[بابٌ في الاغتسال والتطيب
والتزين في الليلة التي يرجى أنها ليلة القدر]
قال ابن أبي شيبة في «المصنف» :
8769- حدثنا وكيع , قال : حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن شريك العامري
، قال : سمعت زر بن حبيش يقول : إذا كانت ليلة سبع وعشرين فاغتسلوا ، ومن استطاع
منكم أن يؤخر فطره إلى السحر فليفعل ، وليفطر على ضياح لبن.
والضِّياح: اللَّبن الممزوج بِالْمَاءِ.
ورواه عبد الرزاق في «المصنف» :
7701 - عن الثوري، عن عبد الله بن شريك قال: رأيت زر بن حبيش وقام
الحجاج على المنبر يذكر ليلة القدر فكأنه قال: إن قوماً يذكرون ليلة القدر، فجعل
زر يريد أن يثب عليه، ويحبسه الناس، قال زر: «هي ليلة سبع وعشرين، فمن أدركها
فليغتسل، وليفطر على لبن، وليكن فطره بالسحر».
زر بن حبيش تابعي كبير مخضرم روى عن عمر وعلي وابن مسعود وعبد الرحمن
بن عوف وأبي بن كعب وحذيفة رضوان الله عليهم وغيرهم .
وقال ابن سعد في «الطبقات» (6/256) : أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا
حماد بن سلمة عن ثابت: «أن تميماً الداري كانت له حلة قد ابتاعها بألف درهم، كان
يلبسها في الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر».
ورواه التيمي في «الترغيب والترهيب» (1800).
وروى عبد الرزاق في «المصنف» :
7688 - عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني رأيت في النوم ليلة القدر كأنها
ليلة سابعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أرى رؤياكم قد تواطأت في ليلة سابعة،
فمن كان متحريها منكم، فليتحرها في ليلة سابعة».
قال: معمر: «فكان أيوب يغتسل في ليلة ثلاث وعشرين، ويمس طيباً».
أيوب هو السختياني تابعي إمام فقيه.
وروى أيضاً:
7705 - عن هشيم، عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم النخعي، أنه: «كان
يختم القرآن في شهر رمضان في كل ثلاث، فإذا دخلت العشر ختم في ليلتين، واغتسل كل
ليلة».
وقال ابن سعد في الطبقات (9/231) : أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا
حماد بن سلمة قال: «كان ثابت وحميد يغتسلان تلك الليلة ويتطيبان، ويحبان أن يطيبا
المسجد بالنضوح [والدخنة] الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر».
الزيادة ما بين معقوفتين من «الترغيب والترهيب» (1801) لإسماعيل
التيمي. والنضوح: نوع من الطيب، والدخنة: البخور الذي يدخّن به.
ثابت هو البناني وحميد هو الطويل وكلاهما من التابعين.
وللفائدة ينظر «لطائف المعارف» لابن رجب (ص435-437).