السبت، 25 أكتوبر 2014

بيان ضعف حديث: «من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار».

بيان ضعف حديث: «من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار».


قال الترمذي في «الجامع» : (2654) حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي البصري قال: حدثنا أمية بن خالد قال: حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة قال: حدثني ابن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار».
ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بذاك القوي عندهم، تكلم فيه من قبل حفظه.

وهذا الحديث مما استنكر على إسحاق بن يحيى هذا, فقد رواه العقيلي في ترجمته في كتابه «الضعفاء» (1/103) وابن عدي في «الكامل» (1/541) وابن حبان في «المجروحين» (1/133) .
قال العقيلي عقبه: لا يتابع عليه.
وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يأتي به غير إسحاق بن يحيى.

وإليك بعض ما قال النقّاد في إسحاق بن يحيى هذا:
قال ابن معين: ليس بشيء لا يكتب حديثه, وقال مرة: ضعيف.
وقال أحمد بن حنبل: شيخ متروك الحديث, وقال: منكر الحديث ليس بشيء, وقال: ليس حديثه بشيء.
وقال يحيى بن سعيد: ذاك شبه لا شيء.
وقال عمرو بن علي: متروك الحديث منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث, وقال: ليس بثقة.
وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ليس بقوي، ولا بمكان أن يعتبر بحديثه.
وقال البخاري : يتكلمون فى حفظه.
وانظر «التهذيب» للمزي (389).

فلا أدري من اعتبر بحديثه في الشواهد هل تراه نظر في ترجمته؟ أم اكتفى بقول ابن حجر في «التقريب» (390) : ضعيف!

(فصل)

قال ابن ماجه: (253) حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا حماد بن عبد الرحمن قال: حدثنا أبو كرب الأزدي، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو ليباهي به العلماء، أو ليصرف وجوه الناس إليه، فهو في النار».

وهذا الحديث منكر من هذا الوجه تفرد به حماد بن عبد الرحمن؛ قال أبو زرعة: يروي أحاديث مناكير.
وقال أبو حاتم: شيخ مجهول، منكر الحديث، ضعيف الحديث.
«الجرح والتعديل» (3/143/628) و«التهذيب» (1485).

وأبو كرب الأزدي قال عنه أبو حاتم: مجهول.
انظر «التهذيب» (7588).

(فصل)

قال ابن ماجه: (260) حدثنا محمد بن إسماعيل قال: أنبأنا وهب بن إسماعيل الأسدي قال: حدثنا عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلم العلم ليباهي به العلماء، ويجاري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله جهنم».

عبد الله بن سعيد المقبري متروك ذاهب الحديث وقد اتهمه القطان.
انظر «التهذيب» (3305).

(فصل)

قال البزار: (7295) حدثنا محمد بن موسى القطان الواسطي، حدثنا سليمان بن زياد بن عبيد الله، حدثنا شيبان أبو معاوية، وهو أبو عبد الرحمن، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من طلب العلم ليباهي به العلماء ويماري به السفهاء، أو يصرف وجوه الناس إليه فهو في النار.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، ولا رواه عن شيبان إلا سليمان بن زياد هذا.
وقد رواه عنه غير واحد، ولم يتابع على هذه الرواية فشيبان ثقة وسليمان بن زياد قد روى عنه غير واحد من أهل العلم، وإن كان لم يتابع على هذا الحديث.

وكذلك رواه الطبراني في «الأوسط» (5708) وقال: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا شيبان، تفرد به سليمان بن زياد الواسطي، ولا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد.
 ورواه الروياني في «مسنده» (1364) وبحشل في تاريخ واسط» (ص129) وقال بعده: ثنا محمد بن عبد الملك، قال: سمعت يزيد بن هارون، وذكر له هذا الحديث، فقال: سليمان ثقة، وشيبان ثقة.

ورواه العقيلي في «الضعفاء» (2/130) في ترجمة سليمان بن زياد الثقفي الواسطي من طريق المفضل الغلابي عن يحيى بن معين عن سليمان بن زياد به.
ثم قال الغلابي: وذكرت ليحيى بن معين حديثين آخرين من حديث هذا الشيخ سليمان بن زياد فقال: هذه الأحاديث بواطيل.
ثم قال العقيلي: في هذا الباب أحاديث عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لينة الأسانيد كلها، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الدارقطني كما في «أطراف الغرائب والأفراد» (1013) : غريب من حديث قتادة عنه، تفرد به شيبان عنه ولم يروه عنه غير سليمان بن زياد الثقفي الواسطي.

وإعلال ابن معين والبزار والطبراني والدارقطني والعقيلي مقدم على كلام يزيد بن هارون.
ولسليمان هذا ترجمة في «اللسان» (3616).

