[هل يجب الدعاء بالمأثور عن النبي صلى الله
عليه وسلم في صلاة الجنازة؟]
الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه, أما بعد:
فقد قال ابن أبي شيبة
2/489 في كتابه المصنف:
[من قال ليس على
الميت دعاء موقت في الصلاة عليه وادع بما بدا لك]
11367 - ثنا حفص بن غياث،
عن حجاج، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: «ما باح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولا أبو بكر، ولا عمر في الصلاة على الميت بشيء».
11368 - حدثنا حفص بن
غياث، عن حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن ثلاثين من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم «أنهم لم يقوموا على شيء في أمر الصلاة على الجنازة».
11369 - حدثنا حفص بن
غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: «ليس في الصلاة على الميت دعاء موقت في الصلاة،
فادع بما شئت».
11370 - حدثنا محمد بن
أبي عدي، عن داود، عن سعيد بن المسيب، والشعبي، قالا: «ليس على الميت دعاء موقت».
11371 - حدثنا غندر، عن
عمران بن حدير، قال: سألت محمدا عن الصلاة على الميت فقال: «ما نعلم له شيئا
موقتا، فادع بأحسن ما تعلم».
11372 - حدثنا معتمر بن
سليمان، عن إسحاق بن سويد، عن ابن عبد الله، قال: «ليس في الصلاة على الميت شيء
موقت».
11373 - ثنا يعلى بن
عبيد، عن موسى الجهني، قال: سألت الحكم، والشعبي، وعطاء، ومجاهدا أفي الصلاة على
الميت شيء موقت؟ فقالوا: «لا إنما أنت شفيع فاشفع بأحسن ما تعلم».
11374 - حدثنا غندر، عن
شعبة، عن أبي سلمة، قال: سمعت الشعبي، يقول: «في الصلاة على الميت ليس فيه شيء
موقت».
وهذه الآثار كلها صحيحة
عدا الأولان ففيهما حجاح وهو ابن ارطأة وهو مدلس وقد عنعن وقد روي الأول عند أبي
يعلى قال: 2179 - حدثنا عقبة بن مكرم الهلالي، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا إبراهيم
بن إسماعيل، عن أبي الزبير، عن جابر به, وإبراهيم ضعيف.
وقال الطبري في تهذيب
الآثار (الجزء المفقود) ص176: "ولا شيء في ذلك من الدعاء مؤقت لا يجوز للمصلي
تجاوزه، فأي نوع من الدعاء الذي روينا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه
دعا في صلاته على الجنائز للميت دعا به مصل عليها فحسن جميل، وإن خالف ذلك - أيضا
- إلى ما كان السلف الصالحون من الصحابة والتابعين يدعون به عليها فحسن جميل - وإن
أحببت له الاقتصار في ذلك على بعض ما ذكرت أن الرواية به عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - صحيحة - لأنه - صلى الله عليه وسلم - أولى من اؤتسي به، واقتفي أثره،
فيما لم يخطر على أمته الائتساء به فيه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك
قالت الأئمة الراشدون، وعمل به من بعدهم الخالفون، يدل على حقيقة ما قلنا في ذلك:
اختلافهم في الدعاء له عند صلاتهم عليه".
ثم ساق بسنده عن جماعة من
الأئمة من الصحابة والتابعين آثاراً نحو التي رواها ابن أبي شيبة فتراجع.
وقال الشافعي في الأم
1/309: "وليس في الدعاء شيء مؤقت".
قال ابن أبي زيد في
الرسالة ص41: "ويقال في الدعاء للميت غير شيء محدود وذلك كله واسع".
وقال ابن عبد البر: "وليس فيه عند الجميع شيء مؤقت" [الاستذكار" (3/38)] ونحوه
في [الكافي 1/277].
والنقول في هذا كثيرة ولم
أستقصها ولم أقف في تلك المسالة على من خالف من السلف وأوجب الدعاء بالمأثور.
وقد جاء في بعض الأثار
الصحيحة عن الصحابة في الدعاء للميت أدعية غير ما جاء في المرفوع, جمعها الأخ عبد
الله التميمي وفقه الله.
والله أعلم وصلى الله على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.