الخميس، 31 يوليو 2014

بيان ضعف حديث واثلة بن الأسقع مرفوعاً: «من سن سنة حسنة فله أجرها ما عمل به في حياته وبعد مماته حتى يترك .. الحديث».

بيان ضعف حديث واثلة بن الأسقع مرفوعاً: «من سن سنة حسنة فله أجرها ما عمل به في حياته وبعد مماته حتى يترك، ومن سن سنة سيئة فعليه إثمها حتى يترك، ومن مات مرابطا في سبيل الله جرى له أجر المرابط حتى يبعث يوم القيامة».

قال الطبراني في «المعجم الكبير» (22/74/184) :
حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، ثنا جدي، ح وحدثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا إبراهيم بن العلاء الحمصي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عمر بن رؤبة، عن عبد الواحد بن عبد الله النصري، عن واثلة بن الأسقع، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سن سنة حسنة فله أجرها ما عمل به في حياته وبعد مماته حتى يترك، ومن سن سنة سيئة فعليه إثمها حتى يترك، ومن مات مرابطا في سبيل الله جرى له أجر المرابط حتى يبعث يوم القيامة».

وكذلك رواه في «مسند الشاميين» (2560) عن عمرو بن إسحاق.
ورواه ابن عدي في «الكامل» (6/103) قال: حدثنا الفضل بن عبد الله الأنطاكي، حدثنا المسيب بن واضح، حدثنا ابن عياش به.
وروى شطره الثاني ابن أبي عاصم في كتاب «الجهاد» (298) قال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش به.

وهذا الإسناد ضعيف لحال عمر بن رؤبة التغلبي الحمصي:
- قال دحيم: «عمر بن رؤبة شيخ من شيوخ حمص لا أعلمه إلا ثقة».
- وقال ابن أبي حاتم: سألته عنه (يعني أباه)، فقال: «صالح الحديث». قلت: تقوم به الحجة؟ قال: «لا، ولكن صالح».
- وقال البخاري: «فيه نظر».
وهذا غالباً ما يكون في معنى الضعيف جداً أو حتى المتهم في اصطلاح البخاري كما سيأتي.
- وقال ابن عدي: «وإنما أنكروا أحاديثه عن عبد الواحد النصري».
وهذا منها كما هو ظاهر.
وانظر «التهذيب» للمزي (4232).

والخلاصة أن الحديث ضعيف لا يصح وهو من جملة ما استُنكر على عمر بن رؤبة من أحاديث كما ذكر ابن عدي. والله أعلم.

(فائدة)
قال الحافظ أبو علي الغساني نقلاً من نسخته من «التاريخ الكبير» للبخاري: وقال في موضع آخر من «التاريخ»: «كل من قلتُ (فيه نظر)، فهو مُجَرَّحٌ، لا يكتب حديثه».
[من حاشية «سنن أبي داود» نسخة «برنستون» (ق198 / 1)].

ونحو هذا ما نقله المزي في «تهذيب الكمال» (18/265) :
قال الحافظ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعيد بن يربوع الإشبيلي: بيّن مسلم جرحه في صدر كتابه، وأما البخاري، فلم ينبه من أمره على شيء فدل أنه عنده على الاحتمال، لأنه قد قال في «التاريخ» : «كل من لم أبين فيه جرحه فهو على الاحتمال، وإذا قلت: (فيه نظر)، فلا يحتمل».

ونحوه في «السير» (12/441) حيث نقل عن البخاري قوله: « إذا قلت: فلان في حديثه نظر، فهو متهم واه».

وهذه النقول لا توجد في المطبوع من «التاريخ الكبير» ولا في غيره من كتب البخاري –فيما أعلم- فعلى ذلك هي نقول نفيسة للغاية؛ إلا على مذهب من يردُّ مثل  هذا بحجة أنه ليس في المطبوع! وهذا مذهب باطل لا يلتفت إلى قائله.

الأربعاء، 30 يوليو 2014

بيان علة حديث أبي هريرة مرفوعاً: «لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ ولكن تعوذوا بالله من شره».

بيان علة حديث أبي هريرة مرفوعاً: «لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ ولكن تعوذوا بالله من شره».

روى المخلّص كما في «المخلصيات» ت.جرار (1572-9) والديلمي كما في «الغرائب الملتقطة» (ق148) وتمام في «الفوائد» (778) -والسياق له- وغيرهم من طرق عن عبد الغفار بن داود بن مهران أبي صالح الحراني، قال: ثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الشيطان فإنه يتغيظ، ولكن تعوذوا بالله عز وجل من شره».

ولم ترد لفظة: «فإنه يتغيظ» عند المخلّص والديلمي.

وعبد الغفار بن داود: ثقة؛ قال أبو حاتم صدوق لا بأس به. ووثقه ابن معين وغيره. انظر ترجمته في «تهذيب الكمال» للمزي (3486).

وقد خولف في رفعه:

قال ابن معين في «الفوائد» (29) : حدثنا محمد بن المبارك الصوري، ثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به موقوفاً.

