الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

[إكراه الأولاد على طلب الحديث]

[إكراه الأولاد على طلب الحديث]

عن عكرمة، قال: كان ابن عباس رضي الله عنهما، «يضع في رجلي الكبل، ويعلمني القرآن والسنن».

[مسند الدارمي 572]

وعن عبد الله بن داود، قال: سمعت الثوري، يقول: ينبغي للرجل أن يكره ولده على طلب الحديث فإنه مسئول عنه.

[الحلية 6/365]

ورواه الخطيب من قول عبد الله بن داود، وزاد فيه , ليس الدين بالكلام وإنما الدين بالآثار , وقال: في الحديث عمن أراد به الدنيا الدنيا، وعمن أراد به الآخرة آخرة.

[شرف أصحاب الحديث 66]


وقال ابن بطوطة:

ذكر ما استحسنته من أفعال السودان وما استقبحته منها.

ومنها عنايتهم بحفظ القرآن العظيم وهم يجعلون لأولادهم القيود إذا ظهر في حقهم التقصير في حفظه، فلا تفك عنهم حتى يحفظوه! ولقد دخلت على القاضي يوم العيد وأولاده مقيّدون، فقلت له: ألا تسرحهم؟ فقال: لا أفعل حتى يحفظوا القرآن! ومررت يوما بشاب منهم حسن الصورة عليه ثياب فاخرة وفي رجله قيد ثقيل، فقلت لمن كان معي: ما فعل هذا؟ أقتل؟ ففهم عني الشاب وضحك وقيل لي:
إنما قيد حتى يحفظ القرآن!

[رحلته 4/265]



[من كتاب الجامع في أحكام وآداب الصبيان]

[أمهات يرغبن أبناءهن على طلب العلم]

[أمهات يرغبن أبناءهن على طلب العلم]

عن حمزة الأعمى، قال: ذهبت بي أمي إلى الحسن، فقالت: يا أبا سعيد، ابني هذا قد أحببت أن يلزمك، فلعل الله أن ينفعه بك، قال: فكنت أختلف إليه، فقال لي يوما: يا بني آدم الحزن على خير الآخرة، لعله أن يوصلك إليه، وابك في ساعات الخلوة لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك، فتكون من الفائزين، قال: وكنت أدخل عليه منزله وهو يبكي، وآتيه مع الناس وهو يبكي، وربما جئت وهو يصلي، فأسمع بكاءه ونحيبه، قال: فقلت له يوما: يا أبا سعيد، إنك لتكثر من البكاء.
قال: فبكى، ثم قال: يا بني، فما يصنع المؤمن إذا لم يبك، يا بني، إن البكاء داع إلى الرحمة فإن استطعت أن لا تكون عمرك إلا باكيا فافعل، لعله يراك على حالة فيرحمك بها، فإذا أنتقد نجوت من النار.

[تهذيب الكمال 6/115]

وعن  أبي بكر بن عياش قال: قال لي سفيان التمار: أتتني أم الأعمش بالأعمش، فأسلمته إلي، وهو غلام. فذكرت ذلك للأعمش، فقال: «ويل أمه، ما أكبره».

[الجعديات 782]

وعن وكيع بْن الجراح قال: قَالَتْ أم سُفْيَان الثَّوْرِي لسفيان: يا بَنِي اطلب العلم وأنا أكفيك من مغزلي يا بَنِي إِذَا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل ترى فِي نفسك زيادة فِي مشيتك وحلمك ووقارك فَإِن لَمْ تر ذَلِكَ فاعلم أَنَّهُ لا يضرك ولا ينفعك.

[تاريخ جرجان 997]

وعن مطرف، قال: سمعت مالك بن أنس يقول: قلت لأمي: أذهب فأكتب العلم فقالت لي أمي: تعال فالبس ثياب العلماء، ثم اذهب فاكتب قال: فأخذتني فألبستني ثيابا مشمرة، ووضعت الطويلة على رأسي وعممتني فوقها، ثم قالت: اذهب الآن فاكتب.

[المحدث الفاصل ص201]

وقال العيشي: قال لي عبد الوارث بن سعيد:
أتتني علية بابنها، فقالت: هذا ابني، يكون معك، ويأخذ بأخلاقك.
قال: وكان من أجمل غلام بالبصرة.

[السير 9/115]

وقال أبو إسحاق الحربي: وكان محمد بن عبد الرحمن الأوقص عنقه داخلا في بدنه , وكان منكباه خارجين كأنهما زُجان , فقالت له أمه: يا بني لا تكون في قوم , إلا كنت المضحوك منه المسخور به , فعليك بطلب العلم , فإنه يرفعك قال: فطلب العلم.

