الاثنين، 30 مايو 2016

[إثبات صفة الحقو لله عز وجل]

[إثبات صفة الحقو لله عز وجل]

قال البخاري في صحيحه:
4830 - حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان، قال: حدثني معاوية بن أبي مزرد، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن، فقال له: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فذاك.
قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}.

قال ابن أبي حاتم في العلل:
2118 - وسألتُ أبي عن تفسير حديث النبي صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ الرحم شجنة من الرحمن وإنها آخذة بحقو الرحمن، فقال: قال الزُّهْريّ على رسول الله البلاغ ومنا التسليم؛ قال أمروا حديث رسول الله على ما جاء.
وحدثت عن مُعتمر بن سليمان، عن أَبيه أَنه قال: كانوا يكرهون تفسير حديث رسول الله بآرائهم كما يكرهون تفسير القرآن برأيهم.
وقال الهيثم بن خارجة سمعت الوليد بن مسلم يقول: سألتُ الأوزاعي وسفيان الثَّورِيّ ومالك بن أنس والليث بن سعد عن هذه الاحاديث التي فيها الصفة والرؤية والقرآن فقال: أمروها كما جاءت بلا كيف.

وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة:
1143 - حدثني هارون بن معروف، ثنا جرير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي عبيد الله، عن مجاهد، قال: إن داود عليه السلام يجيء يوم القيامة خطيئته مكتوبة في كفه، فيقول: يا رب خطيئتي مهلكتي، فيقول له: كن بين يدي، فينظر إلى كفه فيراها، فيقول: يا رب خطيئتي مهلكتي، فيقول: كن عن يميني، فينظر إلى كفه فيراها، فيقول: يا رب خطيئتي مهلكتي. فيقول: خذ بحقوي، فذلك قوله، عز وجل: {وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب}.

وقال المروذي: جاءني كتاب من دمشق فعرضته على أبي عبد الله –يعني الإمام أحمد بن حنبل- فنظر فيه، وكان فيه: أن رجلا ذكر حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل خلق الخلق حتى إذا فرغ منها قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن " وكان الرجل تلقيه يعني حديث أبي هريرة فرفع المحدث رأسه وقال: أخاف أن تكون كفرت، فقال أبو عبد الله: هذا جهمي.

وقال أبو طالب: سمعت أبا عبد الله سئل عن حديث هشام بن عمار أنه قرئ عليه حديث: " تجئ الرحم يوم القيامة، فتتعلق بالرحمن " فقال: أخاف أن تكون قد كفرت، قال: هذا شامي ماله ولهذا قلت ما تقول؟ قال: يمضى الحديث على ما جاء. إبطال التأويلات ص421.

وقال ابن حامد في كتابه: فصل ومما يجب التصديق به أن لله حقوًا ... قال: فجملة هذه المسائل مذهب إمامنا فيها الإيمان والتصديق بها والتسليم والرضا وأن الله يضع كنفه على عبده تقريبًا له إلى أن يضع كنفه عليه وذلك صفة ذاته لا يدري ما التكييف فيها ولا ماذا صفتها وكذلك في الرحم تأخذ بحقو الرحمن صفة ذاته لا يدري ما التكييف فيها ولا ماذا صفتها وكذلك دعوة الله لعباده وهم في الأرض أموات بالخروج منها فيخرجون كل ذلك صفات ذاته من غير تكييف ولا تشبيه قال فأما الحديث في الرحم والحقو فحديث صحيح ذكره البخاري وقد سئل إمامنا عنه فأثبته وقال يمضي الحديث كما جاء. بيان تلبيس الجهمية (6/210).

وابن حامد هو: الحسن بن حامد بن علي بن مروان أبو عبد الله البغدادي:
إمام الحنبلية في زمانه ومدرسهم ومفتيهم. انظر طبقات الحنابلة (2/171).

وكذلك ممن أثبت الحقو لله تعالى: جعفر بن عبدالعزيز المعروف بغلام الخلال فقد عقد في كتاب السنة له بابًا في ذلك فقال: (باب في الذراعين والحقو والصدر).

وكذلك بوب ابن المحب في كتابه في الصفات (243/ب) : (باب قول النبي صلى الله عليه سلم: «قامت الرحم فأخذت بحقوي الرحمن» وذكر المنكبين والحجزة والجنب).

وقال ابن تيمية: والمقصود هنا أن هذا الحديث في الجملة من أحاديث الصفات التي نص الأئمة على أنه يمر كما جاء وردوا على من نفى مُوجَبه. بيان تلبيس الجهمية (6/222).

قال أَبُو عبيد الحَقْو مَعقِد الْإِزَار من الجَنْبِ، يُقَال أخذتُ بحَقْوِ فلَان. وجمعُ الحَقْوِ حِقَاءٌ. وَقَالَ اللَّيْث الحَقْوانِ الخاصرتَان. والجميع الأَحْقَاءُ. تهذيب اللغة (5/81).

وقال ابن فارس: الْحِقْوُ الْخَصْرُ وَمَشَدُّ الْإِزَارِ. مقاييس اللغة (2/88).