الخميس، 30 أكتوبر 2014

بيان علة حديث عمر مرفوعًا: «إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان». وحديث عمران بن الحصين مرفوعًا بنحوه.

بيان علة حديث عمر مرفوعًا: «إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان». وحديث عمران بن الحصين مرفوعًا بنحوه.

قال الإمام أحمد في «المسند» :
310 - حدثنا يزيد، أخبرنا ديلم بن غزوان العبدي، حدثنا ميمون الكردي، عن أبي عثمان النهدي، قال: إني لجالس تحت منبر عمر وهو يخطب الناس، فقال في خطبته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان».

وقال الفريابي في «صفة النفاق» :
25 - حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، حدثنا ميمون الكردي، عن أبي عثمان النهدي، سمعت عمر بن الخطاب، في خطبته يقول: «حذرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كل منافق عليم اللسان».

أما ديلم بن غزوان فقد قال عنه ابن معين: ثقة.
وقال مرة: صالح.
وقال أبو حاتم: ليس به بأس، شيخ, وهو أحب إلي من علي بن أبي سارة.
وقال أبو داود: ليس به بأس.
وقال مرة: شويخ.
وقال في موضع آخر: ثقة.
وانظر «التهذيب» (1807).
لكن أورده ابن عدي في «الكامل» (3/580/640) وروى حديثه هذا من طريقه مستنكرًا له -كعادته في ذلك- وقال: وهذا يرويه عن ميمون ديلم.

وأما الحسن بن جعفر:
فهو متروك منكر الحديث.
انظر «التهذيب» (1211) و«الكامل» (3/133/447).

وقد روي عن ميمون الكردي عن أبي عثمان النهدي عن عمر –رضي الله عنه- موقوفًا:

قال الفريابي في «صفة النفاق» :
26 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جعفر بن سليمان، عن المعلى بن زياد، عن أبي عثمان النهدي، قال: سمعت عمر بن الخطاب، وهو على منبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكثر من عدد أصابعي هذه وهو يقول: «إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة المنافق العليم، قيل: وكيف يكون المنافق العليم؟ قال: عالم اللسان جاهل القلب والعمل».

ورواه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (683) عن يحيى بن يحيى قال: أنا جعفر بن سليمان به.
وقال (684) حدثنا إسحاق، أنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد .. وساق أثرًا.
ثم قال (685) قال حماد بن زيد: قال ميمون الكردي: عن أبي عثمان، قال: سمعت عمر بن الخطاب، يخطب وأنا بجنب المنبر، عدد أصابعي هذه وهو يقول: «إن أخوف ما أخاف عليكم المنافق العليم، قالوا: وكيف يكون المنافق عليما؟ قال: يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور أو قال المنكر».

وفي «علل الدارقطني» :
246- وسئل عن حديث أبي عثمان النهدي، عن عمر قوله: «أخوف ما أخاف عليكم كل منافق عليم اللسان».
فقال رواه المعلى بن زياد، عن أبي عثمان، عن عمر، موقوفًا غير مرفوع.
وكذلك رواه حماد بن زيد، عن ميمون الكردي، عن أبي عثمان، عن عمر قوله.
وخالفه ديلم بن غزوان ويكنى أبا غالب عن ميمون الكردي، عن أبي عثمان عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم
وتابعه الحسن بن أبي جعفر الجفري عن ميمون الكردي فرفعه أيضًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
والموقوف أشبه بالصواب والله أعلم.

(فصل)

قال الفريابي في «صفة النفاق» :
23 - حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان».
ورواه الطبراني في «الكبير» (593) والبيهقي في «الشعب» (1639) من طريق معاذ العنبري.

وقال البزار:
3514 - حدثنا محمد بن عبد الملك، قال: نا خالد بن الحارث، قال: نا حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين، رضي الله عنه، قال: «حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل منافق عليم اللسان».
وهذا الكلام لا نحفظه إلا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه واختلفوا في رفعه عن عمر فذكرناه، عن عمران إذ كان يختلف في رفعه عن عمر، وإسناد عمر إسناد صالح، فأخرجناه عن عمر، وأعدناه عن عمران لحسن إسناد عمران.
ورواه ابن حبان (80) من طريق خالد بن الحارث.

وهذا الحديث معلول:

ففي «علل الدارقطني» :
196- وسئل عن حديث عبد الله بن بريدة، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أخوف ما أخاف عليكم من منافق عليم اللسان.
فقال: هو حديث رواه حسين المعلم، واختلف عنه؛
فرواه معاذ بن معاذ، عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ووهم فيه.
ورواه عبد الوهاب بن عطاء، وروح بن عبادة، وغيرهما عن حسين، عن ابن بريدة، عن عمر بن الخطاب، وهو الصواب في قصة طويلة.

وحديث روح رواه الحارث بن أبي أسامة في «مسنده» كما في «بغية الباحث» (466) وإسحاق بن راهويه كما في «المطالب العالية» (2985) كلاهما مطولًا بذكر القصة وابن بطة في «الكبرى» (940) مختصرًا.

وفي «المراسيل» لابن أبي حاتم (400) : قال أبو زرعة: عبد الله بن بريدة عن عمر مرسل.

