الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

[بابُ خَتْمِ القُرآنِ، وما جاءَ فيه]

[بابُ خَتْمِ القُرآنِ، وما جاءَ فيه]

قال ابن أبي شيبة:
30038 - حدثنا وكيع، عن مسعر، عن قتادة، عن أنس: «أنه كان إذا ختم جمع أهله».

وفي رواية: «أنه كان إذا أشفى على ختم القرآن من الليل بقى سورة حتى يصبح فيختمه عند عياله». أخرجها ابن الضريس (78).

ورواه سعيد بن منصور (27) ولفظه: «أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله فدعا».

وقال ابن أبي شيبة:
30039 - حدثنا وكيع، عن مسعر، عن عبد الرحمن بن الأسود، قال: «يذكر أنه يُصلى عليه إذا ختم».

عبد الرحمن بن الأسود هو النخعي الكوفي من التابعين.

وقال ابن أبي شيبة:
30040 - حدثنا جرير، عن منصور، عن الحكم قال: كان مجاهد، وعبدة بن أبي لبابة، وناس يعرضون المصاحف، فلما كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا أرسلوا إلي وإلى سلمة بن كهيل فقالوا: إنا كنا نعرض المصاحف فأردنا أن نختم اليوم فأحببنا أن تشهدونا، إنه كان يقال: «إذا ختم القرآن نزلت الرحمة عند خاتمته أو حضرت الرحمة عند خاتمته».

الحكم هو ابن عتيبة. وبنحوه أخرجه ابن الضريس (81).

ورواه الفريابي (90) ولفظه: قال الحكم: أرسل إلي مجاهد، فقال: إنا دعوناك، إنا أردنا أن نختم القرآن، فكان يقال: «إن الدعاء مستجاب عند ختم القرآن، ثم دعا بدعوات».

و في (91) عن الحكم بن عتيبة قال: بعث إلي مجاهد وعبدة بن أبي لبابة فأتيتهما، فقالا: «هل تدري لم بعثنا إليك؟ إنا أردنا أن نختم القرآن».

وقال ابن أبي شيبة:
30041 - حدثنا يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب، عن المسيب بن رافع: «أنه كان يختم القرآن في ثلاث، ويصبح اليوم الذي يختم فيه صائما».

30042 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن الحكم، عن مجاهد قال: «الرحمة تنزل عند ختم القرآن».

30043 - حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن التيمي، عن رجل، عن أبي العالية: «أنه كان إذا أراد أن يختم القرآن من آخر النهار أخره إلى أن يمسي، وإذا أراد أن يختمه من آخر الليل أخره إلى أن يصبح».

فيه مبهم. لكن جاء معناه من وجه آخر:

قال ابن الضريس:
80 - أخبرنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: «إذا شهد الرجل خَتْم القرآن ليلاً صلَّت عليه الملائكة حتى يصبح، وإذا ختم نهارًا صلَّت عليه الملائكة حتى يمسي.
قال: فكان يعجبهم أن يؤخروا ذلك.

القائل : (فكان يعجبهم ..) هو الأعمش كما عند الدارمي (3520).

وقال الدارمي في «المسند» :

3526 - حدثنا محمد بن حميد، حدثنا هارون، عن عنبسة، عن ليث، عن طلحة بن مصرف، عن مصعب بن سعد، عن سعد، قال: «إذا وافق ختم القرآن أول الليل، صلت عليه الملائكة حتى يصبح، وإن وافق ختمه آخر الليل، صلت عليه الملائكة حتى يمسي، فربما بقي على أحدنا الشيء فيؤخره حتى يمسي أو يصبح».

قال أبو محمد -يعني الدارمي-: «هذا حسن، عن سعد». 

3361 - أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا عبدة، عن خالد بن معدان، قال: «إن قارئ القرآن، والمتعلم، تصلي عليهم الملائكة حتى يختموا السورة، فإذا أقرأ أحدكم السورة، فليؤخر منها آيتين حتى يختمها من آخر النهار كي ما تصلي الملائكة على القارئ والمقرئ من أول النهار إلى آخره».

3518 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، عن عبدة، قال: «إذا ختم الرجل القرآن بنهار، صلت عليه الملائكة حتى يمسي، وإن فرغ منه ليلا، صلت عليه الملائكة حتى يصبح».

عبدة هو ابن أبي لبابة من تابعي الكوفة.

قال عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق:
٨١١- أخبرنا همام، عن محمد بن جحادة قال:
«كانوا يستحبون إذا ختموا القرآن من الليل، أن يختموه في الركعتين اللتين بعد المغرب، وإذا ختموه من النهار يختموه في الركعتين اللتين قبل صلاة الفجر».

وقال أبو داود مسائله ص٩٣ :
قُلْتُ لِأَحْمَدَ (بن حنبل) قَالَ ابْنُ الْمُبَارَك:ِ «إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ فَاخْتِمْ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ فَاخْتِمْهُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، فَرَأَيْتُ كَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ» .

وقال محمد بن أيوب بن الضريس في «فضائل القرآن» :
76 - أخبرنا النضر بن محمد الكندي، قال: حدثنا هشيم بن بشير، عن العوام بن حوشب، قال: أحسبه عن إبراهيم التيمي، عن عبد الله بن مسعود، قال: «من ختم القرآن فله دعوة مستجابة».
قال: فكان عبد الله إذا ختم القرآن جمع أهله فدعا، وأمنوا على دعائه.

إبراهيم التيمي لم يدرك ابن مسعود.

وقال ابن الضريس:
79 - أخبرنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو عثمان العطار، عن صالح المري، عن قتادة، قال:  كان قارئ يقرأ بالمدينة، فكان عبد الله بن عباس يضع عليه الرُّقَبَاء فإذا أراد أن يختم قال: «اذهبوا بنا حتى نشهد ختم القرآن».

ورواه الدارمي في «مسنده» (3515) ولفظه: «كان رجل يقرأ في مسجد المدينة، وكان ابن عباس قد وضع عليه الرصد، فإذا كان يوم ختمه، قام فتحول إليه» .

وقال الدينوري في «المجالسة» :
2009 - نا إسحاق بن محمد التمار؛ قال: سمعت ابن خبيق يقول: سمعت يوسف بن أسباط يقول، وسأله رجل؛ فقال: يا أبا محمد! ما تقول إذا ختمت القرآن؟
قال: أقول خمسين مرة: اللهم لا تمقتني.
قال: وربما كان ابني خارجًا فأنتظره حتى يجيء لعل الله أن ينزل علينا الرحمة.

وقَالَ أَبُو الْفضل صالح بن أحمد بن حنبل: كَانَ أبي يخْتم من جُمُعَة إِلَى جُمُعَة فَإذْ ختم دَعَا فيدعو ونؤمن على دُعَائِهِ فَلَمَّا كَانَ غَدَاة الْجُمُعَة وَجه إِلَيّ وَإِلَى أخي عبد الله فَلَمَّا أَن ختم جعل يَدْعُو ونؤمن على دُعَائِهِ .. 
سيرة الإمام أحمد بن حنبل لولده صالح ص105.

(فائدة)

قال ابن قدامة:
فصل في ختم القرآن:
قال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد الله (يعني الإمام أحمد) فقلت: أختم القرآن، أجعله في الوتر أو في التراويح؟
قال: اجعله في التراويح، حتى يكون لنا دعاء بين اثنين.
 قلت: كيف أصنع؟
قال: إذا فرغت من آخر القرآن فارفع يديك قبل أن تركع، وادع بنا ونحن في الصلاة، وأطل القيام.
قلت: بم أدعو؟
قال: بما شئت.
قال: ففعلت بما أمرني، وهو خلفي يدعو قائمًا، ويرفع يديه.
وقال حنبل: سمعت أحمد يقول في ختم القرآن: إذا فرغت من قراءة {قل أعوذ برب الناس} فارفع يديك في الدعاء قبل الركوع.
قلت: إلى أي شيء تذهب في هذا؟
قال: رأيت أهل مكة يفعلونه، وكان سفيان بن عيينة يفعله معهم بمكة.
قال العباس بن عبد العظيم: وكذلك أدركنا الناس بالبصرة وبمكة، ويروي أهل المدينة في هذا شيئًا، وذكر عن عثمان بن عفان.
«المغني» (2/125).

(فائدة ثانية)

قال الخطيب في التاريخ ( 13/44) : أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، قال: حدثنا بشر بن موسى إملاء، قال: حدثني عمر بن عبد العزيز الضرير جليس كان لبشر، قال: سمعت بشر بن الحارث، يقول: حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن حبيب بن أبي عمرة، قال: إذا ختم الرجل القرآن قبّل الملك بين عينيه.
قال: فحدثت به أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، فاستحسنه، وقال: لعل هذا من مخبيات سفيان.

(فائدة ثالثة)

قال البيهقي في شعب الإيمان: 2058 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني محمد بن خالد الصوفي، حدثنا مسبح بن سعيد، قال كان محمد بن إسماعيل البخاري: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم، فيقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن، وكذلك يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال، وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة، ويكون ختمه عند الإفطار كل ليلة ويقول: " عند كل ختمة دعوة مستجابة ".