وعن محمد بن القاسم بن خلاد , قال: كان الأوقص قصيرًا دميمًا قبيحًا قال: فقالت لي أمي وكانت عاقلة: يا بني إنك خلقت خلقة , لا تصلح معها لمعاشرة الفتيان , فعليك بالدين , فإنه يتم النقيصة , ويرفع الخسيسة , فنفعني الله بقولها , فتعلمت الفقه , فصرت قاضيًا.

[الفقيه والمتفقه للخطيب ص140-141]

وعبد الله بن أحمد بن حفصة قال: نزلنا بمكة دارا، وكان فيها شيخ يكنى بأبي بكر بن سماعة، وكان من أهل مكة، قال: نزل علينا أبو عبد الله (يعني أحمد بن حنبل) في هذه الدار، وأنا غلام، فقال: فقالت لي أمي: الزم هذا الرجل فاخدمه، فإنه رجل صالح. فكنت أخدمه، وكان يخرج يطلب الحديث، فسرق متاعه وقماشه، فجاء، فقالت له أمي: دخل عليك السراق، فسرقوا قماشك، فقال: ما فعلت بالألواح؟ فقالت له أمي: في الطاق. وما سأل عن شيء غيرها.

[الحلية 9/179]



[من كتاب الجامع في أحكام وآداب الصبيان]

[مكافأة الصبي على حفظ العلم والتفقه فيه]

[مكافأة الصبي على حفظ العلم والتفقه فيه]

عن النضر بن الحارث، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم، يقول: قال لي أبي: يا بني، اطلب الحديث، فكلما سمعتَ حديثًا، وحفظتَه، فلك درهم فطلبتُ الحديث على هذا.

«شرف أصحاب الحديث» ص66 باب: من تألف ولده على سماع الحديث.

وعن الحميدي، قال: ربما ألقى الشافعي عليّ وعلى ابنه عثمان المسألة فيقول: أيكم أصاب فله دينار.

«الحلية» (9/119).
وعن أبي بكر بن دريد، قال: كان أبو عثمان الأشنانداني معلمي، وكان عمي الحسين بن دريد يتولى تربيتي، فإذا أراد الأكل استدعى أبا عثمان يأكل معه، فدخل عمي يوما وأبو عثمان المعلم يروِّيني قصيدة الحارث بن حلزة التي أولها: آذنتنا ببينها أسماء.
فقال لي عمي: إذا حفظت هذه القصيدة وهبتُ لك كذا وكذا.
ثم دعا بالمعلم ليأكل معه، فدخل إليه فأكلا وتحدثا بعد الأكل ساعة، فإلى أن رجع المعلم حفظتُ ديوان الحارث بن حلزة بأسره، فخرج المعلم فعرَّفتُه ذلك، فاستعظمه وأخذ يعتبره عليّ فوجدني قد حفظته، فدخل إلى عمي فأخبره، فأعطاني ما كان وعدني به.

«تاريخ بغداد» (ج2/تر570).

[من كتاب الجامع في أحكام وآداب الصبيان]


[مشروعية الوليمة إذا حَذق الصبي في الكُتَّاب أو حفظ القرآن]

[مشروعية الوليمة إذا حَذق الصبي في الكُتَّاب أو حفظ القرآن]

إذا حذق الصبي أي أصبح ماهرًا في تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن صنعوا له وليمة شكرًا لله على توفيقه لهذا الصبي وسموها «وليمة الحذاقة» وهي من الولائم المشهورة المشروعة.

قال ابن أبي الدنيا في كتاب «النفقة على العيال» :
318 - حدثني بشر بن معاذ العقدي، حدثنا أبو عمارة الرازي، حدثنا يونس، قال: حذق ابن لعبد الله بن الحسن بن أبي الحسن فقال عبد الله: إن فلانًا قد حذق فقال الحسن: «كان الغلام إذا حذق قبل اليوم نحروا جزورًا وصنعوا طعامًا للناس».

وقال:
314 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الباهلي الصواف، حدثنا عبد الجبار أبو خبيب الكرابيسي، قال: كان معنا ابن لأيوب السختياني في الكُتَّاب فحذق الصبي فأتينا منزلهم فوضع له منبر فخطب عليه، ونهبوا علينا الجوز، وأيوب قائم على الباب يقول لنا: ادخلوا وهو خاص لنا.

النهب: الغنيمة ومعناه: أنهم نثروا عليهم الجوز غنيمة لهم.