(وهنا تنبيه)

قال محقق المجلد الثاني عشر من «المطالب العالية» بعد أن خرّج الحديث ونقل كلام الدارقطني -رحمه الله-: وعلى كل حال فالحديث عندي صحيح من حديث عمران بن حصين وإن حكم عليه الدارقطني بالوهم لأنه يحتمل أن يكون الحديث عند صحابيين يأخذ عنهما تابعي، وهذا لا مانع، والله أعلم.

فيقال ردًا على هذا الكلام: لو جوّزنا جدلًا أن هذا التابعي (ابن بريدة) حمل الحديث عن كلا الصحابيَين, أفتراه يحتمل أيضًا أن يكون تلميذ التابعي (حسين المعلم) حمل حديثي الصحابيَين جميعًا عن التابعي؟!
هذا كلام ضعيف يدل على قلة دراية بمسالك أئمة علل الحديث وصيارفته وأوجه الإعلال عندهم.

وأفضل ما يرد به على قوله: (يحتمل) ؛ ما قاله ابن القيم –رحمه الله- ردًا على ابن القطان الفاسي لما تكلم كلامًا نحوًا من كلام هذا الرجل, قال في حاشية السنن: وهذه التجويزات لا يلتفت إليها أئمة الحديث وأطباء علله ويعلمون أن الحديث معلول بإرسال الزبيدي له ولهم ذوق لا يحول بينه وبينهم فيه التجويزات والاحتمالات.

ومع الأسف فكلام هذا المحقق هو اجترار لكلام كثير من الباحثين العصريين الذين ليس لهم إلا معرفة سطحية بعلم العلل ودقائقه وكذلك هم لم يتعلموا أن يقدروا لأهله من الأئمة النُقّاد والحفاظ الأفذاذ قدرهم بل تشربوا حب مناطحتهم والتطاول عليهم والله المستعان.

(فصل)

قال عبد الله في زوائد «الزهد» لأحمد :
1300 - حدثنا عبد الله، حدثنا منصور بن بشير، حدثنا حماد الأشج، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كنت عنده جالسا فقال: «إن هلكة هذه الأمة على يدي كل منافق عليم وقد، رمقتك فلم أر منك إلا خيرا فارجع إلى قومك، فإنهم لا يستغنون عن رأيك».

ورواه في «ذم النفاق» (27) عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، قال: قدمت على عمر.

ورواه إسحاق بن راهويه كما في «المطالب» (2980) : أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد عن أبي سويد، عن الحسن رضي الله عنه، قال: لما قدم وفد أهل البصرة على عمر رضي الله عنه. فيهم الأحنف بن قيس .. الأثر.
ومن طريقه رواه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (684) ورواه ابن بطة في «الكبرى» (640).

وهذا صورته الإرسال. والله أعلم.
وانظر «معجم أبي يعلى» (334) و«علل الدارقطني» (166).

ونحوه في «تاريخ أصبهان» (1/269) و«معرفة الصحابة» (1121) للأصبهاني من طريق الكديمي وهو متروك متهم.

وينظر «مسند الفاروق» (2/660) ومابعدها.

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

بيان ضعف حديث ابن مسعود مرفوعًا: «لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس، عن عمره فيم أفناه ... الحديث», والكلام على شواهده.

بيان ضعف حديث ابن مسعود مرفوعًا: «لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس، عن عمره فيم أفناه .. الحديث», والكلام على شواهده.

قال الترمذي:
2416 - حدثنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا حصين بن نمير أبو محصن قال: حدثنا حسين بن قيس الرحبي قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس، عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم».
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث الحسين بن قيس، وحسين بن قيس يضعف في الحديث من قبل حفظه وفي الباب عن أبي برزة، وأبي سعيد.

ورواه البزار (1435) وأبو يعلى في «مسنده» (5271) والمروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (846) والطبراني في «الصغير» (760) وفي «الكبير» (9772) وغيرهم.

واستنكره ابن عدي على حسين بن قيس الرحبي, فرواه في «الكامل» (3/220).

وحسين بن قيس هذا قال عنه أحمد بن حنبل: ليس حديثه بشيء، لا أروي عنه شيئًا.
وقال عبد الله بن أحمد: قال أبي: حسين بن قيس، يقال له: حنش. متروك الحديث، له حديث واحد حسن، روى عنه التيمي، في قصة البيع، أو نحو ذلك، الذي استحسنه أبي.
وقال يحيى بن معين: ليس بشيءٍ.
وَقَال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، قيل له: كَانَ يكذب؟ قال: أسأل اللَّه السلامة هو ويحيى بْن عُبَيد اللَّه متقاربين، قيل: هو مثل الحسين بن عبد الله بن ضميرة؟ قال: شبيه بِهِ.
وهذا الرجلان متروكان واهيان والثاني متهم.
وقَال البخاري: أحاديثه منكرة جدًا ولا يكتب حديثه.
وقال البخاري: ترك أحمد حديثه.
وَقَال النَّسَائي: متروك الحديث.
وَقَال فِي موضع آخر: ليس بثقة.
وَقَال العقيلي: له غير حديث لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به.
وقال الجوزجاني: أحاديثه منكرة جدًا فلا تكتب.
ونقل بن الجوزي عن أحمد أنه كذبه.
وقال الدارقطني متروك.
وقال البزار: لين الحديث.
وقال مسلم: منكر الحديث.
وقال الساجي: ضعيف الحديث متروك يحدث بأحاديث بواطيل.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس هو بالقوي عندهم.
وقال ابن حبان كان يقلب الأخبار ويلزق رواية الضعفاء بالثقات.

