الأربعاء، 12 فبراير 2020

إفادة حول كتاب الفوائد المنتخبة والحكايات المستغربة لابن بشكوال الأندلسي المتوفى سنة 578هـ

إفادة حول كتاب الفوائد المنتخبة والحكايات المستغربة لابن بشكوال الأندلسي المتوفى سنة 578هـ

الكتاب له طبعة واحدة خرجت عام 1437هـ وتقع في مجلدين حققت على نسخة فريدة محفوظة في مكتبة الفاتيكان وقد وصفت أنها منهوبة من المدرسة المباركة بغرناطة.

وقد أحسن المحقق في ضبط النص -فيما ظهر لي- وكذلك لم يطل في تخريج الأحاديث المرفوعة والآثار واكتفى بتخريجها تخريجًا متوسطًا وكذلك حكم على الأحاديث المرفوعة دون الموقوفات والأخبار الأخرى خلافًا لعادة المحققين حيث يعمد كثير منهم إلى تخريج حديث مما يكون ربما في الصحيحين في صفحتين أو ثلاثة ويترجم لكل رجال الإسناد ويذكر العلل كل ذلك لزيادة حجم الكتاب. 

والكتاب في مجلدين وبلغ عدد الأخبار فيه حسب ترقيم المحقق 1298 خبرًا.

وقد روى المصنف في هذا الكتاب بأسانيده عن شيوخه أخبارًا في آداب طلب العلم، وذكر فصولًا مفردة لعدد من الأئمة من حفاظ الحديث في بيان أخبارهم ومناقبهم وفوائدهم كمالك والثوري وابن عيينة ووكيع وأحمد بن حنبل وغيرهم كثير.

وكذلك روى أخبارًا في فضائل القرآن والحديث وفضل البسملة والصلاة على النبي وغير ذلك. وكذلك أفرد فصلًا للدعاء وللمواعظ وللمنامات وللأحاديث المسلسلات وغيرها من الفنون الحديثية. ومما زين الكتاب تقسيمه إلى فصول وترتيب مواضيعه.

وقد روى جملة من الأحاديث الواهية والموضوعة ولم يتحر في ما أودعه كتابه الصحة أو حتى التنبيه عما اشتد ضعفه أو كان موضوعًا سواء كان مرفوعًا أو موقوفًا. وهذا ما درج عليه كثير ممن صنف في هذا الباب –أي باب الغرائب والفوائد- حيث يكثر إيراد ما لا يصح ويكون شديد الضعف.

ومع هذا فالكتاب مليء بالفوائد وزاخر بالآثار وأخبار السلف وأقاويلهم.

وإليك بعض الفوائد الملتقطة منه:

- عن قبيصة، عن سفيان الثوري، أن جعفر بن محمد قال له : 
إذا جاءك ما تحب فأكثر من الحمد، وإذا جاءك ما تكره فأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله ، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار. قال سفيان: فانتفعت بهذه الموعظة.

- عن عبدالله بن داود، قال : سمعت سفيان وسأله الفضيل فقال: يا أبا عبدالله نضرب أولادنا على الصلاة ؟ فقال: بل ارشوهم عليها.
فقال الفضيل: رحم الله أبا عبدالله ما علمته إلا رفيقًا .

- عن رسته قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول لأصحاب الحديث : لا يأتي أحدكم إلا وقلمه مبري، لا تلقوا في بيوت الله القمامة.

- عن أبي جزء العدوي قال: سئل أبو داود السجستاني فقيل له : من تأمرنا أن نجالس بعدك؟ قال : الكتب.

- عن أحمد بن ثابت بن فرخويه، قال : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، قال : قلت لعبد الرحمن بن مهدي : يا أبا سعيد قد اشتغلت بالعربية والشعر وفاتني الإسناد؟ فقال : أما إذا فاتك الإسناد فلا يفوتك التقوى.

- وعن أبي حاتم الرازي انه قال : الناس اثنان : طائفة موازي العدو تدفع عن حريم المسلمين وطائفة تكتب الحديث؛ تحفظ على المسلمين أصولهم وباقي الناس همج.


ومن هنا رابط لتحميل الكتاب:
المجلد الأول:
https://archive.org/download/fwaedm/fwaedm1.pdf

المجلد الثاني:
https://archive.org/download/fwaedm/fwaedm2.pdf