الاثنين، 20 فبراير 2017

[ الفراش الذي لا ينام عليه أحد ينام عليه الشيطان ]

قال مسلم في «صحيحه»:
2084- حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا ابن وهب، حدثني أبو هانئ، أنه سمع أبا عبد الرحمن، يقول: عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «فراش للرجل، وفراش لامرأته، والثالث للضيف، والرابع للشيطان».

وقال ابن أبي الدنيا في كتاب «مكائد الشيطان» :
5 - حدثنا أبي، حدثنا هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: ما من فراش يكون في بيت مفروشًا لا ينام عليه أحد إلا نام عليه الشيطان.

وقال ابن المبارك في «الزهد»:
761 - أخبرنا معمر قال: حدثني ابن طاوس، عن أبيه قال: دخل ابن الزبير على امرأته بنت الحسن، فرأى ثلاثة مُثُلٍ -يَعْنِي أَفْرِشَةً- في بيته، فقال: هذا لي، وهذا لابنة الحسن، وهذا للشيطان، فأخرجوه.



الخميس، 16 فبراير 2017

[ وضع النوى على الطبق الذي فيه التمر]

قال إبراهيم الحربي في «غريب الحديث» (2/861) : حدثنا أبو الوليد، حدثنا حبان بن أبي جبلة، حدثنا حميد، عن أنس، رضي الله عنه، أنه كان يكره أن يلقي النوى على الطبق الذي فيه التمر.

ورواه البيهقي في «السنن الكبرى» (14636) من طريق حميد، عن أنس، رضي الله عنه ولفظه: أنه كان يكره أن يضع النوى مع التمر على الطبق.

وروي أن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كرهه:

قال أبو بكر ابن حماد رأيت أحمد .. يكره أن يجعل النوى مع التمر في شيء واحد، ذكره الخلال في «جامعه» وصاحبه أبو بكر. «الآداب الشرعية» (3/226).



السبت، 11 فبراير 2017

[ من غشيه كلب على طعام فليطعمه ]

قال ابن الجوزي في «المناقب» ص326:
قرأت على محمد بن أبي منصور، عن أبي القاسم بن البسري، عن أبي عبد الله بن بَطة، قال: أخبرني محمد بن الحسين الآجري، قال: أخبرني محمد ابن كُردي، قال: حدثنا أبو بكر المرُّوذي، قال: كنتُ مع أبي عبد الله في طريق العَسكر، فنزلنا منزلاً، فأخرجتُ رغيفاً ووضعت بين يديه كوز ماء، فإذا بكلبٍ قد جاء فقام بحذائه، وجعل يُحرك ذنبه، فألقى إليه لقمة، وجعل يأكل ويلقي إليه لقمة، فخفت أن يضر بقوته فقمتُ فصحت به لأنحّيه من بين يديه، فنظرتُ إلى أبي عبد الله قد احمارًّ وتغير من الحياءِ وقال: دَعه، فإنَّ ابن عباس قال: لها أنفس سُوء.

وفي «آكام المرجان في أحكام الجان» ص45: 
قال أبو عثمان سعيد بن العباس الرازي، أنا إبراهيم بن موسى، أنا أبو الأحوص، حدثنا سماك، عن بشر، سمعت ابن عباس يقول وهو على منبر البصرة: إن الكلاب من الجن وهي ضعفة الجن فمن غشيه كلب على طعام فليطعمه أو ليؤخره .
أخبرنا إبراهيم، أنا وكيع، عن إسرائيل وسفيان، عن سماك بن حرب، عن بشر، عن ابن عباس قال: الكلاب من الجن فإذا غشيتكم عند طعامكم فألقوا لهن فإن لها نفسًا.

وقال ابن قتيبة في «تأويل مختلف الحديث» ص208:
وليست تخلو الكلاب من أن تكون أمة من أمم السباع، أو تكون أمة من الجن، كما قال ابن عباس: "الكلاب أمة من الجن وهي ضعفة الجن، فإذا غشيتكم عند طعامكم، فألقوا لها، فإن لها أنفسًا"، يعني: أن لها عيونًا، تصيب بها، والنفس: العين، يقال: أصابت فلانا نفس، أي: عين.


[ في جلوس المرء في مصلاه بعد انقضاء الصلاة ]

قال البخاري في صحيحه:
445 - حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه، ما لم يحدث، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ".

وقال مسلم في صحيحه:
287 - (670) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن سفيان، قال أبو بكر: وحدثنا محمد بن بشر، عن زكرياء، كلاهما عن سماك، عن جابر بن سمرة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا».

وقال أحمد في مسنده:
1251 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا إسرائيل، عن عطاء بن السائب، قال: دخلت على أبي عبد الرحمن السلمي، وقد صلى الفجر وهو جالس في المسجد، فقلت: لو قمت إلى فراشك كان أوطأ لك، فقال: سمعت عليا، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من صلى الفجر، ثم جلس في مصلاه صلت عليه الملائكة، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له اللهم ارحمه، ومن ينتظر الصلاة صلت عليه الملائكة وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له اللهم ارحمه ".

قال علي بن المديني: هو حديث كوفي، وإسناده حسن. [الفتح لابن رجب 6/44]

وقال الترمذي في جامعه:
3235 - حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا معاذ بن هانئ أبو هانئ اليشكري قال: حدثنا جهضم بن عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، أنه حدثه عن مالك بن يخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل قال: احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعا فثوب بالصلاة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوز في صلاته، فلما سلم دعا بصوته فقال لنا: «على مصافكم كما أنتم» ثم انفتل إلينا فقال: " أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة: أني قمت من الليل فتوضأت فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي فاستثقلت، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، فقال: يا محمد قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب، قالها ثلاثا " قال: " فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي، فتجلى لي كل شيء وعرفت، فقال: يا محمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات، قال: ما هن؟ قلت: مشي الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء في المكروهات، قال: ثم فيم؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة بالليل والناس نيام. قال: سل. قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك وحب من يحبك، وحب عمل يقرب إلى حبك "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها حق فادرسوها ثم تعلموها».

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل، عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن صحيح.

وقال مالك في الموطأ (1/161) :
54 - عن نعيم بن عبد الله المجمر، أنه سمع أبا هريرة يقول: " إذا صلى أحدكم، ثم جلس في مصلاه، لم تزل الملائكة تصلي عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه. فإن قام من مصلاه، فجلس في المسجد ينتظر الصلاة، لم يزل في صلاة حتى يصلي ".

وقال عبد الرزاق في المصنف:
3204 - عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: الذي ذكرت من عدد التسبيح والتكبير والتحميد وراء المكتوبة أحب إليك أم نزيد على ذلك؟ قال: «نعم» قال: قلت: أحب إليك أن لا تقوم حتى تفرغ من تسبيحك؟ قال: «نعم»، قلت: لم؟ قال: " لأنهم يقولون: لا تزال الملائكة تصلي على المرء ما لم يقم من مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث " قال: «وإني لأحب أن يكون ذلك في دبر المكتوبة»، قلت: أتستحب أن لا تتكلم حتى تفرغ منه؟ قال: «نعم، والله، ولكن ما يدعوننا».

وقال ابن أبي شيبة في المصنف:
4087- حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عمران بن مسلم ، عن سويد بن غفلة ، قال : من دخل المسجد وهو على طهور ، لم يزل عاكفا فيه ما دام فيه حتى يخرج منه أو يحدث.

7851- حدثنا أبو أسامة ، عن موسى بن عبد الله بن إسحاق بن طلحة ، عن موسى بن طلحة ، قال : كان طلحة يثبت في مصلاه حيث صلى فلا يبرح حتى تحضر السبحة فيسبح.

7852- حدثنا غندر ، عن شعبة ، عن الحكم ، قال : بلغني عن رجل من بني تميم ، أنه دخل على الحسن بن علي وهو قاعد في مصلاه ، وقال : ما من مسلم يصلي الصبح ، ثم يقعد في مصلاه إلا كان له حجابا من النار.

وقال محمد بن عبد الرحمن  المخلّص كما في العاشر من «المخلصيات» : 2328- (173) حدثنا أحمد: حدثنا السري: حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس: حدثنا عبدالرحمن قال: سمعت سفيان قال: من كان في المسجد فلم ير أنه في صلاة فلم يفقه.

سفيان هو الثوري رحمه الله.

قال ابن رجب في الفتح (6/40) : قال ابن عبد البر: ولو صلت المرأة في مسجد بيتها وجلست فيه تنتظر الصلاة فهي داخلة في هذا المعنى إذا كان يحبسها عن قيامها لأشغالها انتظار الصلاة.
... وقد فسر صلاة الملائكة عليه بالدعاء له بالمغفرة والرحمة، والصلاة قد فسرت بالدعاء، وفسرت بالثناء والتنويه بالذكر، ودعاء الملائكة بينهم لعبد هو تنويه منهم بذكره وثناء عليه بحسن عمله.

وقال (6/42) : وليس في هذا الحديث، ولا في غيره من أحاديث الباب الاشتراط للجالس في مصلاه أن يكون مشتغلا بالذكر، ولكنه أفضل وأكمل، ولهذا ورد في فضل من جلس في مصلاه بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب أحاديث متعددة.

