الاثنين، 29 يونيو 2015

[باب من قال: إذا أعدت المغرب؛ فاشفع بركعة]

[باب من قال: إذا أعدت المغرب؛ فاشفع بركعة]

قال ابن أبي شيبة في «المصنف» :

باب من قال: إذا أعدت المغرب؛ فاشفع بركعة

6716- حدثنا وكيع, قال: حدثنا سفيان، عن جابر، عن سعد بن عبيدة، عن صلة بن زفر، قال: أعدت الصلوات كلها مع حذيفة، وشفع في المغرب بركعة.

6717- حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي السوداء النهدي، قال: صليت المغرب ثم صليتها في جماعة، فلما سلم الإمام قمت فشفعت بركعة، فسألت عطاء؟ فقال: أكيست.

6718- حدثنا وكيع, قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، قال: إذا صلى المغرب وحده، ثم صلى في جماعة شفع بركعة.

6719- حدثنا وكيع, قال: حدثنا عمرو بن حسان المسلي، عن وبرة بن عبد الرحمن، قال: صليت أنا، وإبراهيم النخعي، وعبد الرحمن بن الأسود المغرب، ثم جئنا إلى المسجد وهم في صلاة المغرب، فدخلنا معهم فصلينا، فلما سلم الإمام ارتبكت أنا وعبد الرحمن بن الأسود، وقام إبراهيم فشفع بركعة.

6720- حدثنا حفص، عن ليث، عن نعيم، عن صلة، عن حذيفة؛ أنه صلى الظهر مرتين، والعصر مرتين، والمغرب مرتين، وشفع في المغرب بركعة.

6721- حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق؛ أنه سئل عن رجل صلى المغرب وحده، ثم أعادها في جماعة؟ قال: يضيف إليها ركعة.

6722- حدثنا أبو معاوية، عن حجاج، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: يشفع بركعة، يعني إذا أعاد المغرب.

وبشفع المغرب أفتى الأسود بن يزيد، ورواه قتادة عن سعيد بن المسيب والزهري، والأوزاعي، والثوري، والشافعي، والإمام أحمد، وإسحاق وغيرهم.

انظر «الأوسط» لابن المنذر (2/402) و«اختلاف العلماء» للمروزي (ص118) و«مسائل الكوسج» (258) و«مسائل حرب» (ص552) و«المغني» (2/82-84).

وفي إعادة الصلوات خلف الإمام –أيها تعاد وأيها لا تعاد- خلاف على عدة أقوال وتفاصيل في ذلك، انظرها فيما تقدم من مصادر. 

السبت، 27 يونيو 2015

[ما جاء في النهي عن بيع السنور]

[ما جاء في النهي عن بيع السنور]

قال مسلم في «صحيحه» : (1569) حدثني سلمة بن شبيب، حدثنا الحسن بن أعين، حدثنا معقل، عن أبي الزبير، قال: سألت جابرًا، عن ثمن الكلب والسنور؟ قال: «زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك».

قال ابن رجب:
وهذا مما يعرف عن ابن لهيعة عن أبي الزبير. وقد استنكر الإمام أحمد روايات معقل عن أبي الزبير، وقال: هي تشبه أحاديث ابن لهيعة، وقد تُتُبِّعِ ذلك، فوُجِدَ كما قاله أحمد رحمه الله.

وروى حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب والسنور، إلا كلب صيد» ، خرجه النسائي، وقال: هو حديث منكر، وقال أيضا: ليس بصحيح.
وذكر الدارقطني أن الصحيح وقفه على جابر.

قال أحمد: ما أعلم فيه شيئًا يثبت أو يصح، وقال أيضا: الأحاديث فيه مضطربة.

انتهى من «جامع العلوم» (2/452-453) بتصرف يسير واختصار ويراجع بقية كلامه فهو مفيد. وقول النسائي في «المجتبى» (7/190) و (7/309).

وقال الترمذي (3/569) : .. ولا يصح في ثمن السنور.

وقال أبو عوانة في «مستخرجه» (3/355) : في الأخبار التي فيها نهي عن ثمن السنور فيها نظر في صحتها وتوهينها.

وقال ابن عبد البر في «التمهيد» (8/403) : وليس في السنور شيء صحيح.

