السبت، 13 فبراير 2016

[بلال بن الحارث صحابي وابنه الحارث مجهول]

[بلال بن الحارث صحابي وابنه الحارث مجهول]

قال ابن هانئ في مسائله:
732 - وقيل له: في الفسخ؟
فقال: نعم، هذا عن عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قيل: فحديث بلال بن الحارث؟
قال: ومن بلال بن الحارث؟! ومن روى عنه؟! أما أبوه فمن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأما هو فأنكره.
فقيل له: إنه روى حديثًا.
فقال: من رواه؟ وأنكره.
قلت: ترى فسخ الحج؟
قال: نعم، إن شاء هو فسخ، أذهب إلى حديث جابر: "أنهم أهلوا بالحج وحده، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يحلوا".

وقال عبد الله في مسائله:
758 - حدثنا قال: قلت لأبي: فحديث بلال بن الحارث المزني في فسخ الحج؟
قال: لا أقول به، قال أبي: لا نعرف هذا الرجل، ولم يروه إلا الدراوردي، هذه الأحاديث أحب إلي.

وقال عبد الله: فقلت لأبي: فحديث بلال بن الحارث في فسخ الحج، يعني قوله " لنا خاصة "؟ قال: لا أقول به، لا يعرف هذا الرجل، هذا حديث ليس إسناده بالمعروف، ليس حديث بلال بن الحارث عندي يثبت.نقله ابن القيم في الزاد (2/179)  وقال: هذا لفظه.

والحديث رواه أحمد في المسند:
15853 - حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد، قال: أخبرني ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن الحارث بن بلال، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله، فسخ الحج لنا خاصة أم للناس عامة؟ قال: «بل لنا خاصة».

15854 - قال عبد الله بن أحمد: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثني قريش بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد العزيز بن الدراوردي، قال: أخبرني ربيعة بن أبي عبد الرحمن، قال: سمعت الحارث بن بلال بن الحارث، يحدث عن أبيه، قال: يا رسول الله، أرأيت متعة الحج لنا خاصة أم للناس عامة؟ فقال: «لا بل لنا خاصة».

وكلام الإمام أحمد متوجه إلى الحارث بن بلال بن الحارث، فهو مجهول ويدل على ذلك قول الإمام أحمد نفسه: (أما أبوه فمن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم). فمن أبو بلال هذا الذي له صحبة؟! ومن عده في الصحابة؟ بل ومن ترجم له أصلًا؟!.

ويدل عليه أيضًا ما جاء في مسائل أبي داود:
قال: 1918 - قلت لأحمد: حديث بلال بن الحارث في فسخ الحج، قال: من بلال بن الحارث؟! أو قال: الحارث بن بلال؟! ومن روى عنه؟! ليس يصح حديث في أن الفسخ كان لهم خاصة، وهذا أبو موسى يفتي به في خلافة أبي بكر وصدر من خلافة عمر.

فتـأمل قوله: (أو الحارث بن بلال).

وفي تهذيب التهذيب (2/137/231) : الحارث بن بلال بن الحارث المزني المدني، روى عن أبيه، وعنه ربيعة بن عبد الرحمن، أخرجوا له حديثًا واحدًا في فسخ الحج. قلت: وقال الإمام أحمد ليس إسناده بالمعروف.

على أن الوهم في اسم هذا الصحابي والخلط بينه وبين أبيه وقع قديمًا وفي نفس هذا الحديث:

قال الدارمي في المسند:
2014 - أخبرنا نعيم بن حماد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن بلال بن الحارث، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله فسخ الحج لنا خاصة أم لمن بعدنا؟ قال: بل لنا خاصة.

قال البغوي: هو عندي وهم من نعيم بن حماد، رواه غير نعيم، عن عبد العزيز، وقال: عن ابن بلال بن الحارث، عن أبيه.

وقال ابن كثير: كذا رواه نعيم بن حماد، عن الدراوردي، عن ربيعة، عن بلال بن الحارث، عن أبيه، والصواب ما رواه غيره عن الدراوردي، عن ربيعة، عن الحارث بن بلال، عن أبيه..

فلعل ما في مسائل ابن هانئ من هذا القبيل، ولعله من النساخ والله أعلم.

وممن أثبت صحبة بلال بن الحارث: الإمام مسلم في الكنى بل وكل من ترجم له، ولم أجد من نفى صحبة بلال بن الحارث أصلًا، بل توارد المصنفين على عدّه في الصحابة. وقالوا: وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى وفد مزينة سنة خمس من وكان أحد من يحمل ألوية مزينة يوم الفتح. فليس مثل هذا الذي يختلف في صحبته.

وانظر حاشية المحقق على مسائل عبد الله ومسائل ابن هانئ ط-الفاروق.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان