الأحد، 27 سبتمبر 2015

بيان علة حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: «إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه».

بيان علة حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: «إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه».

قال عبد بن حميد في كما في «المنتخب من مسنده» :
1496 - أنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تمنى أحدكم فليستكثر؛ فإنما يسأل ربه عز وجل».

ورواه الطبراني في الأوسط (2040) من طريق عبيد الله بن موسى.

وتابع عبيد الله عن سفيان أبو أحمد الزبيري عليه مرفوعًا.
رواه ابن حبان (889).

لكن الحديث أعل بالوقف:
قال الدارقُطني: يرويه هشام بن عروة، واختلف عنه؛
فرواه الثوري، عن هشام بن عروة، واختلف عن الثوري؛
فأسنده عبيد الله بن موسى، عن الثوري، ووقفه بشر بن المفضل، عنه.
وكذلك رواه أَبو أسامة، عن هشام، موقوفا، وهو الصواب. «العلل» (3504).

وكذلك رواه موقوفًا عن هشام بن عروة :

ابن نمير, كما عند ابن أبي شيبة (35891) و عبدة  بن سليمان كما عند ابن أبي داود في «مسند عائشة» (94).

الجمعة، 25 سبتمبر 2015

[ بيان الاختلاف الواقع في سند حديث: حميد بن هلال عن هشام بن عامر في (الدجال) وحديثه عنه في (شهداء أحد) ]

[ بيان الاختلاف الواقع في سند حديث: حميد بن هلال عن هشام بن عامر في (الدجال) وحديثه عنه في (شهداء أحد) ]

[حديث حميد بن هلال عن هشام بن عامر في الدجال] :

قال مسلم في «صحيحه» (2946) حدثني زهير بن حرب، حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، حدثنا عبد العزيز يعني ابن المختار، حدثنا أيوب، عن حميد بن هلال، عن رهط، منهم أبو الدهماء وأبو قتادة قالوا: كنا نمر على هشام بن عامر، نأتي عمران بن حصين، فقال ذات يوم: إنكم لتجاوزوني إلى رجال، ما كانوا بأحضر لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا أعلم بحديثه مني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال».

وحدثني محمد بن حاتم، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن ثلاثة رهط من قومه فيهم أبو قتادة، قالوا: كنا نمر على هشام بن عامر إلى عمران بن حصين، بمثل حديث عبد العزيز بن مختار، غير أنه قال: «أمر أكبر من الدجال».

هذا الحديث يرويه عن حميد بن هلال كل من: أيوب السختياني وسليمان بن المغيرة.

أما سليمان بن المغيرة:
فرواه عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر بلا واسطة.

ورواه عنه:
شبابة بن سوار عند ابن أبي شيبة (38626).
وحسين بن محمد المرّوذي عند أحمد (16265).
وشيبان بن فروخ عند الطبراني في «الكبير» (22/173/ 450) والخطيب في «الجامع» (1766).
وعاصم بن علي عند الطبراني في «الكبير» (22/174/ 453).      
وأبو عبد الرحمن المقرئ عند أبي نعيم في «الحلية» (2/254).
وعفان بن مسلم عند ابن أبي خيثمة في «التاريخ» (4749) وابن سعد في «الطبقات» (7/26) والداني في «السنن الواردة في الفتن» (1/224/24).
وسعدويه عند ابن عساكر (13/366).

وأما أيوب:
فاختلف عليه في إسناده:

فرواه عبد العزيز بن المختار عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن رهط، منهم أبو الدهماء وأبو قتادة كما تقدم عند مسلم.

ورواه عبيد الله بن عمرو الرقي، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن ثلاثة رهط من قومه فيهم أبو قتادة. كما تقدم عند مسلم والداني في «الفتن» (1/225/25).

ورواه حماد بن زيد كما عند أحمد (16267) وابن سعد (7/26) والطبراني في «الكبير» (22/174/ 451) عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبي الدهماء.

ورواه سفيان بن عيينة كما عند أحمد (16255) ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي كما عند الحاكم (8610) عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر بلا واسطة.

ورواه إسماعيل ابن علية كما عند أحمد (16253) وأبي يعلى (1555) وعبد الوهاب بن عبد المجيد  كما عند نعيم في «الفتن» (1450) عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن بعض أشياخهم.

فصل

[في حديث حميد بن هلال عن هشام بن عامر في شهداء يوم أحد]

قال الإمام أحمد:
16261 - حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب، عن حميد بن هلال، قال: أخبرنا هشام بن عامر، قال: قتل أبي يوم أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «احفروا وأوسعوا، وأحسنوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر، وقدموا أكثرهم قرآنا» ، فكان أبي ثالث ثلاثة، وكان أكثرهم قرآنا فقدم.

ورواه عبد الرزاق في «المصنف» قال:
6501 - عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، وابن عيينة، عن أيوب، عن حميد بن هلال قال: أخبرني هشام بن عامر به.
ومن طريقه الطبراني في «الكبير» (22/172/444).

