السبت، 21 أكتوبر 2017

القران في أكل التمر

روى البخاري (2489) ومسلم (2045) عن جبلة بن سحيم، قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما، يقول: 

«نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرن الرجل بين التمرتين جميعًا، حتى يستأذن أصحابه».

وفي رواية : ( إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ مَعَ صَاحِبِهِ فَلَا يَقْرِنَنَّ حَتَّى يَسْتَأْمِرَهُ ) يَعْنِي التَّمْرَ. رواه أحمد (6149) .

والقِران في أكل التمر: أن يأكل تمرتين تمرتين إن أكل معه غيره.

قال أبو موسى المديني في «المجموع المغيث» (2/395):
وله وَجْهَان: ذهَبَ جابِرٌ وعَائِشةُ - رضي الله عنهما - إلى أنه قَبِيحٌ فيه هَلَعٌ وشَرَهٌ؛ وذلك يُزْرِي بصَاحبِه.
والآخر ما رُوِى عن جَبَلةَ: "كُنّا بالمدينَة في بَعْث العِراق، فكان ابن الزُّبَير يَرْزُقُنا التَّمْر، وكان ابنُ عُمَر يَمُرُّ فيقول: لا تُقارِنُوا إلّا أن يَسْتَأذِن الرجلُ أخاه".
فعلى هذا أنما كُرِه؛ لأن التَّمرَ كانَ رِزقاً من ابن الزُّبَيْر، وكان مِلكُهم فيه سَواء، فيَصِير الذي يَقْرُن أكثرَ أكلًا من غَيْره، ويَدلُّ عليه قَولُه: "إلّا أن يَسْتَأذِنَ"، فإن أَذِنَ له فكَأَنَّه جاد عليه. ورُوِى نَحوُه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في أصحاب الصُّفَّةِ. فإذا كان التمرُ مِلْكاً لَه، فله أن يَأكُلَ كما شَاء.
كما رُوى أنّ سالمًا كان يأكل التمر كفًّا كَفًّا، وذهب ذاهب إلى أنّ النَّهىَ انصرف إلى وقتٍ كان الطَّعام فيه قَليلًا؛ فأمّا إذا كان الطعام بحيث يكون شِبَعًا للجَميع، وكان مُباحًا له أَكلُه، جاز أن يَأْكلَ كما شاء.

وفي المصنف لابن أبي شيبة (24982) عن أبي جحش، عن أبي هريرة؛ أنه أكل مع أصحابه تمرا، فقال: إني قد قارنت فقارنوا.

وفيه (24983) عن حبيبة بنت عباد، عن أمها، قالت: سألت عائشة عن القران بين التمرتين؟ فقالت: لو كان حلالا كان دناءة.


وهنا فوائد متعلقة بهذا الحديث

الأولى: 

قال ابن تيمية رحمه الله: وعلى قياسه قران كل ما العادة جارية بتناوله إفرادًا . [الآداب الشرعية٣/١٧٢]

الثانية:

كان الحافظ شعبة بن الحجاج يرى أن لفظ الاستئذان الوارد في هذا الحديث من كلام ابن عمر رضي الله عنهما موقوف عليه، قال شعبة: لا أرى هذه الكلمة في الاستئذان، إلا من كلام ابن عمر.وفي رواية آدم، قال شعبة: الإذن من قول ابن عمر. [ البخاري (5446) ومسلم (2045) ]

الثالثة:

غلط بعض الرواة فروى الحديث بلفظ: «إذا زار أحدكم أخاه، فلا يقومن حتى يستأذنه ».

أخرجه: أبو الشيخ في «طبقات الأصبهانين» (199) من طريق ابن أبي غَنِيَّة، قال: ثنا أبي، قال: ثنا جبلة بن سحيم، عن ابن عمر مرفوعاً.

وقوله: (فلا يقومن) تصحيف؛ تصحف على بعض الرواة، والصواب: (فلا يقرنن).

وقد رواه أحمد (6149) عن ابن أبي غنية، عن أبيه، عن جبلة به بلفظ: «إذا أكل أحدكم مع صاحبه فلا يقرنن حتى يستأمره» يعني التمر.

الأحد، 20 أغسطس 2017

[ بيان ضعف حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «من علم آية من كتاب الله كان له ثوابها ما تليت» ]

[ بيان ضعف حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «من علم آية من كتاب الله كان له ثوابها ما تليت» ]


قال أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان في "الجزء الأول من حديث عن شيوخه" (مخطوط-جوامع الكلم) :
150 - أنبا أبو سهل، نا علي بن إبراهيم أبو الحسن الواسطي، قال: نا إسماعيل بن أبان، عن الربيع بن بدر، عن أبان، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من علم آية من كتاب الله كان له ثوابها ما تليت».