أما عن حكم بيعها فهو محل اختلاف بين السلف، قال ابن رجب:
فأما بيع الهر، فقد اختلف العلماء في كراهته، فمنهم من كرهه، وروي ذلك عن أبي هريرة وجابر وعطاء وطاوس ومجاهد، وجابر بن زيد، والأوزاعي، وأحمد في رواية عنه، وقال: هو أهون من جلود السباع، وهذا اختيار أبي بكر من أصحابنا، ورخص في بيع الهر ابن عباس وعطاء في رواية الحسن وابن سيرين والحكم وحماد، وهو قول الثوري وأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد في المشهور عنه، وعن إسحاق روايتان، وعن الحسن أنه كره بيعها، ورخص في شرائها للانتفاع بها. وهؤلاء منهم من لم يصحح النهي عن بيعها قال أحمد: ما أعلم فيه شيئا يثبت أو يصح، وقال أيضا: الأحاديث فيه مضطربة. ومنهم من حمل النهي على ما لا نفع فيه كالبري ونحوه. ومنهم من قال: إنما نهى عن بيعها، لأنه دناءة وقلة مروءة، لأنها متيسرة الوجود، والحاجة إليها داعية، فهي من مرافق الناس التي لا ضرر عليهم في بذل فضلها، فالشح بذلك من أقبح الأخلاق الذميمة، فلذلك زجر عن أخذ ثمنها.
ينظر الإحالة السابقة من كتابه «الجامع».

الخميس، 25 يونيو 2015

[انتظار الإمام راكعًا إذا سمع وقع نعل أو حسّ أحد]

[انتظار الإمام راكعًا إذا سمع وقع نعل أو حسّ أحد]

قال ابن أبي شيبة:

[من قال: انتظر إذا ركعت أو ما سمعت وقع نعل أو حس أحد]

3396 - حدثنا المطلب بن زياد، عن عبد الله بن عيسى، عن ابن أبي ليلى، أنه كان ينتظر ما سمع وقع نعل.

3397 - حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: إذا كنت إماما فدخل إنسان وأنت راكع، فانتظره.

3398 - حدثنا وكيع، عن عمران بن حدير، عن أبي مجلز قال: إذا جاء أحدكم والإمام راكع فليسرع المشي، فإنا ننتظره.

3399 - حدثنا عيسى بن يونس، عن عمران، عن أبي مجلز، أنه كان ينتظر ما سمع وقع النعال.

3400 - حدثنا عفان قال: حدثنا همام، عن محمد بن جحادة، عن رجل، عن ابن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينتظر ما سمع وقع نعل.

هذا الحديث رواه كذلك أحمد وأبو داود والبزار، ولا يصح ففيه مبهم وقد عينه بعضهم وذكر أحد المجهولين.

3401 - حدثنا شريك، عن جابر، عن عامر أنه كان ينتظر ما سمع وقع نعل.

قال حرب في المسائل/الصلاة/ ص549:

[باب الإمام ينتظر الرجل وهو راكع]

قيل لأحمد: الإمام يسمع وطء نعل الرجل أينتظره؟ قال نعم، ما لم يشق على من خلفه.

حدثنا يحيى الحماني، قال: ثنا أبي، عن محل، عن إبراهيم، قال: ينتظرهم بقد ما لا يرى أن يشق على القوم، فإذا رأى أنه شق على القوم رفع رأسه، فإن من خلفه أعظم عليه حقًا.

يحيى الحماني، على حفظه وسعة علمه متهم بسرقة الحديث.

وحكى ابن المنذر عن إسحاق وأبي ثور مثل قول أحمد. وحكى عن الشافعي -في رواية- انتظار الإمام حتى يدركه الناس.

وحكي عن الأوزاعي ومالك والشافعي -في رواية- وأهل الرأي أن لا ينتظرهم الإمام ويركع كما كان يركع. انظر «الأوسط» (4/235) و«المغني» (2/173) و«النوادر والزيادات» (1/300).

تنبيه:
قال ابن حجر في «فتحه» : وقد ذكر البخاري في «جزء القراءة» كلامًا معناه أنه لم يرد عن أحد من السلف في انتظار الداخل في الركوع شيء والله أعلم.

والذي قاله البخاري في «جزء القراءة» ص59: ليس في الانتظار في الركوع سنة.

ولعله يريد سنة مرفوعة، وإلا فمروي عن غير واحد من السلف كما تقدم.