وقوله في الإسناد: (أخبرني هشام) مخالفٌ لرواية الأكثرين وقد نص أبو حاتم الرازي رحمه الله على أن حميد بن هلال لم يلق هشام بن عامر، كما سيأتي.

وقد تعلق الحويني والمعلقون على «المسند» بذكر السماع في هذا الطريق وردُّوا كلام أبي حاتم الرازي في نفيه.
وهذا الطريق الذي فيه التصريح بالسماع من رواية معمر, ومعلوم أن رواية معمر عن العراقيين ضعيفة: قال ابن أبي خيثمة في «تاريخه» (1/325/1194) : سمعت يحيى بن معين يقول: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخفه؛ إلا عن الزهري، وابن طاووس؛ فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة والبصرة فلا، وما عمل في حديث الأعمش شيئًا. وقال ابن رجب في «شرح العلل» (2/774) : الضرب الثاني من حدث عن أهل مصر أو إقليم فحفظ حديثهم، وحدث عن غيرهم فلم يحفظ. ثم قال: ومنهم معمر بن راشد أيضاً كان يضعف حديثه عن أهل العراق خاصة. ثم نقل كلام ابن معين المتقدم.

وأما ابن عيينة فروايته حملها عبد الرزاق على رواية معمر فحسب, ويدل على ذلك أن المحفوظ عن ابن عيينة بالعنعنة كما سيأتي.

والحديث رواه عن حميد بن هلال كل من: سليمان بن المغيرة وأيوب وجرير بن حازم.

رواية سليمان بن المغيرة:

رواه سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر بلا خلاف عليه في إسناده.

رواه عنه:

وكيع عند أحمد (16251) والنسائي (2015).
وبهز بن أسد عند أحمد أيضًا (16259).
وعبد الله بن مسلمة القعنبي عند أبي داود (3215).
وشيبان بن فروخ عند أبي يعلى (1553) وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2144) والطبراني في «الكبير» (22/173/ 449).
وعلي بن عاصم وهدبة بن خالد عند الطبراني في «الكبير» (22/173/ 449).
وعبد الرحمن بن مهدي عند أبي نعيم في «الحلية» (9/29).
وعبد الله بن المبارك عند الفسوي في «المعرفة» (3/155) والبيهقي في «الكبرى» (6751) وأبو النضر هاشم بن القاسم كذلك في «الكبرى» (6752) وفي «الشعب» (2430).
وعلي بن عبد الحميد المعني عند ابن قانع في «معجمه» (3/193).
وعفان عند أبي نعيم في «المعرفة» (6537).
و الحارث بن عمير عند «الفسوي» (3/156).

رواية أيوب السختياني:

ورواه أيوب عن حميد بن هلال واختلف عليه:

فرواه عنه:
ابن علية كما عند سعيد بن منصور (2582) وأحمد (16256) والطبري في «تهذيب الآثار/مسند عمر» (749).
وابن عيينة كما عند أحمد (16254) والنسائي (2018).
والثوري كما عند أبي داود (3216) النسائي (2010) والفسوي (3/155) والطبري (751) و (752) والطبراني في «الكبير» (22/172/ 447) والبيهقي (6753) و(6927).
ثلاثتهم (ابن علية وابن عيينة والثوري) عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر. بلا واسطة كرواية سليمان بن المغيرة.

ورواه عبد الوهاب الثقفي عن أيوب، عن حميد بن هلال، عمن يحدثه، عن هشام بن عامر. وروايته عند الطبري (750).

ورواه سليمان بن حرب عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد، عن سعد بن هشام بن عامر، عن أبيه. كما عند ابن أبي شيبة (37943) والفسوي (3/155) والنسائي (2016) والبيهقي (6754) و(6928).

ورواه أبو مسلم الكشي، عن سليمان بن حرب، عن حماد، عن أيوب، عن حميد، عن هشام بن عامر. وروايته عند الطبراني في «الكبير» (22/172/445).
وتابعه الحارث بن أبي أسامة كما عند أبي نعيم في «المعرفة» (5174).

وسيأتي أن سليمان بن حرب رجع عن قوله: (سعد بن هشام بن عامر، عن أبيه) وأن الراجح عن حماد بن زيد هو كرواية ابن علية والسفيانين.
وقد ذكر أبو حاتم أن حماد رواه عن أيوب، عن حميد، عن هشام وسيأتي قوله أيضًا.

ورواه عبد الوارث بن سعيد عن أيوب، عن حميد، عن أبي الدهماء، عن هشام بن عامر. كما عند أحمد (16262) وابن ماجه (1560) والترمذي (1713) والنسائي (2017) وأبي يعلى (1558) والبيهقي (6929) وابن قانع (3/194) وابن المنذر في «الأوسط» (3191) والطبراني في «الكبير» (22/173/ 448) وقال: زاد عبد الوارث في إسناد هذا الحديث أبا الدهماء.

رواية جرير بن حازم:

ورواه جرير بن حازم قال: سمعت حميد بن هلال، يحدث عن سعد بن هشام، عن أبيه هشام بن عامر. وروايته عند أحمد (16263) وأبي داود (3217) والنسائي (2011) والبيهقي (6754) والطبري (748).