ومن طريق إسماعيل بن أبان: رواه أبو عمرو الداني في كتاب "البيان في عد آي القرآن" ص24.

الربيع بن بدر قال فيه أحمد بن حنبل: لا يسوى حديثه شيئًا وقال ابن معين: ليس بشيء وقَال أبو حاتم: لا يشتغل به ولا بروايته فإنه ضعيف الحديث، ذاهب الحديث. وَقَال ابن عَدِيّ: عامه رواياته عن من يروي عنه مما لا يتابعه عليه أحد.

وشيخه أبان بن أبي عياش متروك الحديث حاله معلومة ويكفي قول شعبة فيه: لأن أشرب من بول حمار حتى أروى أحب إلي من أن أقول: حدثنا أبان بن أبي عياش. وقال: لأن يزني الرجل خير من أن يروى عن أبان.

وأبو سهل شيخ أبي الحسن ابن شاذان هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد بْن عبّاد المحدّث، أبو سهل القطان. وقد عزا الألباني هذا الخبر إلى جزء شيوخه لكن ذكر له فيه إسنادًا غير هذا، قال:
أخرجه أبو سهل القطان في " حديثه عن شيوخه " (4 / 243 / 2) حدثنا محمد بن الجهم حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا أبو مالك الأشجعي عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إما غلط من الناسخ أو من الناقل، والإسناد المتقدم من طريق أبي سهل القطان أليق بأن يكون هو ما خرج به الخبر في جزء شيوخه، إذ يستحيل أن ينفرد راو متأخر بإسناد صحيح لحديث مرفوع ويخرجه في جزء مغمور الذكر لا يكاد يُعرف. علمًا أن من المعلوم أن الأحاديث المرفوعة مظنة الاشتهار والانتشار بين رواة الحديث وبين المصنفين في جمعه.

قال ابن رجب في "شرح العلل" (1/409) : "ونجد كثيراً ممن ينتسب إلى الحديث لا يعتني بالأصول الصحاح كالكتب الستة ونحوها ، ويعتني بالأجزاء الغريبة ، وبمثل "مسند" البزار ، و"معاجم" الطبراني ، أو "أفراد" الدار قطني ، وهي مجمع الغرائب والمناكير".

فإذا كان "مسند" البزار و"معاجم" الطبراني و"أفراد" الدارقطني على شهرتها تعتبر أجزاءًا غريبة ومجمعًا للمناكير، فكيف بــ: "جزء شيوخ" أبي سهل القطان؟!

وعلى هذا فحتى لو كان الإسناد الذي في الجزء: (يزيد بن هارون عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه) وسلمنا بسلامة النقل وصحة النسخ؛ لكان المتعين أن يُجزم بغلطه ونكارته فأنى لمحمد بن الجهم أن ينفرد عن الحافظ يزيد بن هارون بحديث مرفوع لا يشركه فيه أحد من كبار تلامذته الحفاظ المتبحرين أمثال: أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نمير وعبد الله الدارمي وأحمد بن سنان ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وغيرهم؟!

قال الإمام مسلم في مقدمة "صحيحه" (1/6) :
«فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته، وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام بن عروة، وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك، قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في أكثره، فيروي عنهما، أو عن أحدهما العدد من الحديث مما لا يعرفه أحد من أصحابهما، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس والله أعلم».

فكيف وقد روي الخبر من طريق مصنف هذا الجزء بإسناد واهٍ متهالك؟! فهذا مما يستدل به على أن الناسخ أو الناقل أولى في حمل التبعة في الغلط.

وقد ذكره صاحب كتاب "الجامع الكبير" ثم قال: (ابن لال عن أبان عن أنس).

وخلاصة القول الحديث منكر تفرد به الربيع بن بدر وهو متروك عن أبان وهو مثله. والله أعلم.




الجمعة، 11 أغسطس 2017

[ علة حديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت في صلاته يمينًا وشمالاً، ولا يلوي عنقه ]

[ علة حديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت في صلاته يمينًا وشمالاً، ولا يلوي عنقه ]

قال الإمام أحمد في «المسند»:
2791 - حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، قال: حدثني ثور، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت في صلاته يمينا وشمالا، ولا يلوي عنقه».

