الاثنين، 7 يوليو 2014

بيان علة حديث جابر مرفوعاً: «القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من جعله إمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار».

بيان علة حديث جابر مرفوعاً: «القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من جعله إمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار».

روى البزار في «مسنده» كما في «كشف الأستار» (122) وابن حبان (1793) والسياق له- والبيهقي في «الشعب» (1855) من طريق محمد بن العلاء بن كريب، قال: حدثنا عبد الله بن الأجلح عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من جعله إمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار«.

قال البزار: لا نعلم أحداً يرويه عن جابر إلا من هذا الوجه.

وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه- موقوفاً عليه من قوله:

قال أبو الفضل الرازي في «فضائل القرآن» (124) أنا ابن فناكي، نا الروياني، نا أبو كريب، نا عبد الله بن الأجلح، عن الأعمش، عن معلى الكندي، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن عبد الله.

ورواه البزار في «مسنده» كما في «كشف الأستار» (121) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، ثنا عبد الله بن الأجلح، عن الأعمش، عن المعلى الكندي، عن عبد الله بن مسعود.
فسقط عنده: محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه.

ورواه جرير، عن الأعمش، عن المعلى الكندي، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، قال: قال عبد الله.
أخرجه ابن الضريس في «فضائل القرآن» (96).

ورواه سفيان، عن الأعمش، عن المعلى - رجل من كندة عن فلان بن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله.
أخرجه أحمد في «الزهد» (843).
سقط عنده: عن أبيه.

ورواه الفضيل بن عياض، عن الأعمش، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود. 
أخرجه الفريابي في «فضائل القرآن» (23).
لم يذكر المعلى ولم يذكر عبد الرحمن بن يزيد.

ورواه عبد الرزاق في «المصنف» (6010) ومن طريق الطبراني في «الكبير» (9/132) برقم (8655)- عن الثوري، عن أبي إسحاق، وغيره، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله.

ورواه همام، عن عاصم بن أبي النجود، عن الشعبي، عن ابن مسعود.
أخرجه ابن أبي شيبة (30053) والدارمي في «المسند» (3368) وابن الضريس (106) و (108).
والشعبي عن ابن مسعود مرسل، لكن يشهد له ما قبله.

ورواه حماد، قال: حدثنا عاصم، قال: قال عبد الله. 
أخرجه ابن الضريس (93).
ولم يذكر الشعبي.

ورواه شريك، عن عاصم ابن بهدلة، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله بن مسعود.
أخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص83).

وهمام قال فيه عن عاصم عن الشعبي كما تقدم، وهنا قال شريك عن عاصم عن المسيب بن رافع؛ وهمام أوثق، ولعله من أغلاط شريك.


ورواه أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس، عن زبيد، قال: قال عبد الله.
أخرجه ابن أبي شيبة (30054) وابن الضريس (107).
وزبيد عن ابن مسعود منقطع، لكن يشهد له ما قبله.

وقد رجح أبو حاتم الرازي كما في «العلل» لابنه والدارقطني في «العلل« الموقوف على ابن مسعود -رضي الله عنه-:

قال ابن أبي حاتم رحمه الله-:
1681 - وسألت أبي عن حديث رواه الربيع بن بدر، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه قاده إلى النار؟
قال أبي: هذا خطأ؛ وإنما رواه الأعمش، عن المعلى، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، موقوف.
والربيع بن بدر لا يشتغل به، ولا بروايته.

وفي «العلل» للدارقطني رحمه الله-:
748- وسئل عن حديث أبي وائل عن عبد الله القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من جعله إمامه .. الحديث.
فقال رواه الربيع بن بدر، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله.
والصحيح عن معلى الكندي، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن عبد الله.
وقال ابن الأجلح، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، مرفوعا.
والصحيح، عن ابن مسعود، موقوف.

وحديث الربيع بن بدر، عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة لم أقف على من خرجه.

وأما حديث الربيع بن بدر، عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله؛ رواه الطبراني في «الكبير» (10/198) برقم (10450) وأبو نعيم في «الحلية» (4/108) وابن عدي في «الكامل» (4/29).

وبكل الأحوال فالربيع بن بدر متروك.
انظر ترجمته في «تهذيب المزي» (1854).

(فصل)
وقد روي نحوه من حديث أنس -رضي الله عنه-:

قال أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص82) :
حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: حدثت عن أنس بن مالك، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من شفع له القرآن يوم القيامة نجا، ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله في النار على وجهه».

وروى المروزي كما في «مختصر قيام الليل» (ص164) قال:
حدثنا محمد بن يحيى، حدثني محمد بن عبيد الله الصنعاني، ثنا ابن جريج، قال: قال أنس مرفوعاً بنحوه.

ومحمد بن عبيد الله مترجم في «الجرح والتعديل» (8/3) ولم يوثق.


وابن جريج لم يسمع من أنس، وهو يروي عن ضعفاء ومتروكين:
قال مالك بن أنس: كان ابن جريج حاطب ليل.
وقال يزيد بن زريع: كان ابن جريج صاحب غثاء.
«تاريخ بغداد» (10/404).

وقال الدارقطني: يتجنب تدليسه -يعني: ابن جريج- فإنه وحش التدليس لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح مثل إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما.

«سؤالات الحاكم» (265).

وروى أبو بكر النيسابوري في «الزيادات على كتاب المزني» (ص545) :
قال: وحدثني أحمد بن سلمان، قال: نا إسحاق بن البهلول، حدثني أبي، قال: نا أبو سحيم، نا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، عن النبي، عليه الصلاة والسلام، أنه قال لأصحابه: «إن هذا القرآن شافع مشفع وماحل، مصدق، فمن شفع له القرآن أفلح، ومن محل به القرآن هلك».

أبو سحيم متروك.
انظر ترجمته في «تهذيب المزي» (5763).

والخلاصة أن الخبر لا يصح إلا من كلام ابن مسعود -رضي الله عنه- والله أعلم.