[ باب ما جاء أن المؤمن
يموت بعرق الجبين ]
قال الإمام أحمد في «المسند» :
23022 - حدثنا بهز، حدثنا مثنى بن سعيد، عن
قتادة، عن ابن بريدة، عن أبيه، أنه كان بخراسان، فعاد أخًا له وهو مريض فوجده
بالموت، وإذا هو يعرق جبينه فقال: الله أكبر. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: «موت المؤمن بعرق الجبين».
ورواه الترمذي (982) وقال: عقبه: قال بعض أهل الحديث: لا نعرف لقتادة سماعًا من عبد الله بن بريدة. واجتباه النسائي (1829) من غير طريق قتادة، قال: أخبرنا محمد بن معمر، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا كهمس، عن ابن بريدة، به.
وقال ابن أبي شيبة في «المصنف» :
177- في الميت يرشح جبينه عند موته.
12136- حدثنا أبو أسامة ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن عمارة ، قال : كانوا عند رجل من أصحاب عبد الله وهو مريض , فعرق جبينه , فذهب رجل يمسح عن جبينه العرق , فضرب يده ، قال سفيان : إنهم كانوا يستحبون العرق للميت.
12137- حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، أنه دخل على صديق له من النخع يعوده , فمسح جبينه فوجده يرشح فضحك ، فقال له بعض القوم : ما يضحكك يا أبا شبل ؟ قال : ضحكت من قول عبد الله : إن نفس المؤمن تخرج رشحًا , وإنه يكون قد عمل السيئة فيشدد عليه عند الموت ليكون بها , وإن نفس الكافر أو الفاجر لتخرج من شدقه كما يخرج نفس الحمار , وإنه يكون قد عمل الحسنة فيهون عليه عند الموت ليكون بها.
وقال الطبراني في «معجمه الكبير» (8866) :
حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو
النعمان، ثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: إن المؤمن
يخرج نفسه رشحًا، وإن الكافر يخرج نفسه في شدقه كما يخرج نفس الحمار.
عبد الله في الأثرين السابقين هو ابن مسعود رضي الله عنه.
وفي «شرح السنة» للحسين بن محمد البغوي (5/298) :
قال ابن سيرين: علم بين من المؤمن عند موته؛
عرق الجبين.
قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل-التقدمة» (1/345) :
باب ما ظهر لأبي زرعة من سيد عمله عند وفاته
سمعت أبي يقول: مات أبو زرعة مطعونًا مبطونًا
يعرق جبينه في النزع، فقلت لمحمد بن مسلم: ما تحفظ في تلقين الموتى لا إله إلا
الله؟ فقال محمد بن مسلم: يروى عن معاذ بن جبل، فمن قبل أن يستتم رفع أبو زرعة
رأسه وهو في النزع فقال: روى عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة».
فصار البيت ضجة ببكاء من حضر.
وقال أبو نعيم في «الحلية» (10/371) : أخبرني جعفر بن محمد في كتابه وحدثني عنه محمد بن إبراهيم، قال: حضرت وفاة الشبلي فأمسك لسانه، وعرق جبينه، فأشار إلى وضوء الصلاة، فوضأته ونسيت التخليل، تخليل لحيته، فقبض على يدي وأدخل أصابعي في لحيته يخللها، فبكيت وقلت: أي شيء يتهيأ أن يقال لرجل: لم يذهب عليه تخليل لحيته في الوضوء عند نزوع روحه، وإمساك لسانه، وعرق جبينه؟
الشبلي أبو بكر البغدادي الزاهد. انظر ترجمته في «السير» (15/367).
وقال ابن الجوزي في «المنتظم» (17/318) : في ترجمة شيخه: محمد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب، أبو بكر العامري المعروف بابن الجنازة:
.. فلما احتضر قال له أصحابه: أوصنا، فقال:
أوصيكم بثلاث: بتقوى الله، ومراقبته في الخلوة، واحذروا مصرعي هذا عشت إحدى وستين
سنة، وما كأني رأيت الدنيا. ثم قال لبعض أصحابه:
انظر هل ترى جبيني يعرق؟ قال: نعم، فقال: الحمد
للَّه هذه علامة المؤمن. يريد بذلك قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المؤمن يموت بعرق الجبين».
وفي «زاد المسافر» (٢/٢٧٩) :
قال الإمام أحمد: إذا رأيت الميت يعرق جبينه
عند الموت فإنه علامة خير، النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن يموت بعرق
الجبين».
ثم قال : طوبى لمن كان له عند الله خير.