السبت، 11 فبراير 2017

[ في جلوس المرء في مصلاه بعد انقضاء الصلاة ]

قال البخاري في صحيحه:
445 - حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه، ما لم يحدث، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ".

وقال مسلم في صحيحه:
287 - (670) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن سفيان، قال أبو بكر: وحدثنا محمد بن بشر، عن زكرياء، كلاهما عن سماك، عن جابر بن سمرة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا».

وقال أحمد في مسنده:
1251 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا إسرائيل، عن عطاء بن السائب، قال: دخلت على أبي عبد الرحمن السلمي، وقد صلى الفجر وهو جالس في المسجد، فقلت: لو قمت إلى فراشك كان أوطأ لك، فقال: سمعت عليا، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من صلى الفجر، ثم جلس في مصلاه صلت عليه الملائكة، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له اللهم ارحمه، ومن ينتظر الصلاة صلت عليه الملائكة وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له اللهم ارحمه ".

قال علي بن المديني: هو حديث كوفي، وإسناده حسن. [الفتح لابن رجب 6/44]

وقال الترمذي في جامعه:
3235 - حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا معاذ بن هانئ أبو هانئ اليشكري قال: حدثنا جهضم بن عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، أنه حدثه عن مالك بن يخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل قال: احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعا فثوب بالصلاة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوز في صلاته، فلما سلم دعا بصوته فقال لنا: «على مصافكم كما أنتم» ثم انفتل إلينا فقال: " أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة: أني قمت من الليل فتوضأت فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي فاستثقلت، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، فقال: يا محمد قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب، قالها ثلاثا " قال: " فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي، فتجلى لي كل شيء وعرفت، فقال: يا محمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات، قال: ما هن؟ قلت: مشي الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء في المكروهات، قال: ثم فيم؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة بالليل والناس نيام. قال: سل. قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك وحب من يحبك، وحب عمل يقرب إلى حبك "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها حق فادرسوها ثم تعلموها».

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل، عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن صحيح.

وقال مالك في الموطأ (1/161) :
54 - عن نعيم بن عبد الله المجمر، أنه سمع أبا هريرة يقول: " إذا صلى أحدكم، ثم جلس في مصلاه، لم تزل الملائكة تصلي عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه. فإن قام من مصلاه، فجلس في المسجد ينتظر الصلاة، لم يزل في صلاة حتى يصلي ".

وقال عبد الرزاق في المصنف:
3204 - عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: الذي ذكرت من عدد التسبيح والتكبير والتحميد وراء المكتوبة أحب إليك أم نزيد على ذلك؟ قال: «نعم» قال: قلت: أحب إليك أن لا تقوم حتى تفرغ من تسبيحك؟ قال: «نعم»، قلت: لم؟ قال: " لأنهم يقولون: لا تزال الملائكة تصلي على المرء ما لم يقم من مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث " قال: «وإني لأحب أن يكون ذلك في دبر المكتوبة»، قلت: أتستحب أن لا تتكلم حتى تفرغ منه؟ قال: «نعم، والله، ولكن ما يدعوننا».

وقال ابن أبي شيبة في المصنف:
4087- حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عمران بن مسلم ، عن سويد بن غفلة ، قال : من دخل المسجد وهو على طهور ، لم يزل عاكفا فيه ما دام فيه حتى يخرج منه أو يحدث.

7851- حدثنا أبو أسامة ، عن موسى بن عبد الله بن إسحاق بن طلحة ، عن موسى بن طلحة ، قال : كان طلحة يثبت في مصلاه حيث صلى فلا يبرح حتى تحضر السبحة فيسبح.

7852- حدثنا غندر ، عن شعبة ، عن الحكم ، قال : بلغني عن رجل من بني تميم ، أنه دخل على الحسن بن علي وهو قاعد في مصلاه ، وقال : ما من مسلم يصلي الصبح ، ثم يقعد في مصلاه إلا كان له حجابا من النار.

وقال محمد بن عبد الرحمن  المخلّص كما في العاشر من «المخلصيات» : 2328- (173) حدثنا أحمد: حدثنا السري: حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس: حدثنا عبدالرحمن قال: سمعت سفيان قال: من كان في المسجد فلم ير أنه في صلاة فلم يفقه.

سفيان هو الثوري رحمه الله.

قال ابن رجب في الفتح (6/40) : قال ابن عبد البر: ولو صلت المرأة في مسجد بيتها وجلست فيه تنتظر الصلاة فهي داخلة في هذا المعنى إذا كان يحبسها عن قيامها لأشغالها انتظار الصلاة.
... وقد فسر صلاة الملائكة عليه بالدعاء له بالمغفرة والرحمة، والصلاة قد فسرت بالدعاء، وفسرت بالثناء والتنويه بالذكر، ودعاء الملائكة بينهم لعبد هو تنويه منهم بذكره وثناء عليه بحسن عمله.

وقال (6/42) : وليس في هذا الحديث، ولا في غيره من أحاديث الباب الاشتراط للجالس في مصلاه أن يكون مشتغلا بالذكر، ولكنه أفضل وأكمل، ولهذا ورد في فضل من جلس في مصلاه بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب أحاديث متعددة.