السبت، 28 ديسمبر 2013

[حكم تنهئة أهل الكتاب بأعيادهم وحكم حضورها معهم]

[حكم تنهئة أهل الكتاب بأعيادهم وحكم حضورها معهم]

قال ابن القيم رحمه الله في كتاب أحكام أهل الذمة ص441-442:
[فصل في تهنئتهم]
« ... وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد، ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد
كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه، وإن بلي الرجل بذلك فتعاطاه دفعا لشر يتوقعه منهم فمشى إليهم ولم يقل إلا خيرا، ودعا لهم بالتوفيق والتسديد فلا بأس بذلك، وبالله التوفيق».

وقال في نفس الكتاب ص1245:
[فصل حكم حضور أعياد أهل الكتاب]
وكما أنهم لا يجوز لهم إظهاره فلا يجوز للمسلمين ممالاتهم عليه ولا مساعدتهم ولا الحضور معهم باتفاق أهل العلم الذين هم أهله.
وقد صرح به الفقهاء من أتباع الأئمة الأربعة في كتبهم، فقال أبو القاسم هبة الله بن [الحسن] بن منصور الطبري الفقيه الشافعي:
(ولا يجوز للمسلمين أن يحضروا أعيادهم؛ لأنهم على منكر وزور، وإذا خالط أهل المعروف أهل المنكر بغير الإنكار عليهم كانوا كالراضين به المؤثرين له، فنخشى من نزول سخط الله على جماعتهم فيعم الجميع، نعوذ بالله من سخطه).

ثم ساق من طريق ابن أبي حاتم: حدثنا الأشج، ثنا عبد الله بن أبي بكر، عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة: {والذين لا يشهدون الزور} [الفرقان: 72] قال: «لا يمالئون أهل الشرك على شركهم ولا يخالطونهم»، ونحوه عن الضحاك.

ثم ذكر حديث عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا على هؤلاء الملعونين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم». والحديث في الصحيح.

وذكر البيهقي بإسناد صحيح في (باب كراهية الدخول على أهل
الذمة في كنائسهم، والتشبه بهم يوم [نيروزهم] ومهرجانهم) عن سفيان الثوري، عن ثور بن يزيد، عن عطاء بن دينار قال: قال عمر رضي الله عنه: «لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخطة تنزل عليهم».

وبالإسناد عن الثوري، عن عوف، عن الوليد - أو أبي الوليد - عن عبد الله بن عمرو فقال: «من مر ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة».

وقال البخاري في غير " الصحيح ": قال لي ابن أبي مريم: حدثنا نافع بن يزيد سمع [سليمان] بن أبي زينب [وعمرو] بن الحارث سمع سعيد بن سلمة، سمع أباه، سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «اجتنبوا أعداء الله في عيدهم». ذكره البيهقي.

وذكر بإسناد صحيح عن أبي أسامة: حدثنا عوف، عن أبي المغيرة، عن عبد الله بن عمرو قال: «من مر ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك، حشر معهم يوم القيامة».

وقال أبو الحسن الآمدي: لا يجوز شهود أعياد النصارى واليهود، نص عليه أحمد في رواية مهنا، واحتج بقوله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور} [الفرقان: 72] قال: «الشعانين وأعيادهم».

وقال الخلال في " الجامع " (باب في كراهية خروج المسلمين في أعياد المشركين) وذكر عن مهنا قال: سألت أحمد عن شهود هذه الأعياد التي تكون عندنا بالشام مثل دير أيوب وأشباهه، يشهده المسلمون؟ يشهدون الأسواق ويجلبون فيه الضحية والبقر والبر والدقيق وغير ذلك، يكونون في الأسواق ولا يدخلون عليهم بيعهم.
قال: «إذا لم يدخلوا عليهم بيعهم وإنما يشهدون السوق فلا بأس».

وقال عبد الملك بن حبيب: «سئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي تركب فيها النصارى إلى أعيادهم، فكره ذلك مخافة نزول السخطة عليهم بشركهم الذين اجتمعوا عليه.
قال: وكره ابن القاسم للمسلم أن يهدي إلى النصراني في عيده مكافأة له، ورآه من تعظيم عيده وعونا له على كفره، ألا ترى أنه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا من النصارى شيئا من مصلحة عيدهم، لا لحما ولا أدما ولا ثوبا، ولا يعارون دابة، ولا يعانون على شيء من عيدهم؛ لأن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم، وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك، وهو قول مالك وغيره، لم أعلمه اختلف فيه».
هذا لفظه في " الواضحة ".

وفي كتب أصحاب أبي حنيفة: من أهدى لهم يوم عيدهم بطيخة بقصد تعظيم العيد فقد كفر.

