الخميس، 17 ديسمبر 2020

(لأول مرة في الشبكة معدًا للمكتبة الشاملة) «تفسير إسحاق بن إبراهيم البستي القاضي»

 (لأول مرة في الشبكة معدًا للمكتبة الشاملة)

 «تفسير البُستي»


الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أمَّا بعد:


فهذا كتاب «التفسير» لأبي محمد إسحاق بن إبراهيم البستي القاضي –رحمه الله- ينشر لأول مرة في الشبكة معدًا للمكتبة للشاملة، وقد سبق أن نُشر في الشبكة مصورًا عن رسالتين جامعيتين صادرتين عن الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية. 


وقد سبق أن نشرت الجزء الأول منه (من أول سورة الكهف حتى نهاية سورة الشعراء) معدًا للشاملة والآن أنشر الكتاب كاملاً بجزئيه.


فأسأل الله أن ينفع بهذا الكتاب وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم موافقة لهدي نبيه الكريم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

👇🏼👇🏼


من هنا

الخميس، 9 يوليو 2020

[ جزء في الكلام على حديث: «‌الحِنُّ الكلابُ المعينة» ومعه بعض الفوائد ]


[ جزء في الكلام على حديث: «‌الحِنُّ الكلابُ المعينة» ومعه بعض الفوائد ]
قال أبو الحسن الدارقطني في «المؤتلف والمختلف» (١/ ٥٠٧):
‌الحِنُّ([1]) بالنون وكسر الحاء. يقال: هم ضعفة ‌الجِنِّ وذكرهم في حديث يرويه علي بن أبي طالب عليه السَّلام ، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: الكلاب من ‌الحِنِّ.
حَدَّثَنا جَعْفَر بن نُصَيْر([2]) ، حَدَّثَنا أحمد بن أبي عَوْف ، حَدَّثَنا أبو حُمَة([3]) ، حَدَّثَنا أبو قُرَّة([4]) ، عن الثَّوْري ، عن الحسن بن عُبَيد الله([5]) ، عن سَعْد بن عبيدة ، عَن أبي عبد الرَّحْمن ، عن علي ، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «‌الحِنُّ الكلابُ المعينة».
وهذا سند ظاهره السلامة لكن روي موقوفًا:
قال أبو بكر الإسماعيلي في «معجم أسامي شيوخه» (١/ ٣٨٩):
حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن أبي عوف، حدثنا أبو حمة محمد بن يوسف، حدثنا أبو قرة موسى بن طارق، عن سفيان الثوري، حدثني الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: قال علي بن أبي طالب: [الحن]([6]) ‌الكلاب ‌المعينة.
وقد قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اقتلُوا الأسودَ البَهيمَ ذا النُّقطَتينِ، فإنَّه شيطانٌ([7])».
أما الحديث المرفوع فغريب من حديث علي لم أقف على من تابع الإسماعيلي على تخريجه.
وأما الموقوف فقد توبع الثوري عليه عن الحسن النخعي:
قال أبو عثمان سعيد بن العباس الرازي: أخبرنا إبراهيم([8])، أنا جرير، عن الحسن بن عبيد الله، عن [سعد]([9]) بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن قال: قال علي: أما الجن فما قد عرفتم هي الجن، وأما [الحن]([10]) فهي الكلاب المعينة([11]).
أورده الشبلي في كتابه «آكام المرجان في أحكام الجان» [15/أ]([12]) نقلًا عن كتاب «الإلهام والوسوسة» لأبي عثمان الرازي([13]).
وقال ابن قتيبة في «المسائل والأجوبة » (ص٤٠٢):
١٨٥ - سألت عن قول علي: «الحن هي الكلاب المعينة»؟ الحن ضعفة ‌الجن، والكلاب المعينة هي التي ترى لها فوق عيونها كالعيون، وأكثر ما يرى ذلك في السود منها.
وقال الطبري في «تفسيره»:
٦٨٥ - حدثنا به أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، عن بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: كان إبليس من حيّ من أحياء الملائكة يقال لهم"‌الحِن"، خلقوا من نار السَّموم من بين الملائكة. قال: فكان اسمه الحارث. قال: وكان خازنًا من خُزَّان الجنة. قال: وخلقت الملائكة من نورٍ غير هذا الحيّ. قال: وخلقت ‌الجنّ الذي ذكروا في القرآن من مارج من نار، وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت.
وقال الترمذي:
1486 - حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا منصور بن زاذان، ويونس بن عبيد، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها كلها، فاقتلوا منها كل أسود بهيم».
قال الترمذي: حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن صحيح، ويروى في بعض الحديث أن الكلب الأسود البهيم: شيطان، والكلب الأسود البهيم الذي لا يكون فيه شيء من البياض، وقد كره بعض أهل العلم صيد الكلب الأسود البهيم([14]).
وقال عبد الرزاق في «تفسيره» (٣/ ١٥٣):
٢٧٠٥ - عن الثوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن ‌مالك ‌بن ‌حصين بن عقبة الفزاري ، عن أبيه([15]) ، أن عليًا سئل عن الكلاب ، فقال: أمة من الأمم لعنت فجعلت كلابًا، وسئل عن قوله تعالى: {ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس} [فصلت: ٢٩] فقال: ابن آدم الذي قتل أخاه وإبليس.
ورواه الدارقطني في «العلل» (350) من طريق ابن مهدي عن الثوري به ولفظه: الكلاب أمة من الجن لعنت فجعلت كلابًا.
وقال إسماعيل بن أمية اثنان من الجن مسخا وهما ‌الكلاب ‌والحيات. أورده ابن عبدالبر في «التمهيد» (١٤/ ٢٢٩) بلا إسناد.
وقال أبو عثمان سعيد بن العباس الرازي([16]): أنا إبراهيم بن موسى، أنا أبو الأحوص، حدثنا سماك، عن بشر([17])، سمعت ابن عباس يقول وهو على منبر البصرة: إن الكلاب من [الحن]([18]) وهي ضعفة الجن فمن غشيه كلب على طعام فليطعمه أو ليؤخره.
أخبرنا إبراهيم، أنا وكيع، عن إسرائيل وسفيان، عن سماك بن حرب، عن بشر عن ابن عباس قال: الكلاب من [الحن]([19]) فإذا غشيتكم عند طعامكم فالقوا لهن فإن لها نفسًا.
قال ابن قتيبة في «تأويل مختلف الحديث» (ص208):
وليست تخلو الكلاب من أن تكون أمة من أمم السباع، أو تكون أمة من الجن، كما قال ابن عباس: الكلاب أمة من [الحن]([20]) وهي ضعفة الجن، فإذا غشيتكم عند طعامكم، فألقوا لها، فإن لها أنفسًا.
يعني: أن لها عيونًا، تصيب بها. والنفس: العين، يقال: أصابت فلانا نفس، أي: عين.
وقال أيضا: الجان مسيخ الجن، كما مسخت القردة من بني إسرائيل.
ولا يبعد أيضا، أن تكون الكلاب كذلك.
وهذه الأمور، لا تدرك بالنظر والقياس والعقول، وإنما ينتهى فيها إلى ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، أو ما قاله من سمع منه وشاهده.
فإنهم لا يقضون على مثله إلا بسماع منه أو سماع ممن سمعه، أو بخبر صادق من خبر الكتب المتقدمة وليس هو من أمور الفرائض والسنن.
وليس علينا وكف ولا نقص، من أن تكون الكلاب من السباع، أو الجن، أو الممسوخ.
فإن كانت من السباع، فإنما أمر بقتل الأسود منها، وقال: هو شيطان؛ لأن الأسود البهيم منها أضرها وأعقرها، والكلب إليه أسرع منه إلى جمعها، وهو -مع هذا أقلها نفعا وأسوؤها حراسة، وأبعدها من الصيد، وأكثرها نعاسًا.
وقال: هو شيطان، يريد: أنه أخبثها، كما يقال فلان شيطان، وما هو إلا شيطان مارد، وما هو إلا أسد عاد، وما هو إلا ذئب عاد -يراد: أنه شبيه بذلك.
وقال (ص٤٧٨):
وقال ابن عباس في الكلاب: إنها من [‌الحن]([21]) وهي ضعفة ‌الجن، فإذا غشيتكم عند طعامكم، فألقوا لها، فإن لها أنفسًا.
يريد أن لها عيونًا تضر بنظرها إلى من يطعم بحضرتها.
وقال ابن الجوزي في «المناقب» ص326:
قرأت على محمد بن أبي منصور، عن أبي القاسم بن البسري، عن أبي عبد الله بن بَطة، قال: أخبرني محمد بن الحسين الآجري، قال: أخبرني محمد ابن كُردي، قال: حدثنا أبو بكر المرُّوذي، قال: كنتُ مع أبي عبد الله في طريق العَسكر، فنزلنا منزلاً، فأخرجتُ رغيفاً ووضعت بين يديه كوز ماء، فإذا بكلبٍ قد جاء فقام بحذائه، وجعل يُحرك ذنبه، فألقى إليه لقمة، وجعل يأكل ويلقي إليه لقمة، فخفت أن يضر بقوته فقمتُ فصحت به لأنحّيه من بين يديه، فنظرتُ إلى أبي عبد الله قد احمارًّ وتغير من الحياءِ وقال: دَعه، فإنَّ ابن عباس قال: لها أنفس سُوء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا
_______________________________________
([1]) قال أبو موسى المديني: ‌(حنن) في حديث علي، رضي الله عنه: «إن هذه ‌الكلاب التي لها ‌أربعة ‌أعين من الحن». الحن: حى من الجن، وهي ضعفة الجن. يقال: مجنون محنون، وهو الذي يصرع ثم يفيق زمانا. وقال سعيد بن المسيب: الحن: ‌الكلاب السود المعينة. وقال غيره: هي سفلة الجن، وقيل الجن ثلاثة أصناف: جن، وحن وبن. «المجموع المغيث» (١/ ٥١٤).
وفي «تهذيب اللغة» (٣/ ٢٨٥): حن: قَالَ اللَّيْث: الحِنّ: حَيّ من الجنّ، يُقَال: مِنْهُم الْكلاب السود البُهم. يُقَال: كلب حِنّي. ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: الحِنّ: كلاب الجنّ. رُوي ذَلِك عَن ابْن عَبَّاس. وَقَالَ غَيره، هم سَفِلة الْجِنّ. عَمْرو عَن أَبِيه المحنون: الَّذِي يُصرع ثمَّ يُفيق زَمَانا.
([2]) هو الخلدي.
([3]) هو محمد بن يوسف الزبيدى.
([4]) هو موسى بن طارق اليماني الزبيدي.
([5]) النخعي.
([6]) في الأصل: (الجن) بالمعجمة. نسخته في مكتبة ولي الدين (845) بتركيا.
([7]) الخبر المرفوع رواه مسلم (1572) من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله مرفوعًا..
([8]) هو إبراهيم بن موسى الفراء الرازي المعروف بالصغير كان أحمد بن حنبل ينكر على من يقول له الصغير، ويقول: هو كبير في العلم والجلالة.
([9]) سقط من الأصل.
([10]) في الأصل: (الجن) بالمعجمة.
([11]) في المطبوع : (المعيبة).
([12]) أصل النسخة في مكتبة برنستون نشرها في الشبكة الأستاذ محمد بن تركي التركي.
([13]) هو أبو عثمان هو الصوفي الزاهد ترجمه ابن أبي حاتم وقال: سألت أبي عنه فقال: هذا رجل جليل كتب علمًا كثيرًا من الصالحين. «الجرح والتعديل» (4/ 54). وكذلك ترجمه أبو نعيم في «الحلية» (10/70).
([14]) وممن ذكر عنه كراهة صيد الأسود البهيم: الحسن البصري والنخعي وعروة بن الزبير وقتادة وقال: أمر بقتله فكيف يؤكل صيده. «مصنف ابن أبي شيبة» (10/ 418).
وقال الإمام أحمد: ما أعرف أحدًا رخص فيه إذا كان بهيمًا، وبه قال إسحاق. «مسائل الكوسج» (٢٨١٥).
([15]) ‌مالك ‌بن ‌حصين وأبوه ترجمهما البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيهما تعديلًا ولا جرحًا وأوردهما ابن حبان في ثقاته ووثق العجلي حصينًا.
([16]) «آكام المرجان» [15/أ].
([17]) هو بشر بن قحيف ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وذكره ابن حبان في الثقات.
([18]) في الأصل: (الجن).
([19]) في الأصل: (الجن). وفي كتاب «الحيوان» (١/ ١٩2): وقال صاحب الدّيك: روى إسماعيل المكي عن أبي عطاء العطاردي قال: سمعت ابن عبّاس يقول: السّود من الكلاب الجنّ، والبقع منها الحنّ. ويقال إنّ الحنّ ‌ضعفة ‌الجنّ.
وفيه (1/195): الثوريّ عن سماك بن حرب، أنّ ابن عباس قال على منبر البصرة: إنّ ‌الكلاب ‌من ‌الحنّ وإنّ الحنّ من ضعفة الجن، فإذا غشيكم منها شيء فألقوا إليها شيئا أو اطردوه، فإنّ لها أنفس سوء.
وفي «المنتظم» (١/ ١٦٩): وروى سماك بن حرب، عن بشر بن قحيف، عن ابن عباس، قال: إن ‌الكلاب ‌من [الحن]، وهي من ضعفاء الجن.
([20]) في المطبوع: (الجن).
([21]) في المطبوع: (الجن).

الثلاثاء، 23 يونيو 2020

التنبيه على لفظة: (ونسبه إلى أمه) في حديث «لا ينبغي لأحد أن يقول: إني خير من يونس بن متى».

التنبيه على لفظة: (ونسبه إلى أمه) في حديث «لا ينبغي لأحد أن يقول: إني خير من يونس بن متى».

قال عبد الرزاق في «التفسير» (1/299) عن معمر، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينبغي لأحد أن يقول: إني خير من يونس بن متى، نسبه إلى أمه، أصاب ذنبا ثم اجتباه ربه».

وكرره بنفس السند والمتن (2/155).

وقوله نسبه إلى أمه غلط، والصواب: (أبيه) وقد رواه الإمام أحمد (3252) عن عبد الرزاق بهذا الإسناد بلفظ: (أبيه) على الصواب.
فالغلط إما أن يكون من الناسخ أو أحد رواة التفسير إن سلم محقق الكتاب من التبعة، ولعله فعل لأنه نبه على أنه خلاف اللفظ في الصحيحين (2/156).

وكذلك رواه الطبراني في «الأوسط» (2315) عن إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني عن محمد بن عبد الرحيم بن شروس الصنعاني عن رباح بن زيد، عن معمر عن قتادة به. على الصواب.

وممن وقع عنده بلفظ (أمه) أيضًا:

ابن منده في «الإيمان» (720) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن قتادة. 
والبيهقي في «دلائل النبوة» (5/ 495) من طريق
أبي عمر الحوضي عن شعبة عن قتادة.

أما رواية محمد بن جعفر عن شعبة فرواها على الصواب بلفظ: (أبيه): الإمام أحمد وبندار وابن المثنى.
.
وأما الحوضي فرواه عنه البخاري في صحيحه على الصواب.

وقد رواه عن شعبة كذلك سوى من تقدم:
عفان وابن مهدي وأبو داود الطيالسي وحجاج ووهب بن جرير وأبو زيد الهروي.

وكذلك تابع شعبة على لفظه: سعيد بن أبي عروبة وشيبان.

وأما قوله: «أصاب ذنبا، ثم اجتباه ربه» فمما تفرد به عبد الرزاق. والله أعلم. 

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا

السبت، 9 مايو 2020

[ القارئ يقرأ السجدة بعد صلاة العصر وبعد صلاة الصبح ، هل يسجد؟ ]

[ القارئ يقرأ السجدة بعد صلاة العصر وبعد صلاة الصبح ، هل يسجد؟ ]

عن عبيد الله بن مقسم: أن قاصًا كان يقرأ السجدة بعد الفجر فيسجد، فنهاه ابن عمر رضي الله عنه فأبى أن ينتهي، فحَصَبَه، وقال: إنهم لا يعقلون.