ومحمد بن المبارك الصوري: أحد الأئمة الأعلام؛ قال فيه ابن معين وأبو داود: شيخ الشام بعد أبي مسهر. انظر ترجمته في «التهذيب» للمزي (5577).

وقد رجح الموقوف الدارقطني في «العلل» (1936) :
وسئل عن حديث أبي صالح، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الشيطان وتعوذوا بالله من شره.
فقال: يرويه الأعمش، واختلف عنه؛ فرواه أبو صالح الحراني عبد الغفار بن داود، عن عيسى بن يونس، عن الأعمش مرفوعا وغيره لا يرفعه، وهو الصحيح.

الأحد، 27 يوليو 2014

[بابٌ في الحائض تذكر الله عز وجل ولا تقرأ القرآن]

[بابٌ في الحائض تذكر الله عز وجل ولا تقرأ القرآن]

قال ابن أبي شيبة في «المصنف» :
1084 - حدثنا شريك، عن فراس، عن عامر قال: «الجنب والحائض لا يقرآن القرآن».

عامر هو الشعبي.

1085 - حدثنا غندر، عن شعبة، عن سيار، عن أبي وائل قال: «لا يقرأ الجنب والحائض القرآن».

ورواه الدارمي في «المسند» (1038) تحت باب [باب الحائض تذكر الله عز وجل ولا تقرأ القرآن]؛ ولفظه:
عن أبي وائل، قال: كان يقال: «لا يقرأ الجنب، ولا الحائض، ولا يقرأ في الحمام، وحالان لا يذكر العبد فيهما الله: عند الخلاء وعند الجماع، إلا أن الرجل إذا أتى أهله، بدأ فسمى الله».

وأبو وائل هو شقيق بن سلمة وهو تابعي مخضرم.

وقال ابن أبي شيبة:
1090 - حدثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج، عن عطاء، وعن حماد، عن إبراهيم، وسعيد بن جبير في الحائض والجنب: «يستفتحون رأس الآية ولا يتمون آخرها».

ورواه الدارمي في «المسند» (1030) من طريق سفيان، قال بلغني، عن إبراهيم، وسعيد بن جبير، أنهما قالا: «لا يقرأ الجنب والحائض آية تامة، يقرآن الحرف».

وقال ابن أبي شيبة:
1095 - حدثنا حفص، عن عاصم، عن أبي العالية قال: «الحائض لا تقرأ القرآن».

1096 - حدثنا حفص، عن أشعث، عن محمد قال: «الحائض لا تقرأ القرآن».

محمد هو ابن سيرين.

1097 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: «تقرأ مما دون الآية، ولا تقرأ آية تامة».

1098 - حدثنا وكيع، عن شعبة، عن إبراهيم، عن عمر قال: «لا تقرأ الحائض القرآن».

وهذا مرسل.

1223 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن هشام الدستوائي، عن حماد، عن إبراهيم قال: «أربعة لا يقرءون القرآن: عند الخلاء، وعند الجماع، والجنب، والحائض، إلا الجنب والحائض فإنهما يقرآن الآية ونحوها».

وقال عبد الرزاق في «المصنف» :
1302 - عن معمر قال: سألت الزهري، عن الحائض والجنب أيذكران الله؟ قال: «نعم»، قلت: أفيقرآن القرآن؟ قال: «لا».
قال معمر: وكان الحسن، وقتادة، يقولان: «لا يقرآن شيئا من القرآن».

1303 - أخبرنا ابن جريج قال: قلت لعطاء: ما تقرأ الحائض والجنب من القرآن فقال: «أما الحائض فلا تقرأ شيئاً، وأما الجنب فالآية تبفدها».

(تبفدها) قال محقق «المصنف» الأعظمي: كذا في الأصل. وفي طبعة التأصيل (1314) أثبتت: (تنفدها). وقالوا في الحاشية: كذا في الأصل، والمراد أنها تقرأ طرف الآية ولا تتمها.

وقال الدارمي في «المسند»:
1014 - حدثنا يعلى، حدثنا عبد الملك، عن عطاء، في المرأة الحائض: أتقرأ؟ قال: «لا، إلا طرف الآية ولكن توضأ عند وقت كل صلاة، ثم تستقبل القبلة، وتسبح، وتكبر، وتدعو الله عز وجل».

وقال ابن المنذر في «الأوسط»:
621 : أخبرنا ابن عبد الحكم، أنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن أبي الزبير، أنه سأل جابراً عن المرأة الحائض والنفساء، هل تقرأ شيئاً من القرآن؟ فقال جابر: «لا».

وهذا فيه سنده ابن لهيعة؛ وبعضهم يصحح رواية ابن وهب عنه.

وقال عبيدة: «الجنب مثل الحائض».
وقال جابر بن زيد: «الحائض لا تتم الآية».
وقال أبو ثور: «لا تقرأ الحائض».
نقلها ابن المنذر في «الأوسط» ط-الفلاح (2/219).