انظر «تهذيب الكمال» (1320) و«تهذيب التهذيب» (623).

ومن هذه حاله لا يقبل حديثه وكذلك لا يستشهد به.

(فصل)

وأما حديث أبي برزة –رضي الله عنه- الذي أشار إليه الترمذي فهو الآتي:
قال الدارمي في «المسند» :
554 - أخبرنا أسود بن عامر، حدثنا أبو بكر، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ما فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن جسمه، فيما أبلاه».

ومن طريق الدارمي خرجه الترمذي (2417) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وسعيد بن عبد الله بن جريج هو بصري، وهو مولى أبي برزة، وأبو برزة اسمه: نضلة بن عبيد.

قال الدارقطني في العلل (6/309) : تفرد به أبو بكر بن عياش عنه-أي الأعمش-.

وأبو بكر بن عياش ليس من أصحاب الأعمش المعروفين, بل إن النسائي لما قسم طبقات أصحاب الأعمش إلى سبع طبقات, وذكر فيها ستة وعشرين راويًا لم يذكر فيهم أبا بكر بن عياش, وكذلك ابن رجب لم يذكره في «شرح العلل» عندما ذكر طبقات أصحاب الأعمش, فتفرده دون أصحاب الأعمش المعروفين محل وقفة وتأمل.
انظر «شرح العلل» لابن رجب (1/404) و (2/529).

هذا على فرض أنه ثقة لا مغمز فيه, فكيف وقد تكلم في حفظه؟!
قال عنه أحمد بن حنبل: ثقة، وربما غلط.
وقال أبو سعيد الدارمي: ليس بذاك في الحديث وهو من أهل الصدق والأمانة.
وقال: وسمعت محمد بن عبد الله بن نمير يضعف أبا بكر بن عياش في الحديث. قلت: كيف حاله في الأعمش؟ قال: هو ضعيف في الأعمش وغيره.
وقال أبو حاتم: هو وشريك في الحفظ سواء.
وقال العجلي: كان ثقة قديمًا صاحب سنة وعبادة وكان يخطئ بعض الخطأ.
وقال ابن سعد: وكان ثقة صدوقا عارفا بالحديث والعلم إلا أنه كثير الغلط.
وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالحافظ عندهم.
وقال مهنا: سألت أحمد؛ أبو بكر بن عياش أحب إليك أو إسرائيل؟ قال: إسرائيل, قلت: لم؟ قال: لأن أبا بكر كثير الخطأ جدًا, قلت: كان في كتبه خطأ؟ قال: لا, كان إذا حدث من حفظه.
وقال يعقوب بن شيبة: وفي حديثه اضطراب.
وقال الساجي: صدوق يهم.
وقال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد: لو كان أبو بكر بن عياش حاضرًا ما سألته عن شيء, ثم قال إسرائيل فوق أبي بكر, وكان يحيى بن سعيد إذا ذكر عنده كلح وجهه.
وقال أبو نعيم: لم يكن في شيوخنا أحد أكثر غلطًا منه.
وقال البزار: لم يكن بالحافظ وقد حدث عنه أهل العلم واحتملوا حديثه.

انظر «تهذيب الكمال» (7252) و «تهذيب التهذيب» (12/31/15).

وقد ذُكر له متابع خرج حديثه الأصبهاني في الحلية (10/232) قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن فضلويه النيسابوري، ثنا عبد الله بن محمد بن منازل، ثنا حمدون بن أحمد القصار، ثنا إبراهيم الزراع، ثنا ابن نمير، عن الأعمش به.

وإليك تراجم رجال هذا الإسناد:
عبد الله بن محمد بن فضلويه:
له ترجمة في «تاريخ نيسابور» (1910) وقال: الصوفي الزاهد أبو محمد المعروف بالمعلم النيسابوري ودفن بشاهنبر.
وفي «تاريخ الذهبي» (8/401/153) وقال: الصوفي المعلم من بقايا شيوخ نيسابور.
ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

أما عبد الله بن محمد بن منازل:
فقال الخطيب «تلخيص المتشابه» (1/437) : من كبار الصوفية له حكايات معروفة، لم يسند إلا القليل.
وقال الحاكم في «تاريخ نيسابور» (1332) : المجرد على الصحة والحقيقة لا على مجرى العادة!
وقال: وله حالات عجيبة!
فمن أحب أن ينظر بعض حالاته العجيبة فليراجع المصدر المذكور.

وترجمه الذهبي في «تاريخه» (7/646/16) ومما قال:
قال السلمي: له طريقة يتفرد بها .. وكان عالمًا بعلوم الظاهر!
وقال الحاكم: حملت إليه، يعني ابن منازل، غير مرة متبركًا به، وصورته نصب عيني!