وروى الدوري في «جزئه» عن أبي بكر الهذلي قال: سألت الحسن -يعني البصري- وعكرمة عن الصبي نبتت أسنانه فينثر عليه الجوز، فقالا: حلال.

وعن ابن سلمة عن حميد قال: كانوا يستحبون إذا جمع الصبي القرآن أن يذبح الرجل الشاة ويدعو أصحابه.

«فص الخواتم فيما قيل في الولائم» لابن طولون ص66.

وقال المرّوذي في كتاب «الورع» :
219 - سألت أبا عبد الله (أي الإمام أحمد بن حنبل) عن الجوز ينثر؟
فكرهه وقال: لا، يعطون، يقسم عليهم، يعني الصبيان، كما صنع ابن مسعود. هذا إسناده جيد عن ابن مسعود.

220 - دخلت على أبي عبد الله وقد حذق ابنه وقد اشترى جوزًا يريد أن يعدّه على الصبيان يقسمه عليهم، وكره النثر وقال هذه نهبة.

وقال أبو داود السجستاني في «مسائله» للإمام أحمد:
1348 - قلت لأحمد: ما تقول في نثار الجوز؟ قال: لا يعجبني، وذاك أنه يأخذ كل واحد منهم ما غلب عليه.

وقال ابن هانئ النيسابوري في «مسائله» :
1750 - سمعت أبا عبد الله يقول: لا يعجبني نهاب الجوز، وأن يؤكل منه، السكر كله كذلك.

وقال محمد بن علي بن بحر: سمعت حُسْن -أم ولد أحمد بن حنبل- تقول: لما حذق ابني حَسَن، قال لي مولاي: حسن، لا تنثري عليه. فاشترى تمرًا وجوزًا، فأرسله إلى المعلم، قالت: وعملت أنا عصيدة، وأطعمت الفقراء، فقال: أحسنت أحسنت. وفرق أبو عبد الله على الصبيان الجوز، لكل واحد خمسة خمسة.
«المغني» لابن قدامة (7/288).

[من كتاب الجامع في أحكام وآداب الصبيان بتصرف وإضافات]

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

[في فضل الإنفاق على العيال]

[في فضل الإنفاق على العيال]

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول». [صحيح البخاري 5356].

وعن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل دينار ينفقه الرجل، دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله».
قال أبو قلابة: وبدأ بالعيال، ثم قال أبو قلابة: وأي رجل أعظم أجرا، من رجل ينفق على عيال صغار، يعفهم أو ينفعهم الله به، ويغنيهم. [صحيح مسلم994]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك». [صحيح مسلم 995].

وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة، وهو يحتسبها، كانت له صدقة». [صحيح مسلم 1002].

وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله: لا يقع موقعَ الكسب على العيال شيءٌ، ولا الجهادُ في سبيل الله - عزَّ وجلَّ. [صفة الصفوة 4/ 375].

وقال الشعبي رحمه الله: ما ترك عبد مالًا هو فيه أعظم أجرًا، من مال يتركه لولده يتعفف به عن الناس. [الحلية 4/ 313].

وعن حماد قال: رأيت أيوب رحمه الله لا ينصرف من سوقه؛ إلا معه شيء يحمله لعياله، حتى رأيت قارورة الدهن بيده يحملها، فقلت له في ذلك. فقال: إني سمعت الحسن رحمه الله يقول: إن المؤمن أخذ عن الله - عزَّ وجلَّ - أدبًا حسنًا، فإذا أوسع عليه أوسع وإذا أمسك عليه أمسك. [الحلية 3/ 8].

وعن حماد بن زيد قال: قال لنا أيوب رحمه الله: لو احتاج أهلي إلى دستجة بقل لبدأت بها قبلكم. [الحلية 3/ 10].

وعن الحسن البصري رحمه الله قال: المقتر على عياله خائن. [النفقة على العيال لابن أبي الدنيا 366].

وقال أيضًا رحمه الله: ما يعلم أهل السماء وأهل الأرض ما يثيب اللهُ العبدَ على الشيء يُفرِّح به عياله وأهله وولده. [النفقة على العيال لابن أبي الدنيا 377].
      
وقيل للحسن رحمه الله: الرجل ينفق على أهله النفقة لو شاء اكتفى بدونها؟ فقال: أيها الرجل أوسع على نفسك كما وسَّع الله عليك. [النفقة على العيال لابن أبي الدنيا 376].

