[بحث في حديث: «إن صاحب السلطان على باب عنت إلا من عصم الله عز وجل»]
قال الطبراني في معجمه الكبير 3603 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن عطاء بن السائب عن مالك بن الحارث عن رجل قال الحضرمي في كتاب أبي كريب عن حميد قال: عن رجل فقال: استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا على سرية، فلما مضى ورجع إليه قال له: «كيف وجدت الإمارة؟» ، فقال: كنت كبعض القوم، كنت إذا ركبت ركبوا وإذا نزلت نزلوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن صاحب السلطان على باب عنت إلا من عصم الله عز وجل» ، فقال الرجل: والله لا أعمل لك ولا لغيرك أبدا، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه.
الرجل المبهم في هذا الإسناد جاء تعيينه في الإسناد الذي تلاه:
قال الطبراني 3604 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا شريك، عن عطاء بن السائب، عن خيثمة قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلا على سرية، فذكر نحوه.
وقد سقط هنا مالك بن الحارث من السند, وقد أثبته ابن أبي شيبة قال: 32547 - حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن مالك بن الحارث عن خيثمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الإمارة باب عنت إلا من رحمه الله».
ورواه المعافى بن عمران في الزهد قال: 81 - حدثنا العلاء، عن القاسم، عن بعض الأشياخ عن خيثمة بن أبي سبرة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا أميرا على سرية ..الحديث.
وخيثمة هو بن عبد الرحمن بن أبي سبرة, وهو من التابعين وعلى ذلك يكون الحديث مرسلاً.
ورواه المروذي في أخبار الشيوخ قال: 227 - سمعت محمد بن الصباح يقول: أخبرنا جرير عن ليث عن عطاء عن خيثمة، قال: حدثني فلان بن فلان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث برجل من الأنصار في سرية أميرا .. الحديث مطولاً.
وهذا يحتمل الاتصال إلا أن في الإسناد ليثاً وهو ضعيف و سفيان الثوري أوثق وروايته أصح, وقد أرسله كما تقدم, وتابعه على ذلك شريك, والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.