وأما حمدون القصار:
فله ترجمة في «تاريخ نيسابور» (860).
وترجمه الذهبي (6/541/171) ومما قال فيه:
الصوفي العارف ..قدوة الملامتية بخراسان، ومنه انتشر مذهبهم، وهو تخريب الظاهر وتعمير الباطن، مع التزام الشرع وواجباته ظاهرًا وباطنًا.
وكان كبير الشأن، يقال: إنه كان من الأبدال.
وسئل عن طريق الملامة، فقال: خوف القدرية ورجاء المرجئة.

وأما إبراهيم الزراع:
فيحتمل أن يكون إبراهيم بن أبي سويد البصري.
قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/122/ 377) : إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد الذارع بصري .. وسمعت أبي يقول سمعت يحيى بن معين وذكر ابن أبي سويد فقال: يقال إنه كثير التصحيف لا يقيمها، وسمعت أبي يقول إبراهيم بن أبي سويد من ثقات المسلمين رضا.
ونسبه (الذارع) السمعاني في «الأنساب» (6/2/1679).
وترجم له مغلطاي في «الإكمال» (1/217/222) ونسبه (الزارع) وكذلك فعل آخرون ممن ترجم له.

لكن قد جاء في «طبقات الصوفية» للسلمي (ص109) : حدثنا أبي رحمه الله قال حدثنا عبد الله بن محمد بن منازل حدثنا حمدون بن أحمد القصار حدثنا إبراهيم الزراد حدثنا ابن نمير عن الأعمش به.

والسلمي متهم.

وفي «عجالة الأحاديث المسلسلة» (ص114) : .. عبد الله بن محمد بن منازل أنا حمدون بن أحمد القصار أنا أبو نعيم الزراد أنا ابن نمير عن الأعمش به.

وعلى كل حال فلو سلمنا أن إبراهيم الزراع الذي في إسناد الأصبهاني هو ابن أبي سويد الثقة فهو موصوف بكثرة التصحيف, وكذلك من دونه مستورون ليس فيهم توثيق يدل على اتصافهم بالحفظ والضبط, وعلى ما يظهر أنهم من أهل الزهد وليسوا أصحاب حديث أصلًا, فلا يستقيم أن نرد ب هذا الإسناد كلام إمام حافظ ناقد كالدارقطني حين صرح بتفرد أبي بكر بن عياش عن الأعمش بهذا الحديث.

(فصل)

وقال المعافى بن عمران في «الزهد» :
203 - حدثنا عمارة، عن أبان، عن أبي برزة الأسلمي، قال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يسأل عن أربع: عمره فيما أفناه، وجسده فيما أبلاه، وعن علمه كيف علمه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه».

أبان هو ابن أبي عياش؛ متروك.

(فصل)

وقال الطبراني في «الأوسط» :
2191 - حدثنا أحمد قال: نا أبو يوسف القلوسي قال: نا الحارث بن محمد الكوفي قال: نا أبو بكر بن عياش، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل عامر، عن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربعة: عن جسده فيما أبلاه، وعمره فيما أفناه، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حب أهل البيت» .
فقيل: يا رسول الله، فما علامة حبكم؟ فضرب بيده على منكب علي رضي الله عنه.

قال الذهبي في «الميزان» (1/443/1645) :
الحارث بن محمد المعكوف: أتى بخبر باطل؛ حدثنا أبو بكر بن عياش، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن أبي ذر - مرفوعاً: «لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن حبنا أهل البيت», وأومأ إلى علي.

جعله هنا عن أبي ذر ولم يذكره بتمامه.

وقال الطبراني في «الأوسط» :
9406 - حدثنا الهيثم بن خلف الدوري، نا أحمد بن يزيد بن سليمان، - مولى بني هاشم - نا حسين بن الحسن الأشقر، نا هشيم، عن أبي هاشم الرماني، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه ومن أين كسبه، وعن حبنا أهل البيت».
لم يرو هذا الحديث عن أبي هاشم إلا هشيم، ولا عن هشيم إلا حسين بن حسن، تفرد به أحمد بن يزيد.
ورواه في «الكبير» (11/102/11177).

حسين الأشقر شيعي منكر الحديث واتهمه ابن عدي وغيره.
انظر «التهذيب» (1307) و«الكامل» (3/233/490) و«التراجم الساقطة من الإكمال» (67).

وقال أبو سعيد النقَّاش في « فوائد العراقيين» :
34 - أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، ثنا جدي أبو حصين محمد بن الحسين الوادعي، ثنا أحمد بن صبيح الأسدي، ثنا السري بن عبد الله السلمي، عن زياد بن المنذر، عن نافع بن الحارث، عن أبي برزة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن حوله جلوس: «لا والذي نفسي بيده لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه , وعن علمه ما فعل به , وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه , وعن جسمه فيما أبلاه , وعن حبنا أهل البيت», فقال عمر رضي الله عنه: وما آية حبكم من بعدك؟ قال: فوضع يده على رأس علي وحوالي جنبه، قال: «آية حبنا من بعدي حب هذا».

زياد بن المنذر رافضي كذاب. انظر «التهذيب» (2070).
وشيخه نافع بن الحارث -ويقال: نفيع- مثله. انظر «التهذيب» (6466).