وعن مسلم قال: لقيني معاوية بن قرة رحمه الله وأنا جاءٍ من الكلأ، فقال: ما صنعت؟ قلت: استبرأت لأهلي كذا وكذا، قال: وأصبته من حلال؟ قال: قلت: نعم، قال: لَأن أغدو فيما غدوت فيه كل يوم: أحب إلي من أن أقوم الليل وأصوم النهار. [النفقة على العيال لابن أبي الدنيا 378].
      

وقيل للحسن رحمه الله: يا أبا سعيد أرأيت إن اشتريت لامرأتي عطرًا بعشرين درهمًا أسرف هو؟ قال: لا. [النفقة على العيال لابن أبي الدنيا 383].

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

رفع الصوت في المساجد

قال البخاري في «صحيحه» :

باب رفع الصوت في المساجد

470 - حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، قال: حدثني يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، قال: كنت قائما في المسجد فحصبني رجل، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب، فقال: اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما، قال: من أنتما - أو من أين أنتما؟ - قالا: من أهل الطائف، قال: «لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم».

قال ابن رجب في الفتح (3/397) :

قد روي هذا عن عمر من وجه آخر:
خرجه الإسماعيلي في «مسند عمر» من طريق عبدة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، أن رجلًا من ثقيف أخبره، أن عمر بن الخطاب سمع ضحك رجل في المسجد، فأرسل إليه، فدعاه، فقال: ممن أنت؟ فقال: أنا رجل من أهل الطائف، فقال: أما إنك لو كنت من أهل البلد لنكلت بك، أن مسجدنا هذا لا يرفع فيه صوت.
وقد روي في حديث واثلة المرفوع: ((جنبوا مساجدكم خصوماتكم ورفع أصواتكم)) .
خرجه ابن ماجه بإسناد ضعيف جدا.
وروي عن ابن مسعود، أنه كان يكره أن ترفع الأصوات في المسجد. وقد سبق.

ورفع الأصوات في المسجد على وجهين:

أحدهما: أن يكون بذكر الله وقراءة القرآن والمواعظ وتعليم العلم وتعليمه، فما كان من ذلك لحاجة عموم أهل المسجد إليه، مثل الأذان والإقامة وقراءة الإمام في الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة، فهذا كله حسن مأمور به.
وقد كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا خطب علا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش، يقول: ((صبحكم ومساكم)) ، وكان إذا قرأ في الصلاة بالناس تسمع قراءته خارج المسجد، وكان بلال يؤذن بين يديه ويقيم في يوم الجمعة في المسجد.
وقد كره بعض علماء المالكية في مسجد المدينة خاصة لمن بعد النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يزيد في رفع صوته في الخطب والمواعظ على حاجة إسماع الحاضرين، تأدبًا مع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ لأنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حاضر يسمع ذلك، فيلزم التأدب معه، كما لو كان حيًا.
وما لا حاجة إلى الجهر فيه، فإن كان فيه أذى لغيره ممن يشتغل بالطاعات كمن يصلي لنفسه ويجهر بقراءته، حتى يغلط من يقرأ إلى جانبه أن يصلي، فإنه منهي عنه.
وقد خرج النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليلة على أصحابه وهم يصلون في المسجد ويجهرون بالقراءة، فقال: ((كلكم يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن.
وفي رواية: ((فلا يؤذ بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة. خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث أبي سعيد.
وكذلك رفع الصوت بالعلم زائدًا على الحاجة مكروه عند أكثر العلماء، وقد سبق ذكره مستوفى في أوائل ((كتاب: العلم))
في باب رفع الصوت بالعلم.

الوجه الثاني: رفع الصوت بالاختصام ونحوه من أمور الدنيا، فهذا هو الذي نهى عنه عمر وغيره من الصحابة.
ويشبه: إنشاد الضالة في المسجد، وفي صحيح مسلم، عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كراهته والزجر عنه، من رواية أبي هريرة وبريدة.
وأشد منه كراهة: رفع الصوت بالخصام بالباطل في أمور الدين؛ فإن الله ذم الجدال في الله بغير علم، والجدال بالباطل، فإذا وقع ذلك في المسجد ورفعت الأصوات به تضاعف قبحه وتحريمه.
وقد كره مالك رفع الصوت في المسجد بالعلم وغيره. ورخص .... ومحمد بن مسلمة من أصحاب مالك في رفع الصوت في المسجد بالعلم والخصومة وغير ذلك مما يحتاج إليه الناس؛ لأنه مجمعهم ولا بد لهم منه. وهذا مبني على جواز القضاء في المساجد. وقد سبق ذكره.

الأحد، 27 سبتمبر 2015

بيان علة حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: «إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه».

بيان علة حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: «إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه».