الأربعاء، 24 يونيو 2015

[ما جاء في الصلاة في المسجد العتيق]

قال ابن أبي شيبة في «المصنف» :

في المسجد المحدث والعتيق

6243 - حدثنا هشيم، قال: أنا عوف، قال: قدم عامل لمعاوية، وكان بعثه على الصدقات، فنزل منزلًا، فإذا هو بمسجدين، قال: أيهما أقدم؟ فأُخبر به، فأتى الذي هو أقدمهما.

6244 - حدثنا عبد السلام بن حرب، عن ليث، أن أبا وائل، فاتته الصلاة في مسجد كذا وكذا، فصلى في مسجد كذا وكذا، وبينهما مساجد كثيرة محدثة لم يصل فيها.

6245 - حدثنا معتمر بن سليمان، عن عمارة الصيدلاني، عن ثابت البناني، قال: كنت أكون مع أنس، فيأتي على المسجد فيسمع الأذان، فيقول: محدث هذا؟ فإذا قالوا: نعم، يجاوزه إلى غيره.

6246 - حدثنا معتمر، عن ليث، عن مجاهد، أنه كان يتجاوز المساجد المحدثة إلى القديمة.

6247 - حدثنا معتمر، عن عوف، قال: أخبرني رجل، من أهل البادية، قال: قدم علينا مصدق من المدينة ليالي معاوية، فبينما هو على ماء لنا ذات يوم قال: وحضرت الصلاة، وعلى الماء مسجدان من مساجد أهل البادية، قال: أيهما بني أولا؟ فقيل: هذا، فقصد نحوه.

وقال حرب في «المسائل» / الصلاة/ ص545 :

باب فضل المسجد العتيق على المحدث

سألت أحمد بن حنبل، قلت: الرجل يكون على باب داره مسجد، وهو يؤذن فيه، فلا يحضره جماعة إلا رجل أو نحو ذلك؟ قال: إذا كان مسجد عتيق لم يزل فلا أرى بأسًا، وإن كان محدثًا فكأنه أحب إلي أن يأتي غيره إذا لم يكن جماعة. قال: وكان أنس بن مالك رضي الله عنه يجاوز المساجد المحدثة فيأتي العتيق.
وأبو عبد الله استحب ذلك.

حدثنا علي بن عثمان، قال: ثنا غزوان، وكان ينزل بني سلول قال جاء الحسن بن أبي الحسن إلى مسجد بني سلول وهو جديد، فانتظر جنازة وإلى جنبنا مسجد عتيق فحضرت الصلاة، فقيل: يا أبا سعيد الصلاة! قال: العتيق أحبهما إلي. فجاء إلى المسجد العتيق، فقال له الإمام: تقدم يا أبا سعيد! قال: الإمام أحق بالإمامة.

روى هذا الخبر العقيلي في «الضعفاء» (3/438) في ترجمة غزوان بن يوسف، وقد قال فيه البخاري: تركوه، وقال أبو حاتم: متروك.

وقال ابن رجب في «الفتح» (3/418) :
ويفضل - أيضا - المسجد الأعظم بكونه عتيقًا:
قال أبو نعيم الفضل بن دكين: ثنا عمارة بن زاذان، عن ثابت البناني، قال كنت أقبل مع أنس بن مالك من الزاوية، فإذا مر بمسجد قال: أمحدث هذا؟ فإن قلت: نعم مضى، وأن قلت: عتيق صلى.

الخميس، 11 يونيو 2015

[باب ما يقول الرجل إذا خرج مسافرًا]

[باب ما يقول الرجل إذا خرج مسافرًا]

قال مسلم في «صحيحه» :

(1342) حدثني هارون بن عبد الله، حدثنا حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، أن عليا الأزدي، أخبره أن ابن عمر علمهم؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر، كبر ثلاثًا، ثم قال: «سبحان الذي سخر لنا هذا، وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل».

وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: «آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون».

وقال:
(1343) حدثني زهير بن حرب، حدثنا إسماعيل ابن علية، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكور، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال».

ورواه عبد الرزاق في المصنف (ط-التأصيل) عن معمر (9454) وعنده: فقال محمد بن ثور لمعمر: ما الحور بعد الكور يا أبا عروة؟ قال: "لا تكون كُنْتِيًّا يقول: كان رجلًا صالحًا ثم رجع على عقبه".

وفي جامع معمر (21852) قال: سمعت معمرا يقول: «هو الكُنْتي» ، قلنا: وما الكُنْتي؟ قال: «هو الرجل يكون صالحًا، ثم يتحول فيكون امرأ سوء».

قال الخطابي في غريب الحديث (2/194) : أَخْبَرَنِي عَبْد الرحمن بن الأسد أخبرنا الدَّبَرِيُّ قَالَ قلنا لعبد الرزاق فالحور بعد الكور قَالَ سمعت معمرا يقول هو الكنتي قلت وما الكنتي قَالَ الرجل يكون صالحا ثم يتحول امرأ سوء.
وَقَالَ أَبُو عُمَر: قَالَ ابن الأعرابي: يُقَالُ للرجل: كنتي إذا كان لا يزال يقول كنت شابا كنت شجاعا أو نحو هذا وكاني إذا قَالَ كان لي مال فكنت أهب وكان لي خيل فكنت أركب ونحو هذا من الكلام.

وقال الترمذي (3439) : ويروى الحور بعد الكون أيضا، قال: ومعنى قوله: الحور بعد الكون، أو الكور، وكلاهما له وجه، يقال: إنما هو الرجوع من الإيمان إلى الكفر، أو من الطاعة إلى المعصية، إنما يعني الرجوع من شيء إلى شيء من الشر.

وفي المنتخب من مسند عبد بن حميد (511) : سئل عاصم عن الحور بعد الكون قال: يقولون: حار بعدما كان.





وقال مسلم:
(2718) حدثني أبو الطاهر، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في سفر وأسحر يقول: «سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا وأفضل علينا، عائذا بالله من النار».

وانظر «علل الحديث» لابن عمار (31).

وقال ابن فضيل في «الدعاء» :
45 - حدثنا حصين بن عبد الرحمن، عن مجاهد، قال: سافرت مع ابن عمر فكان يقول حين ينفجر الصبح: «سمع سامع بحمد الله ونعمته، وحسن بلائه علينا - ثلاث مرات - صَاحِبْنَا فَأَقِلْنَا وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا - ثلاث مرات - اللهم عائذ بك من جهنم - ثلاث مرات - ولا حول ولا قوة إلا بالله».

وقال ابن أبي شيبة في «المصنف» :
29610 - حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: كانوا يقولون في السفر: «اللهم بلاغًا يبلغ خير مغفرتك منك ورضوانًا، وبيدك الخير، إنك على كل شيء قدير، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة على الأهل، اللهم اطو لنا الأرض، وهون علينا السفر، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال».

الأربعاء، 10 يونيو 2015

[الخطبة يوم الجمعة ، يقرأ فيها ، أم لا ؟]

قال ابن أبي شيبة:

الخطبة يوم الجمعة ، يقرأ فيها ، أم لا ؟

5245- حدثنا عبد الله بن نمير , قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، عن أم هشام ابنة جارية ، أو حارثة ، قالت : ما أخذت {ق والقرآن المجيد} إلا على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقرؤها على الناس في كل يوم جمعة إذا خطبهم.

ورواه مسلم (873) .
وروى (871) عن صفوان بن يعلى، عن أبيه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يقرأ على المنبر: {ونادوا يا مالك}.

5246- حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، قال : كان عمر يعجبه أن يقرأ بسورة آل عمران في الجمعة إذا خطب.

5247- حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن هارون بن عنترة ، عن أبيه ؛ أن عليا قرأ وهو على المنبر : {قل يا أيها الكافرون} ، و{قل هو الله أحد}.

5248- حدثنا ابن علية ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن ، قال : نزلنا المدائن ، فكنا منها على رأس فرسخ ، فجاءت الجمعة ، فحضر أبي وحضرت معه ، فخطبنا حذيفة ، فقال : إن الله تبارك وتعالى يقول : {اقتربت الساعة وانشق القمر}.

5249- حدثنا هشيم ، عن يونس ، عن بكر بن عبد الله ، عن صفوان بن محرز ، قال : بينا الأشعري يخطب يوم الجمعة ، إذ قرأ السجدة الآخرة في سورة الحج.

5250- حدثنا وكيع ، عن طلحة بن يحيى ، قال : سمعت عمر بن عبد العزيز يقرأ وهو على المنبر : {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له} ، وفي يده عصا.