(فصل)

وأما حديث أبي سعيد الذي أشار إليه الترمذي فلعله الآتي:
قال المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» :
 847 - حدثنا عقبة بن مكرم، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا داود بن الجارود، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله، عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ماله مما اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه».

داود بن الجارود لم أقف له على ترجمة, وعطية العوفي ضعيف.

(فصل)

قال الطبراني في «الأوسط» :
4710 - حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي قال: نا زهير بن عباد الرؤاسي قال: نا عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري، عن محمد بن سعيد الشامي، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن يزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه».
لا يروى هذا الحديث عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد.

ورواه من طريقه الأصبهاني في «معرفة الصحابة» (5292).

أبو بكر الداهري متروك متهم, انظر «اللسان» (4/464/4208).
وشيخه محمد بن سعيد الشامي هو المصلوب على الزندقة وهو وضّاع معروف. (5241).

(فصل)

قال الخطيب في «تاريخ بغداد» (8/576) في ترجمة الحسين بن داود البلخي:
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا الحسين بن داود البلخي، حدثنا شقيق بن إبراهيم البلخي، حدثنا أبو هاشم الأبلي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ابن آدم لا تزول قدماك يوم القيامة بين يدي الله حتى تسأل عن أربع، عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته، وفيم أنفقته».
وقال الذهبي في «الميزان» (1/534) : هو في «رباعيات» أبي بكر الشافعي.

الحسين بن داود هذا قال عنه الخطيب: لم يكن ثقة.
وأبو هاشم الأبلي هو كثير بن عبد الله السامي؛ متروك منكر الحديث.
«التهذيب» (4944).


وقال الخطيب في «المتفق والمفترق» :
(1340) أخبرنا محمد بن علي بن الفتح أخبرنا علي بن عمر الدارقطني حدثنا أحمد بن محمد بن أبي عثمان النيسابوري حدثنا محمد بن جعفر القاضي حدثنا محمد بن قتيبة بن سعيد السمرقندي حدثني أبي حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسال عن أربع خلال عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله فيما اكتسبه وفيما أنفقعه وعلمه فيما عمل به».

قال الدارقطني كما في «أطراف الغرائب والأفراد» :
1581 - حديث: لا تزول قدما عبد. . الحديث؛ تفرد به قتيبة بن سعيد السمرقندي عن ابن عيينة.

وقتيبة السمرقندي مجهول لم أقف له على ترجمة إلا ما تقدم في «المتفق والمفترق» وفي «تهذيب التهذيب» (8/361/642) أحال عليه.

وهذا الحديث منكر بمرة؛ ولا يقبل تفرد مثل هذا السمرقندي بمثل هذا الإسناد النظيف جدًا.

والخلاصة أن أمثل ما في الباب موقوف معاذ –رضي الله عنه- وقد سبق الكلام عليه هنا, وأما حديث أبي برزة وأبي سعيد –رضي الله عنهما- ففي النفس من تقوية الحديث بهما شيء, وبقية الطرق واهية وقد سبق بيان ذلك كله والله المستعان.

الأحد، 26 أكتوبر 2014

بيان علة حديث معاذ بن جبل مرفوعًا: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال .. ». الحديث

بيان علة حديث معاذ بن جبل مرفوعًا: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه, وعن شبابه فيما أبلاه, وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه, وعن علمه ماذا عمل فيه».

قال الطبراني في «المعجم الكبير» :
111 - حدثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا صامت بن معاذ، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن سفيان الثوري، عن صفوان بن سليم، عن عدي بن عدي، عن الصنابحي، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه, وعن شبابه فيما أبلاه, وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه, وعن علمه ماذا عمل فيه».

وكذلك رواه البيهقي في «المدخل» (493) و«الشعب» (1648) وتمام في «الفوائد» (1480) والخطيب في «الاقتضاء» (2) وفي «الجامع» (28) والآجري في «أخلاق العلماء» (ص77) وغيرهم من طريق المفضل بن محمد الجندي.

وقال البزار:
2640 - حدثنا إبراهيم بن زياد الصائغ، أخبرنا قبيصة بن عقبة، قال: أخبرنا سفيان، عن ليث، عن عدي بن عدي، عن الصنابحي، عن معاذ، أحسبه رفعه قال: «لا تزول قدما عبد من بين يدي الله عز وجل حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن علمه ما عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه».

وقد خالف إبراهيم الصائغ هنادُ بن السري كما في «الزهد» (2/375) فرواه عن قبيصة موقوفًا.

ورواه وكيع ومحمد بن يوسف عن سفيان فوقفاه أيضًا, وروايتهما في «الزهد» لوكيع (10) وفي «مسند» الدارمي (556).

وتابع سفيان عن ليث على الوقف:
- جرير بن عبد الحميد وروايته في «مسند» البزار (2641).
- عبد الرحمن بن محمد المحاربي وروايته في «مصنف» ابن أبي شيبة (34694) ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في «الجامع» (1208).
- عبد الله بن إدريس وروايته عند أبي خيثمة في «العلم» (89).
- ابن فضيل وروايته عند الخطيب في «الاقتضاء» (3) إلا أنه قال عن رجاء بن حيوة بدل الصنابحي.