(فصل)

قال الأصبهاني في «معرفة الصحابة» : (778) حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر، ثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا أبو يوسف يعقوب بن القاسم الطلحي، ثنا عثمان بن مطر، ثنا أبو هاشم الرماني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، فليتبوأ مقعده من النار».
وكذلك رواه الخطيب في «اقتضاء العلم العمل» (101).

محمد بن الحسن بن كوثر قال عنه البرقاني: كان كذابًا.
انظر «اللسان» (7/77/6670).

وعثمان بن مطر قال عنه البخاري: منكر الحديث, وقال: عنده عجائب.
وقال عنه ابن معين: ليس بشيء, وقال: لا يكتب حديثه.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
وكذا قال أبو أحمد الحاكم.
وانظر بقية كلام الحفاظ عليه في «التهذيب» (3863) و«الكامل» (6/278) وغيرها.

(فصل)

وقال أبو بكر السمرقندي في جزئه المسمى: «ما قرب سنده» :
(20) أخبرنا أحمد بن محمد ابن النقور، نا أبو القاسم عيسى بن علي بن الجراح، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، نا كامل هو بن طلحة الجحدري، نا عباد بن عبد الصمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «من طلب العلم تباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف أعين الناس إليه تبوأ مقعده من النار».

عباد بن عبد الصمد قال عنه البخاري: منكر الحديث, وقال العقيلي: أحاديثه مناكير لا يعرف أكثرها إلا به.
انظر «الكامل» (5/551) و«الضعفاء» للعقيلي (3/138/1121) و«اللسان» (4/393/4080).

(فصل)

قال ابن ماجه: (254) حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا ابن أبي مريم قال: أنبأنا يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا تخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار».

يحيى بن أيوب تكلم في حفظه عدد من الحفاظ. انظر هنا

وقد خالفه عبد الله بن وهب -وهو أثبت منه- في وصله فرواه مرسلًا:
قال الحاكم: (292) حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأنا ابن وهب، قال: وسمعت ابن جريج، يحدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتحدثوا به في المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار».
ورواه البيهقي في «المدخل» (479) من طريق الحاكم.

وقد استنكر ابن عدي هذا الحديث على يحيى بن أيوب؛ وقال عنه غير محفوظ وأنه معروف بيحيى بن أيوب ويتفرد به.
انظر «الكامل» (9/58).

 (فصل)

قال ابن ماجه: (259) حدثنا أحمد بن عاصم العباداني قال: حدثنا بشير بن ميمون، قال: سمعت أشعث بن سوار، عن ابن سيرين، عن حذيفة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، أو لتماروا به السفهاء، أو لتصرفوا وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار».
وكذلك رواه الخطيب في «الجامع» (22) وزاد: «ومن علمتم هذا منه فارجموه بالحجارة».

بشير بن ميمون أبو صيفي متروك متهم.
انظر «التهذيب» (729).

وقال الخطيب في «الجامع» : (21) أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور، نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، نا أبو أمية الطرسوسي، نا الوليد بن صالح النخاس، نا أبو بكر الداهري، نا عطاء بن عجلان، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو ليماري به الجهلاء، وليقبل الناس إليه بوجوههم فله النار».

عطاء بن عجلان متروك متهم.
انظر «التهذيب» (3936).

وقال ابن قانع في «معجم الصحابة» (1/191) : حدثنا محمد بن غالب بن حرب، نا بشر بن عبيد الدار[سـ]ـي، نا محمد بن سليم، عن عطاء بن السائب، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء ويصرف وجوه الناس إليه فله من علمه النار».
ورواه الخطيب في «الاقتضاء» (100).

بشر بن عبيد الدارسي: كذبه الأزدي، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الائمة.
«الكامل» (2/170) و«الميزان» (1/320/1205).

وقال الطبراني في «المعجم الكبير» : (121) حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، ثنا هشام بن عمار، ثنا عمرو بن واقد، ثنا يزيد بن أبي مالك، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من طلب العلم ليباهي به العلماء، ويماري به السفهاء في المجالس، لم يرح رائحة الجنة».

عمرو بن واقد متروك منكر الحديث.
انظر «التهذيب» (4468). 

وقد روي عن شهر بن حوشب عن لقمان الحكيم بلاغًا:
قال الدارمي في «مسنده» : (389) أخبرنا الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، قال: بلغني أن لقمان الحكيم كان يقول لابنه: «يا بني، لا تعلم العلم لتباهي به العلماء، أو لتماري به السفهاء، أو ترائي به في المجالس، ولا تترك العلم زهدًا فيه، ورغبة في الجهالة. يا بني اختر المجالس على عينك، وإذا رأيت قومًا يذكرون الله، فاجلس معهم، فإنك إن تكن عالمًا، ينفعك علمك، وإن تكن جاهلًا، يعلموك، ولعل الله أن يطلع عليهم برحمته، فيصيبك بها معهم، وإذا رأيت قومًا، لا يذكرون الله، فلا تجلس معهم، فإنك إن تكن عالمًا، لا ينفعك علمك، وإن تكن جاهلًا، زادوك غيًا، ولعل الله أن يطلع عليهم بعذاب فيصيبك معهم».

