السبت، 21 يونيو 2014

بيان علة حديث الضحاك بن قيس مرفوعاً: «إن الله تبارك وتعالى يقول: أنا خير شريك، فمن أشرك معي شريكاً فهو لشريكي .. الحديث».

بيان علة حديث الضحاك بن قيس مرفوعاً: «إن الله تبارك وتعالى يقول: أنا خير شريك، فمن أشرك معي شريكاً فهو لشريكي .. الحديث».

عن الضحاك بن قيس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن الله تبارك وتعالى يقول: أنا خير شريك، فمن أشرك معي شريكاً فهو لشريكي، يأيها الناس أخلصوا أعمالكم لله، فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له، ولا تقولوا: هذا لله وللرحم، فإنها للرحم، وليس لله منها شيء، ولا تقولوا ولوجوهكم، فإنها لوجوهكم، وليس لله فيه شيء».

رواه البزار كما في «كشف الأستار» (3567) –واللفظ له- والدارقطني في «السنن» (133) ومن طريقه البيهقي في «الشعب» (6418) ورواه البغوي في «معجم  الصحابة» (1325) ومن طريقه الخطيب في «المتفق والمفترق» (2/1228) وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (24/281) والديلمي كما في «الغرائب الملتقطة» (ق230) -وللخطيب فيه سند آخر- ورواه ابن قانع في «معجم الصحابة» (2/32) ورواه إسماعيل التيمي في «الترغيب والترهيب» (97) ومن طريقه المقدسي في «المختارة» (8/90) من طرق عن عبيدة بن حميد، قال: ثنا عبد العزيز بن رفيع، عن تميم بن طرفة، عن الضحاك بن قيس به مرفوعاً.

وقد خولف عبيدة بن حميد في رفعه:

قال ابن أبي شيبة في «المصنف» :
34792 – حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن عبد العزيز بن رفيع، عن تميم بن طرفة، قال: سمعت الضحاك بن قيس يقول: «يا أيها الناس، اعملوا أعمالكم لله، فإن الله لا يقبل إلا عملاً خالصاً، لا يعفو أحد منكم عن مظلمة فيقول: هذا لله ولوجوهكم، فليس لله وإنما هي لوجوههم، ولا يصل أحد منكم رحمه فيقول: هذا لله وللرحم، إنما هو للرحم، ومن عمل عملاً فيجعله لله ولا يشرك فيه شيئا فإن الله يقول يوم القيامة: من أشرك بي شيئاً في عمل عمله فهو لشريكه ليس لي منه شيء».

وتابعه أبو الأحوص عن عبد العزيز بن رفيع على وقفه كما في «الزهد» لهناد بن السري (2/434).

وكذلك تابعه الفضيل بن عياض عن عبد العزيز بن رفيع –إن صح السند إليه؛ ففيه من لم أعرفه-.
رواه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (24/282).

فالذي يظهر أن الأرجح في هذا الحديث أنه موقوف؛ لأن جريراً وأبا الأحوص والفضيل إن صح- اتفقوا على روايته موقوفاً، بينما تفرد عبيدة بن حميد برفعه.

قال الدارقطني كما في «أطراف الغرائب والأفراد» (2297) :
تفرد به عبيدة بن حميد عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة عنه مرفوعاً، وقال ابن صاعد رفع هذا الحديث عبيدة ووقفه جرير بن عبد الحميد.

وفي الختام أذكر تنبيهات:
الأول:
وقع عند ابن قانع«تميم بن سلمة» بدلاً من«تميم بن طرفة» وهو وهم مخالف لما ذكره سائر من روى الحديث.

الثاني:
وقع في رواية سريج بن يونس عن عبيدة بن حميد قوله: عن عبد العزيز بن رفيع وغيره، فقوله: «وغيره» لم يذكره الرواة عن عبيدة ولا عن عبد العزيز.
ورواية سريج بن يونس عند البغوي (1325) ومن رواه من طريقه كما تقدم.

الثالث:
أبو الأحوص لم يذكر«تميم بن طرفة» في روايته، فقد رواه عن عبد العزيز بن رفيع عن الضحاك بن قيس به موقوفاً.

الرابع:
ذكر المزي وغيره أن الضحاك بن قيس مختلف في صحبته، وينظر ترجمته في «تهذيب الكمال» (2926) و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (4/457) و«المراسيل» له (ص94) و«التاريخ الكبير» (4/332) وغيرها مما تقدم الإحالة عليه.