وقد رجح الدارقطني الموقوف, ففي «العلل» :
(967) وسئل عن حديث الصنابحي، عن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خلال ... الحديث.
فقال: يرويه عدي بن عدي، واختلف عنه؛
فرواه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن الثوري، عن صفوان بن سليم، عن عدي بن عدي، عن الصنابحي، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ووهم في قولهم: عن صفوان، وإنما روى الثوري هذا الحديث، عن ليث بن أبي سليم، عن عدي، عن الصنابحي، عن معاذ موقوفا.
ورواه محمد بن حسان الأزرق، عن قبيصة، عن الثوري، عن ليث بهذا الإسناد، فقال فيه: قال قبيصة: أراه رفعه.
ورواه هناد بن السري، عن قبيصة، عن الثوري بهذا الإسناد موقوفا غير مرفوع، وهو الصحيح عن الثوري.
ورواه سيف بن محمد ابن أخت سفيان الثوري، عن ليث، عن عدي بن عدي، عن الصنابحي، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وخالفه أخوه عمار بن محمد، روى عن ليث بهذا الإسناد موقوفا.
وكذلك رواه عبد الله بن إدريس، وحماد بن سلمة، عن ليث.
ورواه زهير بن معاوية، عن ليث، عن عدي، فقال عن رجاء بن حيوة، أو غيره، عن معاذ بن جبل، وإنما أراد عن الصنابحي.
والصحيح أنه موقوف.

السبت، 25 أكتوبر 2014

بيان ضعف حديث: «من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار».

بيان ضعف حديث: «من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار».


قال الترمذي في «الجامع» : (2654) حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي البصري قال: حدثنا أمية بن خالد قال: حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة قال: حدثني ابن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار».
ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بذاك القوي عندهم، تكلم فيه من قبل حفظه.

وهذا الحديث مما استنكر على إسحاق بن يحيى هذا, فقد رواه العقيلي في ترجمته في كتابه «الضعفاء» (1/103) وابن عدي في «الكامل» (1/541) وابن حبان في «المجروحين» (1/133) .
قال العقيلي عقبه: لا يتابع عليه.
وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يأتي به غير إسحاق بن يحيى.

وإليك بعض ما قال النقّاد في إسحاق بن يحيى هذا:
قال ابن معين: ليس بشيء لا يكتب حديثه, وقال مرة: ضعيف.
وقال أحمد بن حنبل: شيخ متروك الحديث, وقال: منكر الحديث ليس بشيء, وقال: ليس حديثه بشيء.
وقال يحيى بن سعيد: ذاك شبه لا شيء.
وقال عمرو بن علي: متروك الحديث منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث, وقال: ليس بثقة.
وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ليس بقوي، ولا بمكان أن يعتبر بحديثه.
وقال البخاري : يتكلمون فى حفظه.
وانظر «التهذيب» للمزي (389).

فلا أدري من اعتبر بحديثه في الشواهد هل تراه نظر في ترجمته؟ أم اكتفى بقول ابن حجر في «التقريب» (390) : ضعيف!

(فصل)

قال ابن ماجه: (253) حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا حماد بن عبد الرحمن قال: حدثنا أبو كرب الأزدي، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو ليباهي به العلماء، أو ليصرف وجوه الناس إليه، فهو في النار».

وهذا الحديث منكر من هذا الوجه تفرد به حماد بن عبد الرحمن؛ قال أبو زرعة: يروي أحاديث مناكير.
وقال أبو حاتم: شيخ مجهول، منكر الحديث، ضعيف الحديث.
«الجرح والتعديل» (3/143/628) و«التهذيب» (1485).

وأبو كرب الأزدي قال عنه أبو حاتم: مجهول.
انظر «التهذيب» (7588).

(فصل)

قال ابن ماجه: (260) حدثنا محمد بن إسماعيل قال: أنبأنا وهب بن إسماعيل الأسدي قال: حدثنا عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلم العلم ليباهي به العلماء، ويجاري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله جهنم».

عبد الله بن سعيد المقبري متروك ذاهب الحديث وقد اتهمه القطان.
انظر «التهذيب» (3305).

(فصل)

قال البزار: (7295) حدثنا محمد بن موسى القطان الواسطي، حدثنا سليمان بن زياد بن عبيد الله، حدثنا شيبان أبو معاوية، وهو أبو عبد الرحمن، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من طلب العلم ليباهي به العلماء ويماري به السفهاء، أو يصرف وجوه الناس إليه فهو في النار.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، ولا رواه عن شيبان إلا سليمان بن زياد هذا.
وقد رواه عنه غير واحد، ولم يتابع على هذه الرواية فشيبان ثقة وسليمان بن زياد قد روى عنه غير واحد من أهل العلم، وإن كان لم يتابع على هذا الحديث.

وكذلك رواه الطبراني في «الأوسط» (5708) وقال: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا شيبان، تفرد به سليمان بن زياد الواسطي، ولا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد.
 ورواه الروياني في «مسنده» (1364) وبحشل في تاريخ واسط» (ص129) وقال بعده: ثنا محمد بن عبد الملك، قال: سمعت يزيد بن هارون، وذكر له هذا الحديث، فقال: سليمان ثقة، وشيبان ثقة.