وقد رواه الإمام أحمد في «المسند» (1651) وفي «الزهد» [كما في المطالب العالية(3020)] وأبو عبيد في «الخطب والمواعظ» (107) عن أبي اليمان عن شعيب بن أبي حمزة عن ابن أبي حسين بإسقاط شهر بن حوشب.

ورواه ابن المبارك في «الزهد» (952) قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن داود بن شابور قال: سمعت شهر بن حوشب يقول: قال لقمان لابنه .. الأثر.
ورواه كذلك الدارمي (393) وابن أبي الدنيا في «الصمت» (142) و«ذم الغيبة» (4) والأصبهاني في «الحلية» (6/62) من طريق سفيان.

(فصل)

قال الطبراني في «الكبير» : (619) حدثنا أبو الجهم عمرو بن حازم، ثنا سليمان بن [عبد الرحمن عن] عبد الخالق بن زيد، عن أبيه، عن محمد بن عبد الملك بن مروان، عن أبيه، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من تعلم العلم ليباهي به العلماء، ويماري به السفهاء فهو في النار».

ورواه في «مسند الشاميين» (1216) ورواه تمام في «الفوائد» (811) وابن عساكر (54/145) و (45/470) وما بين معقوفتين سقط من «الكبير» واستدركته من المصادر السابقة.

عبد الخالق بن زيد بن واقد متروك منكر الحديث.
انظر «اللسان» (5/78/4585).

(فصل)

قال في «المطالب العالية» : (3049) قال إسحاق: أخبرنا محمد بن عبيد، حدثنا الصلت بن بهرام، عن الشعبي، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتحيروا أعين الناس، فمن فعل ذلك فهو في النار».

وهذا سند فيه انقطاع, فالشعبي لم يسمع من ابن مسعود كما قال أبو حاتم كما في «المراسيل» لابنه (591).

وقد روي نحوه موقوفًا من وجين ضعيفين وفي لفظه تباين:
قال الدارمي: (261) أخبرنا يعلى، حدثنا محمد بن عون، عن إبراهيم بن عيسى، قال: قال ابن مسعود: «لا تعلموا العلم لثلاث لتماروا به السفهاء، وتجادلوا به العلماء، ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم ما عند الله، فإنه يدوم ويبقى وينفد ما سواه».
ورواه الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (2/174).

محمد بن عون الخراساني متروك.
انظر «التهذيب» (5528). 

وقال الدارمي: (379) أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام، حدثنا أبو إسماعيل هو إبراهيم بن سليمان المؤدب، عن عاصم الأحول، عن من حدثه، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «من طلب العلم لأربع، دخل النار - أو نحو هذه الكلمة -: ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء، أو ليصرف به وجوه الناس إليه، أو ليأخذ به من الأمراء».

وهذا الإسناد فيه مبهم.

(فصل)

قال الأصبهاني في «الحلية» (7/97) : حدثنا أبو بكر الطلحي، قال: وجدت في كتاب جدي لأمي أحمد بن محمد بن يحيى الطلحي , حدثنا محمد بن القاسم الأسدي، عن سفيان، عن محمد بن عمارة المدني، عن عبد الرحمن بن عبد الله , عن رجل ذكره , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تعلم العلم ليماري به العلماء , أو يجاري به السفهاء , أو يتأكل به الناس , فالنار أولى به».
غريب من حديث الثوري , لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

محمد بن القاسم الأسدي كذبه أحمد والدارقطني.
انظر «الميزان» (4/11/8066).

(فصل)

قال الدارمي في «المسند» : (386) أخبرنا يحيى بن بسطام، عن يحيى بن حمزة، حدثني النعمان، عن مكحول، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو يريد أن يقبل بوجوه الناس إليه، أدخله الله جهنم».

وهذا مرسل, ومن لطائف هذا الإسناد أنه مسلسل بمن رمي بالقدر!
وقد روي عن مكحول قوله:

قال ابن أبي شيبة في «المصنف» : (26126) حدثنا أبو أسامة، عن سفيان، عن برد، عن مكحول، قال: «من طلب الحديث ليماري به السفهاء أو ليباهي به العلماء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار».

ورواه عبد الله بن أحمد في زوائد «الزهد» (1202) وابن عبد البر في «الجامع» (1132) من طريق ابن أبي شيبة ورواه الدارمي (385). وسنده جيد.