الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

[أمهات يرغبن أبناءهن على طلب العلم]

[أمهات يرغبن أبناءهن على طلب العلم]

عن حمزة الأعمى، قال: ذهبت بي أمي إلى الحسن، فقالت: يا أبا سعيد، ابني هذا قد أحببت أن يلزمك، فلعل الله أن ينفعه بك، قال: فكنت أختلف إليه، فقال لي يوما: يا بني آدم الحزن على خير الآخرة، لعله أن يوصلك إليه، وابك في ساعات الخلوة لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك، فتكون من الفائزين، قال: وكنت أدخل عليه منزله وهو يبكي، وآتيه مع الناس وهو يبكي، وربما جئت وهو يصلي، فأسمع بكاءه ونحيبه، قال: فقلت له يوما: يا أبا سعيد، إنك لتكثر من البكاء.
قال: فبكى، ثم قال: يا بني، فما يصنع المؤمن إذا لم يبك، يا بني، إن البكاء داع إلى الرحمة فإن استطعت أن لا تكون عمرك إلا باكيا فافعل، لعله يراك على حالة فيرحمك بها، فإذا أنتقد نجوت من النار.

[تهذيب الكمال 6/115]

وعن  أبي بكر بن عياش قال: قال لي سفيان التمار: أتتني أم الأعمش بالأعمش، فأسلمته إلي، وهو غلام. فذكرت ذلك للأعمش، فقال: «ويل أمه، ما أكبره».

[الجعديات 782]

وعن وكيع بْن الجراح قال: قَالَتْ أم سُفْيَان الثَّوْرِي لسفيان: يا بَنِي اطلب العلم وأنا أكفيك من مغزلي يا بَنِي إِذَا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل ترى فِي نفسك زيادة فِي مشيتك وحلمك ووقارك فَإِن لَمْ تر ذَلِكَ فاعلم أَنَّهُ لا يضرك ولا ينفعك.

[تاريخ جرجان 997]

وعن مطرف، قال: سمعت مالك بن أنس يقول: قلت لأمي: أذهب فأكتب العلم فقالت لي أمي: تعال فالبس ثياب العلماء، ثم اذهب فاكتب قال: فأخذتني فألبستني ثيابا مشمرة، ووضعت الطويلة على رأسي وعممتني فوقها، ثم قالت: اذهب الآن فاكتب.

[المحدث الفاصل ص201]

وقال العيشي: قال لي عبد الوارث بن سعيد:
أتتني علية بابنها، فقالت: هذا ابني، يكون معك، ويأخذ بأخلاقك.
قال: وكان من أجمل غلام بالبصرة.

[السير 9/115]

وقال أبو إسحاق الحربي: وكان محمد بن عبد الرحمن الأوقص عنقه داخلا في بدنه , وكان منكباه خارجين كأنهما زُجان , فقالت له أمه: يا بني لا تكون في قوم , إلا كنت المضحوك منه المسخور به , فعليك بطلب العلم , فإنه يرفعك قال: فطلب العلم.

وعن محمد بن القاسم بن خلاد , قال: كان الأوقص قصيرًا دميمًا قبيحًا قال: فقالت لي أمي وكانت عاقلة: يا بني إنك خلقت خلقة , لا تصلح معها لمعاشرة الفتيان , فعليك بالدين , فإنه يتم النقيصة , ويرفع الخسيسة , فنفعني الله بقولها , فتعلمت الفقه , فصرت قاضيًا.

[الفقيه والمتفقه للخطيب ص140-141]

وعبد الله بن أحمد بن حفصة قال: نزلنا بمكة دارا، وكان فيها شيخ يكنى بأبي بكر بن سماعة، وكان من أهل مكة، قال: نزل علينا أبو عبد الله (يعني أحمد بن حنبل) في هذه الدار، وأنا غلام، فقال: فقالت لي أمي: الزم هذا الرجل فاخدمه، فإنه رجل صالح. فكنت أخدمه، وكان يخرج يطلب الحديث، فسرق متاعه وقماشه، فجاء، فقالت له أمي: دخل عليك السراق، فسرقوا قماشك، فقال: ما فعلت بالألواح؟ فقالت له أمي: في الطاق. وما سأل عن شيء غيرها.

[الحلية 9/179]



[من كتاب الجامع في أحكام وآداب الصبيان]