بيان ضعف حديث
أبي سعيد الخدري مرفوعاً: «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي» قال:
قلنا: بلى، قال: «الشرك الخفي: أن يقوم الرجل يعمل لمكان رجل».
روى الإمام أحمد في «مسنده (11252) –واللفظ له- وابن ماجه (4204) وابن عدي في «الكامل» (4/111) والطحاوي في «شرح المشكل» (1781) والحاكم (7936) والبيهقي في «الشعب» (6413) وغيرهم من طرق عن كثير بن زيد، عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، عن جده، قال: كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنبيت عنده تكون له الحاجة، أو يطرقه أمر من الليل، فيبعثنا فيكثر المحتسبون، وأهل النوب، فكنا نتحدث فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فقال: «ما هذه النجوى؟ ألم أنهكم عن النجوى» قال: قلنا نتوب إلى الله يا نبي الله، إنما كنا في ذكر المسيح فرقاً منه، فقال: «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي» قال: قلنا: بلى، قال: «الشرك الخفي: أن يقوم الرجل يعمل لمكان رجل».
وهذا الإسناد ضعيف؛ ففيه ربيح بن عبد الرحمن:
قال أبو زرعة:
شيخ.
وقال أحمد: ليس
بمعروف.
وقال البخاري:
منكر الحديث.
وقال ابن عدي:
أرجو أنه لا بأس به.
وقول البخاري منكر الحديث من أشد الجرح؛ كيف لا وهو القائل: (كل من قلتُ فيه منكر الحديث، فلا تحل الرواية عنه).
فعلى ذلك ما جاء به (ربيح) لا يقبل في الشواهد فضلاً عن أن يحتج به.
وقد أورد حديثه هذا ابن عدي في «الكامل» إشارة منه لضعفه؛ فمن عادته إيراد ما ضُعِّف الراوي من أجله أو ما استنكر عليه من أحاديث، حيث قال في خطبة كتابه «الكامل في الضعفاء» (1/79) : .. وذاكر لكل رجل منهم مما رواه ما يضعف من أجله، أو يلحقه بروايته وله اسم الضعف ..
وقد استنكر الإمام أحمد والبخاري –رحمهما الله- على ربيح بن عبد الرحمن حديث التسمية في الوضوء.
انظر «العلل الكبير» للترمذي (18) و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (3/519) و«الكامل» لابن عدي (4/110) و«تهذيب المزي» (1852).