الاثنين، 8 يونيو 2015

[باب من كان يحب أن لا يُعْلم بصومه]

[باب من كان يحب أن لا يُعْلم بصومه]

قال البخاري في «الأدب المفرد» :
1303 - حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «إِذَا تَنَخَّعَ بَيْنَ يَدَيِ الْقَوْمِ فَلْيُوَارِ بِكَفَّيْهِ حَتَّى تَقَعَ نُخَاعَتُهُ إِلَى الْأَرْضِ، وَإِذَا صَامَ فَلْيَدَّهِنْ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ الصَّوْمِ».

ابن عياش وقيل عباس: مستور.

وقال ابن أبي شيبة:
9757 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي حصين، عن يحيى، عن مسروق، عن عبد الله، قال: «إذا أصبحتم صياما، فأصبحوا مدهنين».

عبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه.

وقال البيهقي في «الشعب» :
6498 - أخبرنا أبو سعيد محمد بن يونس، نا أبو العباس الأصم، نا الحسن بن علي بن عفان، نا أبو أسامة، عن زائدة، عن هلال بن يساف، قال: قال عيسى ابن مريم عليه السلام: «إذا كان يوم يصوم أحدكم فليدهن لحيته، ويمسح شفتيه، وليخرج إلى الناس حتى كأنه ليس بصائم، فإذا أعطى بيمينه فليخفه بشماله، وإذا صلى أحدكم فليدل ستر بابه».
قال أبو أسامة: يعني يرخيه، فإن الله تعالى يقسم الثناء كما يقسم الرزق.

وقال البغوي في «الجعديات» :
1419 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، نا سَيَّارٌ، نا جَعْفَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا التَّيَّاحِ، وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ الضُّبَعِيُّ يَقُولُ: «أَدْرَكْتُ أَبِي وَمَشْيَخَةَ الْحَيِّ، إِذَا صَامَ أَحَدُهُمُ ادَّهَنَ، وَلَبِسَ ثِيَابَهُ. قَالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَتَقَرَّأُ عِشْرِينَ سَنَةً، مَا يَعْلَمُ جِيرَانُهُ».

تَقَرَّأَ، أي: تنسَّكَ، والقراء: الرجل المتنسِّك، والجمع القُرَّاءونَ. «الصحاح» (1/65).

وقال الأصبهاني في «الحلية» (3/93) :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَدِيٍّ يَقُولُ: صَامَ دَاوُدُ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَعْلَمُ بِهِ أَهْلُهُ، وَكَانَ خَرَّازًا يَحْمِلُ مَعَهُ غَدَاءَهُ مِنْ عِنْدِهِمْ فَيَتَصَدَّقُ بِهِ فِي الطَّرِيقِ، وَيَرْجِعُ عَشِيًّا فَيُفْطِرُ مَعَهُمْ.

داود هو ابن أبي هند رحمه الله.

وقال (5/41) :
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا زَائِدَةُ، أَنَّ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ، صَامَ سِتِّينَ سَنَةً، يَقُومُ لَيْلَهَا، وَيصُومُ نَهَارَهَا، وَكَانَ يَبْكِي فَتَقُولُ لَهُ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ، قَتَلْتَ قَتِيلًا؟ فَيقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ بِمَا صَنَعْتُ بِنَفْسِي، فَإِذَا كَانَ الصُّبْحُ كَحَّلَ عَيْنَيْهِ، وَدَهَنَ رَأْسَهُ، وَفَرَّقَ شِقَّتَيْهِ وَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ.

خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، يكنى أَبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ويروي عن زائدة فلعل في الإسناد زيادة حرف.

وقال (8/9):

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، ثنا أَصْحَابُنَا , أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ «كَانَ إِذَا دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ وَهُوَ صَائِمٌ أَكَلَ وَلَمْ يَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ».

الأحد، 7 يونيو 2015

[ما قالوا في الرجل يُفَطِّر الرجل]

قال ابن أبي شيبة :

[ما قالوا في الرجل يُفَطِّر الرجل]

9702 - حدثنا شريك، عن سالم، قال: صنع طعاما فأرسل إلى سعيد بن جبير، فقال: إني صائم، فحدثه بحديث سلمان «أنه فطر أبا الدرداء فأفطر».

9703 - حدثنا ابن نمير، عن حجاج، عن وبرة، عن خرشة بن الحر، قال: كنا عند ابن عمر فأتي بطعام، فقال للقوم: «أطعموا» فكلهم يقول: إني صائم، فعزم عليهم أن يفطروا فأفطروا.