وكذلك رواه الترمذي والنسائي في «المجتبى» وغيرهما.

وهذا الإسناد رجاله ثقات وقد صححه بعضهم، إلا أنه قد ذُكر له علة، فقد خالف وكيع الفضل بن موسى فرواه مرسلًا:

قال الترمذي بعد أن ساقه من طريق الفضل بن موسى:
هذا حديث غريب، وقد خالف وكيع الفضل بن موسى في روايته:
588 - حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا وكيع، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن بعض أصحاب عكرمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يلحظ في الصلاة»، فذكر نحوه.

وقال في «العلل الكبير» (169) : ولا أعلم أحدًا روى هذا الحديث عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند مسندًا مثل ما رواه الفضل بن موسى.

وقال الدارقطني في «السنن» (1864) : تفرد به الفضل بن موسى , عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند متصلاً , وأرسله غيره. ونحوه في «أطراف الغرائب والأفراد» (2495).

وسأله البرقاني كما في «سؤالاته»:
48 - قلت له: حديث الفضل بن موسى ، عن عبد الله بن سعيد بن أبى هند، عن ثور، عن عكرمة، عن ابن عباس: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يلحظ في صلاته يمينًا وشمالًا) ؟
قال: ليس بصحيح.
49 - قلت: إسناده حسن، حدث به عن الفضل جماعة؟ قال: أي والله حسن، إلا أن له علة، حدث به وكيع عن عبد الله بن سعيد عن ثور عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
50 - قلت: لم يسنده إلا الفضل ؟ قال: بتة.

وقال ابن رجب في «الفتح» (6/451) :
وخرجه أبو داود في بعض نسخ سننه، ثم خرجه من طريق رجل، عن عكرمة.
وقال: هو أصح.
وأنكر الدارقطني وصل الحديث إنكارًا شديدًا، وقال: هو مرسل.

وقال البيهقي في «السنن الكبير» (2251) : هكذا رواه الفضل بن موسى وخالفه غيره، ورواه منقطعًا:
2252 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أنبأ حاجب بن أحمد، ثنا عبد الله بن هاشم، ثنا وكيع، ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن رجل من أصحاب عكرمة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلحظ في صلاته من غير أن يلوي به عنقه».

[فصل]

قال الحاكم في معرفة «علوم الحديث» ص72:
أخبرنا الحسن بن حليم المروزي قال: ثنا أبو عمرو نصر بن زكريا قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم قال: سألني أحمد بن حنبل عن حديث الفضل بن موسى من حديث ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: يلحظ في صلاته ولا يلوي عنقه خلف ظهره، قال: فحدثته فقال له رجل: يا أبا يعقوب رواه وكيع خلاف هذا، فقال له أحمد بن حنبل: اسكت إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمنين فتمسك به.

ورواه الخطيب وابن عساكر في «تاريخيهما» والمزي في «التهذيب» وغيرهم من طريق الحاكم.

وفي صحة هذه الحكاية نظر ففي السند نصر بن زكريا البخاري، ذكره الذهبي في «الميزان» (9030) وقال: عن يحيى بن أكثم بخبر باطل، هو آفته. وقال في «المغني»: (6610)  نصر بن زَكَرِيَّا البُخَارِيّ عَن يحيى بن أَكْثَم بِخَبَر كذب الآفة مِنْهُ.

وقد ذكر ابن عدي في «الكامل» بلا إسناد نحو هذه الحكاية باختلاف في الألفاظ:
قال (1/274) : قال إسحاق: ذُكِر عند يَحيى بن مَعين هذا الحديث، فقال أَبو خيثمة: إن هذا حديث يرويه وكيع مرسل، فقال له يَحيى: تدري عمن يحدثك، يحدثك عن أمير المؤمنين الفضل بن موسى.