قال عبد بن حميد في كما في «المنتخب من مسنده» :
1496 - أنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تمنى أحدكم فليستكثر؛ فإنما يسأل ربه عز وجل».

ورواه الطبراني في الأوسط (2040) من طريق عبيد الله بن موسى.

وتابع عبيد الله عن سفيان أبو أحمد الزبيري عليه مرفوعًا.
رواه ابن حبان (889).

لكن الحديث أعل بالوقف:
قال الدارقُطني: يرويه هشام بن عروة، واختلف عنه؛
فرواه الثوري، عن هشام بن عروة، واختلف عن الثوري؛
فأسنده عبيد الله بن موسى، عن الثوري، ووقفه بشر بن المفضل، عنه.
وكذلك رواه أَبو أسامة، عن هشام، موقوفا، وهو الصواب. «العلل» (3504).

وكذلك رواه موقوفًا عن هشام بن عروة :

ابن نمير, كما عند ابن أبي شيبة (35891) و عبدة  بن سليمان كما عند ابن أبي داود في «مسند عائشة» (94).

الجمعة، 25 سبتمبر 2015

[ بيان الاختلاف الواقع في سند حديث: حميد بن هلال عن هشام بن عامر في (الدجال) وحديثه عنه في (شهداء أحد) ]

[ بيان الاختلاف الواقع في سند حديث: حميد بن هلال عن هشام بن عامر في (الدجال) وحديثه عنه في (شهداء أحد) ]

[حديث حميد بن هلال عن هشام بن عامر في الدجال] :

قال مسلم في «صحيحه» (2946) حدثني زهير بن حرب، حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، حدثنا عبد العزيز يعني ابن المختار، حدثنا أيوب، عن حميد بن هلال، عن رهط، منهم أبو الدهماء وأبو قتادة قالوا: كنا نمر على هشام بن عامر، نأتي عمران بن حصين، فقال ذات يوم: إنكم لتجاوزوني إلى رجال، ما كانوا بأحضر لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا أعلم بحديثه مني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال».

وحدثني محمد بن حاتم، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن ثلاثة رهط من قومه فيهم أبو قتادة، قالوا: كنا نمر على هشام بن عامر إلى عمران بن حصين، بمثل حديث عبد العزيز بن مختار، غير أنه قال: «أمر أكبر من الدجال».

هذا الحديث يرويه عن حميد بن هلال كل من: أيوب السختياني وسليمان بن المغيرة.

أما سليمان بن المغيرة:
فرواه عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر بلا واسطة.

ورواه عنه:
شبابة بن سوار عند ابن أبي شيبة (38626).
وحسين بن محمد المرّوذي عند أحمد (16265).
وشيبان بن فروخ عند الطبراني في «الكبير» (22/173/ 450) والخطيب في «الجامع» (1766).
وعاصم بن علي عند الطبراني في «الكبير» (22/174/ 453).      
وأبو عبد الرحمن المقرئ عند أبي نعيم في «الحلية» (2/254).
وعفان بن مسلم عند ابن أبي خيثمة في «التاريخ» (4749) وابن سعد في «الطبقات» (7/26) والداني في «السنن الواردة في الفتن» (1/224/24).
وسعدويه عند ابن عساكر (13/366).

وأما أيوب:
فاختلف عليه في إسناده:

فرواه عبد العزيز بن المختار عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن رهط، منهم أبو الدهماء وأبو قتادة كما تقدم عند مسلم.

ورواه عبيد الله بن عمرو الرقي، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن ثلاثة رهط من قومه فيهم أبو قتادة. كما تقدم عند مسلم والداني في «الفتن» (1/225/25).

ورواه حماد بن زيد كما عند أحمد (16267) وابن سعد (7/26) والطبراني في «الكبير» (22/174/ 451) عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبي الدهماء.

ورواه سفيان بن عيينة كما عند أحمد (16255) ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي كما عند الحاكم (8610) عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر بلا واسطة.

ورواه إسماعيل ابن علية كما عند أحمد (16253) وأبي يعلى (1555) وعبد الوهاب بن عبد المجيد  كما عند نعيم في «الفتن» (1450) عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن بعض أشياخهم.

فصل

[في حديث حميد بن هلال عن هشام بن عامر في شهداء يوم أحد]

قال الإمام أحمد:
16261 - حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب، عن حميد بن هلال، قال: أخبرنا هشام بن عامر، قال: قتل أبي يوم أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «احفروا وأوسعوا، وأحسنوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر، وقدموا أكثرهم قرآنا» ، فكان أبي ثالث ثلاثة، وكان أكثرهم قرآنا فقدم.

