[بحث في حديث: «لو أن رجلين دخلا في الإسلام فاهتجرا لكان أحدهما
خارجا عن الإسلام حتى يرجع»]
قال
البزار في مسنده: 1773 - حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: نا
شعبة، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «لو أن رجلين دخلا في الإسلام فاهتجرا لكان أحدهما خارجا عن
الإسلام حتى يرجع» ، يعني: الظالم منهما.
ورواه
الحاكم 1/71 وأبو نعيم في الحلية 4/173 وقال: غريب من حديث الأعمش وشعبة، لم
يرفعه إلا عبد الصمد.
وقول
أبي نعيم إشارة منه إلى أنه يعل رواية عبد الصمد المرفوعة, وقد خولف عبد الصمد في
رفعه, فقد رواه عن شعبة موقوفاً على ابن مسعود رضي الله عنه إمامُ الحفاظ يحيى بن
سعيد القطان, كما عند عبد الله بن أحمد في كتاب السنة له 1/364 رقم 787 وأبي بكر
الخلال في كتاب السنة له 5/11 رقم 1474 من طريق الإمام أحمد عنه.
وقد
تابع الأعمش عن زيد بن وهب على وقفه طلحةُ بن مصرف وروايته عند عبد الله بن أحمد
في كتاب السنة عقب الرواية السالفة ورقمها 788 وعند الطبراني في الكبير 9/183 رقم
8904 وفيه اختلاف يسير في اللفظ.
ورواه
الخرائطي في مساوئ الأخلاق برقم519 من طريق شريك عن الأعمش عن زيد عن عبد الله
موقوفاً.
فالراجح
في هذا الحديث الوقف والمرفوع خطأ والله أعلم.
وهنا
تنبيه:
أورد
الذهبي هذا الحديث في ترجمة البزار من الميزان 1/125وكأنه يشير إلى أنه هو من
يتحمل تبعة الخطأ في رفعه, وقد تبين أن الحمل فيه على عبد الصمد لا البزار, وذلك
أن الحاكم وأبا نعيم روياه من غير طريقه, والله أعلم.
وصلى
الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.