9704 - حدثنا ابن مبارك، عن ابن جريج، عن عطاء، قال: سأله سليمان بن موسى: أكان يفطر الرجل لضيفه؟ قال: «نعم».

9705 - حدثنا معاذ بن معاذ، قال: أخبرنا أشعث، عن الحسن، «أنه كان يرخص للرجل الصائم إذا نزل به الضيف أن يفطر، ويقضي يوما مكانه».

وما أُشير إليه في الخبر الأول لعله ما أخرجه البخاري في «صحيحه» :

968 - حدثنا محمد بن بشار، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا أبو العميس، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان، وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال: كل؟ قال: فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال: نم، فلما كان من آخر الليل قال: سلمان قم الآن، فصليا فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدق سلمان».

الثلاثاء، 2 يونيو 2015

بيان علة حديث: «إن مطعم ابن آدم جعل مثلًا للدنيا، وإن قزحه، وملحه فانظروا إلى ما يصير».

بيان علة حديث: «إن مطعم ابن آدم جعل مثلًا للدنيا، وإن قزحه، وملحه فانظروا إلى ما يصير».

قال عبد الله في زوائد «المسند» :
21239 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز، حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود، حدثنا سفيان، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عتي، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مطعم ابن آدم جعل مثلًا للدنيا، وإن قزحه، وملحه فانظروا إلى ما يصير».

موسى بن مسعود فيه ضعف، وخاصة في حديثه عن الثوري؛ قال أحمد بن حنبل: كأن سفيان الذي يحدث عنه أبو حذيفة، ليس هو سفيان الثوري، الذي هو يحدث عنه الناس. «ضعفاء العقيلي» (1740).

وقد خولف عن سفيان الثوري في رفع هذا الحديث؛ فقد رواه عن الثوري به موقوفًا: أبو أحمد الزبيري، وهو أثبت منه بمرات، وروايته عند ابن أبي شيبة في «المصنف» (35977). فالراجح عن سفيان الثوري الوجه الموقوف.

وقد روي مرفوعًا من وجه آخر:

قال ابن صاعد في زوائده على «الزهد» لابن المبارك :
495 - حدثنا محمد بن الهيثم، قال: حدثنا أبو غسان قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن يونس، عن الحسن، عن عتي، عن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله ضرب الدنيا لمطعم ابن آدم مثلًا، وضرب مطعم ابن آدم للدنيا مثلًا، وإن قزحه وملحه»، قال الحسن: «وقد رأيتهم يطيبونه بالأفاويه والطيب، ثم يرمون به حيث رأيتم».

وكذلك قد خولف عبد السلام بن حرب عن يونس بن عبيد؛ فقد رواه عنه موقوفًا -إضافة للثوري كما تقدم- كلٌ من:
- هشيم بن بشير؛ وروايته عند أبي داود السجستاني في «الزهد» (188) وزوائد ابن صاعد على «الزهد لابن المبارك» (493).
- إسماعيل ابن علية؛ وروايته عند ابن أبي الدنيا في «التواضع والخمول» (211) وفي «الجوع» (166) له.
- يزيد بن زريع؛ وروايته عند أبي داود السجستاني في «الزهد» (188).

قال ابن بكير البغدادي: سئل الدارقطني .. عن أرفع من عنده من أصحاب يونس بن عبيد؟ فقال: يزيد بن زريع، وخالد الواسطي، وابن علية. «سؤالاته» (37).

فرواية هؤلاء الأثبات أرجح من رواية عبد السلام بن حرب، ولو خالفه أحدهم بمفرده لرجح عليه؛ فكيف بهم مجتمعين!
فالراجح عن يونس بن عبيد الوجه الموقوف.

وقد روي الحديث عن الحسن عن أبي بن كعب –رضي الله عنه- بلا واسطة بينهما، رواه عنه:
- جعفر بن حيان أبو الأشهب؛ وروايته عند ابن المبارك في «الزهد» (546) والطيالسي في «المسند» (550)، ومن طريقه الأصبهاني في «الحلية» (1/254).
- الربيع بن صبيح؛ وروايته عند ابن المبارك في «الزهد» (546).
- يزيد بن إبراهيم التستري؛ وروايته عند أبي حاتم في «الزهد» (18).

