السبت، 9 مايو 2020

[ القارئ يقرأ السجدة بعد صلاة العصر وبعد صلاة الصبح ، هل يسجد؟ ]

[ القارئ يقرأ السجدة بعد صلاة العصر وبعد صلاة الصبح ، هل يسجد؟ ]

عن عبيد الله بن مقسم: أن قاصًا كان يقرأ السجدة بعد الفجر فيسجد، فنهاه ابن عمر رضي الله عنه فأبى أن ينتهي، فحَصَبَه، وقال: إنهم لا يعقلون.

وعن أبي تميمة الهجيمي، قال: كنت أقرأ السجدة بعد الفجر فأسجد ، فأرسل إلي ابن عمر رضي الله عنه فنهاني.

وعن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه: أنه سمع قاصا يقرأ السجدة قبل أن تحل الصلاة، فسجد القاص ومن معه، فأخذ ابن عمر بيدي، فلما أضحى، قال لي: يا نافع، اسجد بنا السجدة التي سجدها القوم في غير حينها.

وعن أبي غالب: أن أبا أمامة رضي الله عنه كان يكره الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ، وبعد الفجر حتى تطلع الشمس ، وكان أهل الشام يقرؤون السجدة بعد العصر ، فكان أبو أمامة إذا رأى أنهم يقرؤون سورة فيها سجدة بعد العصر ، لم يجلس معهم.

وعن عبد الله بن أبي عتبة: أن أبا أيوب –هو الأنصاري- رضي الله عنه كان يحدث، فإذا بزغت الشمس قرأ السجدة فسجد. [ ابن أبي شيبة «المصنف» (3/413) ]

وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه: أنه قرئت عنده السجدة قبل طلوع الشمس، فلم يسجد حتى طلعت الشمس ، ثم سجد. [ الأوسط لان المنذر (5/273) ]

فهؤلاء أربعة من الصحابة رضي الله عنهم يذهبون إلى ترك السجود في وقت النهي، وإلى ذلك ذهب جمع من التابعين كسعيد بن المسيب والحسن البصري وأخوه سعيد رحمهم الله.

وبه قال الأئمة مالك والثوري والأوزاعي والليث وأحمد –في رواية الأثرم والكوسج وحرب وابن هانئ- وإسحاق، وقال به كذلك أبو ثور والحسن بن صالح.

ورخصت طائفة في السجود بعد العصر والصبح وهو قول الشعبي وعكرمة والنخعي ورجاء بن حيوة ورواية عن الحسن، وروي عن عطاء وسالم والقاسم. وهو رواية عن أحمد وقول الشافعي وأهل الرأي.

[ انظر المصادر السابقة وكذلك: مسائل حرب (ص: 449) والكوسج (363) وابن هانئ (490) والروايتين (1/160) ومختصر اختلاف العلماء (1/241) ]

والقول الأول أولى بالصواب لأنه قول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا قول لأحد مع قولهم. قال الأوزاعي: سئل سعيد بن المسيب عن شيءٍ، فقال: اختلف فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رأي لي معهم. [ جامع بيان العلم (١٤٢٣) ]

وقد قال الإمام أحمد في مسألة: أقول لك: أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتقول: التابعين؟!
وأفتى في مسألة أخرى بقول بعض الصحابة، فلما قيل له أنه يروى عن بعض التابعين خلاف قول الصحابة، فقال: ما يُصنع بالتابعين؟!
وعنه أنه كان يذاكر رجلاً، فقال له الرجل: قال عطاء، فقال: أقول لك: قال ابن عمر، وتقول: قال عطاء، من عطاء، ومن أبوه؟!

وقد نص في رواية عبد الله وأبي الحارث: في الصحابة إذا اختلفوا لم يُخْرَج من أقاويلهم، أرأيت إن أجمعوا، له أن يخرج من أقاويلهم؟ هذا قول خبيث، قول أهل البدع، لا ينبغي أن يخرج من أقاويل الصحابة إذا اختلفوا. [ انظر العدة في أصول الفقه ]

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا