الجمعة، 10 أكتوبر 2014

باب في قول: «ماشاء الله» إذا رأيت ما يعجبك

باب في قول: «ماشاء الله» إذا رأيت ما يعجبك.

قال البيهقي في «الأسماء والصفات» : (371) أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو منصور النضروي نا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية ثنا هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى من ماله شيئًا يعجبه أو دخل حائطًا من حيطانه قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
وهو في «السنن» لسعيد بن منصور كما في «الدر المنثور» (5/391) وسنده صحيح.

وقال الطبري في تفسير الآية (18/24) :
يقول عز ذكره: وهلا إذ دخلت بستانك، فأعجبك ما رأيت منه، قلت ما شاء الله كان.

وقال ابن كثير (5/143) :
 أي: هلا إذ أعجبتك حين دخلتها ونظرت إليها حمدت الله على ما أنعم به عليك، وأعطاك من المال و الولد ما لم يعطه غيرك، وقلت: { مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ } ؛ ولهذا قال بعض السلف: من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده أو ماله، فليقل: { مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ } وهذا مأخوذ من هذه الآية الكريمة.

وقال في «البداية والنهاية» (2/119) :
ولهذا يستحب لكل من أعجبه شئ من ماله أو أهله أو حاله أن يقول كذلك وقد ورد فيه حديث مرفوع في صحته نظر.

وقال ابن تيمية كما في «المجموع» (13/321) :
وقال المؤمن لصاحبه: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}؛ ولهذا يؤمر بهذا من يخاف العين على شيء, فقوله ما شاء الله تقديره ما شاء الله كان.

وقال ابن تيمية في «الكلم الطيب» ص99 :
في الشيء يعجبه ويخاف عليه العين، قال الله تعالى : {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.

وقال ابن القيم في «زاد المعاد» (2/417) :
فصل في هديه صلى الله عليه وسلم فيما يقول من رأى ما يعجبه من أهله وماله .. ثم قال: وقد قال تعالى : {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.

وقال أيضا (4/156):
ومما يدفع به إصابة العين قول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله؛ روى هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى شيئًا يعجبه أو دخل حائطًا من حيطانه قال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

وقال في «الوابل الصيب» ص115 :
الفصل الحادي والعشرون في الذكر الذي تحفظ به النعم وما يقال عند تجردها، قال الله سبحانه وتعالى في قصة الرجلين: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}، فينبغي لمن دخل بستانه أو داره أو رأى في ماله وأهله ما يعجبه أن يبادر إلى هذه الكلمة فإنه لا يرى فيه سوءًا .

وقال أيضا ص136:
الفصل السابع والخمسون في الشئ يراه ويعجبه ويخاف عليه العين، وقال الله سبحانه وتعالى: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.

وقال ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (3/70-71) :
فصل في إصابة العين وما ينفع فيها ... وكان عروة إذا رأى شيئًا يعجبه قال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

(فصل)
مما يُذكر عن السلف في قولهم:  «ماشاء الله».

قال يعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» : (1/552) حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كان عروة بن الزبير إذا كان أيام الرطب ثم حائط فيدخل الناس فيأكلون ويحملون، وكان إذا دخله ردد هذه الآية فيه حتى يخرج منه: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} [الكهف: 39]، حتى يخرج.

وهذا سند جيد. ومن طريق يعقوب رواه البيهقي في «الشعب» (2038) وابن عساكر (40/259). ورواه أبو نعيم في «الحلية» (2/180) من طريق أخرى عن ضمرة.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن زياد بن سعد قال: كان ابن شهاب إذا دخل أمواله قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله؛ ويتأول قوله: {ولولا إذ دخلت جنتك} الآية.

وأخرج ابن أبي حاتم عن مطرف قال: كان مالك إذا دخل بيته قال: ما شاء الله، قلت لمالك لم تقول هذا؟ قال: ألا تسمع الله يقول: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله}.

وأخرج ابن أبي حاتم عن حفص بن ميسرة قال: رأيت على باب وهب بن منبه مكتوبًا: ما شاء الله، وذلك قول الله: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله}.

وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن مرة قال: إن من أفضل الدعاء قول الرجل: ما شاء الله.

وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم بن أدهم قال: ما سأل رجل مسألة أنجح من أن يقول: ما شاء الله.
هذه الآثار ذكرها في «الدر المنثور» (5/391).

وقال ابن بطة في «الإبانة» : (1925) حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا موسى بن أيوب، عن بقية، عن إبراهيم بن أدهم، قال: ما يسأل السائلون الحق من أن يقولوا ما شاء الله.

وقال: (1928) حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن أبي سهل قال: حدثنا أحمد بن مسروق، قال: حدثنا روح بن عبد الله الطوسي، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال:  كان مالك بن أنس يكثر من قول: ما شاء الله، قال: فعاتبه رجل على كثرة قوله: ما شاء الله، قال: فأري الرجل في منامه: وأنت القائل لمالك بن أنس على قوله: ما شاء الله، لو أراد مالك بن أنس أن يثقب الخردل بقوله: ما شاء الله، لثقبه.
ورواه اللالكائي (1795).

قال عتيق بن يعقوب: كان على باب مالك مكتوب: ما شاء الله، فقيل له في ذلك فقال: قال الله: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله} .. الآية، والجنة الدار.
«ترتيب المدارك» (1/124).

وقال عبد الله بن أحمد في زوائد «الزهد» : (356) حدثنا أبو عبد الله السلمي قال: سمعت يحيى بن سليم الطائفي، عن من ذكره قال: طلب موسى صلى الله عليه وسلم من ربه تبارك وتعالى حاجة، فأبطأت عليه وأكدت، فقال: ما شاء الله فإذا حاجته بين يديه قال: يا رب، أنا أطلب حاجتي منذ كذا وكذا، وأعطيتنيها الآن؟  قال: فأوحى الله إليه: يا موسى، أما علمت أن قولك: ما شاء الله أنجح ما طلبت به الحوائج؟

وقال: (357) حدثنا عبد الله، حدثنا أبو عبد الله السلمي، سمعت يحيى بن سليم الطائفي، عن من ذكره قال: الكلمة التي تزجر بها الملائكة الشياطين حين يسترقون السمع: ما شاء الله.

وقال الفضيل: طوبى لمن مات على الإسلام والسنة ثم بكى على زمان يأتي تظهر فيه البدعة، فإذا كان كذلك فليكثر من قول: ما شاء الله.

وقال: من قال: ما شاء الله؛ فقد سلّم لأمر الله.
رواهما عنه البيهقي في الشعب (12/62).

عامة ما في هذا المقال منقول من بحث لأحدهم في الشبكة وقد نقلته للفائدة وأضفت عليه شيئًا يسيرًا وهذبته.