والحسن لم يسمع من أبي بن كعب. قاله أبو بكر ابن المنذر في «الأوسط» (5/370).

وعتي بن ضمرة وثقه ابن سعد والعجلي.
وقال علي ابن المديني في كتاب «العلل الكبير»، وذكر حديث أبي بن كعب فيمن تعزى بعزاء الجاهلية: حديث بصري رواه الحسن عن رجل لم أسمع منه بحديث إلا من طريق الحسن، وهو مجهول؛ يقال له: عتي بن ضمرة السعدي، سمع من أبي بن كعب أحاديث رواها عنه، لا نحفظها إلا من طريق الحسن، لم يرو فيها شيئا مرفوعًا إلا هذا الحديث. قال: وحديث هذا الشيخ عتي بن ضمرة يشبه حديث أهل الصدق، وإن كان لا يعرف.

ساق هذا الكلام صاحب «الإكمال» ثم تعقب ابنَ المديني في قوله: (لم يرو فيها شيئا مرفوعًا إلا هذا الحديث) بحديثنا هذا! وحديث آخر؛ حيث قال:
وفيه نظر من حيث أنا وجدنا له عنه حديثًا مرفوعًا غير ما تقدم، .. وساق حديثه هذا.
ثم قال: وحديثًا آخر رواه ابن خزيمة في «صحيحه» عن ابن بشار، ثنا أبو داود، ثنا خارجة بن مصعب، عن يونس، عن الحسن، عن عتي، عن أبي بن كعب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «للوضوء شيطان يقال له: ولهان» الحديث. انتهى كلامه.

وهذا التعقب لا وجه له؛ إذ أن حديثنا هذا الراجح فيه الوقف كما تقدم، وأما الحديث الآخر: فقد قال ابن أبي حاتم في «العلل» :
130 - وسمعت أبي وذكر حديثًا رواه خارجة بن مصعب، عن يونس، عن الحسن، عن عتي، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن للوضوء شيطان يقال له: الولهان، فاحذروه.
فقال أبي: كذا رواه خارجة! وأخطأ فيه.
ورواه الثوري، عن يونس، عن الحسن، قوله.
ورواه غير الثوري، عن يونس، عن الحسن: أن النبي صلى الله عليه وسلم ... مرسل.
وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث؟
فقال: رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم منكر.

فانظر كيف يُستدرك على ابن المديني -إمام العلل في زمانه- بأوهام لبعض الرواة! بل برواية خارجة بن مصعب!

فلله هذا العلم، –علم علل الحديث- ولله أئمته، كم تسلّط عليه وعلى أئمته بالتطاول والجرأة، والله المستعان وإليه الشكوى.

[ما ذكر في الصائم إذا أُكِل عنده]

[ما ذكر في الصائم إذا أُكِل عنده]

قال ابن أبي شيبة:

9707- حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن ذر، عن يزيد بن حليل، قال: الصائم إذا أكل عنده الطعام، سبحت مفاصله.

وقال البخاري في «التاريخ الكبير» : يَزِيد بْن خَليل النَّخَعِيُّ.
قَالَ: حُدِّثت أن الصائم إذا أكل [عنده] سبَّحَت مفاصِلُه.

كذا عند البخاري بالمعجمة وفي بعض المصادر (حليل) بالمهملة.
وثقه ابن معين.

9708- حدثنا وكيع، عن شعبة، عن حبيب بن زيد، عن امرأة يقال لها: ليلى، عن أم عمارة، قالت: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقرب إليه طعام، فكان بعض من عنده صيامًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الصائم إذا أكل عنده الطعام، صلت عليه الملائكة.

وهذا الحديث رواه أحمد، والترمذي، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه، والنسائي في الكبرى، وغيرهم.

9709- حدثنا وكيع، عن سفيان، عن إسماعيل بن سالم، عن مجاهد، قال: الصائم إذا أكل عنده سبحت مفاصله.

9710- حدثنا وكيع، عن شعبة، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو قال: الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة.

وقد روى ابن ماجه (1749) حديثًا مرفوعًا ولفظه: «الصائم تسبح عظامه، وتستغفر له الملائكة ما أكل عنده».

وفي سنده محمد بن عبد الرحمن القشيري؛ قال أبو حاتم: متروك الحديث كان يكذب ويفتعل الحديث. «الجرح والتعديل» (7/325).