وقد أنكر الإمام أحمد ما روي في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلحظ في الصلاة:
قال ابن القيم  في «الزاد» (1/241) :
فأما حديث ابن عباس:  «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلحظ في الصلاة يمينا وشمالا، ولا يلوي عنقه خلف ظهره» : فهذا حديث لا يثبت. قال الترمذي فيه: حديث غريب. ولم يزد.
وقال الخلال: أخبرني الميموني أن أبا عبد الله قيل له: إن بعض الناس أسند أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ في الصلاة. فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا حتى تغير وجهه، وتغير لونه وتحرك بدنه، ورأيته في حال ما رأيته في حال قط أسوأ منها، وقال: النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ في الصلاة؟ ! يعني أنه أنكر ذلك، وأحسبه قال: ليس له إسناد، وقال: من روى هذا؟ إنما هذا من سعيد بن المسيب، ثم قال لي بعض أصحابنا: إن أبا عبد الله وهّن حديث سعيد هذا وضعف إسناده، وقال: إنما هو عن رجل عن سعيد.
وقال عبد الله بن أحمد: حدثت أبي بحديث حسان بن إبراهيم عن عبد الملك الكوفي قال: سمعت العلاء قال: سمعت مكحولاً يحدث عن أبي أمامة وواثلة: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة لم يلتفت يمينًا ولا شمالاً، ورمى ببصره في موضع سجوده»، فأنكره جدًا وقال: اضرب عليه. فأحمد رحمه الله أنكر هذا وهذا، وكان إنكاره للأول أشد؛ لأنه باطل سندًا ومتنًا.
والثاني: إنما أنكر سنده، وإلا فمتنه غير منكر، والله أعلم.

الخميس، 8 يونيو 2017

[ لا تصلي المرأة إلا وفي عنقها قلادة ]

[ لا تصلي المرأة إلا وفي عنقها قلادة ]


قال أبو عبيد القاسم بن سلام: في حديث عائشة: أنها كرهت أن تصلي المرأة عطلاً ولو أن تعلق في عنقها خيطًا.
قال: حدثنيه الفزاري، عن عبد الله بن سيار، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة.
قال أبو عبيد: قولها: عطلاً: تعني التي لا حلي عليها. [غريب الحديث 4/333 ورواه البيهقي من طريق أبي عبيد].

وقال طالوت بن عباد: 29- حدثنا حرب بن سريج، عن زينب، عن عائشة، قالت: لا تصلين امرأة إلا وفي عنقها قلادة ولو خيط فيه خرزة. [زينب هي بنت يزيد العتكية]

وروى عبد الرزاق في المصنف: 5044 - عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، كان يكره أن تصلي المرأة وليس في عنقها قلادة. قلت: لم؟ قال: لأن لا تشبه بالرجال.

5045 - عن ابن التيمي، عن أبيه، عن رجل، يقال له إبراهيم قال: كتبت أم الفضل ابنة غيلان وهي ابنة يزيد بن المهلب إلى أنس بن مالك: هل تصلي المرأة وليس في عنقها قلادة؟ قال: فكتب إليها: لا تصلي المرأة إلا وفي عنقها قلادة. قال: وإن لم تجد إلا سيرًا.

وروي مرفوعًا ولا يصح:
قال الطبراني في الأوسط:5929 - حدثنا محمد بن محمد التمار قال: ثنا أبو الوليد الطيالسي قال: ثنا قيس بن الربيع قال: ثنا عمرو، مولى عنبسة، عن رائطة بنت عبد الله بن محمد بن علي، قالت: حدثني أبي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا علي، مر نساءك لا يصلين عطلاً، ولو أن يتقلدن سيرًا».
لا يروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به قيس بن الربيع.

وضعفه أبو حاتم كما في "علل الحديث" (388) وقال عمرو هذا هو: عمرو بن خالد الواسطي، وهو متروك الحديث.


الثلاثاء، 4 أبريل 2017

في اختصار السجود

قال ابن أبي شيبة في «المصنف» :
  
4226- حدثنا هشيم، قال: أخبرنا خالد، عن أبي العالية، قال: كانوا يكرهون اختصار السجود.

4227- حدثنا هشيم وعلي بن مسهر وابن فضيل، عن داود، عن الشعبي، قال: كانوا يكرهون اختصار السجود، وكانوا يكرهون إذا أتوا على السجدة أن يجاوزوها حتى يسجدوا.

4228- حدثنا هشيم، قال: أخبرنا منصور، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، قال: ثلاث مما أحدث الناس: .. وذكر منها: اختصار السجود.

4229- حدثنا عبد الله بن مبارك، عن عبد العزيز بن قرير، قال: سألت ابن سيرين عن اختصار السجود؟ فكرهه وعبس وجهه، وقال: لا أدري ما هذا.

4230- حدثنا ابن مبارك، عن معمر، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، قال: هو مما أحدث الناس.

4231- حدثنا أبو بكر بن عياش، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: كانوا يكرهون أن تختصر السجدة.

4232- حدثنا ابن إدريس، عن هشام، عن الحسن، قال: كان يكره أن يختصر سجود القرآن.