الاثنين، 6 فبراير 2017

[ ما جاء في فضل ذكر الله في السوق ]

[ ما جاء في فضل ذكر الله في السوق ]

قال ابن أبي شيبة في «المصنف» (13/196) :

حدثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن المنهال، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: إن كنت لأخرج إلى السوق وما لي حاجة إلا أن أسلم ويسلم علي.

وقال (15/245) :

حدثنا جرير ، عن منصور ، عن سالم ، عن مسروق ، قال : ما دام قلب الرجل يذكر الله ، فهو في صلاة ، وإن كان في السوق.

وروي عن منصور عن هلال عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود مثله وزاد: وإن يحرك به شفتيه ، فهو أفضل.

وقال (15/380) :

حدثنا وكيع ، عن مسعر ، عن عامر بن شقيق ، عن أبي وائل ، قال : ما شهد عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه مَجْمعًا ، ولا مأدبة فيقوم حتى يحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان مما يتبع أغفل مكان في السوق فيجلس فيه فيحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال (19/496) :

حدثنا أبو معاوية ، عن عاصم ، عن أبي قلابة ، قال : التقى رجلان في السوق ، فقال : أحدهما لصاحبه : يا أخي ، تعال ندعو الله ونستغفره في غفلة الناس لعله يغفر لنا ، ففعلا ، فقضي لأحدهما ، أنه مات قبل صاحبه ، فأتاه في المنام ، فقال : يا أخي ، أشعرت أن الله غفر لنا عشية التقينا في السوق.

حدثنا أبو معاوية ، عن عاصم ، عن أبي زينب ، قال : من أتى السوق لا يأتيها إلا ليذكر الله فيها غفر له بعدد من فيها.

وقال أبو أحمد العسال في كتاب «المعرفة» كما في كتاب «الصفات» لابن المحب (263/ب) :

حدثنا موسى بن إسحاق، ثنا منجاب بن الحارث، أنبا ابن مسهر، عن محمد بن راشد، قال: سمعت عبد الله بن أبي الهذيل وسأله رجل فقال: يا أبا المغيرة، أسمعت عبد الله (بن مسعود يقول: «إن الله ليضحك ممن ذكره في الأسواق»؟ قال: لا، ولكني سمعت عبد الله بن مسعود يقول: «إن الله ليعجب ممن ذكره في الأسواق».

ورواه كذلك ابن فضيل في «الدعاء» (112) والبيهقي في «الشعب» (565) وأبو نعيم في «الحلية» (4/359) من كلام ابن أبي الهذيل وهذا لفظ البيهقي:
قال: إن الله عز وجل يحب أن يذكر في الأسواق، وذلك لكثرة لغطهم ولغفلتهم وإني لآتي السوق وما لي فيه حاجة إلا أن أذكر الله تعالى.

[ فصل في ذكر بعض الأخبار في ذم الأسواق ]

قال مسلم في« صحيحه» (671) :

وحدثنا هارون بن معروف، وإسحاق بن موسى الأنصاري، قالا: حدثنا أنس بن عياض، حدثني ابن أبي ذباب، في رواية هارون، وفي حديث الأنصاري، حدثني الحارث، عن عبد الرحمن بن مهران، مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها».

وقال أحمد في «مسنده» (16744) :

حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي البلدان شر؟ قال: فقال: " لا أدري " فلما أتاه جبريل عليه السلام قال: " يا جبريل، أي البلدان شر؟ " قال: لا أدري حتى أسأل ربي عز وجل. فانطلق جبريل عليه السلام، ثم مكث ما شاء الله أن يمكث، ثم جاء، فقال: يا محمد، إنك سألتني أي البلدان شر، فقلت: لا أدري، وإني سألت ربي عز وجل: أي البلدان شر؟ فقال: أسواقها.

وقال ابن أبي شيبة في «المصنف» (19/206) :

حدثنا أبو أسامة، عن عوف، عن أبي عثمان، قال: قال لي سلمان الفارسي رضي الله عنه: إن السوق مبيض الشيطان ومفرخه، فإن استطعت أن لا تكون أول من يدخلها، ولا آخر من يخرج منها فافعل.

وهو في صحيح مسلم (2451) عن سلمان، قال: لا تكونن إن استطعت، أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته.

[ فائدة ]

ومما يذكر هنا الحديث المشهور بـ (حديث السوق) ولفظه:
«من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة ».

وهذا الحديث أنكره جماعة من الحفاظ النقاد منهم أحمد بن حنبل وأبو حاتم وأبو رزعة الرازيان والبخاري وأبو داود وغيرهم.

قال أبو حاتم الرازي: هذا حديث منكر جدًا.

