الثلاثاء، 28 يناير 2014

[بحث في حديث «إن الله يصلح بصلاح الرجل الصالح ولده وولد ولده وأهل دويرته وأهل الدويرات حوله فما يزالون في حفظ الله ما دام فيهم»]

[بحث في حديث «إن الله يصلح بصلاح الرجل الصالح ولده وولد ولده وأهل دويرته وأهل الدويرات حوله فما يزالون في حفظ الله ما دام فيهم»]

قال أبو الشيخ في الطبقات له (4/78) : حدثنا محمد بن نصير قال: ثنا إسماعيل قال: ثنا الوقاصي عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يصلح بصلاح الرجل الصالح ولده، وولد ولده، وأهل دويرته، وأهل الدويرات حوله، فما يزالون في حفظ الله ما دام فيهم».

-محمد بن نصير وثقه أبو نعيم في تاريخه (2/211) .
-أما شيخه فهو إسماعيل بن عمرو البجلي: ضعيف في حديثه مناكير.
الجرح والتعديل (2/190) والضعفاء للعقيلي (1/86) والكامل (1/525) والضعفاء للدارقطني (87) والثقات لابن حبان (8/100) .
-وأما الوقاصي فهو عثمان بن عبد الرحمن متروك الحديث وكذبه ابن معين وأبو حاتم.
تهذيب المزي (14/425) والجرح والتعديل (6/157).

ورواه ابن جرير في تفسيره (5/347) عن أبي حميد الحمصي عن يحيى بن سعيد العطار عن الوقاصي به.
وقد ضعفه ابن كثير (1/669) بيحيى العطار وغابت عنه حال الوقاصي.

وقد خولف في رفع هذا الحديث, فقد  رواه محمد بن سوقة عن ابن المنكدر قوله, ورواه عن ابن سوقة كل من:
-ابن المبارك في الزهد (330) ومن طريقه النسائي في السنن الكبرى (11866).
-سفيان بن عيينة في مسند الحميدي (377) ومن طريقه ابن عساكر (56/65).
-الحسين بن علي الجعفي في المصنف لابن أبي شيبة (35415) ومن طريقه ابن عساكر (56/65).
-أبو خالد الأحمر في الحلية (3/148) والقصاص والمذكرين لابن الجوزي (ص236).

وخالفهم أسباط بن محمد, فرواه عن ابن المنكدر مرسلاً كما في العيال لابن أبي الدنيا (359).

وأسباط بن محمد صدوق في حديثه بعض الوهم ينظر تهذيب المزي (2/354).

وقد خالف جماعة من الأثبات وهم ابن المبارك وابن عيينة والجعفي ورواية الواحد من هؤلاء منفرداً ترجح على رواية مثل أسباط, فكيف بهم مجتمعين!

فخلاصة القول أن الراجح في الحديث أنه من قول محمد بن المنكدر ولا يصح مرفوعاً ولا حتى مرسلاً والله أعلم.

وقد روي نحوه موقوفاً على ابن عباس رضي الله عنهما, أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما نقل السيوطي في الدر المنثور (5/422) بلا إسناد كعادته فالله أعلم بصحته.

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.