وقد تكلم أبو حاتم على هذا الحديث:

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث؛ رواه حميد بن هلال في قتلى يوم أحد، فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: احفروا، وأعمقوا، وقدموا أكثرهم قرآنا.
قال أبي: ورواه سليمان بن المغيرة، وأيوب، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر.
وقال جرير بن حازم: عن حميد بن هلال، عن سعد بن هشام.
ورواه غيرهما، فقال: عن حميد بن هلال، عن أبي الدهماء، أو غيره، عن هشام بن عامر.
فقلت لأبي: أيهما أصح؟ فقال: أيوب، وسليمان بن المغيرة أحفظ من جرير بن حازم. «علل الحديث» (1043).

وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: حميد بن هلال لم يلق هشام بن عامر، يدخل بينه وبين هشام أَبو قتادة العدوي، ويقول بعضهم: عن أبي الدهماء، والحفاظ لا يدخلون بينهم أحدًا، حميد، عن هشام، قيل له: فأي ذلك أصح؟ قال: ما رواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد، عن هشام. «المراسيل» (171).

وقال الخطيب في ترجمة سليمان بن حرب من «تاريخه» (10/44) :
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: حدثنا محمد بن جعفر الراشدي، قال: حدثنا أبو بكر الأثرم، قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن حديث هشام بن عامر: " احفروا وأعمقوا "، وقلت: يختلفون فيه؟ فقال: نعم، يضطربون فيه.
قال أبو بكر: فهذا قال فيه جرير بن حازم، عن حميد بن هلال، عن سعد بن هشام بن عامر، عن أبيه.
وقال سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر.
وهكذا قال حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر إلا أن سليمان بن حرب حدثنا ببغداد، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد، عن سعد بن هشام بن عامر، عن أبيه، ثم قال لي بالبصرة: اترك فيه سعد بن هشام عن أبيه.
ورواه عبد الوراث فقال: عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبي الدهماء، عن هشام بن عامر.
فلم يحكم أبو عبد الله لأحد منهم.
وأما غيره، فقال: الحديث حديث أبي الدهماء.

وقد استفدت في تخريج الحديث من حاشية «علل الحديث» لابن أبي حاتم ط-الحميد والجريسي وفاتهم إدراج النقل الأخير من«تاريخ بغداد» فيها.

بيان علة حديث حميد بن هلال عن أبي رفاعة العدوي: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب.

بيان علة حديث: حميد بن هلال عن أبي رفاعة العدوي: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب.

قال مسلم في «صحيحه» : (876) وحدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا حميد بن هلال، قال: قال أبو رفاعة: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، قال: فقلت: يا رسول الله رجل غريب، جاء يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه، قال: فأقبل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك خطبته حتى انتهى إلي، فأتي بكرسي، حسبت قوائمه حديدًا، قال: فقعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته، فأتم آخرها.

قال ابن المديني في «العلل» (ط-السرساوي) ص603: رواه سليمان بن المغيرة عن [ابن] هلال عن [أبي] رفاعة ولم يلق عندي أبا رفاعة, ولو كان حميد .... [قال المحقق: طمس في الأصل بمقدار كلمة تقريبًا]

وتعقبه الذهبي في «السير» قال: روايته عنه في صحيح مسلم، وقد أدركه، ثم هو رجل من قبيلته ومعه في وطنه

والتعقب بمثل هذا لا يستقيم عند أهل النقد والمعرفة بعلل الأحاديث, فكم من راو أدرك من روى عنه وعاش معه في بلده بل ورآه بعينيه, ومع ذلك يحكم الأئمة بنفي سماعه منه. وللوقوف على بعض الأمثلة في بيان ذلك اضغط [هنا].

بيان علة حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: تجمعون جميعًا فيقال: أين فقراء هذه الأمة ومساكينها؟ فيبرزون.

بيان علة حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: تجمعون جميعًا فيقال: أين فقراء هذه الأمة ومساكينها؟ فيبرزون.

قال ابن أبي شيبة:
35860- حدثنا غندر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي كثير، عن عبد الله بن عمرو قال :
تجمعون جميعًا فيقال: أين فقراء هذه الأمة ومساكينها؟ فيبرزون.
قال: فيقال: ما عندكم؟
قال: فيقولون: يا ربنا، ابتلينا فصبرنا، وأنت أعلم، -قال: وأراه قال: ووليت الأموال والسلطان غيرنا-.
قال: فيقال: صدقتم.
قال: فيدخلون الجنة قبل سائر الناس بزمان، وتبقى شدة الحساب على ذوي الأموال والسلطان.
قال: قلت: فأين المؤمنون يومئذ؟
قال: يوضع لهم كراسي من نور ويظلل عليهم الغمام، ويكون ذلك اليوم أقصر عليهم من ساعة من نهار.

وتابع غندر ابنُ المبارك عن شعبة به موقوفًا, قال في الزهد:  643- أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن الحارث يحدث عن أبي كثير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمعه يقول: تجمعون .. الحديث.

ورواه عن شعبة مسكين بن بكير فوهم في رفعه, رواه ابن حبان (7419) وأبو نعيم في الحلية (7/206).