بيان علة حديث أبي الدرداء مرفوعاً: «الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله».
روى الطبراني في «مسند الشاميين» (612) وابن أبي عاصم في «الزهد» (127) عن موسى بن أيوب النصيبي، قال: أخبرنا خداش بن مهاجر، عن ابن جابر، عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله».
خداش بن مهاجر:
قال أبو حاتم: شيخ مجهول أرى حديثه مستقيماً.
وذكره أبو الفتح الأزدي في الضعفاء.
«الجرح والتعديل» (3/391) و«لسان الميزان» (3/354).
والمعروف أن هذا من قول أبي الدرداء رضي الله عنه موقوف عليه، رواه عنه موقوفاً ثلاثة رواة ولم يرفعوه:
1-جبير بن نفير:
أخرجه أبو داود في «الزهد» (213) بسند صحيح.
ولفظه: «الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ما كان من ذكر الله، أو آوى إلى ذكر الله».
2-سعد بن تميم:
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (34592) وابن أبي الدنيا في «الزهد» (334) ومن طريقه البيهقي في «الشعب» (10178) وسنده صحيح.
ولفظه: أن أبا الدرداء ذكر الدنيا, فقال: «إنها ملعونة، ملعون ما فيها إلا ما كان لله، أو ما ابتغي به وجهه».
3- خالد بن معدان:
أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (543) عن ثور بن يزيد عنه، ومن طريقه ابن أبي الدنيا في «الزهد» (243) وابن عبد البر في «الجامع» (134) وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (47/145).
وكذلك أخرجه من طريق عبد الرزاق عن ثور عنه: عبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد» (732) وأبو العباس الأصم كما في «مجموعه» (200) والبيهقي في «المدخل» (383) وأبو سعيد بن الأعرابي في «الزهد» (68) ومن طريقه البيهقي في «الشعب» (10033).
ولفظه: «الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما أدى إليه، والعالم، والمتعلم في الخير شريكان، وسائر الناس همج لا خير فيهم».
وقد نص الإمام أحمد أن خالد بن معدان لم يسمع من أبي الدرداء، انظر «المراسيل» لابن أبي حاتم (ص52).
ومع ذلك فروايته هذه موافقة في أصلها –وإلا ففيها زيادة لم يتابع عليها- لرواية جبير بن نفير وسعد بن تميم فهي صحيحة المخرج ولا ريب.
فالذي يظهر أن الصواب في الحديث أنه موقوف على أبي الدرداء –رضي الله عنه- ولا يصح مرفوعاً.