جاء في فضل ذكر الله في السوق ]
قال ابن أبي شيبة في «المصنف»
(13/196) :
حدثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن
المنهال، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: إن كنت لأخرج إلى السوق وما
لي حاجة إلا أن أسلم ويسلم علي.
وقال (15/245) :
حدثنا جرير ، عن منصور ، عن سالم ، عن
مسروق ، قال : ما دام قلب الرجل يذكر الله ، فهو في صلاة ، وإن كان في السوق.
وروي عن منصور عن هلال عن أبي عبيدة بن
عبد الله بن مسعود مثله وزاد: وإن يحرك به شفتيه ، فهو أفضل.
وقال (15/380) :
حدثنا وكيع ، عن مسعر ، عن عامر بن
شقيق ، عن أبي وائل ، قال : ما شهد عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه مَجْمعًا ،
ولا مأدبة فيقوم حتى يحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان مما
يتبع أغفل مكان في السوق فيجلس فيه فيحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه
وسلم.
وقال (19/496) :
حدثنا أبو معاوية ، عن عاصم ، عن أبي
قلابة ، قال : التقى رجلان في السوق ، فقال : أحدهما لصاحبه : يا أخي ، تعال ندعو
الله ونستغفره في غفلة الناس لعله يغفر لنا ، ففعلا ، فقضي لأحدهما ، أنه مات قبل
صاحبه ، فأتاه في المنام ، فقال : يا أخي ، أشعرت أن الله غفر لنا عشية التقينا في
السوق.
حدثنا أبو معاوية ، عن عاصم ، عن أبي
زينب ، قال : من أتى السوق لا يأتيها إلا ليذكر الله فيها غفر له بعدد من فيها.
وقال أبو أحمد العسال في كتاب
«المعرفة» كما في كتاب «الصفات» لابن المحب (263/ب) :
حدثنا موسى بن إسحاق، ثنا منجاب بن
الحارث، أنبا ابن مسهر، عن محمد بن راشد، قال: سمعت عبد الله بن أبي الهذيل وسأله
رجل فقال: يا أبا المغيرة، أسمعت عبد الله (بن مسعود يقول: «إن الله ليضحك ممن
ذكره في الأسواق»؟ قال: لا، ولكني سمعت عبد الله بن مسعود يقول: «إن الله ليعجب
ممن ذكره في الأسواق».
ورواه كذلك ابن فضيل في «الدعاء» (112)
والبيهقي في «الشعب» (565) وأبو نعيم في «الحلية» (4/359) من كلام ابن أبي الهذيل
وهذا لفظ البيهقي:
قال: إن الله عز وجل يحب أن يذكر في
الأسواق، وذلك لكثرة لغطهم ولغفلتهم وإني لآتي السوق وما لي فيه حاجة إلا أن أذكر
الله تعالى.
[ فصل في ذكر بعض الأخبار في ذم
الأسواق ]
قال مسلم في« صحيحه» (671) :
وحدثنا هارون بن معروف، وإسحاق بن موسى
الأنصاري، قالا: حدثنا أنس بن عياض، حدثني ابن أبي ذباب، في رواية هارون، وفي حديث
الأنصاري، حدثني الحارث، عن عبد الرحمن بن مهران، مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد
إلى الله أسواقها».
وقال أحمد في «مسنده» (16744) :
حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا زهير بن
محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، أن رجلا
أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي البلدان شر؟ قال: فقال:
" لا أدري " فلما أتاه جبريل عليه السلام قال: " يا جبريل، أي
البلدان شر؟ " قال: لا أدري حتى أسأل ربي عز وجل. فانطلق جبريل عليه السلام،
ثم مكث ما شاء الله أن يمكث، ثم جاء، فقال: يا محمد، إنك سألتني أي البلدان شر،
فقلت: لا أدري، وإني سألت ربي عز وجل: أي البلدان شر؟ فقال: أسواقها.
وقال ابن أبي شيبة في «المصنف» (19/206) :
حدثنا أبو أسامة، عن عوف، عن أبي
عثمان، قال: قال لي سلمان الفارسي رضي الله عنه: إن السوق مبيض الشيطان ومفرخه، فإن استطعت أن
لا تكون أول من يدخلها، ولا آخر من يخرج منها فافعل.
وهو في صحيح مسلم (2451) عن سلمان،
قال: لا تكونن إن استطعت، أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان،
وبها ينصب رايته.
[ فائدة ]
ومما يذكر هنا الحديث المشهور بـ (حديث السوق) ولفظه:
«من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف
حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة ».
وهذا الحديث أنكره جماعة من الحفاظ
النقاد منهم أحمد بن حنبل وأبو حاتم وأبو رزعة الرازيان والبخاري وأبو داود وغيرهم.
قال أبو حاتم الرازي: هذا حديث منكر جدًا.
وقال يعقوب بن شيبة : هو حديث ليس
بصحيح الإسناد، ولا له مخرج يرضاه أهل العلم بالحديث، وإنا لنرجوا من ثواب الله عز
وجل على هذه الكلمات ماروي في هذا الحديث، وأكثر منه، فهو أهل الفضل، و الإحسان.
وقال ابن قيم الجوزية في المنار المنيف
بعد أن ذكر هذا الحديث: فهذا الحديث معلول، أعله أئمة الحديث.