الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

[بحث في زيادة: «ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها وصب على رأسه» في حديث جابر في الحج]

[بحث في زيادة: «ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها وصب على رأسه» في حديث جابر في الحج]

قال الإمام أحمد في المسند: 15243 - حدثنا موسى بن داود حدثنا سليمان بن بلال عن جعفر عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم رمل ثلاثة أطواف من الحجر إلى الحجر وصلى ركعتين ثم عاد إلى الحجر ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها وصب على رأسه ثم رجع فاستلم الركن ثم رجع إلى الصفا فقال: "أبدأ بما بدأ الله عز وجل به".

وقد روى حديث جابر هذا المعروف في الحج مطولاً ومختصراً جمعٌ من الأئمة الأثبات عن جعفر عن أبيه عن جابر فلم يذكر أحد منهم زيادة (ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها، وصب على رأسه), وهم:
مالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، وحاتم بن إسماعيل ، وحفص بن غياث ، ويحيى بن سعيد القطان ، وابن جريج ، ومحمد بن ميمون ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وسفيان الثوري ، وزيد بن الحسن ، وعبد العزيز بن عمران ، وإسماعيل بن جعفر، وابن الهاد ، ومحمد بن جعفر بن محمد بن علي ، ووهيب ، وابن أبي حازم ، وأبو عاصم ، وعبد العزيز بن محمد ، وفضيل.
فهؤلاء تسعة عشر نفس رووا الحديث عن جعفر عن أبيه تفرد دونهم سليمان بن بلال بذكره للزيادة, وفيهم مالك والقطان والثوري وغيرهم ممن لا يقبل التفرد دون أحدهم منفرداً فكيف بهم مجتمعين, فعليه تكون هذه الزيادة منكرة.
[وللوقوف على رواياتهم ينظر المسند الجامع 8/150]

وكذلك رواه عن سليمان: أبو سلمة الخزاعي عند أحمد 3/340 (14715) فلم يذكر الزيادة.

وقد رواه بهذه الزيادة أبو عوانة في المستخرج برقم3416 قال: حدثنا محمد بن حيويه نا عبد الله بن مسلمة القعنبي نا سليمان بن بلال به, فيكون سليمان بن بلال أولى بحمل تبعة التفرد والمخالفة من موسى بن داود إذ أنه توبع عن سليمان بذكرها وهذا ظاهر لا يخفى.

وقد جاء معناه عند الفاكهي عن معاوية موقوفاً عليه:
قال 1096 - حدثنا محمد بن إسحاق الصيني قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: ثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال: لما حج معاوية رضي الله عنه حججنا معه، فلما طاف بالبيت، وصلى عند المقام ركعتين، ثم مر بزمزم وهو خارج إلى الصفا فقال: " انزع لي منها دلوا يا غلام، قال: فنزع له منها دلوا، فأتى به فشرب منه وصب على وجهه ورأسه، وهو يقول: " زمزم شفاء، هي لما شرب له ".

محمد بن إسحاق الصيني متهم بالكذب وقال الذهبي أحد المتروكين.
[ينظر الجرح والتعديل 7/196 تاريخ الإسلام 6/140]

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.