الخميس، 12 ديسمبر 2013

[بحث في لفظة (بشماله) في أثر: «خمر الله طينة آدم أربعين يوماً»]

[بحث في لفظة (بشماله) في أثر: «خمر الله طينة آدم أربعين يوماً»]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:

قال الطبري في تاريخه 1/93: وحدثنا عن الحسن بن بلال قال: حدثنا حماد بن سلمة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: خمر الله تعالى طينة آدم عليه السلام أربعين يوما، ثم جمعه بيديه، فخرج طيبه بيمينه، وخبيثه بشماله، ثم مسح يديه إحداهما على الأخرى، فخلط بعضه ببعض، فمن ثم يخرج الطيب من الخبيث، والخبيث من الطيب.

هذا الأثر إسناده صحيح لكن رواه عن سليمان التيمي جماعة من الرواة بدون زيادة لفظة: (بشماله) كما سيأتي بيانه.

وقد روى هذا الأثر ابن بطة في الإبانة برقم1650 من طريق حجاج بن المنهال عن حماد بن سلمة بذكر اللفظة.

ورواه ابن منده كذلك من طريق حجاج عن حماد (مختصراً بدون اللفظة) في كتاب التوحيد برقم485.

ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره 3367 و7661 من طريق مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة وسفيان الثوري بدونها كذلك, لكن جاء عنده (عن سلمان قال: قال عمر) ولعل ذلك وهم من مؤمل فهو سيء الحفظ ولم يتابع عليه.

فصل:
في ذكر من روى الأثر عن سليمان التيمي ولم يذكروا فيه (بشماله), وهم:

1- بشر بن المفضل عند ابن جرير في التفسير برقم6820. ووقع عنده (عن سلمان أو عن ابن مسعود وأكبر ظني أنه عن سلمان).

2- المعتمر بن سليمان عند الفريابي في كتاب القدر برقم10 من طريق عبيد الله بن معاذ وبرقم11 من طريق محمد بن عبد الأعلى, ومن طريق الفريابي رواه الآجري في الشريعة برقم431 وأبو يعلى في إبطال التأويلات برقم170.

ورواه عن المعتمر أيضاً سعيد بن منصور وروايته عند البيهقي في الأسماء والصفات برقم717 وعند أبي عبد الله النعالي (وهو متكلم فيه) في فوائده (مخطوط) برقم9.
وكذلك وقع فيه الشك في الإسناد: (عن ابن مسعود أو سلمان رضي الله عنهما قال أبي ولا أراه إلا سلمان).

3- يزيد بن هارون كما عند الفريابي في القدر برقم12 والبيهقي في الأسماء والصفات برقم716.
وكذلك وقع الشك كما تقدم: (عن ابن مسعود أو سلمان).

4- يحيى بن سعيد القطان كما عند أبي الشيخ في العظمة 5/1546. وكذلك هذه الرواية على الشك: (عن ابن مسعود أو عن سلمان قال ابن محمد: وأكبر ظني عن سلمان).

5- سفيان الثوري كما عند الدرامي في النقض 1/273 وابن منده في التوحيد برقم484 وعنده: (عن سلمان الفارسي أو عبد الله بن مسعود الشك من سليمان).

6- معاذ بن معاذ العنبري كما عند ابن سعد في الطبقات 1/27 وفيه: (عن سلمان الفارسي أن ابن مسعود).

7- عبثر بن القاسم كما في الثاني من فوائد ابن الصواف (مخطوط) برقم3, رواه من مسند سلمان ولم يشك.

8- أبو إسحاق الفزاري (كذلك عن سلمان دون شك) كما عند الفريابي في القدر برقم13 وعنه الآجري في الشريعة برقم432, وقال: وقال فيه عن سلمان وحده.

ورواه كذلك من طريق الفزاري أبو نعيم في الحلية 8/263 وتصحف عنده (سلمان) إلى (سليمان).

فانفراد حماد بن سلمة بذكر هذه اللفظة دون سائر من روى الأثر عن سليمان التيمي يحتم القول بشذوذها والله أعلم.

وقد روي هذا الحديث مرفوعاً كما في الغرائب الملتقطة ولا يصح مرفوعاً كما قال الدارقطني في العلل مسألة رقم931 وأطراف الغرائب والأفراد برقم2221 وابن منده في التوحيد 3/92.