ورواه عبد الرزاق في «المصنف» قال:
6501 - عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، وابن عيينة، عن أيوب، عن حميد بن هلال قال: أخبرني هشام بن عامر به.
ومن طريقه الطبراني في «الكبير» (22/172/444).

وقوله في الإسناد: (أخبرني هشام) مخالفٌ لرواية الأكثرين وقد نص أبو حاتم الرازي رحمه الله على أن حميد بن هلال لم يلق هشام بن عامر، كما سيأتي.

وقد تعلق الحويني والمعلقون على «المسند» بذكر السماع في هذا الطريق وردُّوا كلام أبي حاتم الرازي في نفيه.
وهذا الطريق الذي فيه التصريح بالسماع من رواية معمر, ومعلوم أن رواية معمر عن العراقيين ضعيفة: قال ابن أبي خيثمة في «تاريخه» (1/325/1194) : سمعت يحيى بن معين يقول: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخفه؛ إلا عن الزهري، وابن طاووس؛ فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة والبصرة فلا، وما عمل في حديث الأعمش شيئًا. وقال ابن رجب في «شرح العلل» (2/774) : الضرب الثاني من حدث عن أهل مصر أو إقليم فحفظ حديثهم، وحدث عن غيرهم فلم يحفظ. ثم قال: ومنهم معمر بن راشد أيضاً كان يضعف حديثه عن أهل العراق خاصة. ثم نقل كلام ابن معين المتقدم.

وأما ابن عيينة فروايته حملها عبد الرزاق على رواية معمر فحسب, ويدل على ذلك أن المحفوظ عن ابن عيينة بالعنعنة كما سيأتي.

والحديث رواه عن حميد بن هلال كل من: سليمان بن المغيرة وأيوب وجرير بن حازم.

رواية سليمان بن المغيرة:

رواه سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر بلا خلاف عليه في إسناده.

رواه عنه:

وكيع عند أحمد (16251) والنسائي (2015).
وبهز بن أسد عند أحمد أيضًا (16259).
وعبد الله بن مسلمة القعنبي عند أبي داود (3215).
وشيبان بن فروخ عند أبي يعلى (1553) وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2144) والطبراني في «الكبير» (22/173/ 449).
وعلي بن عاصم وهدبة بن خالد عند الطبراني في «الكبير» (22/173/ 449).
وعبد الرحمن بن مهدي عند أبي نعيم في «الحلية» (9/29).
وعبد الله بن المبارك عند الفسوي في «المعرفة» (3/155) والبيهقي في «الكبرى» (6751) وأبو النضر هاشم بن القاسم كذلك في «الكبرى» (6752) وفي «الشعب» (2430).
وعلي بن عبد الحميد المعني عند ابن قانع في «معجمه» (3/193).
وعفان عند أبي نعيم في «المعرفة» (6537).
و الحارث بن عمير عند «الفسوي» (3/156).

رواية أيوب السختياني:

ورواه أيوب عن حميد بن هلال واختلف عليه:

فرواه عنه:
ابن علية كما عند سعيد بن منصور (2582) وأحمد (16256) والطبري في «تهذيب الآثار/مسند عمر» (749).
وابن عيينة كما عند أحمد (16254) والنسائي (2018).
والثوري كما عند أبي داود (3216) النسائي (2010) والفسوي (3/155) والطبري (751) و (752) والطبراني في «الكبير» (22/172/ 447) والبيهقي (6753) و(6927).
ثلاثتهم (ابن علية وابن عيينة والثوري) عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر. بلا واسطة كرواية سليمان بن المغيرة.

ورواه عبد الوهاب الثقفي عن أيوب، عن حميد بن هلال، عمن يحدثه، عن هشام بن عامر. وروايته عند الطبري (750).

ورواه سليمان بن حرب عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد، عن سعد بن هشام بن عامر، عن أبيه. كما عند ابن أبي شيبة (37943) والفسوي (3/155) والنسائي (2016) والبيهقي (6754) و(6928).

ورواه أبو مسلم الكشي، عن سليمان بن حرب، عن حماد، عن أيوب، عن حميد، عن هشام بن عامر. وروايته عند الطبراني في «الكبير» (22/172/445).
وتابعه الحارث بن أبي أسامة كما عند أبي نعيم في «المعرفة» (5174).

وسيأتي أن سليمان بن حرب رجع عن قوله: (سعد بن هشام بن عامر، عن أبيه) وأن الراجح عن حماد بن زيد هو كرواية ابن علية والسفيانين.
وقد ذكر أبو حاتم أن حماد رواه عن أيوب، عن حميد، عن هشام وسيأتي قوله أيضًا.

