الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

[فائدة في ذم الحزبية والتحزب]

[فائدة في ذم الحزبية والتحزب]

قال الخلال في السنة 1359- حدثنا أبو عبد الله قال ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن سلمة قال: «اجتمع الضحاك المشرقي، وبكير الطائي، وميسرة، وأبو البختري، فأجمعوا على أن الشهادة بدعة، والبراءة بدعة، والولاية بدعة، والإرجاء بدعة».
وهذا الإسناد متصل بالإسناد الذي سبق برقم 1325-وحدثنا أبو بكر ..
وسلمة المذكور هو ابن كهيل.
ويروى نحو هذا الأثر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه انظر الأثر 1370.

وقال أبو عبد الله ابن بطة في الإبانة الصغرى ص271:
« ومن البدع المحدثة التي ليس لها أصل في كتاب ولا سنة -تشبهوا فيها بأفعال الجاهلية- اجتماعهم والتحالف بينهم على التعاضد والتناصر وهذا مبتدع مكروه وكانت الجاهلية تفعله فأذهبه الله - عز وجل - بالإسلام ونهى عنه على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - .
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية فما زاده الإسلام إلا تأكيدا.
والشهادة بدعة والبراءة بدعة والولاية بدعة.
والشهادة أن يشهد لأحد ممن لم يأت فيه خبر أنه من أهل الجنة أو النار.
والولاية أن يتولى قوما ويتبرأ من آخرين.
والبراءة أن يبرأ من قوم هم على دين الإسلام والسنة».

وقال حرب الكرماني كما في مسائله 3/985:
«والولاية بدعة: والبراءة بدعة، وهم يقولون: نتولى فلان ونتبرأ من فلان. وهذا القول بدعة فاحذروه».

وقال الأوزاعي في كتابه إلى صالح بن بكر:
«فإن الولاية في الإسلام دون الجماعة فرقة».
رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى 4/254.

وقال أبو نعيم في الحلية 2/204:
حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال: ثنا الحسن بن المثنى قال: ثنا عفان قال: ثنا همام قال: سمعت قتادة، قال: ثنا مطرف قال:
كنا نأتي زيد بن صوحان وكان يقول: يا عباد الله أكرموا وأجملوا فإنما وسيلة العباد إلى الله بخصلتين الخوف والطمع.
فأتيته ذات يوم وقد كتبوا كتابا فنسقوا كلاما من هذا النحو:
إن الله ربنا ومحمدا نبينا والقرآن إمامنا ومن كان معنا كنا وكنا له ومن خالفنا كانت يدنا عليه وكنا وكنا.
قال: فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلا رجلا فيقولون: أقررت يا فلان؟
حتى انتهوا إلي فقالوا: أقررت يا غلام؟
قلت: لا قال: لا تعجلوا على الغلام، ما تقول يا غلام؟
قال: قلت: إن الله قد أخذ علي عهدا في كتابه فلن أحدث عهدا سوى العهد الذي أخذه الله عز وجل علي.
قال: فرجع القوم عند آخرهم ما أقر به أحد منهم.
قال: قلت لمطرف: كم كنتم؟
قال: زهاء ثلاثين رجلا.

[مستفاد من حاشية المحقق على كتاب الشرح والإبانة لابن بطة]