ويجدر التنبيه إلى قول محقق كتاب النقض على المريسي للدارمي عن هذا الأثر: (أنه من جراب أهل الكتاب!) كذا قال, وهذا الجزم منه محض تخرص بلا بينة ولا دليل ولم أقف على سلف له في هذا القول إلا بعض الأشاعرة, قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى 13/345: (ومع جزم الصاحب فيما يقوله فكيف يقال إنه أخذه عن أهل الكتاب وقد نهوا عن تصديقهم؟).اهـ

فصل فيه ذكر بعض الأحاديث التي ورد فيها لفظة الشمال ولم تصح:
حديث آخر:
وكذلك قد جاء ذكر الشمال عند لوين في جزئه برقم69 وابن أبي عاصم في السنة برقم203 والبزار في المسند برقم3032 والفريابي في القدر برقم35 ومن طريقه الآجري في الشريعة برقم332 وغيرهم بسند واهٍ من رواية روح بن المسيب عن يزيد الرقاشي عن غنيم بن قيس عن أبي موسى الأشعري.

يزيد الرقاشي متروك, [ينظر التهذيب للمزي ترجمة6958].
وروح بن المسيب قال عنه ابن عدي: يروي عن ثابت ويزيد الرقاشي أحاديث غير محفوظة. [الكامل ترجمة664, وينظر المجروحين ترجمة345].

حديث آخر
وذكر ابن كثير في تفسيره 3/455 حديثاً فيه ذكر الشمال عزاه لابن مردويه (وله تفسير مفقود) عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً, وجعفر بن الزبير متروك. [ينظر التهذيب للمزي ترجمة940 وتهذيب العسقلاني ترجمة140].

حديث آخر
وقع ذكر الشمال أيضاً في حديث مسلم بن يسار الجهني عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في مسند الموطأ للجوهري برقم376, ولكن الحديث في الموطأ 2/898 وغيره من غير لفظ الشمال وذكره غير محفوظ في هذا الحديث بصرف النظر عن صحة الحديث أو ضعفه.

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

[بحث في زيادة: «ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها وصب على رأسه» في حديث جابر في الحج]

[بحث في زيادة: «ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها وصب على رأسه» في حديث جابر في الحج]

قال الإمام أحمد في المسند: 15243 - حدثنا موسى بن داود حدثنا سليمان بن بلال عن جعفر عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم رمل ثلاثة أطواف من الحجر إلى الحجر وصلى ركعتين ثم عاد إلى الحجر ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها وصب على رأسه ثم رجع فاستلم الركن ثم رجع إلى الصفا فقال: "أبدأ بما بدأ الله عز وجل به".

وقد روى حديث جابر هذا المعروف في الحج مطولاً ومختصراً جمعٌ من الأئمة الأثبات عن جعفر عن أبيه عن جابر فلم يذكر أحد منهم زيادة (ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها، وصب على رأسه), وهم:
مالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، وحاتم بن إسماعيل ، وحفص بن غياث ، ويحيى بن سعيد القطان ، وابن جريج ، ومحمد بن ميمون ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وسفيان الثوري ، وزيد بن الحسن ، وعبد العزيز بن عمران ، وإسماعيل بن جعفر، وابن الهاد ، ومحمد بن جعفر بن محمد بن علي ، ووهيب ، وابن أبي حازم ، وأبو عاصم ، وعبد العزيز بن محمد ، وفضيل.
فهؤلاء تسعة عشر نفس رووا الحديث عن جعفر عن أبيه تفرد دونهم سليمان بن بلال بذكره للزيادة, وفيهم مالك والقطان والثوري وغيرهم ممن لا يقبل التفرد دون أحدهم منفرداً فكيف بهم مجتمعين, فعليه تكون هذه الزيادة منكرة.
[وللوقوف على رواياتهم ينظر المسند الجامع 8/150]

وكذلك رواه عن سليمان: أبو سلمة الخزاعي عند أحمد 3/340 (14715) فلم يذكر الزيادة.

وقد رواه بهذه الزيادة أبو عوانة في المستخرج برقم3416 قال: حدثنا محمد بن حيويه نا عبد الله بن مسلمة القعنبي نا سليمان بن بلال به, فيكون سليمان بن بلال أولى بحمل تبعة التفرد والمخالفة من موسى بن داود إذ أنه توبع عن سليمان بذكرها وهذا ظاهر لا يخفى.

وقد جاء معناه عند الفاكهي عن معاوية موقوفاً عليه:
قال 1096 - حدثنا محمد بن إسحاق الصيني قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: ثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال: لما حج معاوية رضي الله عنه حججنا معه، فلما طاف بالبيت، وصلى عند المقام ركعتين، ثم مر بزمزم وهو خارج إلى الصفا فقال: " انزع لي منها دلوا يا غلام، قال: فنزع له منها دلوا، فأتى به فشرب منه وصب على وجهه ورأسه، وهو يقول: " زمزم شفاء، هي لما شرب له ".