وقال الترمذي في «الجامع» (1/236) :
«وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين، ومن بعدهم مثل: سفيان الثوري، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، قالوا: لا تقرأ الحائض ولا الجنب من القرآن شيئا، إلا طرف الآية والحرف ونحو ذلك، ورخصوا للجنب والحائض في التسبيح والتهليل».

وقال أبو داود في «المسائل» (ص39) :
قلت لأحمد الحائض لا تقرأ شيئا من القرآن؟ قال: «لا، وتسبح وتذكر الله».
وقال: «الحائض أشد من الجنب، ورخص في الكلمة يقرؤها».

وقال الشافعي:  «.. إذا كان جنباً لم يجز له أن يقرأ القرآن، والحائض في مثل حال الجنب إن لم يكن أشد نجاسة منه».
«معرفة السنن» للبيهقي (775).
وحكى أبو ثور الجواز عن الشافعي، وأنكره أصحاب الشافعي عنه. قاله ابن رجب في «الفتح» (2/48).

وقال حرب الكرماني في «مسائله» (ص352) :
سمعت إسحاق يقول: «إذا أرادت الحائض أن تتطهر لوقت صلاةٍ للتسبيح والذكر لا للصلاة؛ فذلك لها, وتسبح وتذكر الله , ولا تقرأ من القرآن شيئاً قليلاً ولا كثيراً –يريد به التلاوة- وإذا سمعت السجدة وهي حائض فلا قضاء عليها إذا طهرت؛ كما لا تصلي وهي حائض؛ الصلاة أعظم جرماً».

وكذلك نُقل عن مالك المنع من قراءة الحائض القرآن، وقد نقل عنه الجواز في رواية واختارها محمد بن مسلمة من أصحابه.
وكذلك حكي الجواز عن ابن المنذر.
انظر «النوادر» (1/123) و«الاستذكار» (4/88) و«الفتح»  لابن رجب (2/47).

وقد تقدم النقل عن الصحابة والتابعين بالمنع، واستثنى بعضهم أن تقرأ ما دون الآية  كما تقدم.

وأما الجنب فقد صح المنع من قراءته القرآن عن عمر وعلي وابن مسعود رضوان الله عليهم، حتى قال مالك: ولقد حرصت أن أجد في قراءة الجنب القرآن رخصة فما وجدتها. ويراجع لذلك ما تقدم من مصادر.

(فائدة) :
قال ابن رجب في «الفتح» (2/49) :
والاعتماد في المنع على ما روي عن الصحابة، ويعضده: قول عائشة وميمونة في قراءة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - القرآن في حجرهما في حال الحيض؛ فإن يدل على أن للحيض تأثيراً في منع القراءة.
وأما الاستدلال المجيزين بحديث عائشة: «اصنعي ما يصنع الحاج، غير أن لا تطوفي»، فلا دلالة لهم فيهِ؛ فإنه ليس في مناسك الحج قراءة مخصوصة حتَّى تدخل في عموم هذا الكلام، وإنما تدخل الأذكار والأدعية.
وأما الاستدلال بحديث الكتاب إلى هرقل، فلا دلالة فيهِ؛ لأنه إنما كتب ما تدعو الضرورة إليه للتبليغ، وقد سبق ذكر ذَلِكَ في شرح حديث هرقل في أول الكتاب.

[بابٌ في كراهية التطوع بالصوم ممن عليه صوم فرض]

[بابٌ في كراهية التطوع بالصوم ممن عليه صوم فرض]

قال ابن أبي شيبة في «المصنف» :
من كره أن يتطوع بصوم وعليه شيء من رمضان
9286 - حدثنا أبو بكر الحنفي، عن قتادة، عن إبراهيم، قال: «لا يتطوع الرجل بصوم، وعليه شيء من قضاء رمضان».

هذا الإسناد فيه انقطاع، أبو بكر الحنفي لم يدرك قتادة، وسيأتي عن إبراهيم نحوه بسند صحيح.

وقال:
9287 - حدثنا غندر، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، «أنه كره أن يتطوع بصيام، وعليه قضاء من رمضان إلا العشر».

9288 - حدثنا ابن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن هشام، عن أبيه، قال: «مثل الذي يتطوع وعليه قضاء من رمضان، مثل الذي يسبح وهو يخاف أن تفوته المكتوبة».

9289 - حدثنا ابن مهدي، عن مالك بن أنس، قال: «سئل سليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب، عن رجل تطوع وعليه قضاء من رمضان، فكرها ذلك».

هذا فيه انقطاع؛ لكن مالك لا يروي إلا عن ثقة، فلعله من طريق الزهري أو غيره.

وقال عبد الرزاق في «المصنف» :
7713 - عن الثوري، عن حماد قال: سألت إبراهيم، وسعيد بن جبير عن رجل عليه أيام من رمضان أيتطوع في العشر؟ قالا: «يبدأ بالفريضة».

7715 - عن الثوري، عن عثمان بن موهب قال: سمعت أبا هريرة وسأله رجل قال: إن علي أياما من رمضان، أفأصوم العشر تطوعا؟ قال: «لا، ولم؟ ابدأ بحق الله، ثم تطوع بعدما شئت».
ورواه البيهقي في الكبرى (8395) من طريق الثوري ولفظه: «لا، بل ابدأ بحق الله فاقضه ثم تطوع بعد ما شئت».

7716 - عن ابن جريج قال: عن عطاء، كره أن يتطوع الرجل بصيام في العشر، وعليه صيام واجب قال: «لا، ولكن صم العشر، واجعلها قضاء».

7717 - عن الثوري، عن أبي حيان، عن عجوز، عن عائشة قالت: «لا بل حتى تؤدي الحق».

هذا فيه مبهم.

7718 - عن ابن جريج قال: قال مجاهد: «من كان عليه صيام رمضان، فتطوع بصيام، فليجعل ما تطوع به في قضاء رمضان».

وقد روي نحواً مما في هذه الآثار مرفوعاً؛ قال الإمام أحمد في «المسند» :
8621 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من أدرك رمضان وعليه من رمضان شيء لم يقضه، لم يتقبل منه، ومن صام تطوعا وعليه من رمضان شيء لم يقضه، فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه».

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وانظر «علل الحديث» لابن أبي حاتم (768).

وقال ابن هانيء:

 سألته (يعني الإمام أحمد) عن الرجل هل يصوم تطوعاً وعليه صوم فريضة ؟ 
قال : «لا يصوم».
«سؤالاته» ( 672).

ونقل حنبل عن الإمام أحمد أنه قال:
«لا يجوز له أن يتطوع بالصوم، وعليه صوم من الفرض حتى يقضيه، يبدأ بالفرض، وإن كان عليه نذر صامه يعني بعد الفرض».
«المغني» (3/154).

وهذا أحد قولي الإمام أحمد وهو الموافق لما تقدم نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه وغيره من السلف، فهو الأصوب والله أعلم.


وقال أبو عبيد في غريب الحديث 4/288:
في حديث عمر رضي الله عنه أنه كان يستحب قضاء رمضان في عشر ذي الحجة وقال: وما من أيام أقضي فيهن رمضانَ أحبُّ إليَّ منها.

قال: حدثنيه ابن مهدي عن سفيان عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عمر.

قال أبو عبيد: نرى أنه كان يستحبه لأنه كان لا يحب أن يفوت الرجل صيام العشر ويستحبه نافلة، فإذا كان عليه شيء من رمضان كره أن يتنفل وعليه من الفريضة شيء فيقول: فيقضيها في العشر فلا يكون أفطرها ولا يكون بدأ بغير الفريضة فيجتمع له الأمران.
وليس وجهه عندي أنه كان يستحب تأخيرها عمدًا إلى العشر ولكن هذا لمن فرط حتى يدخل العشر.

الجمعة، 25 يوليو 2014

[بابٌ في التهنئة بالعيد]

[بابٌ في التهنئة بالعيد]

·عن جبير بن نفير أنه قال:
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: «تقبل الله منا ومنك».

·وعن محمد بن زياد الألهاني أنه قال:
رأيت أبا أمامة الباهلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في العيد لأصحابه: «تقبل الله منا ومنكم».
قال أحمد: إسناد حديث أبي أمامة إسناد جيد.

·وعن راشد بن سعد أن أبا أمامة وواثلة بن الأسقع لقياه في يوم عيد فقالا: «تقبل الله منا ومنك».


·وعن حبيب بن عمر الأنصاري، عن أبيه قال: لقيت واثلة بن الأسقع، رضي الله عنه في يوم عيد، فقلت: «تقبل الله منا ومنك»، فقال: «تقبل الله منا ومنك».
حبيب وأبوه مجهولان.

·وعن عمرو السكسكي قال: رأيت عبد الله بن بسر المازني وخالد بن معدان وراشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير بن نفير يقول بعضهم لبعض في العيدين: «تقبل الله منا ومنكم».

·وعن شعبة، قال: لقيني يونس بن عبيد في يوم عيد فقال: «تقبل الله منا ومنك».

·وعن حوشب بن عقيل، قال: لقيت الحسن في يوم عيد فقلت: «تقبل الله منا ومنك»، فقال: «نعم، تقبل الله منا ومنك».

·وعن أيوب قال : كنا نأتي محمد بن سيرين والحسن في الفطر والأضحى فنقول لهما : «قبل الله منا ومنكم»، فيقولان : «ومنكم».

·وعن أدهم مولى عمر بن عبد العزيز قال: كنا نقول لعمر بن عبد العزيز في العيدين: «تقبل الله منا ومنك يا أمير المؤمنين»، فيرد علينا مثله، ولا ينكر ذلك.

·وعن عثمان بن عطاء، عن أبيه، في الرجل يلقى الرجل يوم عيد، فيقول: «تقبل الله منا ومنك»، فقال: لا بأس به.
عثمان بن عطاء الخراساني ضعيف لكنه يروي مسألة عن أبيه فيبعد ألا يضبطها.

وكذلك في  بعض ما  تقدم من الآثار ضعف يسير محتمل إن شاء الله.

·وعن علي بن ثابت قال: سألت مالك بن أنس عن قول الناس يوم العيد «تقبل الله منا ومنك»، فقال: ما زال ذلك الأمر عندنا ما نرى به بأساً.
·وعنه قال: سألت مالك بن أنس منذ خمس وثلاثين سنة، وقال: لم يزل يعرف هذا بالمدينة.

·وعن عمرو بن خالد قال : كنا نأتي الليث بن سعد في الفطر والأضحى فنقول :«قبل الله منك ومنا يا أبا الحارث»، فيقول:«ومنا ومنكم»، وذكر ابن وهب عن الليث أنه لا بأس بذلك.

·وقال الإمام أحمد: ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد: «تقبل الله منا ومنك».
·وقال حرب: سئل أحمد عن قول الناس في العيدين: «تقبل الله ومنكم». قال: لا بأس به، يرويه أهل الشام عن أبي أمامة.
قيل: وواثلة بن الأسقع؟ قال: نعم.
قيل: فلا تكره أن يقال هذا يوم العيد. قال: لا.
·وسئل أحمد عن الرجل يلقى الرجل يوم الفطر فيقول: «تقبل الله منا ومنك» ؟ قال : يرد عليه، وإن ابتدأ به فلا بأس.

·وعن يحيى بن عثمان قال: سألت الحارث بن مسكين عن ذلك فقال: لم تزل الأشياخ بمصر يقولون ذلك، ولكن هؤلاء الذين يقولون: (سنين كثيرة)؛ لا يريدون أن يموتوا.


·وعن المزني، ويونس بن عبد الأعلى وغيرهما أنهم كانوا يهنَّئون بالعيد فيردون مثله على الداعي لهم.

·وقال الآجري عن «التهنئة بالعيد»:
فعل الصحابة، وقول العلماء.

·وقد روي في كراهة التهنئة خبراً مرفوعاً ولا يصح.

وكذلك روي في كراهته عن بعض السلف كالأوزاعي وغيره.

المصادر: «الدعاء» للطبراني (ص288-289)، «السنن الكبرى» (3/446)، «تاريخ دمشق» (6/436) و (24/154)، «مختصر اختلاف العلماء» (4/384-385)، «جزء تحفة عيد الفطر» للشحامي (ص129-132)، «مسائل ابن هانيء» (673)، «الفروع» (3/216)، «المغني» (2/296)، «جزء في التهنئة» للعسقلاني (ص33-36)، «الثقات» لابن حبان (9/90)، «المجروحين» له  (2/149)، «العلل المتناهية» (2/58) .

الخميس، 24 يوليو 2014

[بابٌ في الاغتسال والتطيب والتزين في الليلة التي يرجى أنها ليلة القدر]

[بابٌ في الاغتسال والتطيب والتزين في الليلة التي يرجى أنها ليلة القدر]

قال ابن أبي شيبة في «المصنف» :
8769- حدثنا وكيع , قال : حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن شريك العامري ، قال : سمعت زر بن حبيش يقول : إذا كانت ليلة سبع وعشرين فاغتسلوا ، ومن استطاع منكم أن يؤخر فطره إلى السحر فليفعل ، وليفطر على ضياح لبن.

والضِّياح: اللَّبن الممزوج بِالْمَاءِ.

ورواه عبد الرزاق في «المصنف» :
7701 - عن الثوري، عن عبد الله بن شريك قال: رأيت زر بن حبيش وقام الحجاج على المنبر يذكر ليلة القدر فكأنه قال: إن قوماً يذكرون ليلة القدر، فجعل زر يريد أن يثب عليه، ويحبسه الناس، قال زر: «هي ليلة سبع وعشرين، فمن أدركها فليغتسل، وليفطر على لبن، وليكن فطره بالسحر».

زر بن حبيش تابعي كبير مخضرم روى عن عمر وعلي وابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف وأبي بن كعب وحذيفة رضوان الله عليهم وغيرهم .

وقال ابن سعد في «الطبقات» (6/256) : أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت: «أن تميماً الداري كانت له حلة قد ابتاعها بألف درهم، كان يلبسها في الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر».
ورواه التيمي في «الترغيب والترهيب» (1800).

وروى عبد الرزاق في «المصنف» :
7688 - عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني رأيت في النوم ليلة القدر كأنها ليلة سابعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أرى رؤياكم قد تواطأت في ليلة سابعة، فمن كان متحريها منكم، فليتحرها في ليلة سابعة».
قال: معمر: «فكان أيوب يغتسل في ليلة ثلاث وعشرين، ويمس طيباً».

أيوب هو السختياني تابعي إمام فقيه.

وروى أيضاً:
7705 - عن هشيم، عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم النخعي، أنه: «كان يختم القرآن في شهر رمضان في كل ثلاث، فإذا دخلت العشر ختم في ليلتين، واغتسل كل ليلة».

وقال ابن سعد في الطبقات (9/231) : أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: «كان ثابت وحميد يغتسلان تلك الليلة ويتطيبان، ويحبان أن يطيبا المسجد بالنضوح [والدخنة] الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر».

الزيادة ما بين معقوفتين من «الترغيب والترهيب» (1801) لإسماعيل التيمي. والنضوح: نوع من الطيب، والدخنة: البخور الذي يدخّن به.

ثابت هو البناني وحميد هو الطويل وكلاهما من التابعين.

وللفائدة ينظر «لطائف المعارف» لابن رجب (ص435-437).

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

بيان صحة حديث أبي رزين العقيلي –رضي الله عنه- الطويل في الصفات والرؤية والبعث وصفة الجنة والنار وغير ذلك.

بيان صحة حديث أبي رزين العقيلي رضي الله عنه- الطويل في الصفات والرؤية والبعث وصفة الجنة والنار وغير ذلك.

قال عبد الله بن الإمام أحمد –رحمهما الله- في زوائده على«مسند أبيه» :
(16206) كتب إلي إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير الزبيري، كتبت إليك بهذا الحديث، وقد عرضته وسمعته على ما كتبت به إليك، فحدث بذلك عني، قال: حدثني عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي، قال: حدثني عبد الرحمن بن عياش السمعي الأنصاري القبائي، من بني عمرو بن عوف، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي، عن أبيه، عن عمه لقيط بن عامر، قال دلهم: وحدثنيه أبي الأسود، عن عاصم بن لقيط:
أن لقيطاً خرج وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه صاحب له يقال له: نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق، قال لقيط: فخرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسلاخ رجب، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافيناه حين انصرف من صلاة الغداة، فقام في الناس خطيباً، فقال: «أيها الناس، ألا إني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام، ألا لأسمعنكم، ألا فهل من امرئ بعثه قومه؟».
فقالوا: اعلم لنا ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، «ألا ثم لعله أن يلهيه حديث نفسه، أو حديث صاحبه، أو يلهيه الضلال، ألا إني مسئول، هل بلغت؟ ألا اسمعوا تعيشوا، ألا اجلسوا، ألا اجلسوا».
قال: فجلس الناس، وقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرغ لنا فؤاده، وبصره، قلت: يا رسول الله، ما عندك من علم الغيب؟
فضحك لعمر الله، وهز رأسه، وعلم أني أبتغي لسقطه.
فقال: «ضن ربك عز وجل بمفاتيح خمس من الغيب، لا يعلمها إلا الله»، وأشار بيده.
قلت: وما هي؟
قال: «علم المنية، قد علم متى منية أحدكم، ولا تعلمونه، وعلم المني حين يكون في الرحم قد علمه، ولا تعلمونه، وعلم ما في غد، قد علم ما  أنت طاعم غداً، ولا تعلمه، وعلم يوم الغيث، يشرف عليكم آزلين آزلين مشفقين، فيظل يضحك قد علم أن غِيَركم إلى قرب».
قال لقيط قلت: لن نعدم من رب يضحك خيراً، وعلم يوم الساعة، قلت: يا رسول الله، علمنا مما تعلم الناس، وما تعلم، فإنا من قبيل لا يصدق تصديقنا أحد من مذحج التي تربأ علينا، وخثعم التي توالينا، وعشيرتنا التي نحن منها.
قال: «تلبثون ما لبثتم، ثم يتوفى نبيكم صلى الله عليه وسلم، ثم تلبثون ما لبثتم، ثم تبعث الصائحة لعمر إلهك، ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات، والملائكة الذين مع ربك عز وجل، فأصبح ربك يطوف في الأرض، وخلت عليه البلاد، فأرسل ربك عز وجل السماء تهضب من عند العرش، فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصرع قتيل، ولا مدفن ميت، إلا شقت القبر عنه، حتى تجعله من عند رأسه، فيستوي جالساً، فيقول ربك: مهيم لما كان فيه، يقول: يا رب، أمس، اليوم، ولعهده بالحياة يحسبه، حديثا بأهله».
فقلت: يا رسول الله، كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلى، والسباع؟
قال: «أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله، الأرض أشرفت عليها، وهي مدرة بالية، فقلت: لا تحيا أبدا، ثم أرسل ربك عز وجل عليها السماء، فلم تلبث عليك إلا أياماً حتى أشرفت عليها، وهي شربة واحدة ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعهم من الماء على أن يجمع نبات الأرض فيخرجون من الأصواء، ومن مصارعهم فتنظرون إليه، وينظر إليكم».
قال: قلت: يا رسول الله، كيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ننظر إليه وينظر إلينا؟
قال: «أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله عز وجل، الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم، ساعة واحدة لا تضارون في رؤيتهما، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم، وترونه من أن ترونهما، ويريانكم لا تضارون في رؤيتهما».
قلت: يا رسول الله، فما يفعل بنا ربنا عز وجل إذا لقيناه؟
قال: «تعرضون عليه بادية له صفحاتكم، لا يخفى عليه منكم خافية، فيأخذ ربك عز وجل بيده غرفة من الماء فينضح قبيلكم بها، فلعمر إلهك ما تخطئ وجه أحدكم منها قطرة، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء، وأما الكافر فتخطمه بمثل الحميم الأسود، ألا ثم ينصرف نبيكم صلى الله عليه وسلم ويفترق على إثره الصالحون، فيسلكون جسراً من النار، فيطأ أحدكم الجمر، فيقول: حس يقول ربك عز وجل: أوانه، ألا فتطلعون على حوض الرسول على أظمأ، والله ناهلة عليها قط، ما رأيتها، فلعمر إلهك ما يبسط واحد منكم يده، إلا وقع عليها قدح يطهره من الطوف، والبول، والأذى، وتحبس الشمس والقمر، ولا ترون منهما واحداً».
قال: قلت: يا رسول الله، فبما نبصر؟
قال: «بمثل بصرك ساعتك هذه، وذلك قبل طلوع الشمس في يوم أشرقت الأرض، واجهت به الجبال».
قال: قلت: يا رسول الله، فبما نجزى من سيئاتنا وحسناتنا؟
قال: «الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بمثلها، إلا أن يعفو».
قال: قلت: يا رسول الله، إما الجنة، إما النار.
قال: «لعمر إلهك إن للنار لسبعة أبواب، ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاماً، وإن للجنة لثمانية أبواب ما منهما بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاماً».
قلت: يا رسول الله، فعلى ما نطلع من الجنة؟
قال:«على أنهار من عسل مصفى، وأنهار من كأس ما بها من صداع، ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وماء غير آسن، وبفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون، وخير من مثله معه، وأزواج مطهرة».
قلت: يا رسول الله، أولنا فيها أزواج، أو منهن مصلحات؟
قال: «الصالحات للصالحين، تلذونهن مثل لذاتكم في الدنيا، ويلذذن بكم غير أن لا توالد».
قال لقيط: فقلت: أقصي ما نحن بالغون، ومنتهون إليه؟
فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: يا رسول الله، على ما أبايعك؟
قال: فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده، وقال: «على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وزيال المشرك، وأن لا تشرك بالله إلها غيره».
قلت: وإن لنا ما بين المشرق، والمغرب؟
فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده، وظن أني مشترط شيئاً لا يعطينيه، قال: قلت: نحل منها حيث شئنا، ولا يجني امرؤ إلا على نفسه، فبسط يده، وقال: «ذلك لك تحل حيث شئت، ولا يجني عليك إلا نفسك».
قال: فانصرفنا عنه، ثم قال: «إن هذين لعمر إلهك من أتقى الناس في الأولى، والآخرة».
فقال له كعب ابن الخدارية أحد بني بكر بن كلاب: من هم يا رسول الله؟
قال: «بنو المنتفق أهل ذلك».
قال: فانصرفنا، وأقبلت عليه، فقلت: يا رسول الله، هل لأحد ممن مضى من خير في جاهليتهم؟ قال: قال رجل من عرض قريش: والله إن أباك المنتفق لفي النار، قال: فلكأنه وقع حر بين جلدي ووجهي ولحمي مما قال لأبي على رءوس الناس، فهممت أن أقول: وأبوك يا رسول الله؟
ثم إذا الأخرى أجمل، فقلت: يا رسول الله، وأهلك؟
قال: «وأهلي, لعمر الله ما أتيت عليه من قبر عامري، أو قرشي من مشرك، فقل: أرسلني إليك محمد، فأبشرك بما يسوءك، تجر على وجهك، وبطنك في النار».
قال: قلت: يا رسول الله، ما فعل بهم ذلك وقد كانوا على عمل لا يحسنون إلا إياه؟ وكانوا يحسبون أنهم مصلحون؟
قال: «ذلك لأن الله عز وجل بعث في آخر كل سبع أمم -يعني- نبياً، فمن عصى نبيه كان من الضالين، ومن أطاع نبيه كان من المهتدين».

