الثلاثاء، 17 يونيو 2014

بيان علة حديث عائشة قالت: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب».

بيان علة حديث عائشة قالت: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب».

قال أبو داود في «سننه» :
 455 - حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب».

وقال ابن خزيمة في «صحيحه» :
 1294 - نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، نا مالك بن سعير بن الخمس، أخبرنا هشام، عن أبيه، عن عائشة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المسجد في الدور».

وقال الترمذي في «الجامع» :
594 - حدثنا محمد بن حاتم المؤدب البغدادي قال: حدثنا عامر بن صالح الزبيري قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف، وتطيب».

وفي «نصب الراية» (1/123) :
أخرجه البزار في مسنده عن يونس بن بكير عن هشام به مسنداً، وعن عامر بن صالح عن هشام به، وعن زائدة عن هشام به كذلك، ثم قال: ولا يعلم أسنده غير هؤلاء، وغيرهم يرويه عن هشام عن أبيه مرسلا، انتهى.

فهؤلاء الأربعة (زائدة ومالك بن سعير وعامر بن صالح ويونس بن بكير ) رووه عن هشام موصولاً, وقد خولفوا في روايتهم؛ فروى غيرهم الحديث عن عروة مرسلاً بدون ذكر عائشة.

فالذين رووه موصولاً كما تقدم هم:
-زائدة بن قدامة: وهو حافظ إمام.
-مالك بن سعير: صدوق وضعفه أبو داود. «تهذيب المزي مع الحاشية» ترجمة (5742 ).
-عامر بن صالح: متروك متهم بالكذب لم يستبن أمره للإمام أحمد. «تهذيب المزي» ترجمة (3046 ).
-يونس بن بكير: صدوق فيه لين. «تهذيب المزي» ترجمة (7171 ).

(فصل)
وقال الترمذي: 595 - حدثنا هناد قال: حدثنا عبدة، ووكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر، فذكر نحوه،: «وهذا أصح من الحديث الأول».

596 - حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر، فذكر نحوه، وقال سفيان: «قوله ببناء المساجد في الدور يعني القبائل».

ورواه ابن أبي شيبة في «المصنف» (7444) عن وكيع وحده.

فالذين رووه مرسلاً هم:
-وكيع.
-عبدة بن سليمان.
-سفيان بن عيينة.

وثلاثتهم حفاظ أثبات تقدم روايتهم على من هم دونهم في العدد وكذلك الضبط؛ بالإضافة إلى غيرهم ممن أرسله كما سيأتي.

فروايتهم أرجح من رواية من وصلوه بلا ريب ولو كان فيهم زائدة؛ لما سبق من كلام الترمذي ولما سيأتي من تنصيص الأئمة النقاد على ذلك أيضاً.

قال ابن أبي حاتم في «العلل» :
481 - وسألت أبي عن حديث رواه عبد الرحمن بن بشر بن الحكم عن مالك بن سعير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر ببناء المساجد في الدور؟
قال أبي: إنما يروى عن عروة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، مرسل.

وسئل الدارقطني في «العلل» (3493) عن حديث عروة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المساجد في الدور، وأن تطيب وتنظف.
فقال: يرويه هشام بن عروة، واختلف عنه؛
فرواه الثوري، وزائدة بن قدامة، وعبد الله بن المبارك، وابن عيينة، ومالك بن سعير، وعامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير، ويونس، وحبان بن علي العنزي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
والصحيح عن جميع من ذكرنا وعن غيرهم، عن هشام، عن أبيه، مرسلاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل عن: قران بن تمام، عن هشام، عن أبيه، عن الفرافصة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح.

كذلك أنكر الإمام أحمد وصله.
نقله ابن رجب في الفتح (3/173).

فالخلاصة أن الصواب في 
الحديث الإرسال كما نص على ذلك الإمام أحمد وأبو حاتم والترمذي والدراقطني رحمهم الله ورحم من قفا أثرهم واتبع طريقتهم.