محمد بن إسحاق الصيني متهم بالكذب وقال الذهبي أحد المتروكين.
[ينظر الجرح والتعديل 7/196 تاريخ الإسلام 6/140]

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

السبت، 7 ديسمبر 2013

[بحث في حديث أبي الدرداء: خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى .. الحديث: وفيه إثبات اليسرى لله]

[بحث في حديث أبي الدرداء: خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى .. الحديث: وفيه إثبات اليسرى لله]

قال الإمام أحمد ابن حنبل في المسند 27488 - حدثنا هيثم (وسمعته أنا منه) قال: حدثنا أبو الربيع عن يونس عن أبي إدريس عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر وضرب كتفه اليسرى، فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم فقال للذي في يمينه: إلى الجنة ولا أبالي وقال: للذي في كفه اليسرى: إلى النار ولا أبالي".

وقول: " وسمعته أنا منه" من كلام عبد الله بن أحمد رحمهما الله, فقد شارك أباه في رواية هذا الحديث عن الهيثم بن خارجة.

وقد رواه أيضاً في كتاب السنة له رقم1059 ولفظه :(وقال للذي في يساره).
ورواه عنه عن الهيثم الطبراني في مسند الشاميين رقم 2213 مقروناً مع  أحمد بن المعلى الدمشقي عن هشام بن عمار وليس عنده موضع الشاهد.
ورواه ابن عساكر 7/397 من طريق القطيعي عن عبد الله كالذي في المسند سواءاً.
ورواه ابن بطة في الإبانة رقم1329 من طريق عباس العنبري عن الهيثم.
ورواه الفريابي في القدر رقم36 عن أحمد بن إبراهيم الدورقي عن الهيثم.
ورواه البزار رقم4143 عن إبراهيم (لعله ابن حميد) عن الهيثم, وقال البزار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، وإسناده حسن.
ورواه ابن عساكر 52/366 من طريق عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله.

ثلاثتهم (الهيثم بن خارجة وهشام بن عمار وعبد الرحمن بن يحيى) عن سليمان بن عتبة عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء مرفوعاً.

-الهيثم وثقه أحمد ويحيى وأبو حاتم وينظر التهذيب للمزي30/374 رقم6645.
-هشام بن عمار ثقة كبر فتلقن وحديثه القديم صحيح وينظر التهذيب للمزي30/242 رقم6586.
-عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله أبو المهاجر الدمشقي ترجمه ابن أبي حاتم 5/302 رقم1432 ونقل عن أبيه: ما بحديثه بأس صدوق, وله في التاريخ الكبير للبخاري 5/367 رقم1160 ترجمة مختصرة, وكذلك في تهذيب التهذيب 6/294 رقم578.

أما شيخ هؤلاء فهو سليمان بن عتبة أبو الربيع الدمشقي:
قال يحيى بن معين: لا شيء.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي عن دحيم: ثقة قد روى عنه المشايخ.
وقال أبو حاتم : ليس به بأس وهو محمود عند الدمشقيين.
وقال أبو زرعة الدمشقي : قيل له يعني أبا مسهر: فما تقول في سليمان بن عتبة؟ قال: ثقة. قلت لأبي مسهر: إنه يسند أحاديث عن أبي الدرداء. قال: هي يسيرة، وهو ثقة لم يكن له عيب إلا لصوقه بالسلطان.
وقال صالح بن محمد الحافظ: روى أحاديث مناكير، وكان الهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار يوثقانه.
وينظر التهذيب للمزي12/37 رقم2548.

فتأمل هنا قول أبي زرعة الدمشقي " إنه يسند أحاديث عن أبي الدرداء" وإقرار أبي مسهر إياه.

وقد روى الحديثَ الفريابيُ مرسلاً في كتاب القدر, قال: 37 - حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا علي بن الحسن بن شقيق حدثنا عبد الله أنبأ صخر أبو المعلى عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس الخولاني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث هيثم بن خارجة ولم يجاوز أبا إدريس.

أبو المعلى صخر بن صدقة ويقال صخر بن صلة وقيل غير ذلك, قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: ليس به بأس هو من ثقات أهل الشام. الجرح 4/427 رقم1878.
وينظر التاريخ الكبير للبخاري 4/311 رقم2945, والكنى لمسلم 2/800 رقم3246.

وأما من دونه فهم أثبات.

وصخر هذا أوثق من سليمان بن عتبة كما يتضح ذلك لمن ينظر في ترجمتيهما, وقد رواه مرسلاً, فروايته أرجح والله أعلم.