4233- حدثنا الفضل بن دكين، عن أبي المعتمر، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، قال: هو مما أحدث الناس.

وقال ابن وضاح في البدع (1/ 53):
51 - وحدثني عن موسى , عن ابن مهدي , عن أبي سليمان , عن يزيد الرشك , عن خالد الأشج ابن أخي صفوان بن محرز قال: " كنا في مسجد المدينة , وقاص لنا يقص علينا , فجعل يختصر سجود القرآن فيسجد ونسجد معه , إذ جاء شيخ فقام علينا فقال: " لئن كنتم على شيء , إنكم لأفضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فسألنا عنه فقلنا: من هذا الشيخ؟ فقالوا: هذا عبد الله بن عمر ".

قال الإمام أحمد بن حنبل عن اختصار السجود: أكرهه، وإنما هي أن يقرأ آية أو آيتين ثم يسجد. قال إسحاق: كما قال.
«مسائل الكوسج» (381). ونحوه في «مسائل أبي داود» ص63.

واختصار السجود: له معنيان:
أحدهما: أن يفرد الآية التي فيها السجود بالقراءة، ثم يسجد فيها كما ذكره الإمام أحمد.
والثاني: أن يقرأ السورة فإذا انتهى إلى السجدة ترك آيتها ولم يسجد لها.

انظر: «القاموس المحيط» (2/20) و«لسان العرب» (4/241).

وقال ابن قدامة: يكره اختصار السجود، وهو: أن ينتزع الآيات التي فيها السجود فيقرؤها ويسجد فيها. «المغني» (2/627).

وانظر: «الفروع» (1/382)، «المبدع» (2/32)، «كشاف القناع» (1/526).


الاثنين، 20 فبراير 2017

[ الفراش الذي لا ينام عليه أحد ينام عليه الشيطان ]

قال مسلم في «صحيحه»:
2084- حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا ابن وهب، حدثني أبو هانئ، أنه سمع أبا عبد الرحمن، يقول: عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «فراش للرجل، وفراش لامرأته، والثالث للضيف، والرابع للشيطان».

وقال ابن أبي الدنيا في كتاب «مكائد الشيطان» :
5 - حدثنا أبي، حدثنا هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: ما من فراش يكون في بيت مفروشًا لا ينام عليه أحد إلا نام عليه الشيطان.

وقال ابن المبارك في «الزهد»:
761 - أخبرنا معمر قال: حدثني ابن طاوس، عن أبيه قال: دخل ابن الزبير على امرأته بنت الحسن، فرأى ثلاثة مُثُلٍ -يَعْنِي أَفْرِشَةً- في بيته، فقال: هذا لي، وهذا لابنة الحسن، وهذا للشيطان، فأخرجوه.



الخميس، 16 فبراير 2017

[ وضع النوى على الطبق الذي فيه التمر]

قال إبراهيم الحربي في «غريب الحديث» (2/861) : حدثنا أبو الوليد، حدثنا حبان بن أبي جبلة، حدثنا حميد، عن أنس، رضي الله عنه، أنه كان يكره أن يلقي النوى على الطبق الذي فيه التمر.

ورواه البيهقي في «السنن الكبرى» (14636) من طريق حميد، عن أنس، رضي الله عنه ولفظه: أنه كان يكره أن يضع النوى مع التمر على الطبق.

وروي أن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كرهه:

قال أبو بكر ابن حماد رأيت أحمد .. يكره أن يجعل النوى مع التمر في شيء واحد، ذكره الخلال في «جامعه» وصاحبه أبو بكر. «الآداب الشرعية» (3/226).



السبت، 11 فبراير 2017

[ من غشيه كلب على طعام فليطعمه ]

قال ابن الجوزي في «المناقب» ص326:
قرأت على محمد بن أبي منصور، عن أبي القاسم بن البسري، عن أبي عبد الله بن بَطة، قال: أخبرني محمد بن الحسين الآجري، قال: أخبرني محمد ابن كُردي، قال: حدثنا أبو بكر المرُّوذي، قال: كنتُ مع أبي عبد الله في طريق العَسكر، فنزلنا منزلاً، فأخرجتُ رغيفاً ووضعت بين يديه كوز ماء، فإذا بكلبٍ قد جاء فقام بحذائه، وجعل يُحرك ذنبه، فألقى إليه لقمة، وجعل يأكل ويلقي إليه لقمة، فخفت أن يضر بقوته فقمتُ فصحت به لأنحّيه من بين يديه، فنظرتُ إلى أبي عبد الله قد احمارًّ وتغير من الحياءِ وقال: دَعه، فإنَّ ابن عباس قال: لها أنفس سُوء.

