قال ابن الجوزي في «المناقب» ص326:
قرأت على محمد بن أبي منصور، عن أبي القاسم بن البسري، عن أبي عبد
الله بن بَطة، قال: أخبرني محمد بن الحسين الآجري، قال: أخبرني محمد ابن كُردي،
قال: حدثنا أبو بكر المرُّوذي، قال: كنتُ مع أبي عبد الله في طريق العَسكر، فنزلنا
منزلاً، فأخرجتُ رغيفاً ووضعت بين يديه كوز ماء، فإذا بكلبٍ قد جاء فقام بحذائه،
وجعل يُحرك ذنبه، فألقى إليه لقمة، وجعل يأكل ويلقي إليه لقمة، فخفت أن يضر بقوته
فقمتُ فصحت به لأنحّيه من بين يديه، فنظرتُ إلى أبي عبد الله قد احمارًّ وتغير من
الحياءِ وقال: دَعه، فإنَّ ابن عباس قال: لها أنفس سُوء.
وفي «آكام المرجان في أحكام الجان» ص45:
قال أبو عثمان سعيد بن العباس الرازي، أنا إبراهيم بن موسى، أنا أبو
الأحوص، حدثنا سماك، عن بشر، سمعت ابن عباس يقول وهو على منبر البصرة: إن الكلاب
من الجن وهي ضعفة الجن فمن غشيه كلب على طعام فليطعمه أو ليؤخره .
أخبرنا إبراهيم، أنا وكيع، عن إسرائيل وسفيان، عن سماك بن حرب، عن
بشر، عن ابن عباس قال: الكلاب من الجن فإذا غشيتكم عند طعامكم فألقوا لهن فإن لها
نفسًا.
وقال ابن قتيبة في «تأويل مختلف الحديث» ص208:
وليست تخلو الكلاب من أن تكون أمة من أمم السباع، أو تكون أمة من
الجن، كما قال ابن عباس: "الكلاب أمة من الجن وهي ضعفة الجن، فإذا غشيتكم عند
طعامكم، فألقوا لها، فإن لها أنفسًا"، يعني: أن لها عيونًا، تصيب بها، والنفس:
العين، يقال: أصابت فلانا نفس، أي: عين.