وعن أبي تميمة الهجيمي، قال: كنت أقرأ السجدة بعد الفجر فأسجد ، فأرسل إلي ابن عمر رضي الله عنه فنهاني.

وعن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه: أنه سمع قاصا يقرأ السجدة قبل أن تحل الصلاة، فسجد القاص ومن معه، فأخذ ابن عمر بيدي، فلما أضحى، قال لي: يا نافع، اسجد بنا السجدة التي سجدها القوم في غير حينها.

وعن أبي غالب: أن أبا أمامة رضي الله عنه كان يكره الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ، وبعد الفجر حتى تطلع الشمس ، وكان أهل الشام يقرؤون السجدة بعد العصر ، فكان أبو أمامة إذا رأى أنهم يقرؤون سورة فيها سجدة بعد العصر ، لم يجلس معهم.

وعن عبد الله بن أبي عتبة: أن أبا أيوب –هو الأنصاري- رضي الله عنه كان يحدث، فإذا بزغت الشمس قرأ السجدة فسجد. [ ابن أبي شيبة «المصنف» (3/413) ]

وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه: أنه قرئت عنده السجدة قبل طلوع الشمس، فلم يسجد حتى طلعت الشمس ، ثم سجد. [ الأوسط لان المنذر (5/273) ]

فهؤلاء أربعة من الصحابة رضي الله عنهم يذهبون إلى ترك السجود في وقت النهي، وإلى ذلك ذهب جمع من التابعين كسعيد بن المسيب والحسن البصري وأخوه سعيد رحمهم الله.

وبه قال الأئمة مالك والثوري والأوزاعي والليث وأحمد –في رواية الأثرم والكوسج وحرب وابن هانئ- وإسحاق، وقال به كذلك أبو ثور والحسن بن صالح.

ورخصت طائفة في السجود بعد العصر والصبح وهو قول الشعبي وعكرمة والنخعي ورجاء بن حيوة ورواية عن الحسن، وروي عن عطاء وسالم والقاسم. وهو رواية عن أحمد وقول الشافعي وأهل الرأي.

[ انظر المصادر السابقة وكذلك: مسائل حرب (ص: 449) والكوسج (363) وابن هانئ (490) والروايتين (1/160) ومختصر اختلاف العلماء (1/241) ]

والقول الأول أولى بالصواب لأنه قول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا قول لأحد مع قولهم. قال الأوزاعي: سئل سعيد بن المسيب عن شيءٍ، فقال: اختلف فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رأي لي معهم. [ جامع بيان العلم (١٤٢٣) ]

وقد قال الإمام أحمد في مسألة: أقول لك: أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتقول: التابعين؟!
وأفتى في مسألة أخرى بقول بعض الصحابة، فلما قيل له أنه يروى عن بعض التابعين خلاف قول الصحابة، فقال: ما يُصنع بالتابعين؟!
وعنه أنه كان يذاكر رجلاً، فقال له الرجل: قال عطاء، فقال: أقول لك: قال ابن عمر، وتقول: قال عطاء، من عطاء، ومن أبوه؟!

وقد نص في رواية عبد الله وأبي الحارث: في الصحابة إذا اختلفوا لم يُخْرَج من أقاويلهم، أرأيت إن أجمعوا، له أن يخرج من أقاويلهم؟ هذا قول خبيث، قول أهل البدع، لا ينبغي أن يخرج من أقاويل الصحابة إذا اختلفوا. [ انظر العدة في أصول الفقه ]

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا

الأربعاء، 12 فبراير 2020

إفادة حول كتاب الفوائد المنتخبة والحكايات المستغربة لابن بشكوال الأندلسي المتوفى سنة 578هـ

إفادة حول كتاب الفوائد المنتخبة والحكايات المستغربة لابن بشكوال الأندلسي المتوفى سنة 578هـ

الكتاب له طبعة واحدة خرجت عام 1437هـ وتقع في مجلدين حققت على نسخة فريدة محفوظة في مكتبة الفاتيكان وقد وصفت أنها منهوبة من المدرسة المباركة بغرناطة.

