الجمعة، 18 مارس 2016

[من كان يشهد الصلاة وهو مريض لا يدعها]

[من كان يشهد الصلاة وهو مريض لا يدعها]

قال البخاري في صحيحه:

664 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: كنا عند عائشة رضي الله عنها، فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها، قالت: لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه، فحضرت الصلاة، فأذن فقال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس» فقيل له: إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، وأعاد فأعادوا له، فأعاد الثالثة، فقال: «إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس»، فخرج أبو بكر فصلى فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة، فخرج يهادى بين رجلين، كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع، فأراد أبو بكر أن يتأخر، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن مكانك، ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه، قيل للأعمش: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأبوبكر يصلي بصلاته، والناس يصلون بصلاة أبي بكر، فقال: برأسه نعم رواه أبو داود، عن شعبة، عن الأعمش بعضه، وزاد أبو معاوية جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي قائمًا.

وفي رواية عند البخاري (712) : يهادى بين رجلين كأني أنظر إليه يخط برجليه الأرض.

ومعناه أنه كان صلى الله عليه وسلم محمولاً بَيْن رجلين، يعتمد عَلَيْهِمَا ويتوكأ، ورجلاه تخطان الأرض، فَلَمْ يستطع أن يمشي برجليه عَلَى الأرض لقوة وجعه، بل كَانَ يحمل حملاً. قاله ابن رجب (6/69).

وقال مسلم في صحيحه:

654- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا الفضل بن دكين، عن أبي العميس، عن علي بن الأقمر، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: «من سره أن يلقى الله غدا مسلمًا، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف».

هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

وقال ابن أبي شيبة في المصنف:

3374- حدثنا غندر ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، قال : سمعت ابن أبي ليلى ، عن أبي الدرداء ؛ أنه قال في مرضه الذي مات فيه : ألا احملوني ، قال : فحملوه فأخرجوه ، فقال : اسمعوا وبلغوا من خلفكم : حافظوا على هاتين الصلاتين : العشاء والصبح ، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا على مرافقكم وركبكم. 

3539- حدثنا ابن نمير ، عن أبي حيان ، عن أبيه ، عن الربيع بن خثيم : أنه كان به مرض ، فكان يهادى بين رجلين إلى الصلاة ، فيقال له : يا أبا يزيد ، إنك إن شاء الله في عذر ، فيقول : أجل ، ولكني أسمع المؤذن يقول: حي على الصلاة، حي على الفلاح، فمن سمعها فليأتها ولو حبوًا، ولو زحفًا.

3540- حدثنا وكيع ، عن شعبة ، عن منصور ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن: أنه كان يحمل وهو مريض إلى المسجد.