بيان علة حديث أبي هريرة: «من قال حين يأوي إلى
فراشه لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. الحديث».
قال ابن حبان في «صحيحه» :
(5528) - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير، –بتستر-
قال: حدثنا معمر بن سهل الأهوازي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الكوفي، عن مسعر بن
كدام، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن باباه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: «من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان
الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، غفر الله ذنوبه أو خطاياه -شك مسعر-
وإن كان مثل زبد البحر».
ورواه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (722) عن
أحمد بن يحيى بن زهير، وجعفر بن ضمرة، قالا: حدثنا عمر بن سهل به.
كذا عمر بن سهل، والصواب معمر كما تقدم.
وكذلك أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (1/318) من طريق
سلمة بن رجاء، عن مسعر وفي الإسناد
إليه من لم أعرفه.
وقد رواه عن حبيب كل من: شعبة وسفيان موقوفاً على
أبي هريرة، وروايتهما عند النسائي
في «الكبرى» (10578) وفي «عمل اليوم والليلة» له (810) و (811).
قال النسائي عقبه: ليس في حديث شعبة: «عند منامه».
ولم يقل شعبة «حين يأوي إلى فراشه»، وقال الثوري
بدلها: «عند منامه» ولم يشكا كمسعر، بل جزما باللفظ الأول.
وكذلك رواه عن شعبة: علي بن الجعد كما في «الجعديات»
(552).
وجاء في آخره: قال حبيب: فقلت لعبد الله: أنت
سمعت هذا من أبي هريرة؟ قال: نعم.
وفي هذا رد على من أعل الحديث بتدليس حبيب بن أبي
ثابت, وهذه فائدة عزيزة لم أر على من نبه عليها ممن وقفت على كلام له على الحديث.
ولو لم يكن إلا رواية شعبة عن حبيب لكان كافياً، فشعبة
عادة لا يروي إلا ما سمعه شيخُه من شيخِه. انظر «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم
(1/173).
ورواه كذلك الأعمش عن حبيب به كذلك موقوفاً على
أبي هريرة, وفيه: «حين يأوي إلى فراشه».
وروايته عند ابن أبي شيبة في «المصنف» (26527) و
(29307) وفي «الأدب» له (242) عن أبي معاوية.
فالصواب في الحديث الوقف على أبي هريرة لاجتماع
الحفاظ عليه, وكذلك قد رواه عن مسعر عامة أصحابه موقوفاً، وهو ما رجحه الدارقطني.
قال الدارقطني حين سئل عن هذا الحديث:
يرويه حبيب بن أبي ثابت، واختلف عنه؛
فرواه مسعر، عن حبيب.
واختلف عن مسعر، فرواه أبو إسماعيل محمد بن
إسماعيل الفارسي، عن مسعر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن باباه، عن أبي
هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وخالفه خلاد بن يحيى، وأبو معاوية الضرير، ومصعب
بن المقدام، رووه عن مسعر موقوفًا.
وكذلك رواه الثوري، والأعمش، عن حبيب، وهو
المحفوظ موقوف.
«العلل» (2115).