وقال يعقوب بن شيبة : هو حديث ليس بصحيح الإسناد، ولا له مخرج يرضاه أهل العلم بالحديث، وإنا لنرجوا من ثواب الله عز وجل على هذه الكلمات ماروي في هذا الحديث، وأكثر منه، فهو أهل الفضل، و الإحسان.

وقال ابن قيم الجوزية في المنار المنيف بعد أن ذكر هذا الحديث: فهذا الحديث معلول، أعله أئمة الحديث.

الجمعة، 3 فبراير 2017

[ علة حديث عائشة، رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء»، {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ]

قال الحاكم في «المستدرك» :
7053 - أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد بن غالب، ثنا جعفر بن محمد بن جعفر المدائني، ثنا عباد بن العوام، عن سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء»، {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.   

ورواه الطبراني في «الأوسط» (4165) من طريق جعفر المدائني، وقال عقبه: لم يرفع هذا الحديث عن سفيان الثوري إلا عباد بن العوام، تفرد به جعفر بن محمد المدائني.

والمدائني هذا له ترجمة وجيزة في «تاريخ بغداد» (8/59/ت 3568) ولم يُذكر فيه جرح ولا تعديل.

والحديث معلول بالوقف:

قال الدارقطني في «العلل» (3518) :
يرويه عباد بن العوام، عن الثوري، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قاله جعفر بن محمد المدائني، عنه؛
وخالفه عبد الله بن عثمان، ويحيى بن أبي زائدة، ومالك بن سعير، فرووه عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، موقوفًا.

وكذلك صنع البيهقي، قال في «الكبرى» (19992) : رفعه بعض الضعفاء, والصحيح موقوف.

وممن رواه عن الثوري موقوفًا:
- عبد الرزاق كما في «مصنفه» (13861).
- وأبو نعيم كما عند البيهقي في «الكبرى» (19992).
- وعبد الله بن الوليد العدني كما في «الأوسط» لابن المنذر (1949).

وكذلك رواه عن هشام موقوفًا:
- عبدة بن سليمان كما عند ابن أبي حاتم في «التفسير» (8187).
- ووكيع كما في «المصنف» لابن أبي شيبة (6151 ) و (12683).
- ومعمر كما في «مصنف» عبد الرزاق (13860).

[ علة حديث عبيد بن عمير، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السائحين؟ فقال: «هم الصائمون» ]

قال الحاكم في «المستدرك» :
3288 - حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن موسى المذكر، ثنا جنيد بن حكيم الدقاق، ثنا حامد بن يحيى البلخي، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السائحين؟ فقال: «هم الصائمون».

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، على أنه مما أرسله أكثر أصحاب بن عيينة ولم يذكروا أبا هريرة في إسناده.

ورواه البيهقي في «الشعب» (3303) من طريق الحاكم وقال عقبه: هكذا روي بهذا الإسناد، موصولًا، والمحفوظ، عن ابن عيينة، عن عمرو عن عبيد بن عمير، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.

وممن رواه من أصحاب سفيان مرسلًا:
- محمد بن عيسى الدامغاني وابن وكيع كما عند الطبري في «التفسير» (17285).
- ومسدد في «مسنده» كما في «المطالب العالية» (3621).
- ويحيى بن معين كما في «الفوائد-الجزء الثاني من حديثه» برواية أبي بكر المروزي (187).
- وعلي بن المديني كما عند البيهقي في «السنن الكبرى» (8514) و«معرفة السنن» (9056).
- والشافعي كما في «معرفة السنن» (9056).
- وسعيد بن منصور كما في «سننه» /المجلد الثامن (2253).

وقال يعقوب بن شيبة في «مسند عمر» ص93: وسمعت عليًا، يقول: قال سفيان بن عيينة: قالوا في مجلس الأعمش للأعمش: قد حدث اليوم سفيان بن عيينة، قال: وبما حدث؟ فقالوا: عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير: السائحون: الصائمون.

وتابع ابن عيينة عن عمرو بن دينار على الوجه المرسل: عمرو بن الحارث كما عند الطبري (17286).

وقد روي من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا وموقوفًا، وصحح الوقف: الدارقطني في «العلل» (1516) وابن كثير في «تفسيره» (4/192).

وانظر «تاريخ ابن معين» برواية الدوري (4235) و«الضعفاء» للعقيلي - ط.التأصيل (1/555) 
و«الكامل» لابن عدي (2/513).

وكذلك روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وغيره من السلف.
 
قال ابن أبي حاتم في «تفسيره» (6/1889) : حدثنا أحمد بن سنان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، {السائحون} «الصائمون».
وروي عن ابن عباس، وأبي هريرة، وأبي عبد الرحمن السلمي، ومجاهد، وأبي الحسن، وأبي عياض، وعطاء، والضحاك، وقتادة والربيع بن أنس أنهم قالوا: الصائمون.