وقد أحسن المحقق في ضبط النص -فيما ظهر لي- وكذلك لم يطل في تخريج الأحاديث المرفوعة والآثار واكتفى بتخريجها تخريجًا متوسطًا وكذلك حكم على الأحاديث المرفوعة دون الموقوفات والأخبار الأخرى خلافًا لعادة المحققين حيث يعمد كثير منهم إلى تخريج حديث مما يكون ربما في الصحيحين في صفحتين أو ثلاثة ويترجم لكل رجال الإسناد ويذكر العلل كل ذلك لزيادة حجم الكتاب. 

والكتاب في مجلدين وبلغ عدد الأخبار فيه حسب ترقيم المحقق 1298 خبرًا.

وقد روى المصنف في هذا الكتاب بأسانيده عن شيوخه أخبارًا في آداب طلب العلم، وذكر فصولًا مفردة لعدد من الأئمة من حفاظ الحديث في بيان أخبارهم ومناقبهم وفوائدهم كمالك والثوري وابن عيينة ووكيع وأحمد بن حنبل وغيرهم كثير.

وكذلك روى أخبارًا في فضائل القرآن والحديث وفضل البسملة والصلاة على النبي وغير ذلك. وكذلك أفرد فصلًا للدعاء وللمواعظ وللمنامات وللأحاديث المسلسلات وغيرها من الفنون الحديثية. ومما زين الكتاب تقسيمه إلى فصول وترتيب مواضيعه.

وقد روى جملة من الأحاديث الواهية والموضوعة ولم يتحر في ما أودعه كتابه الصحة أو حتى التنبيه عما اشتد ضعفه أو كان موضوعًا سواء كان مرفوعًا أو موقوفًا. وهذا ما درج عليه كثير ممن صنف في هذا الباب –أي باب الغرائب والفوائد- حيث يكثر إيراد ما لا يصح ويكون شديد الضعف.

ومع هذا فالكتاب مليء بالفوائد وزاخر بالآثار وأخبار السلف وأقاويلهم.

وإليك بعض الفوائد الملتقطة منه:

- عن قبيصة، عن سفيان الثوري، أن جعفر بن محمد قال له : 
إذا جاءك ما تحب فأكثر من الحمد، وإذا جاءك ما تكره فأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله ، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار. قال سفيان: فانتفعت بهذه الموعظة.

- عن عبدالله بن داود، قال : سمعت سفيان وسأله الفضيل فقال: يا أبا عبدالله نضرب أولادنا على الصلاة ؟ فقال: بل ارشوهم عليها.
فقال الفضيل: رحم الله أبا عبدالله ما علمته إلا رفيقًا .

- عن رسته قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول لأصحاب الحديث : لا يأتي أحدكم إلا وقلمه مبري، لا تلقوا في بيوت الله القمامة.

- عن أبي جزء العدوي قال: سئل أبو داود السجستاني فقيل له : من تأمرنا أن نجالس بعدك؟ قال : الكتب.

- عن أحمد بن ثابت بن فرخويه، قال : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، قال : قلت لعبد الرحمن بن مهدي : يا أبا سعيد قد اشتغلت بالعربية والشعر وفاتني الإسناد؟ فقال : أما إذا فاتك الإسناد فلا يفوتك التقوى.

- وعن أبي حاتم الرازي انه قال : الناس اثنان : طائفة موازي العدو تدفع عن حريم المسلمين وطائفة تكتب الحديث؛ تحفظ على المسلمين أصولهم وباقي الناس همج.


ومن هنا رابط لتحميل الكتاب:
المجلد الأول:
https://archive.org/download/fwaedm/fwaedm1.pdf

المجلد الثاني:
https://archive.org/download/fwaedm/fwaedm2.pdf

الخميس، 9 يناير 2020

[لأول مرة للشاملة] قطعة من الجزء الأول من الأحاديث المعللات لابن المديني - مخطوط

[لأول مرة للشاملة]

الكتاب: قطعة من الجزء الأول من الأحاديث المعللات - مخطوط

المؤلف: أبو الحسن علي بن عبد الله بن المديني (المتوفى: 234 هـ)

مصدر الكتاب: مخطوط مستل من ضمن مجموع رقم (3798) عام من مجاميع العمرية (62) بالمكتبة الظاهرية.


من هنا