وقد أعل محققو المسند (ط الرسالة) الحديث بتفرد سليمان بن عتبة حيث قالوا في الحاشية 45/481: وقد تفرد به، وهو ممن لا يحتمل تفرده.اهـ
وإعلاله بالإرسال أولى, والله أعلم.

وقد روي الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه من وجه آخر مختصراً بدون لفظ اليسار:
قال ابن أبي عاصم في السنة له: 347- حدثنا علي بن ميمون حدثنا عبد الله بن خالد عن عبد الله بن يزيد قال: سمعت أبا الدرداء يقول:
"إن الله تعالى خلق خلقا للنار وخلق خلقا للجنة فقال هؤلاء إلى النار وهؤلاء إلي الجنة ولا أبالي".

وهذا فيه عبد الله بن يزيد:
قال أحمد: أحاديثه موضوعة.
وقال الجوزجاني: أحاديثه منكرة.
ينظر الميزان 2/526 واللسان 5/40.

وعلى هذا لا يستقيم إثبات الكف اليسرى لله من طريق هذا الحديث.

وفي الباب عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عند مسلم برقم2788-24 ، وفيه لفظة (الشِّمال)، تفرد بها عمر بن حمزة العمري عن سالم عن ابن عمر وعمر بن حمزة ضعيف، والحديث عند البخاري برقم7412 من طريق عبيد الله عن نافع عن ابن عمر، وعند مسلم برقم2788-25و26 من طريق عبيد الله بن مقسم عن ابن عمر، وليس عندهما لفظة (الشِّمال).


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

[كتاب] الشرح والإبانة (الإبانة الصغرى) لابن بطة العكبري

عنوان الكتاب: الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة ومجانبة المخالفين ومباينة أهل الأهواء المارقين (المعروف بالإبانة الصغرى)
المؤلف: أبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري
المحقق: عادل آل حمدان
الناشر: دار الأمر الأول
سنة النشر: 1433
عدد المجلدات: 1
رقم الطبعة: 2
التحميل المباشر:  اضغط هنا

[كتاب] الاحتجاج بالآثار السلفية على إثبات الصفات الإلهية والرد على المفوضة والمشبهة والجهمية

عنوان الكتابالاحتجاج بالآثار السلفية على إثبات الصفات الإلهية والرد على المفوضة والمشبهة والجهمية 
المؤلف: عادل آل حمدان
الناشر: دار الأمر الأول
سنة النشر: 1432
عدد المجلدات: 1
رقم الطبعة: 1 (طبع طبعة ثانية)
التحميل المباشر: اضغط للتحميل

[فائدة في معنى قول المعطلة: «طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم» ونقض هذا القول وبيان بطلانه]

[فائدة في معنى قول المعطلة: «طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم» ونقض هذا القول وبيان بطلانه]

قال ابن تيمية رحمه الله مبيناً معنى هذه المقولة الباطلة الآثمة عند أصحابها:
«ذلك لأن طريقة أهل التأويل فيها مخاطرة بالإخبار عن مراد الله بالظن الذي يجوز أن يكون صواباً ويجوز أن يكون خطأً وذلك قول عليه بما لا يُعلم والأصل تحريم القول عليه بالظن وكان تركها أسلم.
وفي طريقة أهل التأويل حسم مواد الاعتقادات الفاسدة والشبهات الواردة فكانت أحزم وأحكم».

[من جامع المسائل لابن تيمية ٩/٩٠]

