الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

[إكراه الأولاد على طلب الحديث]

[إكراه الأولاد على طلب الحديث]

عن عكرمة، قال: كان ابن عباس رضي الله عنهما، «يضع في رجلي الكبل، ويعلمني القرآن والسنن».

[مسند الدارمي 572]

وعن عبد الله بن داود، قال: سمعت الثوري، يقول: ينبغي للرجل أن يكره ولده على طلب الحديث فإنه مسئول عنه.

[الحلية 6/365]

ورواه الخطيب من قول عبد الله بن داود، وزاد فيه , ليس الدين بالكلام وإنما الدين بالآثار , وقال: في الحديث عمن أراد به الدنيا الدنيا، وعمن أراد به الآخرة آخرة.

[شرف أصحاب الحديث 66]


وقال ابن بطوطة:

ذكر ما استحسنته من أفعال السودان وما استقبحته منها.

ومنها عنايتهم بحفظ القرآن العظيم وهم يجعلون لأولادهم القيود إذا ظهر في حقهم التقصير في حفظه، فلا تفك عنهم حتى يحفظوه! ولقد دخلت على القاضي يوم العيد وأولاده مقيّدون، فقلت له: ألا تسرحهم؟ فقال: لا أفعل حتى يحفظوا القرآن! ومررت يوما بشاب منهم حسن الصورة عليه ثياب فاخرة وفي رجله قيد ثقيل، فقلت لمن كان معي: ما فعل هذا؟ أقتل؟ ففهم عني الشاب وضحك وقيل لي:
إنما قيد حتى يحفظ القرآن!

[رحلته 4/265]



[من كتاب الجامع في أحكام وآداب الصبيان]

[أمهات يرغبن أبناءهن على طلب العلم]

[أمهات يرغبن أبناءهن على طلب العلم]

عن حمزة الأعمى، قال: ذهبت بي أمي إلى الحسن، فقالت: يا أبا سعيد، ابني هذا قد أحببت أن يلزمك، فلعل الله أن ينفعه بك، قال: فكنت أختلف إليه، فقال لي يوما: يا بني آدم الحزن على خير الآخرة، لعله أن يوصلك إليه، وابك في ساعات الخلوة لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك، فتكون من الفائزين، قال: وكنت أدخل عليه منزله وهو يبكي، وآتيه مع الناس وهو يبكي، وربما جئت وهو يصلي، فأسمع بكاءه ونحيبه، قال: فقلت له يوما: يا أبا سعيد، إنك لتكثر من البكاء.
قال: فبكى، ثم قال: يا بني، فما يصنع المؤمن إذا لم يبك، يا بني، إن البكاء داع إلى الرحمة فإن استطعت أن لا تكون عمرك إلا باكيا فافعل، لعله يراك على حالة فيرحمك بها، فإذا أنتقد نجوت من النار.

[تهذيب الكمال 6/115]

وعن  أبي بكر بن عياش قال: قال لي سفيان التمار: أتتني أم الأعمش بالأعمش، فأسلمته إلي، وهو غلام. فذكرت ذلك للأعمش، فقال: «ويل أمه، ما أكبره».

[الجعديات 782]

وعن وكيع بْن الجراح قال: قَالَتْ أم سُفْيَان الثَّوْرِي لسفيان: يا بَنِي اطلب العلم وأنا أكفيك من مغزلي يا بَنِي إِذَا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل ترى فِي نفسك زيادة فِي مشيتك وحلمك ووقارك فَإِن لَمْ تر ذَلِكَ فاعلم أَنَّهُ لا يضرك ولا ينفعك.

[تاريخ جرجان 997]

وعن مطرف، قال: سمعت مالك بن أنس يقول: قلت لأمي: أذهب فأكتب العلم فقالت لي أمي: تعال فالبس ثياب العلماء، ثم اذهب فاكتب قال: فأخذتني فألبستني ثيابا مشمرة، ووضعت الطويلة على رأسي وعممتني فوقها، ثم قالت: اذهب الآن فاكتب.

[المحدث الفاصل ص201]

وقال العيشي: قال لي عبد الوارث بن سعيد:
أتتني علية بابنها، فقالت: هذا ابني، يكون معك، ويأخذ بأخلاقك.
قال: وكان من أجمل غلام بالبصرة.

[السير 9/115]

وقال أبو إسحاق الحربي: وكان محمد بن عبد الرحمن الأوقص عنقه داخلا في بدنه , وكان منكباه خارجين كأنهما زُجان , فقالت له أمه: يا بني لا تكون في قوم , إلا كنت المضحوك منه المسخور به , فعليك بطلب العلم , فإنه يرفعك قال: فطلب العلم.

وعن محمد بن القاسم بن خلاد , قال: كان الأوقص قصيرًا دميمًا قبيحًا قال: فقالت لي أمي وكانت عاقلة: يا بني إنك خلقت خلقة , لا تصلح معها لمعاشرة الفتيان , فعليك بالدين , فإنه يتم النقيصة , ويرفع الخسيسة , فنفعني الله بقولها , فتعلمت الفقه , فصرت قاضيًا.

[الفقيه والمتفقه للخطيب ص140-141]

وعبد الله بن أحمد بن حفصة قال: نزلنا بمكة دارا، وكان فيها شيخ يكنى بأبي بكر بن سماعة، وكان من أهل مكة، قال: نزل علينا أبو عبد الله (يعني أحمد بن حنبل) في هذه الدار، وأنا غلام، فقال: فقالت لي أمي: الزم هذا الرجل فاخدمه، فإنه رجل صالح. فكنت أخدمه، وكان يخرج يطلب الحديث، فسرق متاعه وقماشه، فجاء، فقالت له أمي: دخل عليك السراق، فسرقوا قماشك، فقال: ما فعلت بالألواح؟ فقالت له أمي: في الطاق. وما سأل عن شيء غيرها.

[الحلية 9/179]



[من كتاب الجامع في أحكام وآداب الصبيان]

[مكافأة الصبي على حفظ العلم والتفقه فيه]

[مكافأة الصبي على حفظ العلم والتفقه فيه]

عن النضر بن الحارث، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم، يقول: قال لي أبي: يا بني، اطلب الحديث، فكلما سمعتَ حديثًا، وحفظتَه، فلك درهم فطلبتُ الحديث على هذا.

«شرف أصحاب الحديث» ص66 باب: من تألف ولده على سماع الحديث.

وعن الحميدي، قال: ربما ألقى الشافعي عليّ وعلى ابنه عثمان المسألة فيقول: أيكم أصاب فله دينار.

«الحلية» (9/119).
وعن أبي بكر بن دريد، قال: كان أبو عثمان الأشنانداني معلمي، وكان عمي الحسين بن دريد يتولى تربيتي، فإذا أراد الأكل استدعى أبا عثمان يأكل معه، فدخل عمي يوما وأبو عثمان المعلم يروِّيني قصيدة الحارث بن حلزة التي أولها: آذنتنا ببينها أسماء.
فقال لي عمي: إذا حفظت هذه القصيدة وهبتُ لك كذا وكذا.
ثم دعا بالمعلم ليأكل معه، فدخل إليه فأكلا وتحدثا بعد الأكل ساعة، فإلى أن رجع المعلم حفظتُ ديوان الحارث بن حلزة بأسره، فخرج المعلم فعرَّفتُه ذلك، فاستعظمه وأخذ يعتبره عليّ فوجدني قد حفظته، فدخل إلى عمي فأخبره، فأعطاني ما كان وعدني به.

«تاريخ بغداد» (ج2/تر570).

[من كتاب الجامع في أحكام وآداب الصبيان]


[مشروعية الوليمة إذا حَذق الصبي في الكُتَّاب أو حفظ القرآن]

[مشروعية الوليمة إذا حَذق الصبي في الكُتَّاب أو حفظ القرآن]

إذا حذق الصبي أي أصبح ماهرًا في تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن صنعوا له وليمة شكرًا لله على توفيقه لهذا الصبي وسموها «وليمة الحذاقة» وهي من الولائم المشهورة المشروعة.

قال ابن أبي الدنيا في كتاب «النفقة على العيال» :
318 - حدثني بشر بن معاذ العقدي، حدثنا أبو عمارة الرازي، حدثنا يونس، قال: حذق ابن لعبد الله بن الحسن بن أبي الحسن فقال عبد الله: إن فلانًا قد حذق فقال الحسن: «كان الغلام إذا حذق قبل اليوم نحروا جزورًا وصنعوا طعامًا للناس».

وقال:
314 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الباهلي الصواف، حدثنا عبد الجبار أبو خبيب الكرابيسي، قال: كان معنا ابن لأيوب السختياني في الكُتَّاب فحذق الصبي فأتينا منزلهم فوضع له منبر فخطب عليه، ونهبوا علينا الجوز، وأيوب قائم على الباب يقول لنا: ادخلوا وهو خاص لنا.

النهب: الغنيمة ومعناه: أنهم نثروا عليهم الجوز غنيمة لهم.


وروى الدوري في «جزئه» عن أبي بكر الهذلي قال: سألت الحسن -يعني البصري- وعكرمة عن الصبي نبتت أسنانه فينثر عليه الجوز، فقالا: حلال.

وعن ابن سلمة عن حميد قال: كانوا يستحبون إذا جمع الصبي القرآن أن يذبح الرجل الشاة ويدعو أصحابه.

«فص الخواتم فيما قيل في الولائم» لابن طولون ص66.

وقال المرّوذي في كتاب «الورع» :
219 - سألت أبا عبد الله (أي الإمام أحمد بن حنبل) عن الجوز ينثر؟
فكرهه وقال: لا، يعطون، يقسم عليهم، يعني الصبيان، كما صنع ابن مسعود. هذا إسناده جيد عن ابن مسعود.

220 - دخلت على أبي عبد الله وقد حذق ابنه وقد اشترى جوزًا يريد أن يعدّه على الصبيان يقسمه عليهم، وكره النثر وقال هذه نهبة.

وقال أبو داود السجستاني في «مسائله» للإمام أحمد:
1348 - قلت لأحمد: ما تقول في نثار الجوز؟ قال: لا يعجبني، وذاك أنه يأخذ كل واحد منهم ما غلب عليه.

وقال ابن هانئ النيسابوري في «مسائله» :
1750 - سمعت أبا عبد الله يقول: لا يعجبني نهاب الجوز، وأن يؤكل منه، السكر كله كذلك.

وقال محمد بن علي بن بحر: سمعت حُسْن -أم ولد أحمد بن حنبل- تقول: لما حذق ابني حَسَن، قال لي مولاي: حسن، لا تنثري عليه. فاشترى تمرًا وجوزًا، فأرسله إلى المعلم، قالت: وعملت أنا عصيدة، وأطعمت الفقراء، فقال: أحسنت أحسنت. وفرق أبو عبد الله على الصبيان الجوز، لكل واحد خمسة خمسة.
«المغني» لابن قدامة (7/288).

[من كتاب الجامع في أحكام وآداب الصبيان بتصرف وإضافات]

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

[في فضل الإنفاق على العيال]

[في فضل الإنفاق على العيال]

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول». [صحيح البخاري 5356].

وعن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل دينار ينفقه الرجل، دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله».
قال أبو قلابة: وبدأ بالعيال، ثم قال أبو قلابة: وأي رجل أعظم أجرا، من رجل ينفق على عيال صغار، يعفهم أو ينفعهم الله به، ويغنيهم. [صحيح مسلم994]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك». [صحيح مسلم 995].

وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة، وهو يحتسبها، كانت له صدقة». [صحيح مسلم 1002].

وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله: لا يقع موقعَ الكسب على العيال شيءٌ، ولا الجهادُ في سبيل الله - عزَّ وجلَّ. [صفة الصفوة 4/ 375].

وقال الشعبي رحمه الله: ما ترك عبد مالًا هو فيه أعظم أجرًا، من مال يتركه لولده يتعفف به عن الناس. [الحلية 4/ 313].

وعن حماد قال: رأيت أيوب رحمه الله لا ينصرف من سوقه؛ إلا معه شيء يحمله لعياله، حتى رأيت قارورة الدهن بيده يحملها، فقلت له في ذلك. فقال: إني سمعت الحسن رحمه الله يقول: إن المؤمن أخذ عن الله - عزَّ وجلَّ - أدبًا حسنًا، فإذا أوسع عليه أوسع وإذا أمسك عليه أمسك. [الحلية 3/ 8].

وعن حماد بن زيد قال: قال لنا أيوب رحمه الله: لو احتاج أهلي إلى دستجة بقل لبدأت بها قبلكم. [الحلية 3/ 10].

وعن الحسن البصري رحمه الله قال: المقتر على عياله خائن. [النفقة على العيال لابن أبي الدنيا 366].

وقال أيضًا رحمه الله: ما يعلم أهل السماء وأهل الأرض ما يثيب اللهُ العبدَ على الشيء يُفرِّح به عياله وأهله وولده. [النفقة على العيال لابن أبي الدنيا 377].
      
وقيل للحسن رحمه الله: الرجل ينفق على أهله النفقة لو شاء اكتفى بدونها؟ فقال: أيها الرجل أوسع على نفسك كما وسَّع الله عليك. [النفقة على العيال لابن أبي الدنيا 376].

وعن مسلم قال: لقيني معاوية بن قرة رحمه الله وأنا جاءٍ من الكلأ، فقال: ما صنعت؟ قلت: استبرأت لأهلي كذا وكذا، قال: وأصبته من حلال؟ قال: قلت: نعم، قال: لَأن أغدو فيما غدوت فيه كل يوم: أحب إلي من أن أقوم الليل وأصوم النهار. [النفقة على العيال لابن أبي الدنيا 378].
      

وقيل للحسن رحمه الله: يا أبا سعيد أرأيت إن اشتريت لامرأتي عطرًا بعشرين درهمًا أسرف هو؟ قال: لا. [النفقة على العيال لابن أبي الدنيا 383].