ورواه عبد الوارث بن سعيد عن أيوب، عن حميد، عن أبي الدهماء، عن هشام بن عامر. كما عند أحمد (16262) وابن ماجه (1560) والترمذي (1713) والنسائي (2017) وأبي يعلى (1558) والبيهقي (6929) وابن قانع (3/194) وابن المنذر في «الأوسط» (3191) والطبراني في «الكبير» (22/173/ 448) وقال: زاد عبد الوارث في إسناد هذا الحديث أبا الدهماء.

رواية جرير بن حازم:

ورواه جرير بن حازم قال: سمعت حميد بن هلال، يحدث عن سعد بن هشام، عن أبيه هشام بن عامر. وروايته عند أحمد (16263) وأبي داود (3217) والنسائي (2011) والبيهقي (6754) والطبري (748).

وقد تكلم أبو حاتم على هذا الحديث:

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث؛ رواه حميد بن هلال في قتلى يوم أحد، فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: احفروا، وأعمقوا، وقدموا أكثرهم قرآنا.
قال أبي: ورواه سليمان بن المغيرة، وأيوب، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر.
وقال جرير بن حازم: عن حميد بن هلال، عن سعد بن هشام.
ورواه غيرهما، فقال: عن حميد بن هلال، عن أبي الدهماء، أو غيره، عن هشام بن عامر.
فقلت لأبي: أيهما أصح؟ فقال: أيوب، وسليمان بن المغيرة أحفظ من جرير بن حازم. «علل الحديث» (1043).

وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: حميد بن هلال لم يلق هشام بن عامر، يدخل بينه وبين هشام أَبو قتادة العدوي، ويقول بعضهم: عن أبي الدهماء، والحفاظ لا يدخلون بينهم أحدًا، حميد، عن هشام، قيل له: فأي ذلك أصح؟ قال: ما رواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد، عن هشام. «المراسيل» (171).

وقال الخطيب في ترجمة سليمان بن حرب من «تاريخه» (10/44) :
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: حدثنا محمد بن جعفر الراشدي، قال: حدثنا أبو بكر الأثرم، قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن حديث هشام بن عامر: " احفروا وأعمقوا "، وقلت: يختلفون فيه؟ فقال: نعم، يضطربون فيه.
قال أبو بكر: فهذا قال فيه جرير بن حازم، عن حميد بن هلال، عن سعد بن هشام بن عامر، عن أبيه.
وقال سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر.
وهكذا قال حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر إلا أن سليمان بن حرب حدثنا ببغداد، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد، عن سعد بن هشام بن عامر، عن أبيه، ثم قال لي بالبصرة: اترك فيه سعد بن هشام عن أبيه.
ورواه عبد الوراث فقال: عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبي الدهماء، عن هشام بن عامر.
فلم يحكم أبو عبد الله لأحد منهم.
وأما غيره، فقال: الحديث حديث أبي الدهماء.

وقد استفدت في تخريج الحديث من حاشية «علل الحديث» لابن أبي حاتم ط-الحميد والجريسي وفاتهم إدراج النقل الأخير من«تاريخ بغداد» فيها.

بيان علة حديث حميد بن هلال عن أبي رفاعة العدوي: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب.

بيان علة حديث: حميد بن هلال عن أبي رفاعة العدوي: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب.

قال مسلم في «صحيحه» : (876) وحدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا حميد بن هلال، قال: قال أبو رفاعة: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، قال: فقلت: يا رسول الله رجل غريب، جاء يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه، قال: فأقبل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك خطبته حتى انتهى إلي، فأتي بكرسي، حسبت قوائمه حديدًا، قال: فقعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته، فأتم آخرها.

قال ابن المديني في «العلل» (ط-السرساوي) ص603: رواه سليمان بن المغيرة عن [ابن] هلال عن [أبي] رفاعة ولم يلق عندي أبا رفاعة, ولو كان حميد .... [قال المحقق: طمس في الأصل بمقدار كلمة تقريبًا]

وتعقبه الذهبي في «السير» قال: روايته عنه في صحيح مسلم، وقد أدركه، ثم هو رجل من قبيلته ومعه في وطنه

والتعقب بمثل هذا لا يستقيم عند أهل النقد والمعرفة بعلل الأحاديث, فكم من راو أدرك من روى عنه وعاش معه في بلده بل ورآه بعينيه, ومع ذلك يحكم الأئمة بنفي سماعه منه. وللوقوف على بعض الأمثلة في بيان ذلك اضغط [هنا].

