بيان
علة حديث: «من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من
الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة».
قال
الإمام أحمد في «مسنده» : (8457) حدثنا يونس، وسريج بن النعمان، قالا: حدثنا فليح،
عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي طوالة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله، لا يتعلمه
إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة». قال سريج في حديثه:
يعني ريحها.
وقد
رواه أبو داود وابن ماجه وابن أبي شيبة وغيرهم.
وهذا
الحديث –على شهرته- لا يصح مرفوعًا وهو مما أنكره الأئمة على فليح بن سليمان:
قال ابن
أبي حاتم في «العلل» : (2819) وسمعت أبا زرعة وذكر حديثًا حدثنا به عن سعيد بن
منصور، عن فليح بن سليمان، عن أبي طوالة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: «من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا
ليصيب به عرضًا من الدنيا؛ لم يجد عرف الجنة»؛ يعني: ريحها.
فسمعت أبا
زرعة يقول: هكذا رواه! ورواه زائدة، عن أبي طوالة، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن
رهط من أهل العراق، عن أبي ذر، موقوف ولم يرفعه.
ورواية زائدة أخرجها ابن المبارك في «الزهد» (44) ومن طريقه ابن عبد البر في «الجامع» (1129).
ورواية زائدة أخرجها ابن المبارك في «الزهد» (44) ومن طريقه ابن عبد البر في «الجامع» (1129).
وسئل
عنه الدارقطني في «العلل» (2087) :
فقال:
يرويه أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، واختلف عنه؛
فرواه
فليح بن سليمان أبو يحيى، عن أبي طوالة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي
صلى الله عليه وسلم.
وخالفه
محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم الحزمي؛
فرواه
عن أبي طوالة، عن رجل من بني سالم مرسلًا، عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمرسل
أشبه بالصواب.
فعلى أي
القولين الحديث لا يصح مرفوعًا وفيه جهالة في كلا الطريقين. وزائدة لا يقارن به في الحفظ والضبط كل من خالفه في هذا الحديث.
وقد
استنكر العقيلي هذا الحديث على فليح وقال بعد أن رواه في ترجمة فليح من «الضعفاء»
(3/466) : الرواية في هذا الباب لينة.