وفي «آكام المرجان في أحكام الجان» ص45: 
قال أبو عثمان سعيد بن العباس الرازي، أنا إبراهيم بن موسى، أنا أبو الأحوص، حدثنا سماك، عن بشر، سمعت ابن عباس يقول وهو على منبر البصرة: إن الكلاب من الجن وهي ضعفة الجن فمن غشيه كلب على طعام فليطعمه أو ليؤخره .
أخبرنا إبراهيم، أنا وكيع، عن إسرائيل وسفيان، عن سماك بن حرب، عن بشر، عن ابن عباس قال: الكلاب من الجن فإذا غشيتكم عند طعامكم فألقوا لهن فإن لها نفسًا.

وقال ابن قتيبة في «تأويل مختلف الحديث» ص208:
وليست تخلو الكلاب من أن تكون أمة من أمم السباع، أو تكون أمة من الجن، كما قال ابن عباس: "الكلاب أمة من الجن وهي ضعفة الجن، فإذا غشيتكم عند طعامكم، فألقوا لها، فإن لها أنفسًا"، يعني: أن لها عيونًا، تصيب بها، والنفس: العين، يقال: أصابت فلانا نفس، أي: عين.


[ في جلوس المرء في مصلاه بعد انقضاء الصلاة ]

قال البخاري في صحيحه:
445 - حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه، ما لم يحدث، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ".

وقال مسلم في صحيحه:
287 - (670) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن سفيان، قال أبو بكر: وحدثنا محمد بن بشر، عن زكرياء، كلاهما عن سماك، عن جابر بن سمرة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا».

وقال أحمد في مسنده:
1251 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا إسرائيل، عن عطاء بن السائب، قال: دخلت على أبي عبد الرحمن السلمي، وقد صلى الفجر وهو جالس في المسجد، فقلت: لو قمت إلى فراشك كان أوطأ لك، فقال: سمعت عليا، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من صلى الفجر، ثم جلس في مصلاه صلت عليه الملائكة، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له اللهم ارحمه، ومن ينتظر الصلاة صلت عليه الملائكة وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له اللهم ارحمه ".

قال علي بن المديني: هو حديث كوفي، وإسناده حسن. [الفتح لابن رجب 6/44]

وقال الترمذي في جامعه:
3235 - حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا معاذ بن هانئ أبو هانئ اليشكري قال: حدثنا جهضم بن عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، أنه حدثه عن مالك بن يخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل قال: احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعا فثوب بالصلاة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوز في صلاته، فلما سلم دعا بصوته فقال لنا: «على مصافكم كما أنتم» ثم انفتل إلينا فقال: " أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة: أني قمت من الليل فتوضأت فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي فاستثقلت، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، فقال: يا محمد قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب، قالها ثلاثا " قال: " فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي، فتجلى لي كل شيء وعرفت، فقال: يا محمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات، قال: ما هن؟ قلت: مشي الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء في المكروهات، قال: ثم فيم؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة بالليل والناس نيام. قال: سل. قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك وحب من يحبك، وحب عمل يقرب إلى حبك "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها حق فادرسوها ثم تعلموها».

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل، عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن صحيح.

وقال مالك في الموطأ (1/161) :
54 - عن نعيم بن عبد الله المجمر، أنه سمع أبا هريرة يقول: " إذا صلى أحدكم، ثم جلس في مصلاه، لم تزل الملائكة تصلي عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه. فإن قام من مصلاه، فجلس في المسجد ينتظر الصلاة، لم يزل في صلاة حتى يصلي ".

وقال عبد الرزاق في المصنف:
3204 - عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: الذي ذكرت من عدد التسبيح والتكبير والتحميد وراء المكتوبة أحب إليك أم نزيد على ذلك؟ قال: «نعم» قال: قلت: أحب إليك أن لا تقوم حتى تفرغ من تسبيحك؟ قال: «نعم»، قلت: لم؟ قال: " لأنهم يقولون: لا تزال الملائكة تصلي على المرء ما لم يقم من مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث " قال: «وإني لأحب أن يكون ذلك في دبر المكتوبة»، قلت: أتستحب أن لا تتكلم حتى تفرغ منه؟ قال: «نعم، والله، ولكن ما يدعوننا».