وقد بين رحمه الله بطلان هذه المقولة, حيث قال:
« ولا يجوز أيضًا أن يكون الخالفون أعلم من السالفين كما يقوله بعض الأغبياء ممن لم يقدر قدر السلف، بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور بها من أن «طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم» .
فإن هؤلاء المبتدعة الذين يفضّلون طريقة الخلف على طريقة السلف إنما أتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك، بمنزلة الأميين الذين قال فيهم: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} [البقرة:78] ، وأن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات.
فهذا الظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهر، وقد كذبوا على طريقة السلف، وضلوا في تصويب طريقة الخلف، فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم، وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف.
وسبب ذلك اعتقادهم أنه ليس في نفس الأمر صفة دلت عليها هذه النصوص للشبهات الفاسدة التي شاركوا فيها إخوانهم من الكافرين، فلما اعتقدوا انتفاء الصفات في نفس الأمر ـ 
وكان مع ذلك لا بد للنصوص من معنًى ـ
بقوا مترددين بين الإيمان باللفظ وتفويض المعنى ـ 
وهي التي يسمونها طريقة السلف ـ
وبين صرف اللفظ إلى معان بنوع تكلف ـ
وهي التي يسمونها طريقة الخلف ـ
فصار هذا الباطل مركبًا من فساد العقل والكفر بالسمع، فإن النفي إنما اعتمدوا فيه على أمور عقلية ظنوها بينات وهي شبهات، والسمع حرفوا فيه الكلام عن مواضعه.
فلما انبنى أمرهم على هاتين المقدمتين الكفريتين كانت النتيجة: استجهال السابقين الأولين، واستبلاههم، واعتقاد أنهم كانوا قومًا أميين، بمنزلة الصالحين من العامة، لم يتبحروا في حقائق العلم بالله، ولم يتفطنوا لدقائق العلم الإلهي، وأن الخلف الفضلاء حازوا قصب السبق في هذا كله.
ثم هذا القول إذا تدبره الإنسان وجده في غاية الجهالة، بل في غاية الضلالة. 
كيف يكون هؤلاء المتأخرون ـ
لا سيما والإشارة بالخلف إلى ضرب من المتكلمين الذين كثر في باب الدين اضطرابهم، وغلظ عن معرفة الله حجابهم، وأخبر الواقف على نهايات إقدامهم بما انتهى إليه من مرامهم حيث يقول:
لعمري لقد طفتُ المعاهدَ كلَّها ... وسَيَّرتُ طَرْفي بين تلك المعالِمِ
فلم أرَ إلا واضعًا كفَّ حائرٍ ... على ذقَنٍ أو قارعًا سِنَّ نادمِ
وأقروا على نفوسهم بما قالوه متمثلين به أو منشئين له فيما صنفوه من كتبهم؛ كقول بعض رؤسائهم:
نهاية إقدام العقول عقالُ ... وأكثر سعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وغاية دنيانا أذى ووبالُ
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
[لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن. أقرأُ في الإثبات {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] ، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر:10] ، وأقرأُ في النفي {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11] ، {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:110] ، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي] .
ويقول الآخر [منهم] : «لقد خضت البحر الخضم، وتركت أهل الإسلام وعلومهم، وخضت في الذي نهوني عنه، والآن إن لم يتداركني ربي برحمة [منه] فالويل لفلان، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي» .
ويقول الآخر منهم: «أكثر الناس شكًا عند الموت أصحاب الكلام» .
ثم [هؤلاء المتكلمون المخالفون للسلف] إذا حقق عليهم الأمر لم يوجد عندهم من حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة به خبر، ولم يقفوا من ذلك على عين ولا أثر، كيف يكون هؤلاء المحجوبون المنقوصون المسبوقون الحيارى المتهوكون: أعلم بالله وأسمائه وصفاته، وأحكم في باب آياته وذاته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، من ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل، وأعلام الهدى ومصابيح الدجى، الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا، الذين وهبهم الله من العلم والحكمة ما برزوا به على سائر أتباع الأنبياء، [فضلاً عن سائر الأمم الذين لا كتاب لهم] ، وأحاطوا من حقائق المعارف، وبواطن الحقائق، بما لو جمعت حكمة غيرهم إليها لاستحيا من يطلب المقابلة.
ثم كيف يكون خير قرون الأمة، أنقص في العلم والحكمة ـ
لا سيما العلم بالله وأحكام آياته وأسمائه من هؤلاء الأصاغر بالنسبة إليهم؟
أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان، وورثة المجوس والمشركين، وضلال اليهود والنصارى والصابئين وأشكالهم وأشباههم؛ أعلم بالله من ورثة الأنبياء وأهل القرآن والإيمان؟!».

[الحموية ص185-202]

وممن ذكر هذه المقولة من المعطلة:

ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية ص385.
وملا علي قاري في مرقاة المفاتيح 10/182.
والقسطلاني في شرحه على الصحيح 7/321.

[مستفاد من كتاب الاحتجاج بالآثار السلفية على إثبات الصفات الإلهية بتصرف يسير]

الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

[بحث في حديث «صلوا علي فإنها زكاة لكم»]

[بحث في حديث «صلوا علي فإنها زكاة لكم»]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

قال الإمام أحمد في المسند: 8770 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا شريك عن ليث عن كعب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا علي فإنها زكاة لكم، واسألوا الله لي الوسيلة، فإنها درجة في أعلى الجنة، لا ينالها إلا رجل، وأرجو أن أكون أنا هو».