بيان علة حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: تجمعون جميعًا فيقال: أين فقراء هذه الأمة ومساكينها؟ فيبرزون.

بيان علة حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: تجمعون جميعًا فيقال: أين فقراء هذه الأمة ومساكينها؟ فيبرزون.

قال ابن أبي شيبة:
35860- حدثنا غندر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي كثير، عن عبد الله بن عمرو قال :
تجمعون جميعًا فيقال: أين فقراء هذه الأمة ومساكينها؟ فيبرزون.
قال: فيقال: ما عندكم؟
قال: فيقولون: يا ربنا، ابتلينا فصبرنا، وأنت أعلم، -قال: وأراه قال: ووليت الأموال والسلطان غيرنا-.
قال: فيقال: صدقتم.
قال: فيدخلون الجنة قبل سائر الناس بزمان، وتبقى شدة الحساب على ذوي الأموال والسلطان.
قال: قلت: فأين المؤمنون يومئذ؟
قال: يوضع لهم كراسي من نور ويظلل عليهم الغمام، ويكون ذلك اليوم أقصر عليهم من ساعة من نهار.

وتابع غندر ابنُ المبارك عن شعبة به موقوفًا, قال في الزهد:  643- أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن الحارث يحدث عن أبي كثير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمعه يقول: تجمعون .. الحديث.

ورواه عن شعبة مسكين بن بكير فوهم في رفعه, رواه ابن حبان (7419) وأبو نعيم في الحلية (7/206).

الاثنين، 3 أغسطس 2015

[من قال الوضوء يوزن]

[من قال الوضوء يوزن]

قال ابن أبي شيبة في «المصنف» :

1609- حدثنا أبو أسامة، عن الصلت بن بهرام، عن عبد الكريم، عن سعيد بن المسيب: أنه كرهه، وقال: «هو يوزن».

كرهه: أي التنشف بالمنديل بعد الوضوء.
هو يوزن: أي الوضوء.

وقال الترمذي: وقد رخص قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم في التمندل بعد الوضوء، ومن كرهه إنما كرهه من قبل أنه قيل: إن الوضوء يوزن وروي ذلك، عن سعيد بن المسيب، والزهري. ثم ساق بسنده عن الزهري، قال: «إنما كره المنديل بعد الضوء؛ لأن الوضوء يوزن».
«الجامع» (١/٧٧) .

وأثر الزهري في سنده محمد بن حميد وعلي بن مجاهد وهما متهمان.

وقال حرب الكرماني في «المسائل» / الطهارة ص142:

215- حدثنا عيسى بن محمد، قال: ثنا أزهر، عن أبي عون، عن ابن سيرين، قال: «الوضوء يوزن».

216- حدثنا عمرو بن عثمان، قال: ثنا أبي، قال: ثنا محمد بن مهاجر، عن بركة الأزدي، قال: رأيت مكحولًا يتوضأ، فناولته منديلًا يمسح به، فقال: «إن فضل الوضوء بركة، فأريد أن يكون ذلك في ثيابي». ثم رفع أسفل قميصه فمسح به وجهه.

وقال إسحاق بن راهويه: السنة أن يتمسح إن شاء، وتركه أفضل لما قيل: إن أثر الوضوء نور لما يوزن كل قطرة وزنا فلا يزول أثر النور.
«مسائل الكوسج» (8).

وقال: أما المنديل بعد الوضوء في الجنابة والوضوء، فالفضل في ألا يمسح ندى وضوئه أو جنابته بثوبه، لما قيل: إن الوضوء كل قطرة توزن وزنًا، ولا ينبغي للرجل أن يزيل نور وضوئه، فإن كان يمسحهما من علة برد أو غير ذلك، جاز، والجنابة أشد لما اغتسل النبي صلى الله عليه وسلم من الجنابة، فناولوه ثوبًا يتمسح به، فابى، وردّه.
«مسائل حرب» / الطهارة ص142.

وروى ابن عساكر (61/380) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «من توضأ فمسح بثوب نظيف فلا بأس به، ومن لم يفعل فهو أفضل لأن الوضوء يوزن يوم القيامة مع سائر الأعمال».

وفي سنده: ناشب بن عمرو الشيباني، قال البُخاري: منكر الحديث.

وفي جواز استعمال المنديل للتنشف بعد الوضوء وكذلك في كراهيته آثار عن السلف انظرها في «المصنف» لابن أبي شيبة وكذلك «المصنف» لعبد الرزاق.