قال ابن القيم –رحمه الله-: وأما حديث أبي رزين الذي أشار إليه البخاري فهو حديثه الطويل ونحن نسوقه بطوله نجمل به كتابنا فعليه من الجلالة والمهابة ونور النبوة ما ينادى على صحته.
ثم قال بعد أن ساقه بتمامه:
 هذا حديث كبير مشهور ولا يعرف إلا من حديث أبي القاسم عن عبد الرحمن بن المغيره بن عبد الرحمن المدني ثم من رواية إبراهيم بن حمزة الزبيري المدني عنه وهما من كبار علماء المدينة ثقتان يحتج بهما في الحديث احتج بهما الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وروى عنهما في مواضع من كتابه رواه أئمة الحديث في كتبهم منهم أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن الإمام احمد وأبو بكر احمد بن عمرو بن أبي العاصم وأبو القاسم الطبراني وأبو الشيخ الحافظ وأبو عبد الله بن منده والحافظ وأبو بكر احمد بن موسى بن مردويه والحافظ أبو نعيم الأصفهاني وغيرهم على سبيل القبول والتسليم.
قال الحافظ أبو عبد الله بن منده روى هذا الحديث محمد بن إسحاق الصنعاني وعبد الله بن احمد بن حنبل وغيرهما وقراؤه بالعراق بمجمع العلماء وأهل الدين فلم ينكره أحد منهم ولم يتكلم في إسناده وكذلك أبو زرعة وأبو حاتم على سبيل القبول وقال أبو الخير بن حمدان هذا حديث كبير ثابت مشهور.
وسألت شيخنا أبا الحجاج المزي عنه فقال: عليه جلالة النبوة.
«حادي الأرواح» (ص243-246).