ورواه العقيلي في «الضعفاء» (2/130) في ترجمة سليمان بن زياد الثقفي الواسطي من طريق المفضل الغلابي عن يحيى بن معين عن سليمان بن زياد به.
ثم قال الغلابي: وذكرت ليحيى بن معين حديثين آخرين من حديث هذا الشيخ سليمان بن زياد فقال: هذه الأحاديث بواطيل.
ثم قال العقيلي: في هذا الباب أحاديث عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لينة الأسانيد كلها، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الدارقطني كما في «أطراف الغرائب والأفراد» (1013) : غريب من حديث قتادة عنه، تفرد به شيبان عنه ولم يروه عنه غير سليمان بن زياد الثقفي الواسطي.

وإعلال ابن معين والبزار والطبراني والدارقطني والعقيلي مقدم على كلام يزيد بن هارون.
ولسليمان هذا ترجمة في «اللسان» (3616).

(فصل)

قال الأصبهاني في «معرفة الصحابة» : (778) حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر، ثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا أبو يوسف يعقوب بن القاسم الطلحي، ثنا عثمان بن مطر، ثنا أبو هاشم الرماني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، فليتبوأ مقعده من النار».
وكذلك رواه الخطيب في «اقتضاء العلم العمل» (101).

محمد بن الحسن بن كوثر قال عنه البرقاني: كان كذابًا.
انظر «اللسان» (7/77/6670).

وعثمان بن مطر قال عنه البخاري: منكر الحديث, وقال: عنده عجائب.
وقال عنه ابن معين: ليس بشيء, وقال: لا يكتب حديثه.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
وكذا قال أبو أحمد الحاكم.
وانظر بقية كلام الحفاظ عليه في «التهذيب» (3863) و«الكامل» (6/278) وغيرها.

(فصل)

وقال أبو بكر السمرقندي في جزئه المسمى: «ما قرب سنده» :
(20) أخبرنا أحمد بن محمد ابن النقور، نا أبو القاسم عيسى بن علي بن الجراح، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، نا كامل هو بن طلحة الجحدري، نا عباد بن عبد الصمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «من طلب العلم تباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف أعين الناس إليه تبوأ مقعده من النار».

عباد بن عبد الصمد قال عنه البخاري: منكر الحديث, وقال العقيلي: أحاديثه مناكير لا يعرف أكثرها إلا به.
انظر «الكامل» (5/551) و«الضعفاء» للعقيلي (3/138/1121) و«اللسان» (4/393/4080).

(فصل)

قال ابن ماجه: (254) حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا ابن أبي مريم قال: أنبأنا يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا تخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار».

يحيى بن أيوب تكلم في حفظه عدد من الحفاظ. انظر هنا

وقد خالفه عبد الله بن وهب -وهو أثبت منه- في وصله فرواه مرسلًا:
قال الحاكم: (292) حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأنا ابن وهب، قال: وسمعت ابن جريج، يحدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتحدثوا به في المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار».
ورواه البيهقي في «المدخل» (479) من طريق الحاكم.

وقد استنكر ابن عدي هذا الحديث على يحيى بن أيوب؛ وقال عنه غير محفوظ وأنه معروف بيحيى بن أيوب ويتفرد به.
انظر «الكامل» (9/58).

 (فصل)

قال ابن ماجه: (259) حدثنا أحمد بن عاصم العباداني قال: حدثنا بشير بن ميمون، قال: سمعت أشعث بن سوار، عن ابن سيرين، عن حذيفة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، أو لتماروا به السفهاء، أو لتصرفوا وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار».
وكذلك رواه الخطيب في «الجامع» (22) وزاد: «ومن علمتم هذا منه فارجموه بالحجارة».

بشير بن ميمون أبو صيفي متروك متهم.
انظر «التهذيب» (729).

وقال الخطيب في «الجامع» : (21) أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور، نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، نا أبو أمية الطرسوسي، نا الوليد بن صالح النخاس، نا أبو بكر الداهري، نا عطاء بن عجلان، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو ليماري به الجهلاء، وليقبل الناس إليه بوجوههم فله النار».

عطاء بن عجلان متروك متهم.
انظر «التهذيب» (3936).

وقال ابن قانع في «معجم الصحابة» (1/191) : حدثنا محمد بن غالب بن حرب، نا بشر بن عبيد الدار[سـ]ـي، نا محمد بن سليم، عن عطاء بن السائب، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء ويصرف وجوه الناس إليه فله من علمه النار».
ورواه الخطيب في «الاقتضاء» (100).

بشر بن عبيد الدارسي: كذبه الأزدي، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الائمة.
«الكامل» (2/170) و«الميزان» (1/320/1205).

وقال الطبراني في «المعجم الكبير» : (121) حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، ثنا هشام بن عمار، ثنا عمرو بن واقد، ثنا يزيد بن أبي مالك، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من طلب العلم ليباهي به العلماء، ويماري به السفهاء في المجالس، لم يرح رائحة الجنة».

عمرو بن واقد متروك منكر الحديث.
انظر «التهذيب» (4468). 