وقال ابن أبي شيبة في المصنف:
4087- حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عمران بن مسلم ، عن سويد بن غفلة ، قال : من دخل المسجد وهو على طهور ، لم يزل عاكفا فيه ما دام فيه حتى يخرج منه أو يحدث.

7851- حدثنا أبو أسامة ، عن موسى بن عبد الله بن إسحاق بن طلحة ، عن موسى بن طلحة ، قال : كان طلحة يثبت في مصلاه حيث صلى فلا يبرح حتى تحضر السبحة فيسبح.

7852- حدثنا غندر ، عن شعبة ، عن الحكم ، قال : بلغني عن رجل من بني تميم ، أنه دخل على الحسن بن علي وهو قاعد في مصلاه ، وقال : ما من مسلم يصلي الصبح ، ثم يقعد في مصلاه إلا كان له حجابا من النار.

وقال محمد بن عبد الرحمن  المخلّص كما في العاشر من «المخلصيات» : 2328- (173) حدثنا أحمد: حدثنا السري: حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس: حدثنا عبدالرحمن قال: سمعت سفيان قال: من كان في المسجد فلم ير أنه في صلاة فلم يفقه.

سفيان هو الثوري رحمه الله.

قال ابن رجب في الفتح (6/40) : قال ابن عبد البر: ولو صلت المرأة في مسجد بيتها وجلست فيه تنتظر الصلاة فهي داخلة في هذا المعنى إذا كان يحبسها عن قيامها لأشغالها انتظار الصلاة.
... وقد فسر صلاة الملائكة عليه بالدعاء له بالمغفرة والرحمة، والصلاة قد فسرت بالدعاء، وفسرت بالثناء والتنويه بالذكر، ودعاء الملائكة بينهم لعبد هو تنويه منهم بذكره وثناء عليه بحسن عمله.

وقال (6/42) : وليس في هذا الحديث، ولا في غيره من أحاديث الباب الاشتراط للجالس في مصلاه أن يكون مشتغلا بالذكر، ولكنه أفضل وأكمل، ولهذا ورد في فضل من جلس في مصلاه بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب أحاديث متعددة.

الاثنين، 6 فبراير 2017

[ ما جاء في فضل ذكر الله في السوق ]

[ ما جاء في فضل ذكر الله في السوق ]

قال ابن أبي شيبة في «المصنف» (13/196) :

حدثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن المنهال، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: إن كنت لأخرج إلى السوق وما لي حاجة إلا أن أسلم ويسلم علي.

وقال (15/245) :

حدثنا جرير ، عن منصور ، عن سالم ، عن مسروق ، قال : ما دام قلب الرجل يذكر الله ، فهو في صلاة ، وإن كان في السوق.

وروي عن منصور عن هلال عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود مثله وزاد: وإن يحرك به شفتيه ، فهو أفضل.

وقال (15/380) :

حدثنا وكيع ، عن مسعر ، عن عامر بن شقيق ، عن أبي وائل ، قال : ما شهد عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه مَجْمعًا ، ولا مأدبة فيقوم حتى يحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان مما يتبع أغفل مكان في السوق فيجلس فيه فيحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال (19/496) :

حدثنا أبو معاوية ، عن عاصم ، عن أبي قلابة ، قال : التقى رجلان في السوق ، فقال : أحدهما لصاحبه : يا أخي ، تعال ندعو الله ونستغفره في غفلة الناس لعله يغفر لنا ، ففعلا ، فقضي لأحدهما ، أنه مات قبل صاحبه ، فأتاه في المنام ، فقال : يا أخي ، أشعرت أن الله غفر لنا عشية التقينا في السوق.

حدثنا أبو معاوية ، عن عاصم ، عن أبي زينب ، قال : من أتى السوق لا يأتيها إلا ليذكر الله فيها غفر له بعدد من فيها.

وقال أبو أحمد العسال في كتاب «المعرفة» كما في كتاب «الصفات» لابن المحب (263/ب) :

حدثنا موسى بن إسحاق، ثنا منجاب بن الحارث، أنبا ابن مسهر، عن محمد بن راشد، قال: سمعت عبد الله بن أبي الهذيل وسأله رجل فقال: يا أبا المغيرة، أسمعت عبد الله (بن مسعود يقول: «إن الله ليضحك ممن ذكره في الأسواق»؟ قال: لا، ولكني سمعت عبد الله بن مسعود يقول: «إن الله ليعجب ممن ذكره في الأسواق».