وقال –رحمه الله-:
هذا حديث كبير جليل تنادي جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة، لا يعرف إلا من حديث عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن المدني، رواه عنه إبراهيم بن حمزة الزبيري، وهما من كبار علماء المدينة، ثقتان محتج بهما في الصحيح، احتج بهما إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري، ورواه أئمة أهل السنة في كتبهم وتلقوه بالقبول وقابلوه بالتسليم والانقياد ولم يطعن أحد منهم فيه ولا في أحد من رواته.
فممن رواه الإمام ابن الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه وفي كتاب «السنة»، وقال: كتب إلي إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير الزبيري: كتبت إليك بهذا الحديث وقد عرضته وسمعته على ما كتبت به إليك، فحدث به عني.
ومنهم الحافظ الجليل أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل في كتاب «السنة» له.
ومنهم الحافظ أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان العسال في كتاب «المعرفة».
ومنهم حافظ زمانه ومحدث أوانه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني في كثير من كتبه.
ومنهم الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب «السنة».
ومنهم الحافظ ابن الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده، حافظ أصبهان.
ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه.
ومنهم حافظ عصره أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصبهاني، وجماعة من الحفاظ سواهم يطول ذكرهم.
وقال ابن منده روى هذا الحديث محمد بن إسحاق الصنعاني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما، وقد رواه بالعراق بمجمع العلماء وأهل الدين جماعة من الأئمة منهم أبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل، ولم ينكره أحد ولم يتكلم في إسناده، بل رووه على سبيل القبول والتسليم، ولا ينكر هذا الحديث إلا جاحد أو جاهل أو مخالف للكتاب والسنة هذا كلام أبي عبد الله بن منده.
«زاد المعاد» (3/591-592).

وقال –رحمه الله-:
هذا حديث كبير مشهور، جلالة النبوة بادية على صفحاته تنادي عليه بالصدق، صححه بعض الحفاظ، حكاه شيخ الإسلام الأنصاري، ولا يعرف إلا من حديث أبي القاسم عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن المدني، ثم من رواية إبراهيم بن حمزة الزبيري المدني عنه، وهما من كبار علماء المدينة، ثقتان محتج بهما في الصحيح، احتج بهما البخاري في مواضع من صحيحه وروى هذا الحديث أئمة الحديث في كتبهم، منهم عبد الله بن الإمام أحمد، وأبو بكر بن عمرو بن أبي عاصم وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر أبو الشيخ الأصبهاني الحافظ، وأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده، وأبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، وخلق سواهم، رووه في السنة وقابلوه بالقبول وتلقوه بالتصديق والتسليم.
قال الحافظ أبو عبد الله بن منده: روى هذا الحديث محمد بن إسحاق الصنعاني وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما، وقرؤه بالعراق بجمع العلماء وأهل الدين، ولم ينكره أحد منهم، ولم يتكلم في إسناده، وكذلك رواه أبو زرعة وأبو حاتم على سبيل القبول.
وقال أبو الخير عبد الرحيم محمد بن الحسن بن محمد بن حمدان بعد أن أخرجه في «فوائد أبي الفرج الثقفي»: هذا حديث كبير ثابت حسن مشهور، وقد روى منه الإمام أحمد في مسنده فصل: (الضحك)، وروى منه فصل: (الرؤية)، وروى منه فصل: (فأين من مضى من أهلك)، وروى منه: (قلت يا رسول الله كيف يحمل الموتى)، لكن بغير هذا الإسناد، وابنه ساقه بكماله في مسند أبيه وفي السنة.
«مختصر الصواعق» (ص461-462).

وقال ابن تيمية –رحمه الله-:
حديث أبي رزين العقيلي -الحديث الطويل- قد رواه جماعة من العلماء وتلقاه أكثر المحدثين بالقبول وقد رواه ابن خزيمة في «كتاب التوحيد» وذكر أنه لم يحتج فيه إلا بالأحاديث الثابتة.
«الفتاوى» (6/497).

وقال ابن رجب –رحمه الله-:
وقد ذكر أبو عبد الله بن منده إجماع أهل العلم على قبول هذا الحديث ونقل عباس الدوري، عن ابن معين أنه استحسنه.
«الفتح» (4/322).

وللوقوف على معاني غريب هذا الحديث ينظر «زاد المعاد» لابن القيم -رحمه الله-.

[مستفاد بتمامه من مقال لأحد الإخوة على الشبكة العالمية وأعدت نشره هنا للفائدة]