وقد روي عن شهر بن حوشب عن لقمان الحكيم بلاغًا:
قال الدارمي في «مسنده» : (389) أخبرنا الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، قال: بلغني أن لقمان الحكيم كان يقول لابنه: «يا بني، لا تعلم العلم لتباهي به العلماء، أو لتماري به السفهاء، أو ترائي به في المجالس، ولا تترك العلم زهدًا فيه، ورغبة في الجهالة. يا بني اختر المجالس على عينك، وإذا رأيت قومًا يذكرون الله، فاجلس معهم، فإنك إن تكن عالمًا، ينفعك علمك، وإن تكن جاهلًا، يعلموك، ولعل الله أن يطلع عليهم برحمته، فيصيبك بها معهم، وإذا رأيت قومًا، لا يذكرون الله، فلا تجلس معهم، فإنك إن تكن عالمًا، لا ينفعك علمك، وإن تكن جاهلًا، زادوك غيًا، ولعل الله أن يطلع عليهم بعذاب فيصيبك معهم».

وقد رواه الإمام أحمد في «المسند» (1651) وفي «الزهد» [كما في المطالب العالية(3020)] وأبو عبيد في «الخطب والمواعظ» (107) عن أبي اليمان عن شعيب بن أبي حمزة عن ابن أبي حسين بإسقاط شهر بن حوشب.

ورواه ابن المبارك في «الزهد» (952) قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن داود بن شابور قال: سمعت شهر بن حوشب يقول: قال لقمان لابنه .. الأثر.
ورواه كذلك الدارمي (393) وابن أبي الدنيا في «الصمت» (142) و«ذم الغيبة» (4) والأصبهاني في «الحلية» (6/62) من طريق سفيان.

(فصل)

قال الطبراني في «الكبير» : (619) حدثنا أبو الجهم عمرو بن حازم، ثنا سليمان بن [عبد الرحمن عن] عبد الخالق بن زيد، عن أبيه، عن محمد بن عبد الملك بن مروان، عن أبيه، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من تعلم العلم ليباهي به العلماء، ويماري به السفهاء فهو في النار».

ورواه في «مسند الشاميين» (1216) ورواه تمام في «الفوائد» (811) وابن عساكر (54/145) و (45/470) وما بين معقوفتين سقط من «الكبير» واستدركته من المصادر السابقة.

عبد الخالق بن زيد بن واقد متروك منكر الحديث.
انظر «اللسان» (5/78/4585).

(فصل)

قال في «المطالب العالية» : (3049) قال إسحاق: أخبرنا محمد بن عبيد، حدثنا الصلت بن بهرام، عن الشعبي، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتحيروا أعين الناس، فمن فعل ذلك فهو في النار».

وهذا سند فيه انقطاع, فالشعبي لم يسمع من ابن مسعود كما قال أبو حاتم كما في «المراسيل» لابنه (591).

وقد روي نحوه موقوفًا من وجين ضعيفين وفي لفظه تباين:
قال الدارمي: (261) أخبرنا يعلى، حدثنا محمد بن عون، عن إبراهيم بن عيسى، قال: قال ابن مسعود: «لا تعلموا العلم لثلاث لتماروا به السفهاء، وتجادلوا به العلماء، ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم ما عند الله، فإنه يدوم ويبقى وينفد ما سواه».
ورواه الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (2/174).

محمد بن عون الخراساني متروك.
انظر «التهذيب» (5528). 

وقال الدارمي: (379) أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام، حدثنا أبو إسماعيل هو إبراهيم بن سليمان المؤدب، عن عاصم الأحول، عن من حدثه، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «من طلب العلم لأربع، دخل النار - أو نحو هذه الكلمة -: ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء، أو ليصرف به وجوه الناس إليه، أو ليأخذ به من الأمراء».

وهذا الإسناد فيه مبهم.

(فصل)

قال الأصبهاني في «الحلية» (7/97) : حدثنا أبو بكر الطلحي، قال: وجدت في كتاب جدي لأمي أحمد بن محمد بن يحيى الطلحي , حدثنا محمد بن القاسم الأسدي، عن سفيان، عن محمد بن عمارة المدني، عن عبد الرحمن بن عبد الله , عن رجل ذكره , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تعلم العلم ليماري به العلماء , أو يجاري به السفهاء , أو يتأكل به الناس , فالنار أولى به».
غريب من حديث الثوري , لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

محمد بن القاسم الأسدي كذبه أحمد والدارقطني.
انظر «الميزان» (4/11/8066).

(فصل)

قال الدارمي في «المسند» : (386) أخبرنا يحيى بن بسطام، عن يحيى بن حمزة، حدثني النعمان، عن مكحول، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو يريد أن يقبل بوجوه الناس إليه، أدخله الله جهنم».

وهذا مرسل, ومن لطائف هذا الإسناد أنه مسلسل بمن رمي بالقدر!
وقد روي عن مكحول قوله:

قال ابن أبي شيبة في «المصنف» : (26126) حدثنا أبو أسامة، عن سفيان، عن برد، عن مكحول، قال: «من طلب الحديث ليماري به السفهاء أو ليباهي به العلماء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار».

ورواه عبد الله بن أحمد في زوائد «الزهد» (1202) وابن عبد البر في «الجامع» (1132) من طريق ابن أبي شيبة ورواه الدارمي (385). وسنده جيد.