ورواه كذلك ابن فضيل في «الدعاء» (112) والبيهقي في «الشعب» (565) وأبو نعيم في «الحلية» (4/359) من كلام ابن أبي الهذيل وهذا لفظ البيهقي:
قال: إن الله عز وجل يحب أن يذكر في الأسواق، وذلك لكثرة لغطهم ولغفلتهم وإني لآتي السوق وما لي فيه حاجة إلا أن أذكر الله تعالى.

[ فصل في ذكر بعض الأخبار في ذم الأسواق ]

قال مسلم في« صحيحه» (671) :

وحدثنا هارون بن معروف، وإسحاق بن موسى الأنصاري، قالا: حدثنا أنس بن عياض، حدثني ابن أبي ذباب، في رواية هارون، وفي حديث الأنصاري، حدثني الحارث، عن عبد الرحمن بن مهران، مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها».

وقال أحمد في «مسنده» (16744) :

حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي البلدان شر؟ قال: فقال: " لا أدري " فلما أتاه جبريل عليه السلام قال: " يا جبريل، أي البلدان شر؟ " قال: لا أدري حتى أسأل ربي عز وجل. فانطلق جبريل عليه السلام، ثم مكث ما شاء الله أن يمكث، ثم جاء، فقال: يا محمد، إنك سألتني أي البلدان شر، فقلت: لا أدري، وإني سألت ربي عز وجل: أي البلدان شر؟ فقال: أسواقها.

وقال ابن أبي شيبة في «المصنف» (19/206) :

حدثنا أبو أسامة، عن عوف، عن أبي عثمان، قال: قال لي سلمان الفارسي رضي الله عنه: إن السوق مبيض الشيطان ومفرخه، فإن استطعت أن لا تكون أول من يدخلها، ولا آخر من يخرج منها فافعل.

وهو في صحيح مسلم (2451) عن سلمان، قال: لا تكونن إن استطعت، أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته.

[ فائدة ]

ومما يذكر هنا الحديث المشهور بـ (حديث السوق) ولفظه:
«من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة ».

وهذا الحديث أنكره جماعة من الحفاظ النقاد منهم أحمد بن حنبل وأبو حاتم وأبو رزعة الرازيان والبخاري وأبو داود وغيرهم.

قال أبو حاتم الرازي: هذا حديث منكر جدًا.

وقال يعقوب بن شيبة : هو حديث ليس بصحيح الإسناد، ولا له مخرج يرضاه أهل العلم بالحديث، وإنا لنرجوا من ثواب الله عز وجل على هذه الكلمات ماروي في هذا الحديث، وأكثر منه، فهو أهل الفضل، و الإحسان.

وقال ابن قيم الجوزية في المنار المنيف بعد أن ذكر هذا الحديث: فهذا الحديث معلول، أعله أئمة الحديث.

الجمعة، 3 فبراير 2017

[ علة حديث عائشة، رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء»، {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ]

قال الحاكم في «المستدرك» :
7053 - أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد بن غالب، ثنا جعفر بن محمد بن جعفر المدائني، ثنا عباد بن العوام، عن سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء»، {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.   

ورواه الطبراني في «الأوسط» (4165) من طريق جعفر المدائني، وقال عقبه: لم يرفع هذا الحديث عن سفيان الثوري إلا عباد بن العوام، تفرد به جعفر بن محمد المدائني.

والمدائني هذا له ترجمة وجيزة في «تاريخ بغداد» (8/59/ت 3568) ولم يُذكر فيه جرح ولا تعديل.

والحديث معلول بالوقف:

قال الدارقطني في «العلل» (3518) :
يرويه عباد بن العوام، عن الثوري، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قاله جعفر بن محمد المدائني، عنه؛
وخالفه عبد الله بن عثمان، ويحيى بن أبي زائدة، ومالك بن سعير، فرووه عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، موقوفًا.

وكذلك صنع البيهقي، قال في «الكبرى» (19992) : رفعه بعض الضعفاء, والصحيح موقوف.

وممن رواه عن الثوري موقوفًا:
- عبد الرزاق كما في «مصنفه» (13861).
- وأبو نعيم كما عند البيهقي في «الكبرى» (19992).
- وعبد الله بن الوليد العدني كما في «الأوسط» لابن المنذر (1949).

وكذلك رواه عن هشام موقوفًا:
- عبدة بن سليمان كما عند ابن أبي حاتم في «التفسير» (8187).
- ووكيع كما في «المصنف» لابن أبي شيبة (6151 ) و (12683).
- ومعمر كما في «مصنف» عبد الرزاق (13860).