وكذلك تابع شريكاً عن ليث عن كعب به كل من:
1-جرير بن عبد الحميد كما عند إسحاق بن راهويه برقم297.
2-المعتمر بن سليمان كما عند إسحاق بن راهويه برقم365 وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة برقم47.
3-أبو معاوية كما عند الحارث ابن أبي أسامة (بغية الباحث) برقم1062.
4-عمار بن محمد كما عند أبي يعلى برقم6414.
5-محمد بن فضيل كما عند ابن أبي شيبة برقم8704 و31784 وابن أبي عاصم في الصلاة على النبي برقم41 وهناد في الزهد برقم147.
6-سعيد بن زيد كما عند إسماعيل القاضي في فضل الصلاة برقم46.
  
وكذلك رواه عن ليث عن كعب لكن مختصراً بدون لفظ (صلوا علي فإنها زكاة لكم) :
7-الثوري كما عند عبد الرزاق 3120 ومن طريقه أحمد 7598 والترمذي 3612.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب وإسناده ليس بالقوي. وكعب ليس هو بمعروف، ولا نعلم أحدا روى عنه غير ليث بن أبي سليم.

وكعب هذا ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/161 رقم908 ، وقال: سئل أبي عن كعب الذي روى عن أبي هريرة؟ فقال: هو رجل وقع إلى الكوفة، روى عنه ليث بن أبي سليم، لا يعرف، مجهول، لا أعلم روى عنه غير ليث وأبو عوانة حديثا واحدا.

وذكره وسكت عنه البخاري في التاريخ الكبير 7/224 رقم965, وابن حبان في الثقات 5/334 رقم5099 والتهذيب للمزي 24/197 رقم4983 وقال الذهبي في الميزان 3/412: شيخ مديني مجهول تفرد عنه ليث بن أبي سليم. ولما ذكره المزي في الأطراف 10/299 قال كعب المدني أحد المجاهيل.

فهذا الحديث لا يصح ففي سنده كعب المديني وهو مجهول وليث ضعيف .

وقد غفل من أعله بليث وحده ولعله لم يتبين له أن كعباً المذكور في الإسناد ليس هو كعب الأحبار وإنما رجل مجهول.

وقد رواه البزار 9370- حدثنا محمد بن إسحاق البكائي حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا ذواد بن علبة عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعاً.

وذكر مجاهد هنا مخالف لما تقدم من روايته من طريق سبعة من الحفاظ عن ليث عن كعب, والحمل في هذا الغلط –والعلم عند الله- على ذواد هذا فهو ضعيف. [ينظر التهذيب 8/519].


والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الاثنين، 2 ديسمبر 2013

[فكيف لو أدركوا زماننا هذا؟]

[فكيف لو أدركوا زماننا هذا؟]

قال الطبري رحمه الله في تهذيب الآثار مسند عمر:
204 - حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة حدثنا عثمان بن سعيد عن محمد بن مهاجر حدثني الزبيدي عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت: 
يا ويح لبيد حيث يقول:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب
قالت عائشةفكيف لو أدرك زماننا هذا؟
قال عروة: رحم الله عائشة، فكيف لو أدركت زماننا هذا؟
ثم قال الزهري: رحم الله عروة، فكيف لو أدرك زماننا هذا؟
ثم قال الزبيدي: رحم الله الزهري، فكيف لو أدرك زماننا هذا؟
قال محمد: وأنا أقول: رحم الله الزبيدي، فكيف لو أدرك زماننا هذا؟
قال أبو حميد: قال عثمان: ونحن نقول: رحم الله محمدا، فكيف لو أدرك زماننا هذا؟
قال أبو جعفر: قال لنا أبو حميد: رحم الله عثمان، فكيف لو أدرك زماننا هذا؟
قال أبو جعفر: رحم الله أحمد بن المغيرة، فكيف لو أدرك زماننا هذا؟
قال الشيخ: رحم الله أبا جعفر، فكيف لو أدرك زماننا هذا؟

ورواه معمر في جامعه عن الزهري برقم20448 ثم قال:
«فكيف لو أدرك الزهري من نحن بين ظهرانيه».

[إذا دعوت فابدأ بنفسك فإنك لا تدري في أي دعاء يستجاب لك]

قال أبو بكر ابن أبي شيبة في المصنف 6/28:
[باب من قال إذا دعوت فابدأ بنفسك]:

29226 - حدثنا يحيى بن آدم عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا لأحد بدأ بنفسه، فذكر ذات يوم موسى، فقال: " رحمة الله علينا، وعلى موسى، لو كان صبر لقص الله علينا من خبره، ولكن قال: {إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا} [الكهف: 76].


ورواه مسلم برقم172 - (2380) وفيه: قال: وكان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه رحمة الله علينا وعلى أخي كذا، رحمة الله علينا.


وأحمد برقم21130 وفيه: فقال "رحمة الله علينا، وعلى هود، وعلى صالح.


