بيان علة حديث
أبي الدرداء مرفوعاً: «من أتى فراشه، وهو ينوي أن يقوم فيصلي من الليل، فغلبته
عينه حتى يصبح، كتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه».
روى ابن ماجه
في «السنن» (1344) –والسياق له- والنسائي في «الكبرى»
(1463) والمروزي كما في «مختصر قيام الليل» (ص187) وابن خزيمة في «صحيحه» (1172) والآجري
في «فضل قيام الليل» (23) والحاكم في «المستدرك» (1170) ومن طريقه البيهقي في «الكبرى»
(4724) من طرق عن الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن سليمان الأعمش، عن حبيب بن
أبي ثابت، عن عبدة بن أبي لبابة، عن سويد بن غفلة، عن أبي الدرداء، يبلغ به النبي
صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى فراشه، وهو ينوي أن يقوم فيصلي من الليل، فغلبته
عينه حتى يصبح، كتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه».
قال ابن خزيمة:
«هذا خبر لا أعلم أحداً أسنده غير حسين بن علي عن زائدة».
وقد خولف
الحسين بن علي عن زائدة في رفعه:
- فرواه معاوية
بن عمرو عن زائدة فوقفه على أبي الدرداء.
وروايته عند
الحاكم (1171) ومن طريقه البيهقي في «الكبرى» (4725).
- ورواه جرير عن
الأعمش فوقفه.
وروايته عند
المروزي كما في «مختصر قيام الليل» (ص187) وابن خزيمة (1173)، إلا أن عبدة قال فيه عن زر
بن حبيش بدلاً من سويد.
- ورواه سفيان
الثوري عن عبدة فوقفه، إلا أنه قال: عن أبي الدرداء، أو أبي ذر.
وروايته عند
عبد الرزاق في «المصنف» (4224) وعبد الله بن المبارك في «الزهد» (1239) والنسائي
في «الكبرى» (1464) وابن خزيمة في «صحيحه» (1174) و(1175).
وعند ابن خزيمة
قال عبدة فيه: عن زر بن حبيش أو عن سويد بن غفلة.
- وتابع الثوري
سفيان بن عيينة، إلا أنه قال: عن أبي الدرداء وأبي ذر.
وروايته عند
النسائي في «الكبرى» (1464).
فيكون حسين
الجعفي قد خولف في رفعه في أكثر من طبقة من طبقات السند؛ فقد خولف عن زائدة وعن
الأعمش وعن عبدة.
فلا ريب أن الصواب فيه الوقف وأن الرفع وهم، والله أعلم.
وقد رواه ابن
حبان مرفوعاً:
قال: 2588 -
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران، حدثنا أبو إسحاق محمد بن سعيد الأنصاري،
حدثنا مسكين بن بكير، حدثنا شعبة، عن عبدة بن أبي لبابة، عن سويد بن غفلة، أنه عاد
زر بن حبيش في مرضه، فقال: قال أبو ذر، أو أبو الدرداء - شك شعبة - قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يحدث نفسه
بقيام ساعة من الليل، فينام عنها، إلا كان نومه صدقة تصدق الله بها عليه، وكتب له
أجر ما نوى».
وهذه الرواية
لا يفرح بها، فمسكين بن بكير صاحب أغلاط وعن شعبة خاصة، قال الإمام أحمد: حدث عن
شعبة بأحاديث لم يروها أحد.
انظر ترجمته في
«تهذيب المزي» (5915).
وقد خالفه غندر وهو من أثبت
الناس في شعبة؛ فرواه عنه موقوفاً وكذلك رواه غيره عن شعبة موقوفاً كما
سيأتي.
وقد رجح
الدارقطني –رحمه الله- الموقوف:
ففي «العلل»
(1074) سئل عن حديث سويد بن غفلة، عن أبي الدرداء، قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: من أتى فراشه، وهو ينوي أن يصلي من الليل، فغلبته عيناه حتى يصبح كتب له ما
نوى.
فقال: يرويه
عبدة بن أبي لبابة، واختلف عنه؛
فرواه حبيب بن
أبي ثابت، وشعبة، وابن عيينة، عن عبدة بن أبي لبابة، واختلفوا فيه فقال زائدة، عن
الأعمش، عن حبيب، عن عبدة، عن سويد بن غفلة، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله
عليه وسلم.
وقال أبو عوانة: عن الأعمش، عن
حبيب، عن عبدة، عن زر بن حبيش، عن أبي الدرداء موقوفا.
وخالفه في
موضعين، وقال الثوري: عن حبيب، عن عبدة، عن زر، عن أبي ذر، وقال الثوري: فلقيت
عبدة، فحدثني عن سويد بن غفلة، عن أبي الدرداء، عن أبي ذر.
وقال شعبة: عن
عبدة، عن سويد بن غفلة؛ أنه عاد زرا في مرضه، فقال: قال أبو ذر، أو أبو الدرداء،
شك شعبة.
ورفعه مسكين بن
بكير، عن شعبة، ووقفه غندر، وغيره، ووقفه ابن عيينة، عن عبدة، ولم يرفعه، والمحفوظ
الموقوف.