[بابٌ في
التهنئة بالعيد]
·عن جبير بن نفير أنه قال:
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا
يوم العيد يقول بعضهم لبعض: «تقبل الله منا ومنك».
·وعن محمد بن زياد الألهاني أنه قال:
رأيت أبا أمامة الباهلي صاحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول في العيد لأصحابه: «تقبل الله منا ومنكم».
قال أحمد: إسناد حديث أبي أمامة إسناد جيد.
·وعن راشد بن سعد أن أبا أمامة وواثلة بن الأسقع لقياه في يوم عيد فقالا: «تقبل الله منا ومنك».
·وعن حبيب بن عمر الأنصاري، عن أبيه قال: لقيت واثلة بن الأسقع، رضي الله عنه في يوم عيد، فقلت: «تقبل الله منا ومنك»، فقال: «تقبل الله منا ومنك».
حبيب وأبوه مجهولان.
·وعن عمرو السكسكي قال: رأيت عبد الله بن بسر المازني وخالد بن معدان وراشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير بن نفير يقول بعضهم لبعض في العيدين: «تقبل الله منا ومنكم».
·وعن شعبة، قال: لقيني يونس بن عبيد في يوم عيد فقال: «تقبل الله منا ومنك».
·وعن حوشب بن عقيل، قال: لقيت الحسن في يوم عيد فقلت: «تقبل الله منا ومنك»، فقال: «نعم، تقبل الله منا ومنك».
·وعن أيوب قال : كنا نأتي محمد بن سيرين والحسن في الفطر والأضحى فنقول لهما : «قبل الله منا ومنكم»، فيقولان : «ومنكم».
·وعن أدهم مولى عمر بن عبد العزيز قال: كنا نقول لعمر بن عبد العزيز في العيدين: «تقبل الله منا ومنك يا أمير المؤمنين»، فيرد علينا مثله، ولا ينكر ذلك.
·وعن عثمان بن عطاء، عن أبيه، في الرجل يلقى الرجل يوم عيد، فيقول: «تقبل الله منا ومنك»، فقال: لا بأس به.
عثمان بن عطاء الخراساني ضعيف لكنه يروي مسألة عن
أبيه فيبعد ألا يضبطها.
·وعن علي بن ثابت قال: سألت مالك بن أنس عن قول الناس يوم العيد «تقبل الله منا ومنك»، فقال: ما زال ذلك الأمر عندنا ما نرى به بأساً.
وكذلك في بعض ما تقدم من الآثار ضعف يسير محتمل إن شاء الله.
·وعن علي بن ثابت قال: سألت مالك بن أنس عن قول الناس يوم العيد «تقبل الله منا ومنك»، فقال: ما زال ذلك الأمر عندنا ما نرى به بأساً.
·وعنه قال: سألت مالك بن أنس منذ خمس
وثلاثين سنة، وقال: لم يزل يعرف هذا بالمدينة.
·وعن عمرو بن خالد قال : كنا نأتي الليث بن سعد في الفطر والأضحى فنقول :«قبل الله منك ومنا يا أبا الحارث»، فيقول:«ومنا ومنكم»، وذكر ابن وهب عن الليث أنه لا بأس بذلك.
·وقال الإمام أحمد: ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد: «تقبل الله منا ومنك».
·وقال حرب: سئل أحمد عن قول الناس في
العيدين: «تقبل الله ومنكم». قال: لا بأس به، يرويه أهل الشام عن أبي أمامة.
قيل: وواثلة بن الأسقع؟ قال: نعم.
قيل: فلا تكره أن يقال هذا يوم العيد. قال: لا.
·وسئل أحمد عن الرجل يلقى الرجل يوم
الفطر فيقول: «تقبل الله منا ومنك» ؟ قال : يرد عليه، وإن ابتدأ به فلا بأس.
·وعن يحيى بن عثمان قال: سألت الحارث بن مسكين عن ذلك فقال: لم تزل الأشياخ بمصر يقولون ذلك، ولكن هؤلاء الذين يقولون: (سنين كثيرة)؛ لا يريدون أن يموتوا.
·وعن المزني، ويونس بن عبد الأعلى وغيرهما أنهم
كانوا يهنَّئون بالعيد فيردون مثله على الداعي لهم.
·وقال الآجري عن «التهنئة
بالعيد»:
فعل الصحابة، وقول العلماء.
·وقد روي في كراهة التهنئة خبراً مرفوعاً ولا يصح.
وكذلك روي في كراهته عن بعض السلف كالأوزاعي وغيره.
المصادر: «الدعاء» للطبراني (ص288-289)، «السنن الكبرى» (3/446)، «تاريخ دمشق» (6/436) و (24/154)، «مختصر اختلاف العلماء» (4/384-385)، «جزء تحفة عيد الفطر» للشحامي (ص129-132)، «مسائل ابن هانيء» (673)، «الفروع» (3/216)، «المغني» (2/296)، «جزء في التهنئة» للعسقلاني (ص33-36)، «الثقات» لابن حبان (9/90)، «المجروحين» له (2/149)، «العلل المتناهية» (2/58) .