وبوب عليه ابن حبان 3/267: ذكر الخبر الدال على أن المرء إذا أراد أن يدعو لأخيه المسلم يجب أن يبدأ بنفسه، ثم به.


وقال ابن أبي شيبة:

29227 - حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن النخعي قال: كان يقال: «إذا دعوت فابدأ بنفسك فإنك لا تدري في أي دعاء يستجاب لك».

وسنده صحيح.


وقال:
29228 - حدثنا وكيع عن سفيان عن إبراهيم بن المهاجر عن إبراهيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرحمنا الله وأخا عاد».


وهذا مرسل لكن روى هذا اللفظ ابن ماجة موصولاً تحت باب (إذا دعا أحدكم فليبدأ بنفسه) 2/1266 برقم3852 قال:حدثنا الحسن بن علي الخلال قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً به وفي هذا الحديث بحث وهو فيما أحسب عين الحديث الأول.


وقال: 29229 - حدثنا وكيع عن عبد الله بن سعيد عن سعيد بن يسار قال: جلست إلى ابن عمر فذكرت رجلا فترحمت عليه فضرب صدري، وقال: «ابدأ بنفسك».

وسنده صحيح.


وقال: 29230 - حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الدرداء الأنصاري قال: قالت عائشة لابن أختها: «إنك إن تدعو لنفسك خير من أن يدعو لك القاص».

أبو الدرداء لم أعرفه, وينظر الأثر رقم
26201.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

[فائدة في ذم الحزبية والتحزب]

[فائدة في ذم الحزبية والتحزب]

قال الخلال في السنة 1359- حدثنا أبو عبد الله قال ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن سلمة قال: «اجتمع الضحاك المشرقي، وبكير الطائي، وميسرة، وأبو البختري، فأجمعوا على أن الشهادة بدعة، والبراءة بدعة، والولاية بدعة، والإرجاء بدعة».
وهذا الإسناد متصل بالإسناد الذي سبق برقم 1325-وحدثنا أبو بكر ..
وسلمة المذكور هو ابن كهيل.
ويروى نحو هذا الأثر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه انظر الأثر 1370.

وقال أبو عبد الله ابن بطة في الإبانة الصغرى ص271:
« ومن البدع المحدثة التي ليس لها أصل في كتاب ولا سنة -تشبهوا فيها بأفعال الجاهلية- اجتماعهم والتحالف بينهم على التعاضد والتناصر وهذا مبتدع مكروه وكانت الجاهلية تفعله فأذهبه الله - عز وجل - بالإسلام ونهى عنه على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - .
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية فما زاده الإسلام إلا تأكيدا.
والشهادة بدعة والبراءة بدعة والولاية بدعة.
والشهادة أن يشهد لأحد ممن لم يأت فيه خبر أنه من أهل الجنة أو النار.
والولاية أن يتولى قوما ويتبرأ من آخرين.
والبراءة أن يبرأ من قوم هم على دين الإسلام والسنة».

وقال حرب الكرماني كما في مسائله 3/985:
«والولاية بدعة: والبراءة بدعة، وهم يقولون: نتولى فلان ونتبرأ من فلان. وهذا القول بدعة فاحذروه».

وقال الأوزاعي في كتابه إلى صالح بن بكر:
«فإن الولاية في الإسلام دون الجماعة فرقة».
رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى 4/254.

وقال أبو نعيم في الحلية 2/204:
حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال: ثنا الحسن بن المثنى قال: ثنا عفان قال: ثنا همام قال: سمعت قتادة، قال: ثنا مطرف قال:
كنا نأتي زيد بن صوحان وكان يقول: يا عباد الله أكرموا وأجملوا فإنما وسيلة العباد إلى الله بخصلتين الخوف والطمع.
فأتيته ذات يوم وقد كتبوا كتابا فنسقوا كلاما من هذا النحو:
إن الله ربنا ومحمدا نبينا والقرآن إمامنا ومن كان معنا كنا وكنا له ومن خالفنا كانت يدنا عليه وكنا وكنا.
قال: فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلا رجلا فيقولون: أقررت يا فلان؟
حتى انتهوا إلي فقالوا: أقررت يا غلام؟
قلت: لا قال: لا تعجلوا على الغلام، ما تقول يا غلام؟
قال: قلت: إن الله قد أخذ علي عهدا في كتابه فلن أحدث عهدا سوى العهد الذي أخذه الله عز وجل علي.
قال: فرجع القوم عند آخرهم ما أقر به أحد منهم.
قال: قلت لمطرف: كم كنتم؟
قال: زهاء ثلاثين رجلا.

[مستفاد من حاشية المحقق على كتاب الشرح والإبانة لابن بطة]